الاعاقة البصرية : الخدمات المساندة لذوي الإعاقة البصرية – المجالات والأدوار

الخدمات المساندة لذوي الإعاقة البصرية – المجالات والأدوار

دكتور محمد حامد إمبابي مراد
أستاذ مساعد ، قسم التربية الخاصة- كلية التربية جامعة الملك سعود- الرياض

ملخص البحث

أن   بعض المصلحين عبر تاريخ الإنسانية كان لهم رغبة صادقة في إصلاح حال المعوقين، فبذلوا الجهد لتحقيق هذه الرغبة وإن لم تأت النتيجة محققة لرغبات المعوقين، إلا أنه على يد مربي البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بزغ نور الدين الإسلامي على الدنيا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، حيث انتشر العدل والتراحم والمساواة فلقي المعوقين الرعاية وحسن المعاملة، ولم يغفل الخلفاء الراشدون، كما تابع التابعين رضوان الله عليهم هذا الجانب من بعده، فاعترفوا بأهمية رعاية المعوقين وخطورة إهمالهم وأقروا حقوقا للفرد المعاق شملت مختلف جوانب حياته، ليشعر بإنسانيته كأي إنسان وكل إليه وظيفة الاستخلاف في الأرض لعمارتها، فأصبح للمنهج الإسلامي منحى متميز في أسلوبه وطريقته يرتكز على أصول وقواعد تتسم بالتناسق والكمال فلا تتخلله فجوة، ولا يتسرب إليه نقص.

وبناء على هذه الأسس والثوابت التي لا يؤثر فيها تغير أو تحوير سواء عوامل الزمن أو اختلاف الظروف أو تنوع البيئات، مهما تبدلت أوضاع البشر واتسعت أمامهم آفاق العلم والمعرفة شأن ما عرفت البشرية من أفكار ونظريات، في رعاية المعوقين، في كل زمان ومكان بهذه الروح الحية المتجددة، التي يجد أي مجتمع بشري في كل عصر وحين في عطائها الزاخر ما يحل مشكلاته ويرضيه في سمو فذ وواقعية نادرة.

على هذا الأساس تبلورت حديثا – كما أسلفنا – عدة أسس تشكل مجتمعه المنطلقات الأساسية التي تنطلق منها الخدمات المساندة في مجال الإعاقة البصرية.
حيث أثبتت التجارب والبحوث أن المعوقين بصريا- مهما اختلفت درجة إعاقتهم- لديهم قدرات تجعلهم قادرين على الاندماج في الحياة العامة، وهذا يدعونا إلى الاهتمام بما يقدرون عليه 0
فالتربية الخاصة بمفهومها الصحيح ليست متقوقعة بين جدران الفصول أو ساكنة داخل أسوار المدرسة  بل هي أبعد من ذلك، فهي تعني العملية الشاملة التي تهدف إلى تنمية الطالب في شتى جوانب النمو المختلفة،  مستخدمة في ذلك الوسائل المساعدة والمعينات التي تمكن المعاقين بصريا من تنمية قدراتهم وإمكانياتهم بما يتلاءم مع استعداداتهم وتنمية وتدريب حواسهم للاستفادة منها في إكسابهم الخبرات المتنوعة والمعارف المختلفة  وتوفير الاستقرار والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية التي تساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه.

من هذا المنطلق انتظمت خطة الدراسة في هذا الموضوع كالآتي:
o المقدمة
o سبب اختيار الموضوع
o حدود الدراسة
o مشكلة الدراسة
o أسئلة الدراسة
o أهمية الدراسة
o تعريف المصطلحات
o الدراسات السابقة

وتوصلت الدراسة الحالية إلى بعض التوصيات التي يمكن من خلالها للأهل والمعلمين والأخصائيين والمربين والمسئولون الأخذ بها، ويأمل الباحث  من خلال المبررات المطروحة أن يستفاد منه، في دعم نظم الخدمات المساندة للمعوقين بصرياً، في المملكة العربية السعودية، وغيرها من البلاد العربية.

المقدمة:
     من الحق الذي لا يغفله الباحث الحالي هو أن بعض المصلحين عبر تاريخ الإنسانية كان لهم رغبة صادقة في إصلاح حال المعوقين، فبذلوا الجهد لتحقيق هذه الرغبة وإن لم تأت النتيجة محققة لرغبات المعوقين، إلا أنه على يد مربي البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بزغ نور الدين الإسلامي على الدنيا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، حيث انتشر العدل والتراحم والمساواة فلقي المعوقين الرعاية وحسن المعاملة، ولم يغفل الخلفاء الراشدون، والتابعون ، وتابع التابعون رضوان الله عليهم هذا الجانب من بعده، فاعترفوا بأهمية رعاية المعوقين وخطورة إهمالهم وأقروا حقوقا للفرد المعاق شملت مختلف جوانب حياته، ليشعر بإنسانيته كأي إنسان وكل إليه وظيفة الاستخلاف في الأرض لعمارتها، فأصبح للمنهج الإسلامي منحى متميز في أسلوبه وطريقته يرتكز على أصول وقواعد تتسم بالتناسق والكمال فلا تتخلله فجوة، ولا يتسرب إليه نقص.

وبناء على هذه الأسس والثوابت التي لا يؤثر فيها تغير أو تحوير سواء عوامل الزمن أو اختلاف الظروف أو تنوع البيئات، مهما تبدلت أوضاع البشر واتسعت أمامهم آفاق العلم والمعرفة شأن ما عرفت البشرية من أفكار ونظريات، في رعاية المعوقين، في كل زمان ومكان بهذه الروح الحية المتجددة، التي يجد أي مجتمع بشري في كل عصر وحين في عطائها الزاخر ما يحل مشكلاته ويرضيه في سمو فذ وواقعية نادرة.وقد أهتم علماء الأمة الإسلامية بالمكفوفين، فوجدنا البخاري رحمه الله يفرد بابا في صحيحه يسميه باب شهادة الأعمى، وأمره، ونكاحه وإنكاحه، ومبايعته وقبوله وغيره.

على هذا الأساس تبلورت حديثا – كما أسلفنا – عدة أسس تشكل مجتمعه المنطلقات الأساسية التي تنطلق منها الخدمات المساندة في مجال الإعاقة البصرية.
حيث أثبتت التجارب والبحوث أن المعوقين بصريا- مهما اختلفت درجة إعاقتهم- لديهم قدرات تجعلهم قادرين على الاندماج في الحياة العامة، وهذا يدعونا إلى الاهتمام بما يقدرون عليه
فالتربية الخاصة بمفهومها الصحيح ليست متقوقعة بين جدران الفصول أو ساكنة داخل أسوار المدرسة  بل هي أبعد من ذلك، فهي تعني العملية الشاملة التي تهدف إلى تنمية الطالب في شتى جوانب النمو المختلفة،  مستخدمة في ذلك الوسائل المساعدة والمعينات التي تمكن المعاقين بصريا من تنمية قدراتهم وإمكانياتهم بما يتلاءم مع استعداداتهم وتنمية وتدريب حواسهم للاستفادة منها في إكسابهم الخبرات المتنوعة والمعارف المختلفة  وتوفير الاستقرار والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية التي تساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه.

إذن “هناك حاجة ماسة لمزاوجة التربية الخاصة وأساليبها المختلفة بمفهوم الخدمات المساندة بقصد زيادة فاعلية التعلم لدى الأطفال المعوقين بالإضافة إلى رفع مستوى تلبية احتياجاتهم المختلفة، كما تبدو الحاجة أيضا إلى الخدمات المساندة أكثر ضرورة إذا عرفنا أن العجز يظهر بصورة بالغة وهذا بدوره يتطلب وجود برامج خاصة مدعومة بخدمات مساندة تلبي الاحتياجات المتنوعة في طبيعتها ومستواها.” الوابلي
ويمكن اعتبار طبيعة ومدى الخدمات المساندة المقدمة للطالب المعاق بصريا على أنها أنشطة علاجية ، وذلك عندما يتم تقرير ضروريتها ومناسبتها له ، اعتمادا على المعلومات المقدمة من التقييم التربوي.

خطة الدراسة
الدافع إلى الدراسة:
      الخدمات المساندة في مجال الإعاقة البصرية لم تجد من يهتم بتدوين برامجها وعرضها العرض الذي يناسب أهميتها، ومالها من تأثير فعال على حاضر المعاقين بصريا ومستقبلهم.

حدود الدراسة:
     اقتصرت الدراسة على الخدمات المساندة في مجال الإعاقة البصرية، البرامج والأدوار.

مشكلة الدراسة :
     برامج الخدمات المساندة لها آثار على الطلاب ذوي الإعاقة البصرية، ومن هنا يتبين مدى أهمية هذا الموضوع، وخاصة أن أدبيات التربية الخاصة تفتقر إلى الدراسات التي تتطرق إلى الخدمات المساندة لذوي الإعاقة البصرية بالرغم لمالها من تأثير فعال على حاضر الطلاب ومستقبلهم وعلى ذلك فإن هذه الدراسة تقدم إطاراً نظريا لمجموعة من الخدمات المساندة التي تقدم لهم بمعاهد وبرامج الدمج. ومن هنا تتبلور مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي:
ما هي الخدمات المساندة؟ وما دورها في مساندة العملية التعليمية بمعاهد وبرامج ذوي الإعاقة البصرية؟

  الهدف من الدراسة:
   يعد تيسير الخدمات المساندة في مجال التربية الخاصة بوجه عام ، ومجال الإعاقة البصرية في المراحل الدراسية المختلفة بوجه خاص واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكانيتها، ويضاف هذا الأساس إلى الأسس الأخرى لرعايتهم .
o إن هذه الدراسة ستنير لنا الطريق، وبالتالي ستوفر علينا كثيرا من الجهود عند رسم سياسة الخدمات المساندة للمعاقين بصريا ومعرفة المشكلات المتعلقة بها،
o كما إنه يمكننا في ضوء هذه الدراسة أن نتوصل إلى طائفة من التوصيات والمقترحات العملية، نأمل أن تحقق الهدف من هذا البحث.
o إبراز أهمية التفاعل الإيجابي بين مدارس التعليم العام وبرامج التربية الخاصة والربط بين أنشطة التقويم وأنشطة التشخيص والأنشطة المعالجة

أهمية الدراسة:
     تعد هذه الدراسة من الدراسات النظرية التي تسعى إلى تحديد برامج وأدوار الخدمات المساندة للمعاقين بصريا ، مع تحديد المعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافها ، كما حاول الباحث من خلال هذه الدراسة الحصول على صورة متكاملة وشاملة عن هذه الخدمات وحاول أيضاً من خلالها التعرف على المشكلات والتحديات التي تواجه الأخصائي النفسي والاجتماعي وأخصائي العلاج الطبيعي وغيرهم من الأخصائيين كفريق عمل بين الخدمات المساندة والتربية والتعليم.

تحديد المصطلحات :
مفهوم الخدمات المساندة:
     تعتبر الخدمات المساندة Support Services إحدى الآليات التي تعبر عن فلسفة ومفهوم الخدمات ذات العلاقة بالتربية الخاصة والمصطلح عليها باللغة الإنجليزيةRelated Services وهكذا فإن مصطلح الخدمات المساندة يشترك مع غيره من المصطلحات الأخرى كمصطلح الخدمات الإضافية Ancillary Services ومصطلح الخدمات المشتركةAlled Services بالإضافة إلى مصطلح الخدمات المساعدة Assistant Services في التعبير عن نفس المضمون والغاية التي تسعى لها فلسفة الخدمات ذات العلاقة بالتربية الخاصة.( الوابلي،1996 )
فالخدمات المساندة تعني العملية الشاملة المنسقة لتوظيف الأنشطة اللاصفية والخدمات الطبية والنفسية والتربوية والمهنية المساعدة للطالب المعاق في تحقيق أقصى درجة ممكنة من الفاعلية الوظيفية بهدف تنميته في شتى جوانب النمو المختلفة لتمكينه من التوافق مع متطلبات بيئته الطبيعية للاعتماد على نفسه وجعله عضواً منتجاً في المجتمع 0

المعاقون بصريا:
     وتشتمل هذه الفئة على المكفوفين وضعاف البصر، وفق التعريفات الآتية:
o الكفيف:blind
هو الشخص الذي تقل حدة إبصاره بأقوى العينين بعد التصحيح عن 6/60 مترا ( 20/ 200قدم )أو يقل مجاله البصري عن زاوية مقدارها (20) درجة.( الموسى ،999ا م )
o ضعاف البصر:
Low Vision Individuais  هم الذين يتمكنون بصريا من القراءة والكتابة بالخط العادي سواء عن طريق استخدام المعينات البصرية أو بدونها.0 الموسى ،(1413 هـ)

المرشد الطلابي أو الأخصائي الاجتماعي :
     أحد أعضاء فريق الخدمات المساندة، كما أنه أحد أعضاء الهيئة الفنية بالمعهد/ المدرسة، فتارة يطلق عليه أخصائي اجتماعي وأخرى يطلق عليه المشرف الاجتماعي أو المرشد الطلابي، وهو يؤدي دورا مهماً في المدرسة الحديثة فهو الصلة بين جميع أفراد المجتمع المدرسي، فهو الذي بقوم بمساعدة التلميذ على فهم ذاته ومعرفة قدراته والتغلب على ما يواجهه من صعوبات لتحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني لبناء شخصية سوية في إطار التعاليم الإسلامية، وتعويده على الاعتماد على نفسه لحل مشكلاته واكتشاف مواهبه.( مراد ،1423هـ )
والأخصائي النفسي- الاجتماعي كل منهم يرتب ويعد للاجتماعات الخاصة بمناقشة مشكلات النمو التربوي لأي طالب تربية خاصة في أي مدرسة، كما إنه يحضر الاجتماع بالإضافة إلى إنه في إمكانه أن يدعو للاجتماع كلما اقتضت الضرورة، ويوجه رسائل إلى كل من مدرسي التربية الخاصة ومدرسي غرفة المصادر وأخصائي القراءة والمعالج اللغوي وممرضة المدرسة والمرشد المدرسي والأهل وبعض الطلاب إن كان ذلك ممكنا لجزء من وقت أي اجتماع خاص بالنمو التربوي، ويشاركون بشكل كلي إذا أعتقد بأن ذلك أمرا مناسبا وعمليا.( السرطاوي والسرطاوي ،1988م )

الأقسام الداخلية:
     الأقسام الداخلية لمعاهد التعليم الخاص هي مقر إقامة وتربية وتغذية لفئات من طلاب معاهد التعليم الخاص تضطرهم ظروفهم إلى الإقامة فيها.

عمل الفريقTeam Work
   هي طريقة للعمل يتعاون فيها اثنان أو أكثر من المهنيين أو شبه المهنيين أو المساعدين أو المتطوعين على شكل فريق ومن خلال المساهمة بتخصصاتهم ومهاراتهم واستبصارهم يركزون على تحديد حاجات الفريق وطرق مساعدته على تلبيتها. (International Labour Office)

الرعاية الصحية الأولية:
     اختلفت الآراء حولها فمن قائل إنها أول مكان يذهب إليه المريض للعلاج، ومن قائل إنها المكان الذي يذهب إليه المريض ليفحصه الطبيب العام قبل أن يحوله إلى الطبيب الأخصائي ومن قائل إنها تعني أكثر ما تعني بصحة البيئة.
الرعاية الصحية الأولية تعني تقديم الرعاية الصحية الشاملة للمجتمع( العلاج والوقاية معا ) نشاطاتها تشمل علاج المرض و التثقيف الصحي، والتشخيص المبكر للأمراض ورعاية الأمومة والتطعيم ضد الأمراض، أي أن الرعاية الصحية الأولية تهتم بالرعاية الصحية الشاملة لأفراد المجتمع من الناحيتين الوقائية والعلاجية.( الخليفة وآخرون ، 1413هـ )
oالتثقيف الصحي:
نشر المعرفة الصحية لردح الناس عن اتباع كل ما من شأنه تعريض صحتهم للخطر سواء في الجوانب النفسية أو الجسمية.(Centers For Disease Control )
o السلوك الصحي السليم والعادات الصحية:
أي اتباع السلوك الصحي السليم والعادات الصحية لمنع كثير من الأمراض مثل الإيدز وسرطان الرئة والأمراض التي تنتج عن عادات ضارة يتبعها الإنسان.
o التغذية الجيدة:
المقصود بها الغذاء الجيد المتوازن الذي يقي الشخص من أمراض فقر الدم وتعطيه القدرة على التغلب على الأمراض المعدية 0(Buxreau Of Communicable)

اقرأ أيضا:  أعراض وأسباب وعلاج متلازمة ليتل

الدراسات السابقة
   تعددت الدراسات التي تناولت الخدمات المساندة لدى العاديين ولكن تندر لدى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها فئة المعاقين بصريا بالرغم من الحاجة الماسة إليها ، بما يتناسب مع احتياجات الطلاب المعوقين بصرياً بالمعاهد والبرامج ، لذا يعرض الباحث الحالي ما أمكن الاستفادة منه من دراسات سابقة ًواهم هذه الدراسات ما يلي :
o دراسة الوابلي:1998م  بعنوان : الخدمات المساندة ومدى أهميتها من وجهة نظر العاملين في معاهد التربية الفكرية بالمملكة العربية السعودية :
من أهم أهداف الدراسة التعرف على واقع الخدمات المساندة وتحديد أهم مجالاتها التي يحتاجها الطلاب المتخلفون عقليا كما يراها العاملون في معاهد التربية الفكرية، كما تناولت الدراسة مفهوم الخدمات المساندة وأهدافها ومجالاتها ووظائفها، وأشارت إلى أن حاجة صغار الأطفال المعوقين للخدمات المساندة تزيد أكثر بحكم صغر السن، بل أن حاجاتهم إلى الخدمة المكثفة قد تساعدهم على تقليص الفجوة بينهم وبين أقرانهم من الأطفال  العاديين من نفس العمر.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك بعض الخدمات قد وصلت إلى مستويات ضعيفة من التحقق، وذلك لغياب الكوادر الغنية المتخصصة.
وقد استفاد الباحث الحالي من هذه الدراسة عندما تعرض لمفهوم الخدمات المساندة وأهميتها وللتعرف على الصعوبات التي واجهها الباحث.
o دراسة:  مراد :1425هـ  بعنوان : برامج التربية البدنية الخاصة ودورها في تأهيل ذوي الإعاقة البصرية :
تناولت الدراسة النشاط الرياضي بمعاهد وبرامج ذوي الإعاقة البصرية، واستند الباحث إلى أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية كضرورة من الضروريات المرتبطة بالصحة الوقائية للإنسان العادي من جهة وإلى أهمية مضاعفة ممارسة مثل هذه الأنشطة لذوي الإعاقة البصرية من جهة أخرى، لدورها في إكساب طلاب هذه الفئة للعديد من المهارات الحركية، بالإضافة إلى أن  مجال التربية البدنية الخاصة لا يتضمن تعليم وتدريب الألعاب والرياضات فقط، بل يشمل أيضا ألوانا أخرى من النشاط كالتمرينات العلاجية والتأهيل.
وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة الحالية من حيث شموليتها لمختلف الخدمات المساندة لذوي الإعاقة البصرية .

o دراسة/  مراد :1424هـ بعنوان : دور الأخصائي الاجتماعي في معاهد وبرامج الإعاقة السمعية وإرشاد الأسرة :
تناولت الدراسة خدمة الإرشاد الطلابي في معاهد وبرامج الإعاقة السمعية ودورها الوقائي في رصد وتشخيص المشكلات التي يعاني منها الطلاب المعوقين سمعيا خلال مسيرتهم التعليمية، حيث قد تظهر بعض المشكلات المدرسية وتتعقد وتتحول من مشكلات بسيطة إلى مشكلات معقدة في حالة غياب خدمة الإرشاد الطلابي، مما قد يترتب عليه تعريض المسيرة التعليمية للتوقف.
وذكر الباحث أن الخدمة الاجتماعية تعد البرامج الخاصة والطرق للتعامل مع فئات الإعاقة، كما تناول الباحث بعض الصعوبات التي تواجه الأخصائيين الاجتماعيين عند اختيار النموذج أو الطريقة المناسبة.
وقد استفاد الباحث الحالي من هذه الدراسة في التعرف على  العديد من المشكلات الطلابية التي يتعامل معها المرشد الطلابي ودورة في معالجتها.

o دراسة  الخليفة وآخرون : 1431هـ موضوعها عوامل الاستفادة من خدمات المؤسسات العلاجية الخاصة، تناولت الدراسة المرافق والخدمات الصحية بالمملكة العربية السعودية وبيان بالأمراض السارية حسب المناطق، كما تناولت العلاقة بين الخدمات الصحية والتنمية الشاملة،  وتناولت العلاقة بين العوامل المعوقة للاستفادة من خدمات القطاعين الحكومي والخاص أو أحدهما ، وأشارت الدراسة إلى التوزيع الجغرافي للأمراض في المملكة العربية السعودية وخاصة الأمراض الطفيلية المتوطنة كمرض التراخوما وعسر تمييز الألوان وغير ذلك من أمراض متوطنة.

o وأشارت الدراسة ضمن نتائجها إلى وجود مشكلات بسبب الازدحام وطول الانتظار أمام العيادات الخارجية في المستوصفات والمستشفيات الحكومية، كما أشارت إلى أن الجهاز الإداري الفعال في المستشفيات والمستوصفات يلعب دورا بارزا في استقطاب الكثير من المرضى والمراجعين للمستشفيات الحكومية واستفاد الباحث الحالي من هذه الدراسة، عندما تطرق لمشكلات الخدمات الطبية كإحدى الخدمات المساندة التي تناولها البحث الحالي.
o دراسة:  الصائغ :1413هـ  بعنوان : دور برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في علاج مشكلة التأخر الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية :
تناولت الدراسة خدمة الإرشاد والتوجيه الطلابي كإحدى الخدمات المساندة بمدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، ودورها في حل مشكلات الطلاب وخاصة طلاب الصفوف الأولية، كما تناولت نشأة التوجيه والإرشاد الطلابي بالمملكة العربية السعودية وتعريفه وأهدافه، كما تناولت الدراسة إحدى المشكلات الهامة بالمدارس  ألا وهي مشكلة التأخر الدراسي والتي قد تنتج عن قصور وظيفي واستفاد الباحث الحالي من هذه الدراسة عندما تعرض للخدمات الاجتماعية كإحدى الخدمات المساندة بمعاهد النور وبرامج دمج المكفوفين.

o دراسة : صادق: 1987م بعنوان : الأخلاقيات المهنية ودور الإخصائي النفسي في برامج غير العاديين في المملكة العربية السعودية : هدفت الدراسة إلى التعرف على أخلاقيات مهنة الأخصائي النفسي في برامج غير العاديين من خلال مراجعته للدراسات السابقة ، كما تناولت واجباته بصفة عامة ، وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة الحالية حيث أن الدراسة الحالية تناولت كافة المجالات  والأدوار

o دراسة سعود : 1425هـ بعنوان : فعالية برنامج إرشادي لتعديل اتجاهات التلاميذ العاديين نحو التلاميذ المتخلفين عقلياً المدمجين معهم في المدرسة ،هدفت الدراسة إلى اختبار فعالية برنامج إرشادي في تعديل اِتجاهات التلاميذ العاديين نحو زملائهم المتخلفين عقليا المدمجين معهم في المدرسة ، واستفاد الباحث الحالي من هذه الدراسة ، حيث تعرف على حجم مشكلات الطلاب المتخلفين عقلياً المدمجين مع العاديين ، ومدى إمكانية نجاح الجهود الخاصة بلا رشاد الطلابي في معاهد النور أو برامج الدمج 0

o دراسة عطا وآخرون :1425هـ بعنوان : واقع التوجيه والإرشاد التربوي والنفسي في مراحل التعليم العام : ،تناولت الدراسة دور التوجيه والإرشاد التربوي والنفسي في مدارس التعليم العام ، ولكن الباحث الحالي استفاد منها للتعرف على المناخ المدرسي المناسب للطالب المعاق بصرياً عند إدماجه في مثل هذه المدارس 0

وبشكل عام يختلف مجال هذه الدراسات السابقة عن مجال الدراسة الحالية إنها تناولت الخدمات المساندة بشيء من الشمولية في مجال لم تتطرق إليه أي من الدراسات ألا وهو مجال الإعاقة البصرية لذلك يأمل الباحث أن تحقق هذه الدراسة إضافة جديدة لهذا المجال

المجال الأول
الرعاية الاجتماعية :
– الإرشاد الطلابي 
– الإسكان والتغذية 
–  النقل 
– المساعدات المالية

وبعد أن مهد الباحث لدراسته بتوضيح مشكلتها والهدف منها وأهميتها ونماذج من الدراسات السابقة التي تطرقت إلى هذا المجال – مجال الخدمات المساندة – يعرض في الصفحات التالية لأنواع المجالات التي تقدم فيها هذه الدراسة 0
الإعاقة هي إحدى القضايا الاجتماعية المهمة نظرا لأبعادها التربوية والاجتماعية والاقتصادية على المعاق وأسرته والمجتمع ككل.
وموضوع الرعاية الاجتماعية للمعوقين لم يحظ بالبحث والدراسة بالشكل المطلوب بالرغم من وجود الرعاية الاجتماعية، حيث تمثل تلك الرعاية بمثابة حقوق للمحتاجين مستمدة من الشريعة الإسلامية، قال تعالى: ” إنما المؤمنون أخوة ” سورة الحجرات أية (10)
وقال صلى الله عليه وسلم”مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى” وذلك للحفاظ على حياة الفرد وكرامته. (الطريقي ، 1425 هـ )
إن دمج المعوق بصريا في المجتمع يتطلب رعاية وتأهيلا اجتماعيا وتعليميا ومهنيا مع توفير العمل المناسب له، وتوجيه أسرته لمعاملته بطريقة مساوية لأخوته، ومخالطته لأسرته في المأكل والمشرب والعمل على دمجه في الأسرة ومن ثم في المجتمع ،مع ملاحظة أهمية توفير عوامل السلامة والأمان لكل الأجهزة المختلفة الموجودة في المسكن.
ويقوم بالخدمات الاجتماعية للمعاقين بصرياً العديد من الجهات والأشخاص نذكر منهم المرشد الطلابي :

خدمات المرشد الطلابي :
إن الحاجة إلى خدمات المرشد الطلابي من أبرز الخدمات التي ينبغي أن تقدمها المدرسة لمساعدة الطلبة المعاقين بصرياً على النمو والتوافق والإنجاز المدرسي ومن هنا نتسائل ، ما المهام والأدوار المهنية المنوطة بالمرشد الطلابي والتي يجب القيام بها(عطا وآخرون،1425هـ)

 الرعاية الفردية للطلاب المعاقين بصرياً :
     من خلال الرعاية الفردية للمعاق بصريا يتم اتخاذ الآتي:-
1- اتخاذ كافة الإجراءات المعينة لهم في المجتمع المدرسي مثل اختيار الفصول الملائمة واختيار الأماكن المناسبة داخل الفصول وغيرها من الإجراءات التربوية المساعدة.
2- المتابعة المستمرة بالتعاون مع المعلم ورائد الفصل ومدير المدرسة وولي الأمر.
3- تشجيع مجالات الإبداع لديهم وحفز قدراتهم الذاتية للاعتماد على أنفسهم بأسلوب إرشادي مناسب ليساعدهم على التكيف السوي داخل وخارج المدرسة.

الخدمات الإرشادية وتشمل:-
1- جلسات إرشادية ومقابلات فردية لمساعدة الكفيف على التكيف مع واقعه.
2- مقابلة مدير/أو وكيل المدرسة لدراسة حالته.
3- مقابلة رائد الفصل.
4- الاتصال بولي الأمر.
5- إحالة الطالب لإجراء كشف طبي.
6- مناقشة المعلمين حول وضع الطالب.
7- رعاية جوانب الإبداع لدى الطالب.
8- مساعدته للحصول على أداة مساعدة.
9- رعايته أثناء حصص التربية الرياضية.
10- نقله إلى مكان مناسب في الفصل.
11-  تحويله إلى الفصل مناسب.
12 – مساعدته اقتصاديا.
13- إشراكه في جماعة المدرسة.
14- ملاحظة المواقف اليومية الطارئة مثل :
أولا: المواقف النفسية :
أ‌- الاضطراب الانفعالي.
ب‌- القلق النفسي.
ثانياً- المواقف التربوية الطارئة: مثل:-
أ-  تكرار عدم أداء الواجب.
ب – التأخر الصباحي المتكرر.
ج‌- الغياب المتكرر.
ثالثاً- ملاحظة المواقف السلوكية اليومية الطارئة مثل:-
أ- الجنوح.
ب- أتلاف أدوات المدرسة.
ج-  التدخين.
دـ – سوء التكيف.( التوجيه والإرشاد الطلابي 2001م )

     دور برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في علاج مشكلات الطلاب:-
يمكن تتبع دور برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في علاج مشكلات الطلاب كالآتي:-
1- الاهتمام بالتشخيص المبكر للمشكلات كمشكلات التأخر الدراسي في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية ووضع البرامج الوقائية والعلاجية.
2- يجب أن يشارك في التشخيص فريق العمل.
3- علاج المشكلة حيث أن المرحلة التالية لتشخيص التأخر الدراسي هي مرحلة العلاج ويشارك في هذه المرحلة كافة الجهات المعنية بالعملية التعليمية على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية والوزارة، ويتفاوت دور برامج التوجيه والإرشاد الطلابي في هذا المجال من دور التنسيق في بعض الأحيان إلى دور التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم والتطوير في أحيان أخرى.

خدمة التوجيه والإرشاد الطلابي:
     يميل الكفيف كأي إنسان إلى أن يحكي مشكلاته الشخصية والاجتماعية والمهنية وغيرها إلى أصدقائه وأقاربه، فيلقى مشاركة وجدانية واقتراح حلول لهذه المشكلات، ومعنى هذا أن الإرشاد يمارس منذ القدم.
إن وجود فريق خاص لعملية تقييم الطالب يضم تخصصات مهنية مختلفة يسمح بدراسة حالة الطالب المعاق بجوانبها المختلفة وبعمق أكثر، ويقلل من فرص الأخطاء نظرا لتكامل المعلومات والطرق المختلفة في النظر إليها، ويضمن تطبيق البرامج العلاجية المقترحة بشكل أفضل، حيث أن معظم أعضاء الفريق هم المشاركون والمسؤولون في تنفيذ ذلك البرنامج للطفل موضوع المشكلة.( القريوتي والسر طاوي ،1988م )
وحيث يقوم العاملون في المدرسة بدور مهم في التعرف على الطلاب ذوي صعوبات التعلم من المكفوفين ، فلا بد من تزويدهم بإرشادات عملية واضحة من شأنها أن تساعدهم على اتخاذالقرارات الصائبة بتحويلهم لفريق التقييم بهدف تحديد الصعوبة وأسبابها وتطوير البرنامج المناسب لها.

    مهام المرشد الطلابي وبرامج تربية وتعليم ذوي الإعاقة البصرية :
1- استقبال التلاميذ.
2- ملاحظة التقاء التلاميذ ذوي الإعاقة البصرية بالتلاميذ العاديين.
3- تهيئة التلاميذ العاديين بتعريفهم باختلاف التلاميذ المعاقين بصرياً ، عنهم في طريقة ا التصرف- المنظر العام الخارجي-الخ
4- أعلام أولياء أمور التلاميذ العاديين بطبيعة التلاميذ ذوي الإعاقة البصرية وطلب دعمهم ومساعدتهم.
5- أعلام معلمي المدرسة بإعداد الجو المناسب والاستعداد لتقديم العون والمساندة للتلاميذ المعاقين بصرياً.
6- تقسيم تلاميذ الصف العادي إلى ثلاث أو أربع مجموعات، وتكوين مجموعات مماثلة من التلاميذ ذوي الإعاقة البصرية، ودمج مجموعة عادية مع مجموعة غير عادية.
7-  ملاحظة مدى تفاعل تلاميذ المجموعات بشكل جيد سواء عند الألعاب أو الرسم أو التلوين بالنسبة لضعاف البصر من حيث:-
أ‌- ملاحظة مدى انسجام التلاميذ العاديين مع غير عاديين.
ب‌- مدى إبداء التلاميذ العاديين للود والتعاطف مع ذوي الإعاقة البصرية .
ج-   مدى إسهام أولياء أمور التلاميذ العاديين في دعم التلاميذ المعوقين بصرياً.
د‌- ملاحظة مدى شعور التلاميذ العاديين وذوي الإعاقة البصرية بالمتعة في أثناء تنفيذ أي  مشروع
8- ترك التلاميذ العاديين يختارون من يرغبون بالعمل معهم من التلاميذ ذوي الإعاقة البصرية.
9 – تقييم التجربة.
لا تزال مشاركة المرشد الطلابي والمشرف التربوي والمعلم وغيرهم في اتخاذ القرارات التي تتخذ بشأنهم مشاركة محدودة ونفس الكلام يقال عن مدير المدرسة.
إن من أهم إيجابيات المشاركة هي تحقيق الالتزام الأخلاقي والمهني بالقرارات التي يتم الاتفاق عليها، وهذا من شأنه أن تصبح وزارة التربية والتعليم كتلة واحدة أو فريق واحد، فالكل في ميدان واحد يشاركون وينفذون.
فالمشاركة تحقق الإيجابيات التالية:-
1- الشعور بالانتماء للمنظمة.
2- الالتزام بتنفيذ القرارات.
3- تقليل المسؤوليات.
4- الإبداع والنمو الذاتي.( القبلان، 1419هـ)
ولكن مع ملاحظة عدم الإفراط في رعاية ذوي الإعاقة البصرية لأن  إفراط المرشد الطلابي أو المعلم أو الإدارة في توفير الرعاية والحماية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة يؤدي إلى:-
1- التساهل في مستويات تعليمهم.
2- تكليفهم بأعمال جانبيه في الصف بدلا من الأعمال التي يؤديها بقية تلاميذ الصف الآخرين 0
3- استبعادهم من الأنشطة المشوقة التي يؤديها تلاميذ الصف اعتقادا منهم بأن هذا الاستبعاد دليل على حمايتهم من أخطار اللعبة.
4- السماح لهم بالتغيب عن الأنشطة التي قد تثير الحماس اللازم لتطوير مهارات مثل القراءة والكتابة، مما قد يشعرهم بالحزن لعدم قدرتهم على مجاراة زملائهم في المدرسة.
5- حرمان هؤلاء التلاميذ من فرص التعامل مع التلاميذ العاديين أو الاختلاط بهم، وبالتالي قد يتعرضون إلى مواقف غير إيجابية من الآخرين في المجتمع تجاههم.

اقرأ أيضا:  الإعاقــــة بالمفاهيم والمصطلحات العالمية

وبعد مراعاة هذه الأساليب في الرعاية يمكن استنتاج أهم نتائج الدمج التي تم التوصل إليها في العديد من المصادر:-
1- تحسين القدرات اللغوية للتلاميذ المعاقين بصرياً.
2- ميل التلاميذ العاديين إلى أن يكونوا أكثر تسامحا وتقبلا إزاء الاختلافات والفروق بين الأفراد.
3- تجنب عزلهم أو إهمالهم في الصفوف العادية وإشراكهم في تعلم المنهج الذي يتعلمه التلاميذ العاديين بالقدر الذي تسمح به إمكاناتهم.
4- حفز المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي على تقديم الدعم والمساندة.
5- النظر إلى الاختلاف والفروق الفردية بين التلاميذ على أنه أمر طبيعي.
6- توفير الفرص التربوية التي تحقق دمج التلاميذ العاديين والمعوقين في مجموعة عمل واحدة.
7- اتباع أساليب مرنة في التعامل معهم.
8- اختيار الطرائق التي تلبي احتياجاتهم الخاصة للمتعلم.
9- ضرورة تطوير ممارسات المعلم واكتسابه مهارات جديدة في تعليم المعوقين ومعاملتهم.

خدمة الإسكان والتغذية :
     يلحق بمعاهد/مدارس النور للمكفوفين قسم داخلي لإقامة الطلاب والعاملين القائمين على خدماتهم والهدف منها:-
1- تيسير فرصة الالتحاق بالمعاهد للطلاب الذين يسكن أولياء أمورهم بعيدا عن مقر المعهد.
2- تأصيل القيم والمهارات التي يكتسبها الطالب أثناء اليوم الدراسي.
3- تدريب الطالب على آداب الشعائر الدينية، وتعويده على السلوك السوي حسب قدراته.
4- رعاية الطالب المقيم اجتماعيا وصحيا ونفسيا، ومساعدة أسرته على تحقيق التكيف الاجتماعي والنفسي مع حالته.
5- تهيئة الطالب للتكيف مع المجتمع والاندماج فيه.
التزامات القسم الداخلي نحو الطلاب المكفوفين المقيمين :
1- يوفر القسم الداخلي للطالب الكفيف السكن- التغذية- الملابس – الرعاية الصحية والتربوية والنفسية والاجتماعية- مستلزمات النظافة- اللوازم المدرسية- تذاكر الإركاب( ذهاب وعودة سنويا ) حسب وسيلة الموصلات التي تصل إلى مقر سكن عائلته.
2- يعدل البرنامج الغذائي في شهر رمضان المبارك للصائمين من الطلاب بحيث يراعي فيه احتواء الوجبات على ما يتناوله المجتمع في هذا الشهر وتقديمها في الأوقات المناسبة.( اللائحة التنظيمية: 1425هـ)
أما في حالة عملية الدمج التي تعبر عن روح العصر الفلسفية والسياسية، فقد تم الحد من قبول الطلاب بهذه الأقسام الداخلية، التي ربما تسهم إلى حد ما في خلق جو نفسي غير عادي، فينجم عنها مشكلات ومتاعب تعترض نمو البرامج الاجتماعية والتعليمية.
وبالرغم من ذلك يبدو أن هناك رغبة جامحة لدى كثير من الآباء على التحاق الأبناء بمثل هذا النوع من الإقامة نظرا للظروف الخاصة لهذه الأسر.

    العاملون بالقسم الداخلي :
يتكون الجهاز العامل بالقسم الداخلي من:-
أ‌- رئيس السكن، مشرف اجتماعي داخلي ( عميد أسرة ) ويجوز تكليف من يقوم بهذا العمل من المرشدين الطلابيين العاملين في الكادر التعليمي في حالة عدم وجود المشرف الاجتماعي الداخلي.
ب‌- مراقب ليلي- اختصاصي تغذية- عامل نظافة مقيم- حارس- سائق مقيم وهؤلاء متفرغون للعمل بالقسم الداخلي.
ج- مدير المعهد- مرشد طلابي- محاسب- ممرض- صيدلي، وهؤلاء مسؤولياتهم موزعة بين القسمين الدراسي والداخلي .
د – طباخ- مساعد طباخ سفرجي- سباك- كهربائي- عامل نظافة- غسال- كواء- خياط وهؤلاء يتم توظيف من يحتاج إليه منهم تبعا لإسناد أعماله إلى مؤسسات أو عدمه.

شروط القبول للإقامة بالمساكن الداخلية:-
1- يقبل الطالب في القسم الداخلي إذا كان مقر إقامة أسرته خارج المدينة التي يوجد بها المعهد.
2- أن يكون حسن السيرة والسلوك ولا يخشى خطره على نفسه أو على غيره.
3- أن يلتزم الطالب وولي أمره بأنظمة القسم وتعليماته.
4- وضع الطالب الجديد قيد الملاحظة والتقويم مدة شهر لمعرفة مدى صلاحيته للإقامة في القسم الداخلي.
5- أن يكون كفيفاً كفاً كلياً. ( الوابلي ، 19980)

خدمات النقل  (خدمة المواصلات ) :
  علاقة وسيلة الانتقال بانتظام الكفيف في الدراسة :
تعتبر وسيلة الانتقال التي يستخدمها الكفيف للانتقال إلى المدرسة خدمة من الخدمات المساعدة الهامة، حيث أن تيسير الحصول عليها مجانا يضمن له الاستمرار في الدراسة.

المساعدات المالية:
     إن صرف إعانة مالية للطلاب المكفوفين المقيمين بالأقسام الداخلية الملحقة بالمعاهد أو للطلاب المقيمين مع (أسرهم) من شأنها تخفف من الضغوط التي يسببها كف البصر، كما إنها تشجعهم على الاستمرار في دراساتهم، وبالتالي الدمج في جو عائلي مع أخواتهم وأقرانهم وفي مجتمعهم، وهذا أسوة بالتجربة الناجحة بالمملكة العربية السعودية في هذا المجال حيث نجدها تستمر في صرف هذه الإعانة المالية للطلاب المكفوفين حتى في شهور الإجازة الصيفية، بل وإنها ترفع مقدار الإعانة المالية للطالب المقيم في القسم الداخلي خلال إقامته مع أسرته في شهور الإجازة الصيفية.( الموسى ، 19990

المجال الثاني – الخدمات الصحية
o برامج الإشراف الصحي
o أهداف خدمات الصحة المدرسية
o العلاج الطبيعي
o العلاج الوظيفي
o علاج اللغة والكلام

تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة على أنها ( حالة من المعافاة الجسدية والنفسية والاجتماعية وليست مجرد الخلو من المرض والعجز ) وتمثل المدرسة فرصة ذهبية للقطاع التعليمي كي يعزز صحة أفراد المجتمع بالتوعية الصحية واِصحاح بيئة المدرسة وتعزيز صحة منسوبيها من طلاب ومعلمين وبالتالي نقل الرسالة الصحية عن طريق المدرسة لتعزيز صحة المجتمع ، وفيما يلي تعريف مختصر للتربية الصحية :

التربية الصحية :
       وهي التي لا تكتفي بإعطاء المعلومة ، بل تتعدى ذلك إلى تغيير التوجه وتحسين السلوك ، مع التركيز على تفعيل المحتويات الصحية في المنهج الدراسي والاستفادة من النشاطات المدرسية الصفية وغير الصفية في المدرسة في التوعية الصحية

الخدمات الصحية:
       تشمل خدمات الاكتشاف المبكر والإسعافات الأولية والتطعيمات وخدمات ذوي الأمراض المزمنة من منسوبي المدرسة من الطلاب العاديين والمعاقين بصرياً بتوفير نظام الإحالة للحالات المحتاجة إلى الخدمات العلاجية المناسبة 0 ( برنامج المدارس ، 1422هـ )
و لا شك أن تقدم الطب قد ساهم مساهمة فعالة في تخفيض عدد الإصابات بكف البصر بين السكان، وخاصة الجهود المبذولة للتطعيم ضد مرض الجدري الذي كان يعتبر في الماضي سببا رئيسيا في الإصابة بكف البصر، ومع ذلك فإن نسبة المكفوفين إلى المبصرين لازالت عالية ولسوف تظل كذلك إلى أن يتمكن الطب من اكتشاف طريقة فعالة للقضاء على  (التراخوما) في العالم عامة، وفي المناطق الصحراوية خاصة.
وقد أكدت المؤتمرات وغيرها على أهمية قيام المؤسسات التعليمية النظامية فيها والأهلية بالعمل على نشر الوعي الثقافي والصحي بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته من خلال برامج وأنظمة تعليمية وثقافية حيث أنه من خلال هذه الخدمات- الثقافية والصحية- يمكن الحد من المشكلات الصحية، وأن نجاح أي برنامج تثقيفي في مجال الثقافة الصحية، يقاس بمدى تلبيته لحاجات الأفراد، ويسهم في الحد من المشكلات التي يعانون فيها.( الصباغ ، 1420هـ )
لم تغفل الشريعة الإسلامية جسم الإنسان والمحافظة عليه وذلك لأن الجسم هو الوسيلة لقيام الإنسان بالتكاليف الشرعية واعمار الكون والقيام بأعباء الحياة، ومن ثم ملئت الشريعة بالإرشادات والنصائح الطبية حتى يكون المسلم قويا في دينه وقويا في بدنه، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” المؤمن القوي خيراً وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز” ومن يطالع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فسوف يجد مصداق ذلك..( الجوزية، 2004م)
كما أهتم علماء المسلمين بصحة المعاقين بصرياً، مما دفع الخلفاء والأمراء والتجار وأغنياء المسلمين للتنافس في العناية بهم، حيث وجدنا الخليفة الأموي ( الوليد بن عبد الملك يبني أول مستشفى للمجزومين وكان ذلك سنة 588- 707هـ وهو أول مستشفى من نوعه في العالم، بل إنه أعطى لكل مقعد خادما ولكل أعمى قائدا.( مراد ، 1425هـ)
ومن بين الركائز النظرية التي تقوم عليها الدراسة الحالية ما يتعلق بالخدمات الصحية للمكفوفين فهل هذه الخدمة لها عائد اقتصادي أم إنها تمثل فاقدا ماديا.
وإن كان للخدمات الصحية عائد مجز يستهدف الارتقاء بصحة المعاقين بصرياً فإن التنسيق بين هذه الخدمات الصحية وبين غيرها من خدمات يساعد على رفع مستواها لصالح الإنسان أي إنسان معاق أو عادي وخدمة أهدافه.
ويمكن القول أن الخدمات الصحية تعتبر المدخل الحقيقي لإحداث التنمية الشاملة في أي مجتمع من المجتمعات، بل إن شئت القول بأن الخدمات الصحية هي المظهر الاجتماعي  للتنمية،لأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية مع تفشي الأمراض عند الإنسان صانع التنمية والمخطط لها سواء كان إنساناً عادياً أم معاقاً، لذلك لا نكون مغالين إذا قلنا أن ما ينفق على خدمات الصحة بقدر ما يمثل أحد المدخلات المهمة، فإنه يمثل أيضا أحد المخرجات الأهم التي تبدو في الصورة إنساناً صحيح البدن قادراً على العطاء منفذاً لبرامج التنمية معجلاً بنجاحها.
وقد عبر الاقتصاديون عن هذا المعنى باصطلاح” اقتصاديات الصحة” ويفسرون ذلك بأن للمستوى الصحي للأفراد ما يؤثر تأثيرا مباشرا على إنتاجية القوى العاملة، فكلما أرتفع المستوى الصحي أمكن تخفيض وقت العمل في الوقت نفسه الذي يمكن فيه زيادة الإنتاج والاستثمارات في البرامج الهادفة، وإن كان هدف الخدمات الصحية القضاء على الأمراض التي تسبب كسل وتراخي عدد كبير من السكان ، فذلك بلا شك إنفاق استثماري ، وطالما وجد الإنسان المعاق بصريا الرعاية الصحية الكافية نمت صحته واقبل على الحياة بكل أبعادها.(الخليفة وآخرون،1413هـ)
كما أن الرعاية الصحية والطبية  تهيئ لذوي الإعاقة البصرية الصحة الجسمية واللياقة البدنية والقدرة على استيعاب دروسهم وبالتالي الاشتراك الإيجابي في جوانب الأنشطة ، المختلفة للعملية التربوية والتعليمية كما تقع على عاتق وزارة الصحة توفير جميع الخدمات الطبية والصحية للعناية بالصحة العامة لذوي الإعاقة البصرية عن طريق توفير أطباء متخصصين ( رحومة وآخرون ، د0ت) ولتحقيق ذلك ينبغي أن  يتم تعيين مشرفِ صحيِ وطبيب في كل معهد نور للقيام بالمهام الآتية:-
1-ا لمشرف الصحي:
المشرف الصحي له دور بمعاهد النور للمكفوفين اِذ يقوم بمتابعة النظافة الشخصية للطالب والتوعية على سبيل التثقيف الصحي. بالإضافة إلى قيامه بإجراءات التحويل إلى الوحدات الصحية المدرسية أو إلى المستشفيات التخصصية لمن تتطلب حالته ذلك.
2- الطبيب العام:
أما دور الطبيب الممارس أو الأخصائي بهذه المعاهد فيتعدى دور المشرف الصحي ليتابع علاج عيوب النطق والسمع أو ضعف البصر وتقرير المعينات السمعية والبصرية المناسبة لكل حالة في ضوء قياس السمع أو فحص البصر.( الموسى ، 19990م)

برنامج الأشراف الصحي:
 الأشراف الصحي على التلاميذ ذوي الإعاقة البصرية هو برنامج طبي شامل يهدف إلى:-
1- سلامة الطفل ونموه السليم.
2- منع انتشار الأمراض والأوبئة باتباع السلوك الصحي السليم والعادات الصحية مثل الإيدز وسرطان الرئة والأمراض التي تنتج عن عادات ضارة.
3- يشتمل برنامج الإشراف الصحي على العلاج الطبي.
4- ويشتمل على برنامج المتابعة للأمراض مثل حالات:-
o لين العظام
o تأخر النمو
o النزلات المعوية
o الجفاف
o سوء التغذية
o فقر الدم ( الأنيميا )
o حالات التبول اللاإرادي
o حالات حساسية الأنف
o التهاب اللوزتين المزمن واستئصالها
o حالات التهاب الأذن الوسطى المزمنة.
o حالات أكزيما الجلد وعلاجها
o حالات نقص السمع التوصيلي، وعمل مقياس سمع وضغط للأذن ويشتمل البرنامج على عمل تحاليل طبية ضرورية كالهيموجلوبين والبول والبراز.
ويشتمل البرنامج أيضا على الاستشارات الصحية التي قد تتنا

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *