الفصام العقلى (schizophrenia)

 ·  المشاعر:

 حيث يقل تفاعله مع الآخرين عاطفياً, ومع الأحداث أيضاً كأن يذكر لك موت والده بكل هدوء ودون أي انفعال.أو تصبح مشاعره غير متناسبة مع الموقف الحالي كأن يضحك عند سماع خبر محزن أو يحزن في مواقف سارة.

   ·  الإدراك:

 حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون فيما بينهم عن المريض. وهذا ما يفسر ملاحظة الآخرين لحديث المريض وحده إذ هو -في الواقع- يتحدث إلى هذه الأصوات. كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية.

 · السلوك:

 حيث يقوم المريض بسلوكيات غريبة مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغيير تعابير وجهه بشكل دائم أو القيام بحركة لا معنى لها بشكل متكرر أو السلبية الكاملة وبشكل متواصل (القيام بكل ما يؤمر به وكأنه بلا إرادة). · الأعراض السلبية: يظهر المريض انعزالاً عن الآخرين وإهمالاً في العناية بنفسه وبنظافته الشخصية, وفقدان الحيوية والاهتمام والرغبة في الدراسة أو العمل (دون أن يكون هناك حزن أو اكتئاب). مع قلة في الكلام وفي التفاعل العاطفي الذي ذكرناه سابقاً.

    عادةً ما تبدأ أول أعراض المرض في سن المراهقة وأول سنين الرجولة ( أي تقريباً بين سن 15- 25 للرجال وسن 25- 35 للنساء). والبداية عادة ما تكون بأعراض غير واضحة لمدة قد تمتد لأشهر طويلة ومن ثم يظهر المرض بصورته الكاملة ثم لينتهي على شكل أعراض سلبية ذكرت آنفا. ويأتي المرض على شكل هجمات (إذا لم يأخذ المريض العلاج). هذه هي الصورة الأشيع ولكن هناك صور أخرى للمرض

كيف يظهر مرض الفصام (أعراض المرض) ؟

سأورد هنا الأعراض التي يشتكي منها مريض الفصام أو تلاحظ عليه من قبل أهله أو أصدقائه والتي نشخص المرض على أساسها والهام أن يعرف القارئ والمريض وأسرته أن مرض الفصام له أعراض كثيرة وأشكال مختلفة حيث لا يشترط أن توجد كل الأعراض التي سنذكرها لدى مريض الفصام بل ربما يتواجد أحدها أو بعضها.
عادةً ما يبدأ المرض بشكل خفي وبطئ التطور (وإن كان في بعض الأحيان يبدأ بشكل سريع ومفاجئ). في البداية تظهر الأعراض المبكرة للمرض وتتطور شيئاً فشيئاً حيث يلاحظ أن المريض أصبح أكثر عزلة, وأقل اهتماماً بما كان يثيره من قبل, وأقل اهتماماً بمظهره الشخصي. ويبدأ خلال هذه الفترة التدهور في أدائه الوظيفي أو الدراسي (في المدرسة أو الجامعة) وفي علاقاته مع أصدقائه وزملائه. ومن ثم يظهر المرض على صورته الذهانية الحادة (أغلبها أعراض إيجابية مع بعض الأعراض السلبية). أحد أنواع الفصام يظهر على شكل اضطراب في الحركة ونوع آخر يظهر على شكل سلوك طفولي أو أعراض سلبية فقط بدون أعراض إيجابية وهذا ما نسميه الفصام البسيط   
    كما ذكرنا تتواجد الأعراض التي سنذكرها في أغلب الأحيان فقط في المرحلة الذهانية أو الحادة بينما تختفي كل أو معظم هذه الأعراض بعد العلاج أو عند استقرار الحالة (راجع مسار المرض ). يقضي بعض المرضى بين هذه الهجمات أو الانتكاسات, إذا عولجت بشكل صحيح, حياةً طبيعية حيث يعودون إلى أعمالهم ويقومون بوظائفهم كاملة. بينما يعاني معظمهم من بعض الأعراض السلبية  وربما أعراض إيجابية خفيفة.
 وأهم أعراض الفصام هي:

·   الأعراض الإيجابية.
·   الأعراض السلبية.
·   اضطرابات السلوك
·   اضطرابات الحركة.
·   اضطرابات معرفية (استعرافية).
الأعراض الإيجابية
 الهلوسة:

 يمكن لمريض الفصام أن يسمع أصوات أو يرى أشياء غير موجودة وليست حقيقية. أو – بشكل أقل- يمكن أن يشعر بأحاسيس في جسمه غير حقيقية. وهذا ناجم عن اختلال كيميائي في مناطق معينة في الدماغ تؤدي إلى تفعيل مناطق السمع أو البصر او الحس أو التذوق أو الشم وبالتالي تعطي الإحساس دون مؤثر خارجي حقيقي.    وتعتبر الهلوسات السمعية (أي سماع صوت غير موجود) من الأعراض الأكثر شيوعاً لدى مرضى الفصام في الحالة الذهانية أو الحادة للمرض. وقد تستمر مع نسبة قليلة منهم بشكل خفيف. ومضمون هذه الأصوات يختلف من مريض لآخر فبعضها تعلق على أفعاله وأفكاره وبعضها تعطي بعض الأوامر أو تناقش شئون المريض. ولكن الغريب أن بعض هذه الأصوات يعمل على طمأنة المريض أو تسليته! وقد تكون أصوات لفرد واحد أو جماعة من الناس ممن يعرفهم المريض أو لا يعرفهم. وهذه الأصوات عادةً ما تشكل مصدر إزعاج للمريض ويبحث عن حل لها. ولله الحمد أن الدواء له مفعول قوي وسريع على هذه الأصوات في معظم الحالات.

 اضطراب التفكير:

 ونستطيع تقسيم هذا الاضطراب إلى:

1. اضطراب التعبير عن التفكير.
2.  اضطراب مجرى التفكير

.3.  اضطراب التحكم في التفكير

.4.  اضطراب محتوى التفكير.

5. اضطراب التعبير عن التفكير

.وهذا الاضطراب من الأعراض المميزة لهذا المرض حيث يشعر المريض بغموض وصعوبة في التعبير عن أفكاره ويظهر ذلك في هيئة:

6. قلة وعدم الترابط بين الأفكار:

1. من أهم أعراض الفصام وأكثرها أهمية عند التشخيص.  حيث لا يستطيع المريض الاستمرار في موضوع واحد حيث ينتقل من جملة إلى أخرى دون أي رابط بينهما وبالتالي لايمكن فهم ما يقول. وقد تشتد هذه الحالة حتى تفقد الكلمات الرابط بينها في الجملة الواحدة, فتجد أن الجملة عبارة عن تجميع لكلمات لا رابط بينها وهذا ما نسميه (سلطة الكلمات).

 2. صعوبة إيجاد وتوصيل المعنى بسهولة حيث يدخل في تفصيلات تافهة ويحوم حول المعنى ولا يستطيع الدخول إلى اللب.

3. عدم القدرة على فهم الموضوعات وتحديد ماهية المشاكل وعدم استطاعته التفكير بشكل تجريدي ويكون تفسير للأشياء على حسب دلالتها الظاهرة وليس معانيها الحقيقية. ولاختبار ذلك عادةً ما نسأل المريض عن معنى مثل دارج: ” ماذا يعني: على قدر لحافك مد رجليك؟” فيجيب مريض الفصام:”يعني أنه مد لحافك حتى تتغطى رجليك وليس أكثر”. فهو لا يستطيع استخراج المقصود من المثل.

اضطراب مجرى التفكير

 توقف التفكير:

وهو من الأعراض المميزة أيضاً. حيث يتوقف المريض عن التفكير أثناء حديثه ويشعر وكأن مخه أصبح خالياً من الأفكار “مثل الصفحة البيضاء”. وعندما يعود للتفكير يبدأ حديثه بموضوع آخر

 ضغط الأفكار:

 حيث يشكو من ازدحام رأسه الأفكار وتسابقها. مما يسبب له ازعاجاً شديداً.ج) اضطراب التحكم بالأفكار:

 سحب الأفكار:

 حيث يشكو المريض من وجود قوة خارجية تسعى إلى سحب أفكاره وحرمانه منها عبر أجهزة خاصة أو غير ذلك

 إدخال الأفكار:

 بمعنى أن ما يفكر فيه ليست أفكاره بل أدخلتها قوة خارجية. ويعطي لذلك تفسيرات متعددة مثل أشعة كونية أو مخلوقات من كواكب خارجية هي التي أدخلت هذه الأفكار بغية التحكم به

 إذاعة وقراءة الأفكار:

 وهذه الشكوى مرتبطة بما سبقها, حيث أن يعتقد أن أفكاره سحبت منه وبثت عبر موجات الراديو أو التلفاز أو (حديثاً) الإنترنت .

 ولذا فهو يشكو من ان الناس تستطيع معرفة ما يدور في خلده من أفكار. وهذا بلا شك يسبب له ألماً شديداً إذ أن ما يدور في رأسه من أفكار أصبح معروفاً للجميع. وأذكر أن إحدى المريضات كانت تتهم مقدمة أحد البرامج التلفزيونية بأنها تقرأ أفكارها المكتوبة على الشاشة أمام المذيعة.

  اضطراب محتوى التفكير

 المعتقدات الوهمية (الضلالات):

     وهي عبارة عن معتقدات غريبة وخاطئة يؤمن بها المريض إيماناً راسخاً لا يحتمل الشك. فمثلاً قد يعتقد المريض أن هناك من يلاحقه أو يتجسس عليه أو يكيد له أو يتربص به سوءً. أو أنه تحت تحكم أجهزة أو قوى خارجية تحرك أعضاء جسده, أو أنه المهدي المنتظر أو المسيح الذي يأتي لإنقاذ البشرية أو الشك في الزوجة وعفافها أو أن جسمه يتغير ويتبدل.  والأمثلة على هذه المعتقدات كثيرة فإحدى المريضات لم تكشف عن شعرها في بيتها أربعة أشهر متواصلة بسبب وجود كاميرات مراقبة في أرجاء البيت ومريض آخر كان يرفض الجلوس مع أهله لتناول الطعام لأنهم يضعون له السم في الأكل بل سافر إلى الصين هرباً منهم وتعارك مع الشرطة في الصين لتآمرها مع السفارة السعودية في الصين لإكمال مخطط أهله الذين يدبرون له المكائد.

 الأعراض السلبية

هذه الأعراض غالباً موجودة في الحالات المزمنة أو عندما تستقر الحالة بين الانتكاسات. وهي أعراض تستجيب للعلاج الدوائي والنفسي ولا يجب إهمالها أو تركها دون علاج. فقدان الحيوية والاهتمام: يلاحظ في نسبة من مرضى الفصام فتور الهمة وفقدانهم للحيوية  والرغبة بالقيام بالأعمال المختلفة. وقد يعتبرها البعض كسلاً ولكنها في الواقع أحد أعراض المرض التي تجعل بعض مرضى الفصام ليس لهم الدافع والتحفز للمشاركة في النشاطات الاجتماعية أو البحث عن عمل أو التفاعل مع الآخرين.

 فقدان التفاعل الشعوري والعاطفي:

 بعض مرضى الفصام لا يظهرون سوى شيء قليل من التفاعل العاطفي أو المشاعر على وجوههم. هذا لا يعني أنهم لا يمتلكون مشاعر أو أحاسيس أو أنهم لا يشعرون بالامتنان لمن يعاملونهم بطيبة أو كرم ولكنهم غير قادرين على إبداء ذلك على وجوههم بسبب غياب التعابير الوجهية مما يصعب عليهم إيجاد الألفة بينهم وبين غيرهم. في الحالات المتقدمة يصبح تفاعل المريض مع الأحداث غير مناسب حيث يمكن أن يبكي في مناسبة مفرحة أو يضحك عند سماع خبر محزن… وهكذا.

 الانعزال عن الآخرين:

 حيث يفضل بعض المرضى الابتعاد عن الآخرين والعيش لوحدهم وفي عالمهم الخاص بعيداً عن التفاعل مع الآخرين.

اضطراب الإرادة:

 حيث يفقد المريض القدرة على اتخاذ القرار والسلبية المطلقة في التصرفات ويعطي لذلك مبررات واهية فإذا ذا قيل له لماذا تنام في السرير طوال الوقت ولا تذهب للجامعة؟ فيجيب بأنه يعاني من الصداع أو أن الجو بارد أو غير ذلك.

 قلة الكلام:

 يلاحظ على بعض المرضى قلة الحديث حيث لا يبتدئ حوارا أو مسامرة ويكون كلامه محدوداً بما يسأل عنه وبشكل مختصر قدر الإمكان. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي.. ويمكن أن تمضي أشهر طويلة دون أن يستحم أو أن ينظف جسمه و يغير ملابسه ويهندم لحيته إذا لم يأمره أحد بذلك. وقد يشتد إهمال النفس إلى درجة عدم التحكم بالمثانة فيبول على نفسه (نادر الحدوث).

  اضطرابات السلوك:

 حيث تظهر لدى المريض عدداً من السلوكيات الغريبة مثل:

·   تغيير تعابير الوجه بشكل متكرر.

·   الضحك دون سبب (قد يكون بسبب الهلاوس).

·   أفعال مفاجئة وغير متوقعة كما يحدث عن ضرب أحد أخوته.

·   الاهتياج وتكسير ما حوله من أغراض.

·   القيام بحركات متكررة وليس لها معنى. مثل الضرب بيده اليسرى على كتفه الأيمن.

·   القيام بحركات لها معنى ولكن بشكل متكرر وليس في مناسبتها المتعارف عليها. مثل حركة ضرب التحية العسكرية أو غيرها.

اقرأ أيضا:  برامج التدخل المبكر مع المعوقين

·   لبس ملابس غبر متناسقة أو لبس ملابس شتوية في الصيف شديد الحرارة أو العكس.

·   القيام ببعض السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً مثل: التعري أمام الآخرين أو توسيخ ما حول فمه وملابسه عند الأكل وغير ذلك.

  اضطرابات حركية (كتاتونية أو تخشبية):

 أي اضطرابات في قدرة المرء على الحركة. وهذا الأعراض باتت نادرة في أيامنا هذه. ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن هناك أسباب أخرى لهذه الاضطرابات الحركية يجب أن تؤخذ بالحسبان ويجب استثناؤها قبل تشخيص الفصام. وأهم هذه الأعراض الآتي:

1.  السبات أو الذهول:

 حيث يفقد المريض الحركة والكلام ويرفض الطعام والشراب فيظل طريح الفراش مذهولاً

2.  الهياج الكتاتوني:

 ينتاب المريض فترات من الهياج الشديد يحطم أثناءها الأشياء ويصرخ ويهاجم من حوله. وقد تكون فترة الهياج هذه متخللة فترة الذهول حيث تأتي على شكل نوبات من الذهول ثم الهياج ثم الذهول مرة أخرى.

3.  التوضع أو المداومة على وضعية معينة:

 حيث يتخذ المريض وضعية خاصة لمدة ساعات بل قد تمتد إلى أيام!. فقد يأخذ وضع الجنين في بطن أمه أو وضع الصليب أو يمد يده للسلام ويبقيها على هذه الوضعية. وبعض المرضى تحدث له الوضعية بعد أن يضعه الطبيب على شكل معين كأن يحافظ على يده مرفوعة ساعات بعد أن يرفعها الطبيب. وعلى ذات النحو, عندما تسحب الوسادة من تحت رأسه فيبقى رافعاً رأسه لمدة طويلة وكأن الوسادة موجودة وهذا ما نسميه بالوسادة النفسية. وقد تشكو الأم أنها تترك أبنها واقفاً في المطبخ وتذهب إلى السوق ثم تعود لتجده في نفس المكان وغلى نفس الوضع فتزجره بالطيع دون علمها بأنه يعاني من اضطراب كتاتوني

4.  السلبية المطلقة. وهنا يقاوم المريض أي أمر يوجه إليه بل يعاكسه دون أي دافع او سبب محدد. وتظهر السلبية بشكل بارز ومبالغ به وليس مجرد عناد

5.  المداومة على الحركات المتشابهة والتي لا معنى لها: حيث يقوم المريض بحركات متشابهة وبشكل متكرر دون أن يكون لها معنى ولا يتقرب عن هذه الحركات مما يزعج المقربين منه

6.  الطاعة العمياء أو الأتوماتيكية:

 حيث يقوم المريض بأي حركة تطلب منه دون أي مقاومة وكأنه بلا حياة.

 7.  اضطراب الكلام:

 ·   فقدان الكلام تماماً.

·   تكرار لكلمات السائل أو الطبيب.

·   تكرار جملة ليس لها معنى وبشكل غير مفهوم وبنفس اللهجة والنغمة.

·   استحداث لكلمات جديدة لا يعرف أحد لها معنى.

 اضطرابات معرفية:

·   ويقصد بالوظائف المعرفية مثل: الانتباه والتركيز والذاكرة والتعلم وغير ذلك.

·   عادةً لا يتأثر مستوى الوعي لدى مريض الفصام.

·   لدى مرضى الفصام نقص شامل في قدراتهم المعرفية وتشمل قدراتهم في التعلم, والذاكرة, والإدراك, والمهارات الحركية (مثل:المهارات اليدوية).

·   كما تتأثر لديه القدرات الفكرية مثل التخطيط ومهارة اتخاذ القرار وغير ذلك.

·   كما ذكرنا سابقاً لا نجد هذا النقص في جميع مرضى الفصام.

 اضطراب البصيرة:

 حيث لا يعتقد معظم المرضى أنهم مرضى ويحتاجون للعلاج. وعادةً ما يفقد المريض البصيرة بمرضه في الحالات الحادة وعندها يقول المريض للطبيب (روح عالج نفسك أول!!) ولكن هذه البصيرة سرعان ما تعود بشكل كامل أو جزئي بعد العلاج وفي الحالات المزمنة.
كيف يشخص المرض؟

 مع تقدم الطب النفسي, وضع العلماء شروطاً معينة لابد من توافرها عند تشخيص مرض الفصام. ولنوجز عملية التشخيص في النقاط التالية:

·           الأعراض الرئيسية :

 (عرضين أو أكثر):

–            اعتقادات خاطئة (ضلالات).

–            هلاوس.

–            اضطراب في الحديث.

–            اضطراب في السلوك أو سلوك تخشبي.

–            أعراض سلبية ( فقدان الإرادة, قلة الكلام, عدم التفاعل العاطفي).

·   لابد أن تستمر الأعراض لمدة ست أشهر شاملة فترة أعراض بداية المرض ومدة شهر للأعراض الحادة ( الأعراض الرئيسية )

·    تدهور عام في وظائف المريض الاجتماعية والمهنية والعلاقات مع الآخرين واهتمامه بالعناية بنفسه.

·   لابد من استبعاد الأمراض التي قد تشابه الفصام مثل:

–   أمراض طبية عامة مثل أورام الدماغ خاصة في الفص الجبهي والصدغي والصرع وأمراض الغدد وزهري الجهاز العصبي وبعض الإنتانات (الالتهابات) والتي تسبب ما يعرف بالذهان العضوي كالملاريا العصبية والتيفويد ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وغيرها.

–            اضطراب ذهاني بسبب تعاطي المخدرات.

–            اضطراب في المزاج ( الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطب)

 ý  يتخذ الأطباء النفسيون كل حذرهم قبل تشخيص الفصام لكون المرض مزمن ويحتاج إلى علاج طويل الأمد ولابد من اتخاذ كل التدابير التي يعرفها الأطباء لتأكد من صحة التشخيص.

ý  يلجأ الطبيب عند شكه بالتشخيص إلى جميع التحاليل المخبرية وصور الأشعة للدماغ وتخطيط الدماغ. ولكن لابد من التنبيه أن هذه التحاليل لا يستلزم القيام بها بشكل روتيني لكل مرضى الفصام. ويجب أن يترك قرار القيام بهذه التحاليل والصور للطبيب المعالج

من سيصاب بالفصام

   لا يوجد لأحد مناعة من الإصابة بالفصام. إذ يمكن أن يصاب به أي شاب أو شابه من عمر خمسة عشر سنة إلى عمر الخمسة والثلاثين عاماً. على أن المرض قد يصيب أشخاصاً أقل أو أكثر من هذا العمر لكن بنسبة قليلة جداً.

 والفصام – للأسف- مرض منتشر حيث يصيب 1% من البشر لكن هناك فئات من الناس هم أكثر عرضة للفصام من غيرهم وهم:

1.  من له صلة قرابة بمريض الفصام. وتزداد الخطورة كلما ازدادت صلة القرابة من يتعاطون المخدرات بكل أنواعها وخاصة الحشيش. وقد أعطى العلماء أهمية خاصة لأولئك الذين يستعملون الحشيش في سن مبكرة أي أثناء المرحلة المتوسطة أو الثانوية من الدراسة

2.  من يعيشون في أسر مفككة تقل فيها الرعاية وتكثر فيها الضغوط النفسية والصراعات بين الأبوين أو في الأسر التي يكون أحد الأبوين مسيطراً على المنزل وملغياً لدور الآخر. والحقيقة أن هذا العامل لا يسبب بحد ذاته الفصام لكنه بلا شك أحد عوامل الخطورة لمن هو مهيأ للإصابة بالمرض.

3.  من حدث له مضاعفات أثناء ولادته أو أصيبت أمه بالالتهابات الفيروسية (الانفلونزا) أثناء الحمل أو مولود في الشتاء أو حدوث نقص تغذية شديد لأمه أثناء الحمل. ويختلف العلماء بشدة حول هذا العامل حيث ينفي البعض وجود خطورة على هذه الفئة أكثر من عامة الناس للإصابة بالفصام.

هل يمكن أن نتعرف على الفصام بشكل مبكر؟

   هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة في دراسة الفصام. لأن الفصام يبدأ عادةً ببعض الأعراض العامة. هذه الأعراض قد تحدث للأفراد العاديين دون أن تتطور إلى الفصام. والواقع أننا نتعرف على هذه الأعراض عادةً بعد حدوث المرض عندما نسأل عن حالة المريض قبل المرض فيذكر لنا أهل المريض بعض الأعراض المبكرة والمنذرة بحدوث الفصام.هل لمعرفة هذه الأعراض أي فائدة؟ نعم بلا شك فمعرفتها بشكل مبكر وبداية العلاج أيضاً بشكل مبكر سوف يقي – بإذن الله- من تدهور الحالة المرضية. لكن دعوني أكرر, هذه الأعراض غير نوعية أي أنها تحدث كثيراً في الطبيعيين من البشر والذين لن يصابوا بالفصام طوال حياتهم.أهم هذه الأعراض المبكرة المنذرة :

·        الانعزال عن الناس وحب الوحدة والشك في الآخرين بشكل مبالغ فيه.

·        الإهمال في المظهر الخارجي والنظافة الشخصية.

·        كثرة الشكاوي والعلل الجسدية والتي لا يجد لها الأطباء تفسيراً.

·        حصول الوسواس القهري في عمر مبكر وإن كان نسبة كبيرة منهم لا يتطورون للفصام.

·        ضحكات غير مناسبة.

·        عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع مشكلات بسيطة.

·        تدهور في الأداء المدرسي أو في العلاقات الاجتماعية.·        الحديث عن إدراكه لأمور مستغربه مثل رؤيته لأشباح أو جن أو ما شابه ذلك.

·        تصرفات غريبة.

·        عدم القدرة على التركيز والانتباه. صعوبة في التفكير الواضح.

·        عدم وضوح في الكلام بحيث يصعب فهم ما يريد أن يقول.·        الإغراق في التدين بشكل واضح وغير مألوف.

·        التعب العام والميل إلى النوم

ما هي أقسام مرض الفصام؟

هناك عدة أشكال من مرض الفصام وهي جميعاً لا تخرج في صورتها السريرية عن الأعراض التي ذكرناها آنفاً:

 1.    الفصام الزوراني أو الضلالي(Paranoid):

ويبدأ في سن متأخرة. حيث تظهر المعتقدات الخاطئة (الضلالات) بشكل واضح مثل: اعتقاد المريض أنه ملاحق من عصابة أو جهاز مخابرات دولي أو أن له مكانة خاصة بين المجتمع أو أنه المهدي المنتظر أو رسول مرسل أو معتقدات حول تغير أعضاء جسده وغير ذلك مترافقاً مع هلاوس مختلفة. ويلاحظ أن هذا النوع أقل تدهوراً من غيره. وقد يحافظ المريض على نشاطاته في بقية أوجه حياته.

   2.    الفصام غير المنتظم (الهيبفريني) (Hebephrenic)

وهو مرض يجمع معظم الأعراض الإيجابية والسلبية التي ذكرناها في الصورة السريرية لمرض الفصام. ويبدأ هذا النوع بشكل مبكر ويؤدي إلى تدهور كبير إذا أهمل علاجه.

 3.    الفصام الكتاتوني (Catatonic)

ويبدأ في سن متأخرة نسبياً ويظهر بأعراض (اضطراب الحركة الكتاتوني)

 وهو عادةً ما يستجيب للعلاج بشكل جيد. ولكن لابد من الملاحظة أن (اضطرابات الحركة) قد تحدث في أمراض نفسية وعضوية أخرى. وهنا لابد من اخذ الحذر قبل تشخيص الفصام الكتاتوني.

 4.    الفصام غير المميز (Undifferentiated)

وهي حالة مرضية تنطبق عليها الشروط التشخيصية للفصام دون أن تنطبق على أحد الأنواع الأخرى للفصام.

 5.    الفصام البسيط (Simple):

   وهو من أصعب الأنواع تشخيصاً حيث يظهر ببطء شديد وتدريجي إذ تتدهور الجوانب المتنوعة من نشاطات الإنسان وتبدو الأعراض السلبية واضحة في هذا النوع. فيفقد المريض الدافعية للعمل والتقدم فيه والطموح وتتدهور علاقاته الاجتماعية ويفضل الانعزال عن الناس كما يلاحظ عليه صعوبة التعبير عن الأفكار والتبلد العاطفي. وكما يلاحظ خلو هذا النوع من الأعراض الإيجابية كالهلاوس والمعتقدات الخاطئة.    ولهذا يجب أن يؤخذ الانطواء والانعزال وفقد الاهتمام بالدراسة أو العمل أو النظافة الشخصية وبما يدور حول المرء بشيء من الحذر وعرض المريض على طبيب نفسي موثوق لتحديد ما إذا كان هناك أي علامات مشخصة للفصام البسيط.

    6.    الفصام المتبقي(Residual)

وهي مرحلة تالية للمرحلة الحادة أي مرحلة مزمنة حيث تظهر العلامات السلبية مثل الانعزال والتبلد العاطفي وبعض العلامات الايجابية مثل التفكير غير المنطقي وغير المترابط ودرجة خفيفة من الهلاوس أو المعتقدا ت الخاطئة.

 7.    اكتئاب ما بعد الفصام:

وهي نوبة اكتئابية تعقب الإصابة بالفصام مع وجود لبعض الأعراض الإيجابية أو السلبية.

 8.    الفصام غير المحدد(Unclassified)

 وهو الفصام الذي لا ينطبق على أحد الأنواع السابقة.
ما هي أسباب الفصام

  يجمع العلماء على أن الفصام مرض دماغي ناجم عن اختلال النظام البيولوجي فيه  مثله مثل أي مرض عضوي آخر. حيث يعتقد أن هذا المرض نتيجة خلل في تطوري عصبي  Neurodevelopmental بمعنى أن خللاً حدث أثناء تطور الدماغ في السنوات الأولى. كان ذلك بسبب استعداد وراثي ورافقه أي أذية حدثت حول الولادة ومن ثم جاءت الضغوط النفسية كشرارة الاشتعال لحدوث المرض. دعونا نناقش أسباب هذا المرض بشيء من التفصيل:

اقرأ أيضا:  العلاج الطبيعي واهميته في علاج الاعاقة

  ·        العامل الوراثي:

     تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث المرض. حيث ترتفع نسبة الإصابة من واحد بالمائة في عموم الناس إلى عشرة بالمائة إذا كان أحد أقرباء الشخص من الدرجة الأولى مصاباً (أخ أو أخت أو أب). وترتفع إلى ما يقارب الخمسين بالمائة لو كان للشخص توأم مماثل ومصاب بالمرض. (أقرأ: هل الفصام مرض وراثي؟) .

 ·        كيمياء الدماغ :

 حيث يعاني مرضى الفصام من اختلال توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى ظهور هذا المرض ومن أهمها الدوبامين حيث يزيد إفرازه أو تزداد الحساسية له في المسافات بين الأعصاب في مناطق معينة من الدماغ. وهذا يؤدي بالمريض إلى سماع أصوات غير موجودة أو الاعتقاد ببعض الأفكار الغريبة وغير ذلك من الأعراض. وما إن يبدأ العلاج ويعود توازن هذه المواد الناقلة وخاصة الدوبامين إلى الوضع الطبيعي حتى تختفي معظم هذه الأعراض.

      والمنطقة الأكثر تأثراً في الدماغ هي الجهاز الحوفي Limbic System . بالإضافة إلى مناطق أخرى أهمها الفص الجبهي والعقد القاعدية والثلامس.
 

·        خلل في بنية الدماغ: إذ بينت الأبحاث الجديدة أن المرضى بالفصام لديهم خلل في بنية بعض أجزاء الدماغ. وعلى كلٍ هذا الخلل غير موجود في كل المرضى بل وجد نفس الخلل في أمراض نفسية أخرى, وعند بعض الطبيعيين من الناس.(أقرأ: التصوير الإشعاعي للدماغ).

 ·        المخدرات: حيث كانت تعتبر من عوامل الخطورة التي تساعد على ظهور المرض. إلا أن دراسة تحليلية نشرت في مجلة الطب النفسي البريطانية منتصف العام 2004 تنادي باعتبار المخدرات “سبب” وليس مجرد عامل خطورة. وقد أعطى العلماء اعتباراً خاصاً لاستخدام الحشيش في سن مبكرة (حول سن الخمس عشرة سنة). ولهذا يجب أن نحمي أبناءنا من خطورة هذه المواد المضرة.

  ·        عوامل بيئية ونفسية: وجد أن بعض العوامل البيئية تساعد على نشوء الفصام مثل الإصابة بالتهابات فيروسية في الصغر, أو إصابة والدة المريض بالتهابات فيروسية (الأنفلونزا) أثناء الحمل,  أو أي مضاعفات أثناء ولادة المريض, أو تعرض المريض لضغط نفسي كبير أو تربية المريض في بيت يسوده رأي أحد الوالدين دون اعتبار للآخرين وغير ذلك. ولكن يبدو أن هذه العوامل بذاتها لا تسبب الفصام وإنما هي عوامل خطورة لمن هم أصلاً مهيئين للإصابة بالمرض.

·   هناك عدد من النظريات التي تقترح أسباب متنوعة مثل اضطراب المناعة الذاتية وأسباب غذائية وغير ذلك ولكن مازالت هذه النظريات تفتقر إلى البراهين القوية.

هل الفصام مرض وراثي؟

 الفصام مرض يتأثر بشكل كبير بالوراثة. لكننا لا نستطيع أن نقول أنه مرض وراثي بالكامل. والدليل على ذلك وجود عدد كبير من المرضى الذين ليس لديهم أي قريب مصاب بالفصام.

     يقول لنا العلماء أن نسبة وجود مرض الفصام في المجتمع هو ما يقارب 1% من الناس أو أقل من ذلك بقليل. لكن هذه النسبة ترتفع إلى 50% عندما يصاب التوأم المتماثل أي من بيضة واحدة والذي يفترض أن التوأمين يحملان نفس الكروموسومات والجينات الوراثية. ولاحظ أن نسبة الإصابة ارتفعت بنسبة كبيرة جداً وهذا ما يثبت دور العامل الوراثي لكن في المقابل الوراثة لا تفسر كل أسباب حدوث الفصام. إذا كر الوالدين مصابين بالمرض فنسبة الإصابة تقارب الأربعون بالمائة (40%). بينما لو أصيب التوأم غير المتماثل أو كان الأب أو الأم مصابان بالمرض   فنسبة الإصابة ترتفع إلى فقط 12%.

      ونصيحتنا هنا هو محاولة تجنب الزواج من الأقارب في الأسر التي يكثر فيها الإصابة بالفصام من أجل تجنب إصابة الأبناء بهذا المرض مع أن الإصابة ليست حتمية والتجنب لا يضمن الوقاية. وتبقى كل الأمور بيد الله عز وجل.

 التحاليل المخبرية

  أجد من المفيد أن أشير إلى النقاط الهامة التالية:

·         لا يوجد تحليل مخبري يثبت أو ينفي إصابة المريض بالفصام.

·  قبل تشخيص الفصام, يلجأ الطبيب إلى التحاليل المخبرية لاستثناء بعض الأمراض التي تظهر بأعراض مشابهة للفصام مثل بعض أمراض الغدد والسرطانات وغيرها.

·  استعمال بعض أنواع المخدرات يصيب المريض بأعراض مشابهة للفصام. وكثيراً ما يختلط على الأطباء تشخيص الفصام مع تشخيص الذهان بسبب المخدرات. وهنا تأتي أهمية تحليل الدم والبول للكشف عن المخدرات.

·  التحاليل المخبرية تعطي مؤشراً على حالة المريض الطبية العامة والغذائية بشكل خاص. وهذا له أهمية خاصة لدى مرضى الفصام الذين يعانون أحيانا من الإهمال وقلة الرعاية.

التصوير الإشعاعي للدماغ

    على الرغم من أن التصوير الإشعاعي للدماغ لا يعتمد عليه في تشخيص الفصام. ولا يجب أن يعمل بشكل روتيني لأي مريض بالفصام, ولكن له أهمية في الحالات التالية:

v    عند الاشتباه بإصابة المريض بأي مرض دماغي آخر قد يعطي نفس أعراض مرض الفصام (مثل ورم دماغي أو مرض باركنسون أو غيره).

v    الأبحاث العلمية التي تسعى لتحديد أهم التغيرات البنيوية في الدماغ بسبب الفصام. عبر استخدام التصوير الإشعاعي للدماغ مثل التصوير المغناطيس المحوري الطبقي(CT) والرنين المغناطيس (MRI) استطاع العلماء عددا ً من التغيرات في تركيب الدماغ لدى مرضى الفصام وأهم هذه التغيرات:

v    توسع البطينات الجانبية (الوحشية Lateral).

v    نقص في حجم التركيبات الصدغية الأنسية (Medial Temporal Structures)

v    نقص حجم الحصين Hippocampus .

ولكن من المثير للانتباه أن هذه التغيرات نفسها قد تحدث في أمراض نفسية أخرى. بالإضافة إلى أنها قد لا تحدث في بعض مرضى الفصام. وهذه المسألة تفتح باباً كبيراً للنقاش بين العلماء.

هل الفصام مرض نادر؟

 عُرف الفصام منذ آلاف السنين. وقد وجد علماء الآثار أوصافاً لبعض أعراض الفصام في بعض الوثائق التي ترجع إلى عصور قديمة جداً. والواقع أن مرض الفصام مرض شائع حيث نتوقع أن نجد واحد بين كل مائة إلى مائة وخمسة وعشرين شخصاً من الناس من حولنا. ( أي %1-%0.8 ). وهي نسبة عالية جداً. إذ بناءً على هذه النسبة, هناك في مصر وحدها (إذ اعتبرنا ان مجموع السكان يزيد عن ستين مليون نسمة) ستمائة ألف فصامي !! (أي أقل بقليل من عدد سكان مملكة البحرين). ولذا نقول لمريض الفصام لست وحدك. فهناك الملايين في العالم ممن أصابهم هذا المرض ولكن عبر التصميم والعزيمة, استطعنا أن نشهد ونقرأ عشرات من قصص النجاح والإنجاز والتي حققها مرضى الفصام.

     مع تقدم العلاج ومستوى الرعاية المقدمة لمرضى الفصام, لم تقل نسبة الحدوث ولكن تحسن مسار المرض ومآله وترقت جودة حياة المريض. ولذا زادت نسبة الانتشار عن ما سبق في الماضي حيث كان المرضى يموتون في عمر أبكر بسبب الإهمال وعدم فهم آليات المرض وعدم وجود علاج ناجح له.  والسؤال الذي يطرح نفسه:

 هل سنشهد نقص في حدوث الفصام أو سيزيد عدد المرضى الجدد في المستقبل؟

   لا أحد يستطيع التنبؤ بذلك في الوقت الحالي ولكن هناك بعض العوامل المبشرة والتي قد تنقص حدوث الفصام مثل الوعي المتزايد بالمرض وبالتالي علاج المرضى في وقت مبكر.

         وقد تحمل البحوث الجارية في علم الجينات الأمل لاكتشاف المرض في وقت مبكر وعلاجه قبل ظهوره والوقاية منه.وفي المقابل تحمل الإحصاءات أخباراً سيئة حيث يتزايد تعاطي المخدرات وخاصةً الحشيش لدى الشباب في أعمار مبكرة. وهذا كما نعلم أحد عوامل الخطورة الهامة لحدوث مرض الفصام. وهنا يأتي دور التوعية الذي يجب أن يقوم به الجميع لتلافي هذه الكارثة.مسار المرض ومآله عندما يشخص الطبيب أي مريض بمرض معين ويبدأ رحلة العلاج, فإن من حق المريض أن يعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك.

 هل سيزداد المرض سوءاً ويتطور أم سيبقى كما هو أم سيتحسن؟

 وإلى أي درجة سيكون هذا التحسن؟ هل سيعود إلى وضعه الطبيعي أم لا؟

 وكمعظم الأمراض التي تصيب البشر, فمرض الفصام له طيف واسع من المآلات حيث:

·   مجموعة صغيرة من المرضى يأتي المرض على شكل هجمة واحدة لا تتكرر ثم يعودون بعد العلاج إلى حياتهم الطبيعية تماماً وكأن شيئاً لم يكن أو هجمة واحدة فقط ومن ثم تزول مخلفة بعض الأعراض الإيجابية الخفيفة أو السلبية .

·   ومجموعة أخرى من المرضى يأتي المرض على شكل هجمات حادة (ذهانية) ثم يعودون إلى مستوى طبيعي أو قريب من الطبيعي. حيث يعود المريض فيما بينها إلى عمله وحياته الاجتماعية مع أو بدون بعض أعراض السلبية مثل الانعزال وفتور الهمة وعدم الرغبة في العمل المجهد وغير ذلك.

·   ومجموعة ثالثة يأتي المرض أيضاً على شكل هجمات ومن ثم يعود المريض بعد العلاج إلى مستوى معين من التحكم بأعراضه ولكن لا يستطيع العمل أو التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي. حيث تبقى لديه بعض الأعراض السلبية بشكل رئيسي وبعض الأعراض الإيجابية ولكن بشكل أخف.

·   وهناك نسبة قليلة تكون إصابتهم شديدة إلى درجة أن يقضوا بقية حياتهم في المستشفى.

 وعلى كل الأحوال يجمع العلماء على أن الفصام يتحسن بشكل عام مع تقدم السن. وجميع هذه الفئات معرضة للانتكاس بين حين وآخر.(أقرأ: لماذا يعود المرض)

والسؤال الأهم هنا ما الذي يتحكم بشدة المرض ومساره؟ هذا سؤال هام لكي نتلافى تدهور المرض ونحسن التعامل معه.

  هناك أسباب كثيرة منها ما يمكن التحكم فيه ومنها ما لا يمكن. وأهمها:

1.  سرعة اكتشاف المرض:
إذ في معظم الحالات يبدأ المرض بعلامات مبكرة مثل انعزال المريض عن الناس وشكه بالآخرين بشكل مبالغ به وكثرة السرحان وغير ذلك. وبعد ذلك يظهر المرض بصورته الكاملة. والواقع أن تأخر الأهل بعرض المريض على طبيب نفسي وابتداء العلاج المناسب يؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة السيطرة عليه.
2.    المداومة على أخذ العلاج اللازم حسب تعليمات الطبيب مما يساعد على وقف تدهور المرض.
3.  عيش المريض في جو أسري مستقر وحصوله على الدعم الاجتماعي يقلل من انتكاسات المرض ويحسن من مسار المرض ومآله.
4.    صلة القرابة بمرضى آخرين: حيث يكون المرض أشد لمن لديه أقارب مصابين بنفس المرض.
5.    كلما بدأ المرض في سن متأخرة أو كاستجابة لضغوط معينة كلما كان المرض أقل شدة.
6.    النساء والمرضى المتزوجون ومن لديهم شبكة اجتماعية جيدة (العائلة الكبيرة) يبدون استجابةً أفضل للعلاج.
7.    استخدام المخدرات والكحول يؤدي إلى مسار أسوأ للمرض
8.  كلما طالت مدة الحالة الحادة ( أي الذهانية والتي تحوي أعراض إيجابية) كلما أصبحت السيطرة على المرض أصعب.
9.  كلما كانت شخصية المريض قبل المرض ذات مهارة جيدة في التعامل مع  الآخرين ومع الضغوط والأحداث كلما كانت حدة المرض أقل واستجابة المريض للعلاج أفضل.
10.  إذا صاحب المرحلة الحادة من المرض (الذهانية) أي اضطراب في المزاج (فرح زائد أو حزن وكآبة) كلما كان مسار المرض أفضل.
11.    كلما كان للمريض سيرة جيدة في عمله ومهنته كلما كان تحسن مآل المرض

د / ياسر متولى

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يادكتور اخوي معاه فصام وعمره22 اخذالعلاج في الاول بس بعدين وقف يقول ينومه عن الصلاه والان اصبح عنيد ويقول انه مافيه شي مالحل معاخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *