النقرس Gout

النقرسما هو النقرس (داء الملوك) ؟

النقرس هو أحد أنواع التهاب المفاصل والذي يحدث بسبب تراكم بلورات حمض البول uric acid في المفاصل. وينتج حمض البول عن تفكك البورينات purines الموجودة في الكثير من الأطعمة التي نتناولها.

قد يتسبب الشذوذ في معالجة الجسم لحمض البول وتبلور تلك المركبات في المفاصل في حدوث هجمات من التهاب مفاصل مؤلم، وتشكل حصيات كلوية، وسد أنابيب الترشيح الكلوية ببلورات حمض البول، ما يؤدي إلى الفشل الكلوي.

يتميز النقرس بكونه أحد أكثر الأمراض التي سجلها الأطباء عبر التاريخ، وسماه القدماء في الكثير من الأحيان بداء الملوك لأنهم ربطوه مع تناول اللحوم الغنية بالبورينات، في أزمنة كان الإكثار فيها من تناول اللحوم حكراً على المقتدرين جداً من الناس.

أعراض النقرس

تتميز نوبات النقرس الحاد ببدء سريع للألم في المفاصل المصابة، ويلي ذلك سخونة وتورم واحمرار مميز فيها. ويشكل المفصل الصغير في قاعدة إبهام القدم المكان الأكثر شيوعاً لحدوث الهجمة. وتتضمن المفاصل الأخرى التي يمكن أن تتأثر به الكاحلان والمعصمان والركبتان وأصابع اليد والمرفقان. يظهر الألم عند بعض المرضى بشكل شديد جداً، حتى أن لمس غطاء السرير لإبهام القدم قد يسبب ألماً شديداً. وتزول تلك النوبات المؤلمة عادة في غضون ساعات إلى أيام، باستخدام الدواء أو دونه. تستمر النوبة لأسابيع في حالات نادرة. يشكوا معظم مرضى النقرس من تفاقمات متعددة للمرض تمتد لسنوات.

من الذي يحتمل أن يشكو من النقرس؟

ارتفعت معدلات انتشار النقرس بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية في العشرين سنة الأخيرة، وهو يصيب 8،3 مليون أمريكي (أي نحو 4% من الأمريكيين). بينما تشير إخصائيات مصرية إلى تشخيص 210 آلاف حالة نقرس جديدة كل سنة. النقرس أكثر انتشاراً بين الذكور، وتزداد فرصة الإصابة بالنقرس مع التقدم بالعمر، حيث تصل إلى ذروتها بعمر 75 سنة. تحصل النوبات عند المريضات بعد سن اليأس غالباً. 21% من الأمريكيين عندهم ارتفاع في مستويات حمض البول في الدم، وهي حالة نعرفها باسم فرط حمض يوريك الدم hyperuricemia، غير أن نسبة صغيرة من هؤلاء فقط سوف يصابون بالنقرس فعلياً. لو كان أبواك مصابين بالنقرس فسوف تصل فرصة إصابتك به إلى 20%.

اقرأ أيضا:  النقرس الكاذب Pseudogout

عوامل خطورة الإصابة بالنقرس
تتضمن عوامل خطورة الإصابة بالنقرس كل من البدانة، ووزن الجسم الزائد لا سيما منذ الصغر، والافراط في شرب الكحول، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب وظيفة الكليتين. وكذلك قد تتسبب أمراض وأدوية معينة بارتفاع مستويات حمض البول. كما أن هناك ازدياد في انتشار وجود انخفاض شاذ في مستويات هرمونات الغدة الدرقية (قصور الدرقية hypothyroidism) بين مرضى النقرس.

5كيف يبدو النقرس: إبهام القدم

المفصل الموجود في قاعدة إبهام القدم هو المكان الأكثر شيوعاً للإصابة بنوبة النقرس الحاد. وقد تعاود تلك النوبات بالظهور ما لم نعالج النقرس. يتعين مراجعة الطبيب حتى ولو زال ألم النقرس. فمبقدور النقرس أن يؤذي المفاصل والأوتار وأنسجة أخرى.

كيف يبدو النقرس: أصابع اليد
قد يعاني مرضى النقرس من ترسب بلورات حمض البول في أصابع يديهم. ويمكن للمريض أن يريح المفاصل التي تؤلمه أثناء النوبة ما يساعده على تسكين الألم.

6

كيف يبدو النقرس: المرفق
كما يمكن للنقرس أن يهاجم مفاصل مثل المفصلين والركبتين. شاهد البروز على المرفق في هذه الصورة.

تشخيص التهاب المفاصل النقرسي

نأخذ النقرس بعين الاعتبار عندما يتحدث المريض عن سوابق نوبات متكررة من التهاب مفاصل مؤلم، لاسيما في قاعدة إبهام القدم، او في الكاحلين والركبتين. الفحص الأكثر مصداقية لكشف النقرس هو كشف بلورات حمض البول في السائل المفصلي الذي نحصل عليه من رشف المفصل joint aspiration. نقوم بهذا الإجراء في العيادة عادة باستخدام التخدير الموضعي. نسحب (نرشف) السائل من المفصل المصاب باستخدام إبرة ومحقنة، وتحت تقنيات التعقيم.

تشخيص النقرس: تحليل السائل المفصلي

نحلل السائل المفصلي بعد الحصول عليه بحثاً عن بلورات حمض البول والعدوى. كما قد يطلب الطبيب فحصاً دموياً لقياس مقدار حمض البول في الدم.

اقرأ أيضا:  فيروسات الكبد أنواع وأسباب وطرق علاج والوقاية من فيرس الكبد

كيف تتقي من هجمات النقرس ؟

يساعد الحصول على مدخول سوائل كافي في الوقاية من هجمات النقرس الحاد، ويقلل خطورة إصابة مرضى النقرس بالحصيات الكلوية. نعرف أن للكحول تأثيراً مدراً يمكنه أن يساهم في الإصابة بالتجفاف ويثير نوبات النقرس الحاد. ويؤثر الكحول أيضاً على استقلاب ويسبب فرط حمض اليوريك في الدم. إنه يتسبب في النقرس عن طريق إبطاء طرح حمض البول من الكليتين بالإضافة إلى تسببه بالتجفاف، الأمر الذي يحرض ترسب بلورات حمض البول في المفاصل.

وسائل تزيد من الوقاية

تساعد تعديلات النظام الغذائي على تخفيض مستويات حمض البول في الدم. وبما أن الجسم يحول المواد الكيميائية البورينية إلى حمض البول، فينبغي تجنب الأطعمة الغنية بالبورينات. وتتضمن الأطعمة الغنية بالبورينات المحار واللحوم العضوية، مثل الكبدة والدماغ والكلاوي. يقول الباحثون أن استهلاك اللحوم والمأكولات البحرية يرفع خطورة نوبات النقرس، في حين يبدو أن استهلاك مشتقات الألبان يقلل منها. تخسيس الوزن مفيد في تقليل خطورة نكس نوبات النقرس.

علاج النقرس بالأدوية

تقلل أدوية معينة الألم والالتهاب الناجمين عن هجمات النقرس، وهي أدوية من مثل مضادات الالتهاب (الإيبوبروفين وغيرها)، والكولشيسين colchicine والكورتيزونات القشرية. تقلل أدوية أخرى مستوى حمض البول في الدم، وتقي من ترسب بلورات حمض البول في المفاصل (التهاب المفاصل النقرسي) والكلى (حصيات) والأنسجة (التوف tophi)، ما يساعد على الوقاية من حدوث هجمات ومضاعفات لاحقة. ومن تلك الأدوية allopurinol و febuxostat و probenicid.

ماذا يخبئ المستقبل لمرضى النقرس

هناك عدد من الأبحاث النشيطة في مجالات مختلفة مرتبطة بالنقرس وفرط حمض يوريك الدم. ووجد العلماء أن البروتينات الحيوانية ترفع خطورة الإصابة بالنقرس قليلاً فقط. وتطور أدوية حديثة أكثر فعالية وأماناً في علاج ارتفاع مستويات حمض البول عند مرضى النقرس المزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *