قمر الدين .. مزايا وفوائد

وهو اسم على مسمًّى لمذاقه الطيب وفوائده الغذائية والصحية المتنوعة، وخصوصًا لأنه يشكّل عنصرًا هامًّا على موائد الدمشقيين في فصل الشتاء، لأنه يُشعِر من يتناوله بالدفء رغم برودة طقس الشتاء.

وكذلك تَمكّن الدمشقيون من تحضير شراب لذيذ الطعم من القمر الدين نفسه، أي حوّلوا المشمش إلى مجفف القمر، وحوّلوا الأخير إلى شراب له فوائد كثيرة.

ولم يكتفوا بذلك، ففي السنوات الخمس الأخيرة، ومن باب الإبداع والتفنُّن، تَمكّن الدمشقيون المتخصصون بالمشمش والمجففات من تحويل القمر الدين إلى أشكال صغيرة جميلة (نوغا وحبات صغيرة من الحلوى مغلفة بورق السيلوفان أو النايلون الشفاف).

وأصبحت تقدَّم في المناسبات والأعياد على طبق الضيافة، إلى جانب الراحة والملبّس والشيكولاته، بل وفي تطور جديد حصل قبل أشهر، تَمكّن هؤلاء من إضافته إلى الشيكولاته نفسها على شكل طبقات، بحيث تحولت الشيكولاته إلى قطعة غذائية لذيذة الطعم بالقمر الدين، مع أخذها شكلاً فنيا جميلا.

والزائر لدمشق سيشاهد بائعي الشيكولاته والنوغا والراحة المحشوّة وغيرها في ساحة المرجة والشعلان والبزورية والميدان وباب توما، وقد زينوا واجهات محلاتهم وصناديق العرض فيها بأصابع القمر الدين على شكل أنابيب رفيعة جميلة المنظر.

وكذلك هناك الشيكولاته البيضاء أو البنية اللون وعليها طبقة برتقالية جميلة، وهي بالتأكيد طبقة القمر الدين.

ويتحدث عبد القادر سرميني (أحد العاملين في معامل القمر الدين وتنويع أشكاله ومذاقاته وعرضه في محلّه بساحة المرجة).

قائلاً لـ «الشرق الأوسط»: قمر الدين غذاء ووجبة تقليدية شتوية تُستعمل في دمشق بكثرة، وهي تُستعمل كدواء، فقمر الدين مليّن للمعدة، باعتباره مشتقًا من المشمش.

ويُستخدم في أي وقت من السنة لكثرة المشمش بغوطة دمشق، فقد اشتهرت دمشق بالقمر الدين، وكان الدمشقيون القدماء لديهم مزارع وبيوت عربية يُزرع فيه شجر المشمش ويؤكل في موسمه القصير طازجًا، ومن ثم يحولونه إلى قمر الدين.

اقرأ أيضا:  زيت جوز الهند البكر امتنان

أغلب السيدات كُنّ يطبخن القمر الدين في البيوت، وهو عبارة عن مشمش مطحون يُمزج جيدًا، ويُغلى مع نسبة بسيطة من السكّر، ويمدَّد على طبقة جلدية ويجفَّف.

هذا كان في السابق، وحاليًا تطورت طرق تحضير القمر الدين مع ازدياد الطلب عليه ومعرفة فوائده الصحية، فصارت هناك شركات تصدّره إلى خارج سورية، حتى إن المصريين يستخدمون القمر الدين الدمشقي أكثر من العيش المصري.

وفي أوروبا صاروا يصفونه كمادّة مليّنة في الطب البديل والعودة إلى الطبيعة، أما صناعته فهي بسيطة جدًا، وتتم باختيار ثمار مشمش بنوعية ممتازة ومكتملة النضج.

تُعصر وتضاف إليها نسبة معينة من السكّر، ويمدَّد بعد غليانه لدرجة معيَّنة على ألواح خشبية، حتى يصبح جافًا في المعامل، ويتمّ إضافة زيت الزيتون إليه، حتى لا يلتصق بالخشب.

ومن أشهر من عمل به في دمشق الحاج محمد الشالاتي، الذي يُعتبر الأقدم في هذه الصناعة.

والقمر الدين عدة أنواع، فهناك من يضيف إليه القطر الطبيعي، وهناك من يضيف إليه السكرين، عوضًا عن السكّر، ليكون مناسبا لمرضى السكري، وهؤلاء الذين يتبعون حمية غذائية لنقص الوزن.

أما القمر الدين الأصلي والشعبي، فهو الأفضل، لعدم احتوائه على الكوليديذ والسكرين، حيث يكون مصنَّعًا من المشمش الطبيعي فقط دون أي إضافات، حتى عملية تجفيفه تتمّ في الظل، لكي يحافظ على لونه وهو موجود في الأسواق الشعبية بشكله الشعبي.

المصدر : masrawy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *