اكتئاب الأم و اكئتاب الأطفال

ويقول الباحثون إن المعالجة الفعالة للأمهات قد تجنب أطفالهن الحاجة لوصفات طبية تشمل مضادات حالات الاكتئاب.  وتضيف وايزمان” أنه يجب علاج الآباء والأمهات بشكل قوي، ذلك أن التأثير لا ينحصر بهم بل يشمل أيضا أطفالهم.”

وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين اختفت أعراض الاكئتاب لدى أمهاتهم بعد علاج لمدة ثلاثة أشهر كانوا أقل عرضة بكثير للاكتئاب والحصار النفسي ومشاكل السلوك من الأطفال الذين لم تتحسن أمهاتهم.

وعلقت الدكتورة “ندى ستوتلاند” نائبة مدير “اتحاد أطباء النفس الأمريكيين” والبروفيسور في الطب النفسي في “كلية راش للطب” في شيكاغو بالقول: “إن النتائج معقولة جدا ومقنعة للغاية ومفيدة إلى حد كبير.”

وتضيف “ستوتلاند” أنه بينما تجنح الأمهات إلى وضع احتياجاتهن في المقام الأخير فإن البحث الجديد حجة جيدة على وجوب أن يعتنين بأنفسهن قبل كل شيء آخر.”

وشبهت “ستوتلاند” الأمر بوضع الأم لقناع التنفس على وجهها أولا على متن الطائرة في الحالات الطارئة, وقالت “إنها إن لم تستطع التنفس فإنها لن تستطيع مساعدة أحد.”

ومن المقرر نشر الدراسة في “مجلة اتحاد الأطباء الأمريكيين” يوم الأربعاء. وقد شملت الدراسة 114 امرأة كن يعانين من الاكئتاب وامتدت الدراسة ثلاثة أشهر.  ومن أصل 114 طفلا مشاركا بين سني الحادية عشرة والثانية عشرة, ثمانية وستون منهم لم يكونوا يعانون من أية أعراض نفسية عندما بدأت أمهاتهم العلاج.  ومن بين هؤلاء النسوة تعافت ثمانية وستون امرأة تماما من الاكئتاب خلال فترة البحث الذي استخدمت فيه بعض العقاقير من مضادات الاكئتاب.

وبلغ معدل التعافي من الاكئتاب لدى الأطفال الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية 30% من الذين تعافت أمهاتهم خلال ثلاثة أشهر بينما بلغت هذه النسبة 12% فقط عند الأطفال الذين بقيت أمهاتهم يعانين من الكآبة.  وبين الأطفال الذين لم يكونوا يعانون من مشاكل نفسية في بدء البحث, بقي جميع الأطفال الذين تعافت أمهاتهم في حالة جيدة, بينما أصيب 17% من هؤلاء الأطفال ممن بقيت أمهاتهم في حالة اكئتاب في نهاية البحث.

اقرأ أيضا:  المكملات الغذائية للحامل

ورجحت “وايزمان” الحصول على نتائج مماثلة عند إجراء دراسات شبيهة على الآباء رغم أنه لم تجر دراسة من هذا القبيل بعد.

ويقول الدكتور “بيتر روبنز” وهو أخصائي في طب الأطفال في فيرجينيا إنه شاهد نتائج مشابهة في خلال حياته المهنية وأن الأعراض لم تقتصر على الاكئتاب بل تشمل أيضا “العوز للاهتمام” و”اضطراب فرط النشاط”, حيث أن الأطفال الذين آباؤهم وأمهاتهم يعانون من هذه الأعراض يرجح أن يعانوا هم أيضا منها, وأن علاج الأب أو الأم قد يؤدي إلى تحسن في أعراض الطفل.

ويقول الدكتور روبينز:” تبرز الدراسة أن الاعتناء بالطفل يعني الاعتناء بالأم والأب وكامل الأسرة.”

د. ياسر متولى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *