الاعاقة السمعية : اضطرابات السمع لدى الأطفال — تعيق اكتسابهم للغة!!

التهاب الأذن
السبب الأول لقلة السمع لدى الطفل في عمر المدرسة هو التهاب الأذنين المصلي الذي يمكن علاجه ببساطة وبفعالية سريعة. فمن الضروري إذاً عرضه على الطبيب المختص حتى لا تتطور حالة الطفل باتجاه التهاب الأذنين الليفي اللزج، بالإضافة إلى الأشرطة النسيجية غير الطبيعية التي تربط العظيمات بعضها ببعض داخل الأذن الداخلية. وبالمناسبة هذه العظيمات هي التي تنقل ذبذبات السمع إلى المخ بطريقة معقدة خلقها الله لذلك وبمجرد إصابة هذه العظيمات، فلا ينفع العلاج بعد ذلك ويصاب الطفل بفقدان السمع.
فعادة يعاني 1% من التلاميذ من صعوبات سمعية يجهل بها الأهل غالباً. وعلى هؤلاء إذاً أن يكونوا شديدي الانتباه منذ صغر الطفل لأن مفتاح العلاج يكمن في تشخيص الحالة في أبكر فترة ممكنة. والتأخير في علاج أمراض الأذن كما هو مشاهد هذه الأيام من قبل الأهل أولاً، وعدم إعطاء العلاج المناسب من قبل بعض الأطباء والتأكيد من قبلهم على الأهل بأخذ العلاج لمدة كافية والمراجعة للاطمئنان على فاعلية الدواء، أو لاتخاذ إجراءات أخرى ..كلها أمورفي غير صالح التلميذ
 
أنواع الصمم:
هناك نوعان من الصمم يختلفان في درجة خطورتهما: وهما صمم الانتقال وصمم التمييز.
الصمم الانتقالي:
وهو الأكثر انتشاراً والأقل خطورة، ويتميز باضطراب الانتقال الهوائي للاصوات دون وجود إصابة في الأذن الداخلية، أو في العصب السمعي. وهذا الصمم جزئي دوماً ويرتبط بالتوترات الصوتية المنخفضة. ويمكن أن يؤثر على لغة الطفل، لكنه لا يمنع تكونها. ومن الأسباب الرئيسية التي تسبب هذا النوع هي التهاب الأذنين المصلي، والذي ينتشر هذه الأيام ولكن الحمد لله أنه يمكن علاجه. وأحياناً يُتدخل جراحياً بوضع أنبوبة صغيرة لتفريغ السوائل من الأذن، وذلك من قبل اخصائي الأنف والأذن والحنجرة.
أما إذا لم يكتشف أحد هذا الالتهاب المصلي للاذنين إما نتيجة لتكاسل الأهل وعدم الانتباه لطفلهم أو عدم تشخيصه من قبل الطبيب وكما ذكرنا إذا أهمل هذا الالتهاب كوّن أشرطة نسيجية ليفية تمنع الحركة الحرة لطبلة الأذنين وللعظيمات.
وعلاج هذه الالتهابات الليفية اللاصقة في الأذنين دقيق ويحتاج إلى خبرة في هذا المجال وهم عادة اخصائيو الأنف والأذن والحنجرة. وهذه قد تؤدي إلى فقدان السمع نهائياً.
الصمم التمييزي – الصمم الحسي:
هذا النوع أشد خطورة عن الأول وهو عادة يكون نهائياً ويصعب علاجه. وسببه هو إصابة الأذن الداخلية أو العصب السمعي أو بهما معاً. على عكس الحالة السابقة. هناك انخفاض متزامن في الانتقال الهوائي والعظمي لذبذبات الصوت إلى المخ.
إن هذا النوع مرض وراثي في حوالي ثلث الحالات وقد ينتج أيضاً عن حوادث وقعت خلال فترة الحمل حينما تصاب الأم بالفيروسات مثل الحميراء والتوكوبلازما والحميراء هي الحصبة الألمانية. أو ربما يحدث فقدان السمع وإصابة الأذن الداخلية والعصب السمعي أثناء ولادة الطفل واصابته بنقص الأكسجين الذي قد يصيب المخ كله. كما أن الطفل الخديج قبل أوانه ربما يتأثر السمع لديه وأحياناً باستخدام الأدوية الضرورية للطفل ولكنها قد تتلف عصب السمع.

اقرأ أيضا:  معلومات عامة عن رياضة ذوالاحتياجات الخاصة

ومن الأسباب الأخرى التي قد تسبب اضطرابات السمع هي مرض أبو كعيب الذي يؤثر بشكل خطر على العصب السمعي في بعض الأطفال وليس كلهم، ومن هنا تكمن الأهمية الكبرى للتلقيح، والحمد لله فقد وفرت الدولة التطعيمات في جميع المراكز الصحية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة.
وفي حوالي ثلث الحالات لا يوجد سبب واضح للصمم إذا أصاب الصمم الأذنين كلتيهما، وإذا وقع قبل اكتساب الطفل اللغة فيجب الاعتناء به بسرعة قصوى، وإلا فإن الطفل سيبقى أخرس وستظهر عليه اضطرابات سلوكية ونفسية.
ومنذ سنوات بدأ استعمال المزديح الحي الحلزوني في حالات الصمم التام مما يعطي آمالاً كبيرة في هذا المجال.
 
اكتشاف الصمم:
1- لدى الرضيع:
على الأهل أن ينتبهوا إلى غياب ردات الفعل على الصوت وعلى الضجة القوية وعلى الأصوات المحددة (مثل تحضير الرضاعة ووقع الخطوات إلخ). كذلك من المهم أيضاً الفقدان التدريجي للثغثغة (حيث يثغثغ الطفل الأصم بشكل طبيعي حتى عمر  6أشهر. ثم يتوقف عن ذلك لأنه محروم من لذة الإصغاء إلى نفسه). عند فحص الأربعة أشهر والتسعة أشهر والأربعة وعشرين شهراً يختبر طبيب الأطفال عادة أثناء متابعة الطفل سمع الرضيع باستعمال ألعاب صوتية. ومن الضروري أن تستخدم بحيث لا يراها الطفل كي تتأكد من سلامة السمع لدى الرضيع.
2- بعد عمر السنتين:
تصبح اختبارات اكتشاف الصمم أكثر دقة يلاحظ الأهل أن الطفل ينظر إليهم مطولاً وهو يثبت نظره فيهم حين يكلمونه، وكأنه يحاول أن يقرأ على شفاههم، يخلط بين الحروف والأصوات. يؤدي ذلك إلى اضطرابه وإلى جعله عدوانياً وسريع الغضب.
من السهل استعمال بعض التقنيات مثل مناداة الطفل بصوت خفيض أو سؤاله عن بعض الصور أو عن أجزاء من جسده أو عن ثيابه.
وإذا كان عمر الطفل يزيد عن  3سنوات، فيمكن اختبار السمع بتقنيات أخرى متطورة وحديثة هذه الأيام.
أما بعد عمر  4-  5 سنوات يصبح قياس السمع التقليدي ممكناً فحين يتم التعرف على اضطراب السمع وتحديد درجته فمن الضروري القيام بخطوتين أولاً استشارة اختصاصي في النطق الصحيح كي يفحص صوت الطفل وامكاناته الكلامية بالإضافة إلى استشارة اختصاصي في علم النفس كي يحدد المستوى العقلي للطفل باستعمال روائز غير شفهية وانعكاسات الصمم على مستواه الفكري وعلى شخصيته.
وختاماً يزداد حذر الصمم كلما وقع لدى طفل أصغر سناً لا يمكن تخفيف نتائج الخلل السمعي إلا باكتشاف حالات الصمم العميق منذ الأشهر الأولى من الحياة، وحالات الصمم المتوسط قبل عمر سنتين. لكن يصعب غالباً التأكد من أن الطفل الصغير لا يسمع جيداً. على الأهل إذاً أن يكونوا شديدي الانتباه لهذه المشكلة كما عليهم أن يستشيروا اختصاصياً في هذا المجال عند أقل شك لديهم.

اقرأ أيضا:  الاعاقة البصرية : هل يستطيع الشخص الأعمى أن يرئ؟

الدكتور / ابراهيم الضعيان – استشاري طب الاطفال

جريدة الرياض السعودية

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. انس عنده سنتين وعشر شهوركان بيسمع كويس بيقوم من النوم على صوت الاعلانويسمع الجرس وجمله معينه فى الاعلان لما اتاخر فى النطق روحنا للدكتورقال اعملوقياس سمع لما عملناه قالومحتاج سماعات مع العلم انه بيسمعنابس باينه مشكلته انه بيطنش ساعدونى انا حزينه من عمل السماعات

  2. بسم الله الرحمن الرحيم شكراا على هذا الشرح المفصل ولكن مشكلتي غير كل هذا تقريبا @عندي الان ولد عمره الان 3 سنوات لا يسمع شئ حتى با كبر الاصوات ولكنه شديد الملاحظه على كل ما حوله ويملك ذاكره قويه جداا الان وبعد عمر 3 سنوات من اين ابدا بالعلاج وهل هنالك امل حتى ولو بسيط طبيأ علما ان حالتي الماديه ممتازه وليس لدي اي مشكله ان اسفره الى الخارج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *