التعاون بين الأسرة والمدرسة في دعم برامج ذوي الاحتياجات الخاصة

عملية بناء شخصية الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة:
يشترك فيه: الأم ، الأب ، الإخوة ، المدرسة ، المجتمع المحلي
-إن عملية بناء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يبدأ منذ الولادة ويستمر مدى الحياة
فعملية التعلم يجب أن تبدأ من عمر مبكر وخاصة إذا علمنا حسب الدراسات أن سنوات ما قبل المدرسة تمثل أسرع فترات التعلم حيث يبدأ الدماغ بالتطور وعندما نصبح في الرابعة من العمر يقال بأن 50 % من نمو قدراتنا العقلية تصبح مكتملة وعندما نصبح في الثامنة يقارب نمو قدراتنا العقلية من 90 %

دور الأسرة في عملية التعلم:
لذلك فإن الآباء يقعون في قلب هذه العملية من النمو والتعليم.. وعادة يقوم بها الآباء منفردين ولوحدهم.
ويخضعون لكثير من المعوقات والإحباطات ويحتاجون إلى الدعم والتوجيه…. كما أنهم نادراً ما يلجأون إلى طلب المساعدة من المراكز التي تعنى بشؤون تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.

أهمية المدرسة ودورها:
1- والمدرسة هي مرحلة قصيرة من عملية البناء: فلذلك لابد من أن يشارك الآباء والمجتمع والمدرسة في هذه العملية المستمرة
2- المدرسة مرجع مختص للأسرة: ولكن بالرغم من قصر مدتها فإن لها الدور الأكبر في كونها مرجعا مختصا للأسرة في دعمها من برامج متنوعة واحتياجات وإرشادات في العمل مع أطفالهم وفي عملية بناء شخصية المعوق وتدريبه على الاستفادة من قدراته وإمكانياته.
 3- أن للمدرسة دورا متخصصا منهجيا تعتمد على برامج متخصصة ومنهجية تقوم به وتنفذه بدعم من الآباء والمجتمع ويستمر تأثيره على المعوق مدى الحياة
4- ضرورة وجود الموارد والكفاءات والوسائل اللازمة: ولكي تستطيع المدرسة أن تقوم بدورها التخصصي لابد أن تملك الموارد والكفاءات والمؤهلات والمناهج اللازمة ومنهجية خاصة بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة..
 
تأهيل المعلمات والفريق المختص للتعاون مع الأسرة: كما أن المدرسة عندما تريد تطبيق برامجها ، كثير من المعلمات أو المختصين( معالجين ، اختصاصين ،…) منهم يعملون منفردين عن الوالدين مما تكون فترة قضاء الطفل في المدرسة قليلة الفائدة… بالإضافة إلى وجود معوقات في الاستفادة من البرامج التي تضعها المدرسة..
 وكثيرا ما يكون لدى المعلمات أو الفريق المختص بعض المعوقات التي تعرقل عملية تطبيق البرامج….
ومن هنا لابد للمعلمات وفريق العمل في المدرسة أن يملك خبرة تخصصية في مجال التعاون مع الأهل لدعم عملية بناء المعوق

 وهنا يجب أن نضع مجموعة من الأسئلة على المعلمة أو المختص أن يضعها أمامه عندما يبدأ بالتعامل واستقبال المعوق… ولديه المقدرة على إجابتها واستيعابها:
1- ماهي ردود أفعال الأسرة عندما أصبح لديهم طفلا معوقا
2- ماهي نوع المساعدة التي يحتاجها الآباء للقيام بدورهما الطبيعي بوظائفهم الأبوية العادية
3- كيف يمكن للآباء التعبير عن احتياجاتهم..؟ ولمن.. وكيف نقدم لهم المساعدة
4- وكيف يمكن مساعدة الآباء للتعامل مع مشاعرهم الخاصة واتجاهات الجيران والمجتمع المحلي بشأن الأطفال المعوقين..
5-ما مدى إمكانية استفادة المعوق من الفرص المتاحة أمامه
6-ما مدى تفاعل المعوق واختلاطه مع غير المعوقين واستجابته
7-ماهي الوسائل التي يمكن من خلالها أن يعمل الآباء والمختصين بشكل أوثق لتعزيز نمو الطفل في كل من البيت والمدرسة
 عندما تتوضح هذه النقاط للفريق المختص في المدرسة يستطيع أن ينطلق في بداية العمل والتنسيق مع الأسرة لدعم برامج
 المدرسة.

برامج تعتمد على الأسرة
يمكن تقديم الدعم للأسرة منذ اكتشاف الإعاقة عند الطفل ويمكن أن تتقدم الأسرة للمدرسة فتجد عندها الدعم المعنوي والتخصصي.
عندما يكون من ضمن نظام المدرسة برامج الدعم المبكر للأسرة تستطيع تدريب كادرها على القيام بهذه المهمة ويمكن وضع الكثير من البرامج الداعمة التي تعتمد على التعاون بين الآسرة والمدرسة ويكون بعضها خاصا بالأسرة وبعضها خاصا بالمدرسة وبعضها مشتركا بين الاثنين
برامج أو مشاريع تعتمد على الأسرة:
في الحقيقة عندما تكون الإعاقة واضحة كالمنغولية أو الشلل الدماغي يمكن البدء بالمساعدة فورا منذ الولادة حيث يقوم زائر مختص من المدرسة لزيارة الأسرة وتقديم الدعم النفسي والتشجيع وتقديم اقتراحات عامة أو خاصة متعلقة ببعض النشاطات التي تساعد على نمو الطفل
إن مثل هذه المساعدة يقدمها المختص في المركز حيث يكون الأخصائي الاجتماعي أو المرشد النفسي أو المشرف التربوي أو المتطوعين ممن يملكون الخبرة وخصوصا إذا ما تم تزويدهم بالجانب العملي ويمكن أن تكون الزيارة يوم واحد في الأسبوع حيث يتم تقييم مهارات الطفل ونموه الاجتماعي وقدرته على خدمة نفسه ومهارات الاتصال المهارات المعرفية واللعب.
 ثم يقرر مع الأهل هدفاً تعليميا بحيث يمكن الوصول إلى هذا الهدف خلال فترة زمنية معينة.
ويقوم المختص بشرح النشاطات والطرق التعليمية التي تساعد الطفل على بلوغ الهدف.
 ويقوم الآباء بتعليم ابنهم في المنزل ويضع المختص البرنامج حسب التقييم ويعطى للأهل لتطبيقه لوحدهم مع ابنهم وتتنوع البرامج حسب أنواع التقييم..

أهمية هذه البرامج وأهدافها
1- أهمية هذا البرنامج انه يعتمد على المنزل أكثر من اعتماده على المدرسة فالمختصون من المدرسة يقومون بزيارة العائلة بدلا من إحضار الطفل إلى المركز
2- ويمكن تدريب أي شخص ممكن ليصبح عضوا في هذا البرنامج حيث يزود بالخبرة الكافية.
ولكن يبقى الأصل هم المختصين يستعينون بالمتطوعين قد يكون من الآباء والأمهات أنفسهم حيث يقدمون المساعدة للآخرين
3- هذا البرنامج يتيح تقديم الدعم الشخصي والنفسي والعاطفي للأسرة ويهيئونهم للتعامل مع المدرسة بصورة ايجابية وفاعلة كما يتيح لللآباءأن يشعروا بالفخر للتقدم الذي يحرزه طفلهم ونعزز الايجابية في التعامل مع أطفالهم.
وعلى المختصين أن يكونون حذرين من النقاط السلبية لهذا البرنامج فيعملون على تحقيق الأهداف التعليمية بشكل طبيعي من خلال المهمات والنشاطات المنزلية أكثر من كونها تعليم فردي.. بشكل لا يشكل ضغطا وإرهاقا على الأسرة.
 
إن المدرسة التي تملك منهجية بالعمل تستطيع العمل مع الأسرة ببساطة وهدوء وتستطيع أن تضع الخطط والبرامج لتفعيل هذا التعاون.
وعندما يكون هناك برامج خاصة بالأسرة تستطيع المدرسة استقبال الأطفال المعوقين منذ سن مبكرة وتضع لهم برامج خاصة.. أو يمكن وضعهم في مدارس رياض لأطفال لغير المعوقين ويستمر العمل معهم.

اقرأ أيضا:  فتاوى خاصة لذوى الاحتياجات الخاصة

مشاريع خاصة بالمدرسة:
إن العاملين الذين يعملون في مركز الإعاقة يجب أن تتوفر لديهم الكثير من المهارات والخبرات والمعلومات عن الصعوبات الني يعاني منها المعاقون وعن كيفية التعامل معهم وذلك لتلبية احتياجات الأطفال وعلى أسس فردية وكثير من العاملين يلتحقون بالمراكز وليس لديهم خبرات عملية أو نظرية في هذا المجال وعلى المدرسة أن توفر لهم التدريب المناسب قبل أن تلقى إليهم مهمة عملية البناء.
ويجب أن يكون هناك فريق مختص يدرك مهامه بوعي ويعمل بروح الفريق ولا يعمل كل واحد لوحده.
وبالطبع يمكن للإدارة أن تكون هذا الفريق ممن لديهم الاختصاصات والخبرات اللازمة فعادة يتألف الفريق.
من الأخصائي الاجتماعي والمشرف التربوي والطبيب والمرشد النفسي إن وجد وأحد المعالجين الفيزيائيين إن لم يكن هناك طبيب مختص بالعلاج الفيزيائي وإن وجد يكون هو عضو في الفريق.
والمختصة بالأنشطة والوسائل التعليمية وعادة تكون هي منشطة أساسية في المعهد.
ويكون المدير عضو أساسي في الفريق لمتابعة العمل ويعمل معهم بروح الفريق التعاوني.
وتحدد الإدارة مهام كل واحد منهم وتوكل إليهم دراسة الطفل وتقييمه واستقباله ووضعه في المجموعة التي تناسبه ومتابعة تطوره بالتعاون مع مربيته ويكون لكل منهم سجلات خاصة ترصد العمل.
وتتم مناقشة وضع الطفل المعوق سواء الذي يتبع برنامج منزلي أو برنامج مشترك مع المدرسة.

وتضع الإدارة برامج خاصة للفريق يكون هدفها زيادة خبراتهم ومعارفهم النظرية عن طريق:
تكليفهم بحاضرات أسبوعية للكل العاملين في المدرسة بهدف تعزيز التدريب المستمر عند كلا الجانبين.
وضع تقارير شهرية عن الأطفال ونتائج تطورهم ومناقشتها مع الأهالي.
تكليفهم بحضور الدروس والأنشطة للمعلمات وتقييمهم.
ويكون الأخصائي الاجتماعي المنسق الأساسي بين الأهالي والمعلمات والفريق المختص.
يوضع الفريق البرنامج العام للمجموعات بالتعاون مع المعلمة ثم البرنامج الفردي لكل طفل ويناقش مع أولياء الطلاب
يقوم الفريق بتقييم الأطفال الأولي عند دخول المدرسة ومن ثم متابعة التقييمات الفصلية والسنوية.
ينسق الفريق العمل بين برامج المدرسة والعمل مع الآباء.
يقوم الفريق بوضع برامج الأنشطة والمشاغل.
مهمة الفريق أن يقوم بالتدريب المستمر للمعلمات وفق برنامج محدد.
مساعدة المعلمات بحل المشاكل والصعوبات التربوية والنفسية والسلوكية عند الأطفال وتزويدهم بالمهارات المعرفية والنظرية.
متابعة وتقييم المنهاج الذي يعطى للطفل وبيان مدى ملاءمته لقدراته واستيعابه ومدى الحاجة إلى التعديل أو التبسيط

برامج تعتمد على المدرسة والأسرة معاً:
لابد للفريق المختص في المدرسة والمعلمات من الوعي بأهمية التعاون مع الأسرة:
فعندما يدخل الأطفال المعوقون المدرسة.. يجب أن يطرح السؤال الهام:
كيف يمكن للآباء والمعلمين أن يعملا معاً:ولابد أن تتكون لهم المفاهيم التالية ويعملون عليها:
أن الآسرة هم الأقرب للطفل ولذلك المختصين سيكونون أكثر فعالية إذا ما استطاعوا مساعدة الآباء بهدف مساعدة أبنائهم
 الآباء والمعلمات والمعالجين على حد سواء لديهم معلومات عن الطفل والتي من الضروري أن يتشاركوا بها كالمعلومات عما يحبه الطفل ومالا يحبه واستجاباته للمطالب والمواقف الجديدة ومزاجه وكذلك إنجازاته ومهاراته في البيت والمدرسة وبيئات أخرى.
كل الآباء عليهم أن يتشاركوا مع المعلمين وغيرهم فالمهمة الأساسية هي التنشئة الاجتماعية وإعداد الطفل…. ليأخذ مكانه في مجتمع الكبار وإعداده مهنيا لكي يصبح عضوا منتجا في المجتمع وهذا لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الآباء فيمكن الاستفادة من الأعمال التي يقوم بها الأهل عادة لكي يتم تدريبهم عليها من خلال أسرتهم. كما أن الآسرة عندما تؤمن بوجود مختصين يقدمون العون الحقيقي لأطفالهم المعاقين فهم سيصبحون أكثر فاعلية وإيجابية في التعامل مع إعاقة ابنهم..
 وعندما يتعلق الأمر بالأطفال شديدي الإعاقة. فان للآباء والمعلمين أهدافاً تعليمية إضافية مشتركة كتعليم الطفل العناية بالذات ، والاستقلالية ، وتعليمه الأكل لوحده وأن يلبس ويذهب لتواليت لوحده. وبمساعدة الطفل على تعليم الاتصال وفهم الآخرين وأخيرا فهم المتطلبات والتوقعات من المجتمع المحلي.
 إن النمو والتعلم لدى جميع الأطفال لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل عن قرب مع البيئات التي يعيش بها الطفل
من حق الوالدين الإطلاع على السجلات والتقارير ومن حقهم المشاركة في وضع الخطة الفردية والمشاركة في التقييم. ووضع أهداف تربوية مشتركة في البرنامج التعليمي
يمكن وضع كثير من البرامج والأنشطة مثل الرحلات والحفلات والمشاغل والأنشطة المهنية يشترك المعلمون والأهالي مع بعضهم في تنفيذها وتعزيز العلاقات مع بعضهم

 أهمية تعزيز العلاقة بينا الأهل والأسرة والعقبات التي تعترضها:
يجب أن تكون العلاقة بين الأهل والمدرسة قائمة على النقاط التالية:
يجب أن تكون العلاقة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل
 فهم واحترام فردية كل عائلة وخصوصياتها
 ضرورة العمل على المشاركة في كل المعلومات والمهارات والخبرات وفي صنع القرار

اقرأ أيضا:  إعادة تأهيل حالات شلل الوجه النصفي

 إن أغلب العقبات التي تحول بين التعاون بين الأهل والمدرسة:
أ:- بسبب اتجاهات كل منهما للآخر قد تتضمن الشك واللامبالاة وعدم فهم أهمية التعاون المثمر
ب: – إن نقص التدريب والإعداد للمعلمات والمختصين يعتبر عاملا مهما في معرفة احتياجات الوالدين والطرق التي يمكن من خلالها أن يعملا معا بنجاح.
 ج: – قد ينزع بعض المختصين للتعامل مع الأهالي بنوع من التفوق والتظاهر عليهم مما يجعلهم يتشككون في دقة ملاحظاتهم ويفشلون في الاستماع إليهم
 د: – عدم التوفيق بين حاجات الطفل وحاجات الأطفال الآخرين في نفس الأسرة. إن المختصين الذين يعرفون الطفل فقط ولا يعرفون احتياجات الأسرة ككل قد يتطلبون مشاركة كبيرة من الآباء الأمر الذي يؤدي إلى إجهاد وتوتر العائلة…… ومن الممكن أن تساعد الزيارات المنزلية التي يقوم بها المعلم أو الأخصائي الاجتماعي على تقليص هذه الفجوة
ح – المطالب والتوقعات غير الواقعية:: يمكن أن تكون للآباء والمعلمين توقعات غير واقعية من الطفل وقد تكون هذه التوقعات أعلى من اللازم أو أقل من اللازم وهذا لا يعتمد على قدرات الطفل فحسب بل على طبيعة ونوعية الدعم المتوفر في المنزل.. كما أن بعض المختصين قد يطلبون من الوالدين القيام بمتطلبات كثيرة مثلا التدريس اليومي وتسجيل إنجازات الطفل بشكل مفصل….. مما يؤدي على وضع عبء كبير على الأسرة. وتجعل الآباء يحاولون تنفيذ هذه المتطلبات لأنهم يعتقدون أن تقدم طفلهم يعتمد عليهم بالدرجة الأولى
ط: – وبنفس الطريقة ، قد تكون للوالدين توقعات غير واقعية لما يمكن للمعلمين إنجازه وقد يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما لا تتحقق هذه التوقعات
 هذه هي أهم العقبات العامة التي يمكن أن تواجه تعاون المدرسة والآسرة.. ويمكن أن تكون هناك عقبات خاصة بكل أسرة يمكن مناقشتها من خلال لقاء الأسرة والفريق المختص والوصول إلى حلول لها

تجربتنا في العمل مع الأسرة في تدعيم عملية بناء الطفل المعوق:
نعتمد في عملنا مع ذوي الاحتياجات الخاصة على محورين أساسيين:
الأول: الأسرة..
ثانيا المعوق نفسه
أخذنا على عاتقنا العمل مع أسرة المعوق منذ أن تتقدم إلينا الأسرة بطلب المساعدة أو بتسجيل ابنها في المدرسة
ووضعنا لذلك أهدافا كثيرة وشروطا لهذه الغاية… ومنهجا نتبعه وبرنامجاً نعمل عليه.
ومنذ عشرين عاما بدأنا بهذه التجربة في معهد الإعاقة الذهنية ثم في معهد الشلل الدماغي.
حيث تطور وتبلور العمل من خلال التعاون بين المدرسة والأسرة إلى:
أولا: إنشاء قسم للشلل الدماغي في معهد الإعاقة الذهنية… بعد تجربة الطفل عبد الله وتكاتف الأهالي مع بعضهم فكانوا هم الذين وضعوا الأسس والتجهيزات في قسم من المعهد وكان لهم القوة في التأثير على صنع القرار فتم افتتاح معهد الشلل الدماغي المستقل عن معهد التنمية الفكرية.
ثانياً: إنشاء جمعية الرجاء الخيرية في حمص لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على جميع الأصعدة… من خلال تعاون الآباء والمختصين في متابعة تطور أولادهم. وكان الهدف من الجمعية هو استيعاب كافة الأطفال الذين يتخرجون من معهد التنمية الفكرية والعمل على تدريبهم وتأهيلهم مهنيا وتقديم كافة الخدمات للمعوقين الذين لم يحصلوا على أية فرصة لهم
 وقد بدأنا بدعم من أهالي الأطفال في معهد الإعاقة الذهنية بالعمل على إنشاء الجمعية منذ عام 1985 وتم أحداثها في عام 1993 وافتتح القسم المهني فيها في عام 1996 حيث تكون لدينا مجموعات من الشباب والشابات المعوقات ذهنياً يعملون في حرف يدوية حيث يتم تسويق إنتاجهم وبيعها في المعارض وللقطاع العام والخاص.
 
أهم الحرف اليدوية:
الخياطة والتطريز والرسم على الزجاج وصنع الشمع والرسم على القماش.. وصنع الأعلام الوطنية
 كما تم إنشاء فريق رياضي متدرب منهم حاز بعضهم على بطولة القطر في ألعاب القوى وكرة السلة حيث فازوا بالكأس الجمهورية مما عزز ثقتهم بأنفسهم وثقة أسرهم بهم.
 ومن خلال تجربتنا في العمل المهني نجد أن الأسر التي تتعاون مع المختصين في تنفيذ البرامج الموضوعة من قبل الإدارة نحقق إنجازات مصيرية على مستوى الفرد.
وقد قمنا بتوظيف عدد من المعوقين في أعمال أثبتوا جدارتهم كصفوان حيث يعمل في ورشة تصنيع الأجهزة للمعاقين.ونجوى في مساعدة المعاقين في الصف…. كما نعمل على فرز مجموعة من القسم المهني من الشباب والشابات المعوقين بالتعاون مع أوليائهم ليعملوا كحرفيين في ورشة التصنيع بتقنية الكرتون تحت رئاسة صفوان.وفي ورشات خارجية.
لدينا مئات من التجارب الناجحة في التعاون بين الآسرة والمدرسة في إنجاح العمل والمتابعة فيما بعد.
فالمعروف أن أي نشاط حرفي يقتصر على المدرسة وبمعزل عن الأسرة سيكون نهايته الفشل.. لأنه ينتهي بانتهاء عودته إلى بيته.

وختاما:
لابد أن يكون التعاون بين المدرسة والآباء قائما على أسس منهجية ومبرمجة يكون هدفها بناء شخصية المعوق وتأهيله ليصبح عضوا فعالا ومنتجا في المجتمع.
فطمة عجم أوغلي: مديرة معهد الشلل الدماغي، رئيسة فرع جمعية الرجاء لرعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة بحمـص

 "نساء سورية" 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *