خطوات لتطبيق الحمية الخالية من الغلوتين أو الكازين لأطفال التوحد

أصدر هذا الكتيب في شكل مجموعة توجيهات للآباء الذين يرغبون في تطبيق حمية خالية من الغلوتين لأطفال التوحد أو الذين يشكون من أعراض طيفية مرتبطة، برغم أن التركيز الرئيسي لهـذا الكتيب سوف ينصب على استخدام الحمية الخالية من الغلوتين لأطفال التوحد، إلا أن استخدام الحمية الخالية من الكازين كبديل أو إضافية سيتم بحثه ونقاشه أيضا ، ويمثل هذا الكتيب مساعدة في تطبيق هذه الحميات ، ويجب قراءته مرتبطا مع المادة المرفقة حول الأساس النظري خلف البحث الحميي .

تحذيـر— يجـب أن يتوقـف أي قـرار بشـأن إدخـال أي تغييرات في نظام الحمية على الوالديـن وشخـص التوحـد تمامـا نوصي بشدة باستشـارة واخذ موافقة الطبيب المباشر لحالتكم في حال قـرار إدخـال أي تعديـل فـي نظـام الحميـة ، كما نوصي أيضـا باشـراك أخصائـي تغذيـة مسجـل فـي شـأن تكويـن وتطبيق أي إدخال في نظام الحمية

خلفيـــة :

القطاعات البولية لأشخاص التوحد: المضاعفات المحتملة وارتباطها بالبحث : شاتوك بي وسافري دي (1996) .
إننا ندعـم فرضية أن التوحد يمكن أن يكون ناتجا عن فعل بيتونات peptides ذات منشأ تكوين خارجي تؤثـر علـى انتقـال الأعصـاب ضمن جهاز الأعصاب المركزي . ونؤمن أن هذه البيتونات تحدث تأثيرات افيونية طبيعية … سوف يتركز دور جهاز الأعصاب المركزي والذي يتـم عـادة بواسطـة البيتونـات الأفيونيـة إلى الحد الذي تضطرب فيـه العمليات العادية ضمن جهاز الأعصاب المركزي بصـورة حـادة. ونؤمن أيضا أن هذه البيتونـات تشتـق وتنتج من عدم اكتمال انحلال بعـض الأطعمـة وعلى وجه الخصوص الغلوتين من الدقيق ومن بعض الحبوب الأخرى ، ومن الكازين من الحليب أو منتجات الألبان .

بـدأ التفكيـر بخصوص استخدام الحميات المستثناة مع الاضطرابات النمائية المنتشرة مثل التوحد في الظهـور تدريجيـا خلال السنوات القليلة الماضية . ومن المعروف أن آلاف الآبـاء يستخدمون وسائـل حميـة لتخفيف بعض مظاهر توحـد أطفالهـم مع وجود نتائج متنوعة ولكنها واعدة في معظـم الحالات . الأبحاث الأولية في استخدام الأطعمة الخالية من الغلوتين والتوحد في ذكـر أن تحسنـا فـي بعـض السلوكيات المرتبطـة بالتوحد قد ثبت حدوثها برغم أنه يحتاج إلى العديد والمزيد من الأبحـاث التجريبية في هذا المجال ، وتميل الأبحاث التجريبية والتقارير الروائية من الآباء إلى الإيحاء بمحدودية الآثـار الممكنة والمحتملة لاستخدام الأطعمة المستثناة وأن استعمال هذه الأغذية لا يمثل علاجا للتوحد .

مظاهر عملية :

يتبـادر إلى أذهان الآباء الذين يرغبون في تطبيق هذا النوع من الحمية السؤال الأول بعـد قـراءة قاعـدة التجريب ألا وهو سؤال أنفسهم ” هل ندرك ما نحن مقدمون عليـه ؟ الغلوتين مـادة توجـد في بعض الحبوب مثل القمح ، والشوفان والشعير والجاودار وهو بروتين لزج يجعل الخبز على سبيل المثال مرنا . ومن الناحية الأخرى فالكازين هو اشتقاق البروتين مـن الحليـب ومنتجات الألبان . ويمثل الكازين في المجتمعـات الغربيـة هـذه الأيـام أحد أكبر المكونـات البروتينيـة فـي مختلف أطعمتنا ويوجـد في الخبز ، ومكرونة الباستا ، والمعجنات ، والكيك ، والكعك المحـلى والبسكويتات وفي العديد من المنتجـات الأخـرى . ويستخـدم كذلك في تغليف وتقوية بعـض الأطعمـة الأخرى ( مثل طبقة الكسره ) وقد تحتـوى العديـد من الأطعمة مع غلوتين ” مخفي ” ، مثل ، الأطعمة المصنعة ، أثناء علمية الطهي ، الخبز ، الخلط ، والتعليب . الخ تتوفـر دائمـا الفـرص في إضافـة منتجـات غلوتيـن ، كما يوجد أيضا فـي الأشيـاء التـي هي ليست بمصادر أطعمة طبيعية مثل مادة العلك المطاطيـة التي تلعق لقفل المظاريـف . كما يمكن وجود الغلوتين أيضا في منتجات أخرى ، مثل النشويات المهيئة .

عليه فإن المشكلة هي كيفية إيجاد الأطعمة الخالية من الغلوتين ؟

هناك العديد من الشركات التي تنتج نطاقا واسعا من المنتجات الخالية من الغلوتين (خبز خال من الغلوتين ، ومكرونة الباستا ، ودقيق وبسكوتيات ) ويتصل العديد من الآباء بهذه الشركات المنتجة للمنتجات الخالية من الغلوتين بأنفسهـم . والعديـد مـن منتجـي هذه المنتجات همهم الأول هو تقديم المساعدة حيث يرسلون مجموعة كبيـرة مـن قوائم منتجاتهـم والبعـض منهـم يرسل عينات مجانية . أدرج في نهاية هذا الكتيب قائمة ببعـض كبار منتجي المواد الخاليـة مـن الغلوتيـن بالمملكـة المتحـدة . والمصـادر الأخـرى المتوفرة وليست بذات قيمة هي المحلات التجارية (شركات مثل متيسكو ، سينسيري ومارك أنداسبنسر) ومحلات الغذاء الصحي . اتصل مباشرة بمقر رئاستهـم أو السؤال عند نقاط استفسار العملاء حيث يمكن أن يزودنك بقائمة الأطعمة الخالية من الغلوتين في تلك المحلات التجارية المعينة ويجب أخذ الحيطة والحذر حيث أن العديد من المحلات التجارية تقوم بتغيير مكونات منتجاتها بصورة منتظمة وفي مثل هذا التغيير قد تدخل بعض منتجات الغلوتين المخفية . إذا ساورك الشك أتصل بإدارة المحل أو المورد مباشرة . سوف نقوم ببحث ونقاش مصدر بديل لمعلومات المنتجات الخالية من الغلوتين قريبا . وبنفس الطريقة يمكن الحصول على المزيد من المعلومات بخصوص المنتجات الخالية من الكازين .

والسؤال الثاني الذي يجب أن يسأل الآباء أنفسهم هو ” كيف سيتفاعل أبني إذا قمنا بتغيير الطعام له ؟

هذه نقطة ذات أهمية كبرى يجب على الأباء مراعاتها بعناية . أن خصوصية طبيعة التوحد كمتلازمة تعني للعديد من أطفال التوحد عناصر طعام وتغذية أهمية كبرى لدى العديد من أطفال التوحد أغذية محصورة ومقيدة ، الاعتماد على أطعمة محددة من ناحية المذاق والتكوين واللون أو التعبئة المستخدمة ، وقد لا يرغبون في العديد من الحالات في إحداث تغيير في عناصر تغذيتهم . ولقد سمعنا بالعديد من الحالات وسط أطفال التوحد حيث يكون غذائهم على سبيل المثال مكون تماما من منتجات تحتوى على غلوتين أو كازين . سواء كان الطفل يأخذ وجباته عادة مع الخبز ، أو الطفل الذي يحب مكرونة الباستا أو الطفل الذي يحب البسكويتات والكيك . وبالمثل تحدثنا إلى الآباء أيضا الذين يشرب ابناؤهم حوالي 5 باينت من الحليب يوميا . آخذين في الاعتبار وجهة النظر في الاعتماد الكيميائي لاطفال التوحد الذي قد يجدونه في مثل هذه الأطعمة مع التأثير النفسي للتغيير في غذاء الطفل ، ويجب العمل لإيجاد بدائل تغذية أخرى . وفي حالة الأغذية الخالية من الغلوتين والتي قد تسميها ” المذاق المكتسب” .

كما ذكر سابقا ، يقوم الغلوتين عادة بمنح الخبز مرونة ومطاوعته والنسيج العجيني ، وهو الشيء المفقود في معظم الأغذية الخالية من الغلوتين . ليس هذا إلقاءاً للضوء على الشركات المنتجة للمواد الخالية من الغلوتين ، حيث أنهم يقومون بمجهودات حقيقيـة بجعـل هـذه الأطعمة مستساقة بقدر المستطاع ، ولكن إذا لم تكن ضمـن هؤلاء الآباء الذيـن يتقبـل أطفالهــم الأغذيـة الخاليـة من الغلوتين من الوهلـة الأولـى ، يستلـزم الأمـر اتخاذ عدة محاولات لإيجاد الأطعمة التي تتقبل وتؤكـل بسعـادة . ويقوم العديد من الآباء بإجـراء عـدة محاولات مع أطفالهم في هذه المرحلة ، مع عدم إزالـة أي من الأطعمـة المحتويـة على الغلوتين من غذاء أطفالهم مع استخدام أي من العينات المجانية أو شراء بعـض المنتجـات الخاليـة الغلوتين ويراقبون كيف يتفاعل أطفالهم عند تناولها .

البدايــة :

سوف تكون محطتك الأولى عند فحصك للسؤالين المذكورين سابقا في هذه الورقة ، هي طبيبـك . وذلك مهـم لسببان :

o أولا أنه من المهم دائما أن تبقى طبيبك ملماً بأي تغيير تقوم به بخصوص صحـة طفلـك
o السبب الثاني هو إمكانية مساعدة طبيبك لك فـي العديد من الحالات في عملية تطبيق نظـام التغذيـة .

لا توجد هناك طريقة مثلى عالمية معينة في إبلاغ نواياك وأهدافك لطبيبك . يعقد الكثير من الآباء لقاءات مـع أطبائهـم بعد قراءتهم للمعلومات الأساسية حول نظام التغذية . ترسل عادة نسخة من نتيجة فحص البول إلى طبيبك ، ومن الضروري مقابلة الطبيب لبحث نتائج هذه التحاليل .
وسوف يساعدك استقبـال وتفهـم الطبيب لموضوع التغذية في عدة نواح . ليس فقط في حصولك وابنـك علـى الدعـم والمساعـدة فـي هذا الأمر ، وإنما في إمكانية طـرق مصادر معلومات أخرى أيضا . تستخدم الأغذية الخاليـة من الغلوتين في مجال الطـب السائـد لمعالجـة المشاكـل المتعلقة بحساسية الغلوتين / القمح وأمراض التجويف البطني .
لدى مرضى التجويف البطني جمعية تهتم بهم وتساندهم أثناء استخدامهم للأطعمة الخالية من الغلوتين ” جمعية أمراض البطن ” . أحد أهم المصادر التي تنتجها الجمعية هو كتيب يحوى الأغذية الخالية من الغلوتين . يسمى ” قائمة الطعام ” ، هذا الكتاب الجيبي الصغير الأحمر اللون يشمل كل شئ خال من الغلوتين في المحلات التجارية ، المنتجات الفردية وأشياء أخـرى مثـل الوجبات السريعة الخالية من الغلوتين . ولم يكن لدينا أي نوع من الاتصال مع جمعية أمراض التجويف البطني حتى إبريل 1997 ، وعلـى أي حال فانهم ملمون حاليا بالعمل الذي تقوم به بخصـوص الأغذية الخالية من الغلوتيـن والتوحد . واقترحنا أن يقوم الآباء الذين يرغبون في الحصول على قائمة الأغذية ، أن يقوم الطبيب بالكتابة إلى تلك الجمعية شارحا الوضع ومنحهم موافقته على تلك التغذية ، وسوف تقوم الجمعية بالاستجابة وإرسال نسخة من الكتاب . تكلفة الكتاب 3.00 جنية استرليني (في إبريل 1997) ، ولكن يستحق الكتاب هذا المبلغ . تم تدوين عنـوان هذه الجمعية في آخر هذا المستند .
هناك طريقة أخرى يمكن أن يساعد بها طبيبـك وهـي أن يشير عليك بأخصائي تغذية مسجل . حيث يستطيع هذا الاخصائي تزويدك بالنصائح المهمة المتعلقة بالتغذية . وتعنى الطبيعـة التقييديـة للحمية واستبعاد العديد من الأطعمة المهمة وربما يحتاج طفلك إلى بعض الفيتامينـات أو إضافات غذائية أخرى . ويستطيع أخصائي التغذية أن يوصي باضافات التغذية المناسبة لاحتياجات طفلك والتي يمكن أن الحصـول عليهـا بموجب وصفة طبية . كما يمكن أن يساعدونك بأفكار وجبات بديلة في إمكـان طفلك تناولها .
وهنـاك مجـال آخـر هـام يستطيع أن يساعـدك فيه الطبيب ألا وهو مجال التكلفة . وقد يكون العبء المالي كبيـرا في استعمال حمية الأغذية الخالية من الغلوتين بـدون الوصفة الطبية . وعموما فإن الأغذيـة الخاليـة من الغلوتين أغلى بكثير من المـواد الأخرى المتضمنة للغلوتين . ونسبة للفترة الغير محددة لاستخدام الطفل لتلك الأغذيـة فسـوف ترتفع التكلفة كثيرا . وبمراجعة العديد من الآباء الذين لجأوا إلى أطباءهـم بإمكانيـة الحصـول علـى الأغذيـة الخاليـة من الغلوتين بوصفة طبية تجد أن نسبـة 60-70% من الأطباء راغبـون فـي إصـدار تلـك الوصفـة (لفترة تجربة على الأقل) .

اقرأ أيضا:  الزعتر له 3 ألوان لكل منها قصة

إن النقطة التي يجب أن نوضحها هي :

إن النقاط الاسترشادية المعطاة للطبيب لوصف الأطعمة الخالية من الغلوتين لا تحتوى على التوحد أو الاضطرابات المصاحبة .

يسمح للأطباء بوصف مثل هذه المنتجات فقط للأشخاص الذين يعانون من أمراض باطنية أو ، كما تسميها تعرفة الأدوية ” اعتلال الامعاء الحساسة للغلوتين ” ولا تصدر هذه الأحكام من طبيبك وإنما يتبعها ويطبقها ، عليه لا تكن كثير الانتقاد لطبيبك إذا لم يكن راغبا في استصدار الوصفة المطلوبة لك . كما أن المال هو مصدر يجب أن يتعامل به طبيبك ويضعه في الاعتبار . ويعني التغيير في البناء المالي بالنسبة للأطباء الجراحين إنفاق المال بكفاءة . وقد يؤثر هذا العامل في موقف طبيبك . وفي الضغط والتأثير على وزارة الصحة لمراجعة هذه النظم واللوائح . نقوم حاليا جاهدين في الضغط والتأثير على وزارة الصحة لمراجعة هذه النظم واللوائح .

وعلى أي حال ، فبتنوع مختلف مستويات الوظائف الواضحة في التوحد ، هناك تنوع متعدد لمستوى العلاقة بين الآباء والطبيب . لدى بعض الآباء علاقات جيدة مع أطباءهم . والبعض الآخر يفتقد العلاقة التي يرغبونها مع أطباءهم . على الأباء كما علينا العمل بقدر الإمكان لإقناع الطبيب بأهمية وجدية دراستنا . وسوف ينظر الكثير من الأطباء على هذا النوع من التدخل على أنه شئ ” ثانوي” بالنسبة للعلوم الطبية وبالتالي يرفضوها . يعتقد بعض الأطباء بعدم اثبات جدوى الحميات الغذائية حتى الآن . إذا حدث لك هذا في سيناريوهك الخاص ، فالشيء الأول الذي لا يتوجب عليك فعله هو إنهاء علاقتك مع الطبيب تماما . وكما أوضح سابقا فهناك عوامل أخرى يتوجب على طبيبك أخذها في الاعتبار . وقد لا تمُلّك لك كلها كأب ، وذلك لأن هناك اختصاصيون آخرون يهتمون بأمر طفلـك ، ويكون حريا مقابلتهم في موضوع الحمية . الأطباء أمثال أخصائي الأمراض النفسية ، اخصائي الأطفال ، الخ . دائما جديرون بالاستشارة بغض النظر عن علاقتك بطبيبك .

تذكـر : أن طبيبك والأطباء الآخرون لمساعدتك أنت وطفلك أيضا .

هناك مؤسسة أخرى يتوجب عليك الاتصال بها عند اتخاذك قرار البدء في تطبيق الحمية ، وهي مدرسة طفلك المعلم (إذا كان بالإمكان) . وتمثل المدرسة إحدى أهم الأماكـن التي تتضمن تطبيق الحمية الجديدة لطفلك ، سواء بمقايضـة الوجبات في ساحة المدرسة أو إعطاء طفلـك منتجـات تحتوى الغلوتين بحسن نية ، وهنا تصبح عملية تناول طفلك للطعام خارجة عن نطـاق سيطرتـك ، لذلك يستوجب إشـراك المعلميـن أو المشرفيـن فـي متابعة موضوع التغذية هذا . سوف تسعد الكثير من المدارس في المشاركة في تطبيق هذه التغييـرات . والبعـض الآخـر قـد يقوم بتزويد بعض الأطعمة الخاصة (يعتمد ذلك على التمويل والتصريح من الوزارة) ، برغم أن الغالبية تفضل أن يأخذ طفلك وجبات معبأة جاهزة إلى المدرسة .

عند النظر في بدء مشوار الحمية سيكون من الصواب أن تضع تاريخا معينا لبداية هذا المشروع . وسوف يوفر لكل ذلك الوقت الكافي لإبلاغ الآخرين الذين يلزم إلمامهم بالموضوع (مثل بقية أفراد الأسرة) والتنسيق مع طبيبك الخاص والمدرسة يرى البعـض مـن الآبـاء أنـه من الأسهل تطبيق هذا النظام أثناء عطلة المدارس وذلك من أجل تأمين التطبيق والإشراف التام . وتعتبر فترة عطلة المدارس الطويلة أفضل فترة لتطبيق الحمية (سوف تبحـث الأسبـاب الأخرى لاحقا) . ولكن لا يفضل بداية التطبيق أثناء إجازات الأعياد والمناسبات وذلـك لتوفر المشهيات والمغريات من الأطعمة في مثل هذه المناسبات حيث أن الطفل سوف يشعـر بالعزلـة والتفرقـة إذا لـم يسمح له بتناول ما يتناوله الأطفال الآخرين . ويقع القرار النهائي في بداية الحمية الغذائية عليك كأب وعلـى الطفل (إذا كان ذلك مناسبا) في الوقت الذي تراه مناسب لإحداث هـذه النقلة الغذائية لكما ولطفلكما معا .

فترة الانقطاع ” يبدو أنهم في حالة أسوأ ! ”

تفيد التجارب والدراسات أنه برغم استفادة العديد من الأطفال من استخدام الأغذية الخالية من الغلوتين ، فإن معظم التغييرات الإيجابية التي تصاحب هذه الحمية قد لوحظت لدى الأطفال الذين يكونون أي من هذه التعريفات :
1- صغار السن .
2- يتبع سلوكا ضارا بالذات .
3- يتبع علامات تحمل الألم .
4- أكثر أسى مع التوحد .
والسبب في ذلك يرجع إلى الشك في أن بعض المواد المشتقة من الغلوتين قد تكون مخزنة في الجسم . ويعنى ذلك أن الجسم مازال به بعض الاحتياطي منها ولو تم أبعاد هذه المواد (هناك رأي يقول بتطبيق إعادة تنظيم إحتياطي أثناء هذه الفترة أيضا) . ولم نصل بعد إلى النقطة التي نستطيع أن نقول فيها أن يمكن إعادة الأطعمة التي تحتوى على الغلوتين بدون حدوث أي تأثير سلبي على السلوك . ويبدو أن الطفل سيكون على هذه الحمية للابد . ويشير البحث إلى أن الأطفال الذين يوقفون اتباع الحمية تحدث لهم نكسة سايكلوجية في السلوك ، عائدين إلى حالتهم السابقة ما قبل الحمية . سوف نقوم ببحث ونقاش هذا الموضوع بصورة أكثر عمقا قريبا جدا . وتعتبر الـ – 14 – 21 يوما الأولى من بداية برنامج الحمية هي أكثر الفترات حرجا للأطفال . وتشير الخبرات وروايات الآباء إلى أن الأطفال في هذه المرحلة الحرجة الذين تحدث لهم نكسة سلوكية تتصف بما يلي :
– التعلق والعاطفة المتزايدة .
– البكـاء والأنين .
– فترات النظر إلى الفراغ .
– الخمـول والكسـل .
– ازدياد مرات التبول والتبرز .
– الألم والتألـم .

وتربط بعض البحوث حدوث هذه السلوكيات كأثر ونتيجة للحمية . وباختصار فإننا نعزي ونربط هذه السلوكيات بفترة الانقطاع ، وذلك لتشابه هذه الأعراض السلوكية بتلك الخاصة بمدمني الأفيون عند تخليهم وانقطاعهم عنا . وذلك يعني ارتباط الفعل البيولوجي عند الانقطاع عن الحمية بانقطاع البيتونات ( peptides ) المخدرة عن جسم الطفل . وقد بينت التقارير الخاصة بالأطفال الذين يتناولون حليبا خاليا من الغلوتين بحدوث العديد من السلوكيات المشابهة خلال فترة الانتكاسة هذه . وتتسارع الفترة الزمنية لهذه التأثيرات مع العديد من الأطفال بهذه الإمارات خلال بضعة أيام من استخدام الحمية الخالية من الكازين ونفترض سلوكيات الانتكاسة هذه عموما خلال فترة الـ 7-21 يوما هذه ، بالرغم من وجود تقارير عن أطفال تحدث لهم هذه السلوكيات قبل هـذه الفترة ، أو استمرارية هذه السلوكيات لفترة أطول عن المعدل (من الممكن أن يكون بسبب انفرادية كل طفل على حدة) . وعادة ما تكون سلوكيات الانتكاسة هذه كعلامات ومؤشرات جيدة إلى حدوث تأثير للحمية فيما بعد . وعموما فليست هذه بقاعدة ولكننا نجد فعلا أن الأطفال الذين يمرون بهذه المرحلة هم الذين يثبتون ويؤكدون حدوث التفاعل الإيجابي لاحقا .
بالنسبة للآباء الذين يرغبون في استبعاد كلا من الغلوتين والكازين من حمية طفلهم ، توجد بعض الصعوبات التي تحتاج إلى فحص ودراسة . أولاها في الغالب هي هذه الأغذية الأكثر تقييـدا وربما لا تكون هناك الكثير من الأطعمة الخالية من الغلوتين خالية من الكازين أيضا ، ولذلك ترجع أهميـة الحصول على استشارة أخصائي التغذية في هذا الأمر ، أقترح العديد من الآباء الذين حاولوا استبعاد الغلوتين والكازين من الحمية بأن أفضل شئ أن يتم ذلك على مراحل ، فعلى سبيل المثال استبعاد الغلوتين أولا ثم في مرحلة لاحقة استبعاد الكازين من الحمية . ويعني ذلك وجود فرصة بالنسبة لكل من الطفل والأبوين لاتباع وتطبيق الحمية على مراحل والسماح بضبط وتهيئة الطفل لأي تغييرات في السلوك تحدث . ويبدو أن من الحكمة إتباع ذلك كإرشادات أولية لاستبعاد الغلوتين من الحمية الغذائية وبعدها إذا اكتشف وجود مشكلة بخصوص الكازين تتم إزالته من الطعام بعد فترة ستة أشهر وهي الأشهر اللازمة لاتباع الحمية على أقل تقديم حتى تعطي ثمارها .

اقرأ أيضا:  10 حقائق عليك معرفتها حول الحساسية الغذائية

الإخــلال بالحميـة :

يجب اتخاذ الحيطة والحذر والتأكد من عدم تناول طفلك لأي منتجات تحتوى على الغلوتين بعد الشروع في تطبيق الحمية . وقد أثبتت التجارب والخبرات حدوث انتكاسات سلوكية لدى الأطفال الذين يتبعون الحمية في حصولهم على المنتجات التي تحتويها . وتختلف هذه الانتكاسات وتعتمد على كل طفل على حده ، وعموما وكما سمعنا تتخذ هذه الانتكاسات شكل النشاط المفرط أو السلوك الهوسي وربما حدوث بعض السلوك العدواني (التعدي على الذات وعلى الآخرين) ، إذا كان لطفلك تاريخ من هذا النوع السلوكي وربما بعـض العلامات الفيزيولوجية مثل ” طفح جلدي اضطرابات في حركة المعدة الخ ) ، عليه لا تصاب بالانزعاج إذا حدث ذلك حيث أن ذلك السلوك لا يتعدى كونه مرحليا ينتهي في فترة بين 12-36 ساعة اعتمادا على مرحلة الطفل وكمية الغلوتين التي تناولها . وإذا حدث ذلك عليك بمراجعة المصادر الممكنة المحيطة التي تحتوى على الغلوتين والتي تصل ليد الطفل (ما يتبقى من الأكل على الطاولة ، تبادل الأكل في ساحات المدرسة ، إعطاء البسكويت بحسن نية بواسطة شخص آخر ) . وقد ثبت أن هذا أحد العوامل لحصول الطفل على الغلوتين . كما على الآباء إتخاذ الحذر في الحالات التي سمعنا بها والتي يعمد فيها اعطاء الطفل الغلويتن بتعمد للاخلال بالحمية . يبدو وفي الكثير من الحالات تكون بسبب الاشخاص المرتبطون بالطفل الذي لا يريدون قبول فعالية هذه الحمية .

تأثير ومفعول الحميـة :

ليس من الممكن إعطاء مدلول دقيق للأنماط السلوكية التي تنتج عن الحمية . ومن الواضح أن خصوصية استجابة الطفل له هي المفتاح لذلك برغم حدوث مظاهر جديدة . وقد اقترحت دراسة أثر الحمية تعليق الآباء والمعلمين على تغييرات مثل :
– أزياد معدلات التركيز والانتباه .
– أكثر هدوءا واستقراراً .
– انخفاض معدل الاعتداء على الذات وعلى الآخرين .
– تسحن في عناصر النوم .

واقترحت العديد من بحوث التغذية إمكانية ربط الحمية بما يلي :
o تحسن في الاتصال (سواء كان شفاهيا أم غيره)
o تحسن التنسيق الجسـدي .
o  تحسن عادات الطعام (أطعمة متنوعة ومختلفة كثيرة يتناولها الطفل ربما لم يأكلها من قبل) .
لا توجـد هناك ضمانات بحدوث النتائج المطلوبة تماما بالنسبة لكل طفل يطبق الحمية وربما يكون أفضـل سبيـل لقيـاس فعاليـة الحمية هو تسجيل سلوكيات الطفل خـلال فتـرة الحميـة ممـا يسهـل علـى الآبـاء فحـص سلوكيـات أبناءهـم خلال هذه الفترة .

معلومـات إضافيــة :
اقترحـت بعـض الدراسـات أنـه ربمـا يكـون لأنـواع معينـة من الأطعمة أثـرا فـي سلوكيـات أطفـال التوحـد . وسـوف يؤكــد العديـد مـن الآبـاء حـدوث مثـل هـذا ، كما اكتشـف البعـض الآخـر أطعمـة معينـة لـم تضمـن في حميـة الطفـل لأثرهـا السلوكـي علـى الطفــل . وحيــث أن هدفنــا ليــس هـو بتوجيـه الآبـاء بمـا يعطونـه أو يمنعونـه فـي حميـة أطفالهـم ، إلا إننا لا ننصحهـم باستبعـاد الأطعمـة الأخـرى مـن حميـة طفلهـم بـدون استشـارة أخصائـي التغذيـة .
هناك العديـد من الاخصائيون يعملون كاستشاريين في القطاع الخاص يقدمون النصـح للآبـاء حـول استخـدام وتطبيـق حميـة التوحـد . لجـأ إليهم العديد من الآباء لعـدم التمكـن مـن الاتصـال بأخصائـي التغذية المسجليـن . ويتمتع الكثيـر منهم بسمعة جيدة في هذا المضمار ، ولكن يجب أخذ الحيطة لارتفاع تكاليف هذه الاستشارات .

كتب العديـد مـن آبـاء أطفال التوحد والاضطرابات المصاحبة حول استخدام وفعالية الأغذية الخالية من الغلوتين والكازين كتدخل في حالة التوحد . ارفقت قائمة صغيرة لهؤلاء الكتاب عند نهاية هذا الكتيب . وينصح الآباء بقراءة بعض منها قبل تطبيق أي حمية غذائية حيث أنها تحتوى على بحث الفوائد الجوهرية الإيجابية والسالية لهذه الحميات الغذائية .

عادة ما يتبع الآباء الذين يطبقون هذه النماذج من الحميات بنماذج أخرى من التدخل في نفس الوقت (سواء كان سلوكيا ، تربويا أم نفسانيا) . ويجب أن يتم استخدام مثل هذا النوع من التدخل الغذائي تزامنيا مع النماذج العلاجية الأخرى (تم بحث العديد منها في الأوراق التي تفحص الأساسي النظري للحمية) لذا يجب التقيد بجميع أنواع العلاجات التي يوصي بها الطبيب المعالج .

قرر الكثير من الآباء دخول جميع أفراد الأسرة في الحمية أيضا تضامنا مع أبنهم وكسبا للزمن والتكلفة والمجهود في إعداد نوعين من الطعام ومنعا للطفل من التعلق بأي طعام يحتوى غلوتين موجود بالمنزل . ويرى بعض الآباء في أن هذه فرصة طيبة لتناول طعام صحي مفيد وفي بعض الحالات أفاد بعض من أفراد الأسر بشعورهم بحدوث نتائج إيجابية جراء استعمال الأغذية الخالية من الغلوتين . ولكن لن يشكل هذا تحويل جميع أفراد الأسرة إلى الأغذية الخالية من الغلوتين ، ولكن وجد أن هذا التحول بالنسبة لبعض الأسر قد تم بسهولة كبيرة .
ومن المتبع عادة قيام العديد من الآباء الذين يطبقون مثل هذه الحمية بالتحدث في هذا الأمر مع الآخرين الذين قاموا بتطبيق مثل هذه الحمية من قبل . والعديد من هؤلاء الآباء ينضمون إلى مجموعات أو جمعيات الدعم والمساندة المنتشرة في المملكة المتحدة ، حيث أن البعض قد يكون مصدر معلومات مفيدة في مجال التطبيق العملي للحمية . إحدى أهم مجموعات المساندة هذه هي ( اليرجي أنديوسد اوتيزم . إيه أي إيه ) . ودون عنوانهم في نهاية هذا الكتاب . . ويمثل الانترنت أحد أهم المصادر المعلوماتية التي يكتسبها ، تم توضيح مواقع الانترنت في نهاية الكتيب .
ونسبة لتأخر نتيجة فحص البول ننصح الآباء الراغبين في تطبيق هذه الحمية بالبدء فورا قبل ظهور نتائج الفحص .

إذا رغبت في المزيد من المعلومات حول بحث التغذية الجاري في الوحدة ، الرجاء الاتصال علينا في :
وحدة أبحاث التوحد
كلية العلوم الصحية
جامعة ستدرلاند SR 2 7 EE
هاتف : 01915152581/ 01915108922
فاكـس 01915670420

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *