ما هي أدوية هشاشة العظام؟

هشاشة العظام مرض شائع بين النساء بعد الخمسينيات من أعمارهن، ويتميز هذا المرض بانخفاض كثافة العظام، وانخفاض قوتها، الأمر الذي يتسبب بترقق العظام وارتفاع احتمال إصابتها بالكسور. ينتهي الأمر بهشاشة العظام بأن تصير مسامية بشكلٍ شاذ وقابلة للانضغاط كما الإسفنجة. يضعف هذا المرض الجهاز الهيكلي ويسبب إصابة العظام بكسورٍ متكررة.

تتألف العظام الطبيعية من بروتينات وكولاجين وكالسيوم، والتي تعطي جميعها العظم قوته. يمكن أن تصاب العظام المتضررة بهشاشة العظام بكسور بسبب رضوض صغيرة نسبياً، لا تتسبب عادة بإصابة العظام السليمة بالكسور. ويمكن أن يكون الكسر على شكل تشظي وتفرق عظمي (كما في كسور عظم الورك) أو على شكل انخماص (كما في الكسر الانضغاطي الذي يصيب فقرات العمود الفقري).

الأماكن التي يكثر تعرضها للكسور بسبب هشاشة العظام هي العمود الفقري والوركين والأضلاع والمعصمين، بيد أن هشاشة العظام يمكن أن تصيب أي عظم في الجسم.

ما هي أعراض هشاشة العظام؟

يمكن أن تصيبك هشاشة العظام لعقود من الزمن دون أن تعطي أي عرض، ذلك لأن هشاشة العظام لا تتسبب بأعراض إلى أن تصاب العظام بكسور. لذلك يمكن ألا ينتبه مرضى هشاشة العظام لمرضهم حتى يعانون من كسر مؤلم. تتضمن الأعراض الناجمة عن الكسور الناجمة عن هشاشة العظام الألم، ويعتمد موقع الألم على مكان الكسر. وتتشابه أعراض هشاشة العظام عند كل من الرجال والنساء.

تحدث كسور الفقرات ألماً يشبه ألم حزام ضاغط يمتد من الظهر إلى الخاصرتين. وقد تتسبب الكسور المتتالية في الفقرات على امتداد السنوات بحصول ألم مزمن في أسفل الظهر، علاوة على نقص الطول أو غياب التقوس الطبيعي للعمود الفقري بسبب انخماص الفقرات. يسبب انخماص الفقرات مظهراً أحدب في أعلى الظهر.

نطلق على الكسور خلال النشاطات المعتادة اسم كسور الرضوض البسيطة أو كسور الإجهاد. فقد يصاب مرضى ترقق العظم مثلاً بكسور إجهاد في القدم عند المشي أو صعود الدرج.

تحصل كسور الورك عادة بسبب الوقوع. ويمكن أن تحصل كسور الورك عند مرضى هشاشة العظام حادث انزلاق ووقوع بسيط.

علاج هشاشة العظام

تتألف معالجة هشاشة العظام من علاج الكسور والوقاية منها، ومن استخدام الأدوية من أجل تقوية العظام.

نصائح للوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام

تتمثل الخطوات الرئيسية التي يجب على مرضى هشاشة العظام المسنين وأفراد أسرتهم مراعاتها في:

  • تزداد خطورة وقوعك مع تقدمك بالعمر، غير أنها ليست أمراً لا يمكنك تجنبه – فهناك خطوات يمكنك اتخاذها من أجل الوقاية من الوقوع ولتقليل الأذى الذي يمكن أن يصيبك عند الوقوع.
  • الحفاظ على نشاطك وصحتك – عن طريق ممارسة الرياضة والنظام الغذائي مثلاً – فهذا يحافظ على استقلاليتك واعتمادك على ذاتك ويقلل خطر الوقوع.
  • تكلم مع طبيبك لو لم تكن وقفتك ثابتة أو لو كنت تقع باستمرار كي يتحقق من أسباب الوقوع الممكنة، مثل ضعف النظر أو تناول أدوية معينة أو ضعف القوة العضلية أو التوازن.
اقرأ أيضا:  أفضل مراتب لصحة العمود الفقري في مصر

أدوية هشاشة العظام

نستخدم عدداً من الأدوية المختلفة من أجل معالجة هشاشة العظام. سوف يناقشك الطبيب عن العلاجات المتوافرة وسوف يتأكد أن الأدوية مناسبة لك. سوف يأخذ الطبيب عدداً من العوامل قبل وصف الدواء لك بالاعتبار، وتتضمن تلك العوامل:

  • العمر.
  • الكثافة العظمية المعدنية (سوف يقيسها بحسب المقياس T).
  • عوامل خطورة الإصابة بالكسور.

البيسفوسفونات Bisphosphonates

تبطئ البيسفوسفونات سرعة تفكك العظام في جسمك. يحافظ هذا على الكثافة العظمية ويقلل خطورة الإصابة بالكسور.
يوجد عدد من البيسفوسفونات المختلفة من مثل:

  • أليندرونات alendronate
  • إيباندرونات ibandronate
  • ريسيدرونات risedronate
  • زوليدرونيك أسيد zoledronic acid

نعطي هذه الأدوية على شكل أقراص دوائية أو حقناً.

يتعين عليك دوماً أن تأخذ البيسفوسفونات على معدة خاوية مع كوب ماء كامل. قف أو اجلس لمدة 30 دقيقة بعد تناولها. كما يتعين عليك أيضاً أن تنتظر لمدة بين 30 دقيقة وساعتين قبل تناول الطعام أو شرب سوائل أخرى.

تحتاج البيسفوسفونات لفترة بين 6 و12 شهر قبل أن تبدأ بعملها وقد تحتاج لأخذها لمدة 5 سنوات أو أكثر. كما سوف يصف لك الطبيب مكملات الكالسيوم والفيتامين د ويتعين عليك أن تأخذها في أوقات مختلفة عن أوقات تناول البيسفوسفونات.

تتضمن الآثار الجانبية الرئيسية المرافقة لتناول البيسفوسفونات:

  • تخريش المريء (وهو الأنبوب العضلي الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة).
  • مشاكل في البلع (صعوبة في البلع).
  • ألم في البطن.

لا يشكو الجميع من تلك الآثار الجانبية.

النخر العظمي في الفك هو أثر جانبي نادر يترافق مع استخدام البيسفوسفونات. تموت خلايا عظم الفك عند الإصابة بالنخر العظمي ما يؤدي إلى مشاكل في الالتئام. لو كان عندك تاريخ للإصابة بالمشاكل السنية يتعين عليك إجراء فحص قبل بدء العلاج بالبيسفوسفونات.

معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)

معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية هي أدوية لها تأثير يشبه تأثير هرمون الإستروجين على العظام، وهي تساعد على الحفاظ على الكثافة العظمية وتقلل خطر الإصابة بالكسور، لاسيما كسور الفقرات.

رالوكسيفين Raloxifene هو النوع المتوافر الوحيد من معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية. ويأخذ المريض قرص واحد منه في اليوم.

اقرأ أيضا:  الفرق بين ون ألفا وفيتامين د

تتضمن الآثار الجانبية للرالوكسيفين:

  • الهبات الساخنة.
  • تشنجات الساق.
  • ازدياد خطر حدوث جلطات دموية.

هرمون الغدد جارات الدرق (تيريباراتايد teriparatide)

يصنع الجسم هرمون الغدد جارات الدرق بشكل طبيعي، وهو ينظم كمية الكالسيوم في الجسم.

نستخدم المعالجة بهرمون الغدد جارات الدرق (التيريباراتايد) من أجل تنبيه الخلايا التي تصنع عظماً جديداً (بانيات العظم)، ونعطيها على شكل حقن.

بينما تقوم الأدوية الأخرى فقط بإبطاء سرعة ترقق العظم، يعمل التيريباراتايد على زيادة الكثافة العظمية. بيد أننا لا نستخدمه إلا عند عدد محدود من المرضى الذين تكون الكثافة العظمية عندهم منخفضة جداً وعندما لا يستفيد على الأدوية الأخرى.
تتضمن الآثار الجانبية الشائعة لهذا الدواء الغثيان والتقيؤ، ويجب ألا يصف هذا الدواء إلا طبيب متخصص.

مكملات الكالسيوم والفيتامين د

الكالسيوم هو المعدن الرئيسي الموجود في العظام. واحتواء النظام الغذائي الصحي والمتوازن على كميات كافية من الكالسيوم أمر رئيسي من أجل الحفاظ على صحة العظام.

الكمية الموصى بها عند معظم الكبار البالغين هي 700 مليغرام من الكالسيوم في اليوم، وهي الكمية التي يمكنك الحصول عليها عند اتباع نظام غذائي صحي متنوع غني بمصادر الكالسيوم.

قد تحتاج إلى المزيد من الكالسيوم في حال إصابتك بهشاشة العظام، ونلجأ لهذا عن طريق تناول مكملات الكالسيوم.

نحتاج إلى الفيتامين د كي يستطيع الجسم أن يمتص الكالسيوم، ويجلب على البالغين استهلاك 10 ميكروغرام من الفيتامين د في أشهر الشتاء.

ولأن الفيتامين د لا يوجد إلا بكميات قليلة في الطعام، سيكون صعباً عليك الحصول على ما يكفيك منه عن طريق الطعام فقط، لذلك يجب على البالغين الأخذ بعين الاعتبار تناول 10 ميكروغرام من مكملات الفيتامين د يومياً.

المعالجة الهرمونية التعويضية

نوصي بالمعالجة الهرمونية التعويضية في بعض الأحيان من أجل معالجة النساء في سن اليأس، والتي تساعد على ضبط أعراض سن اليأس. كما تبين أن المعالجة الهرمونية التعويضية تحافظ على الكثافة العظمية وتقي من الإصابة بالكسور أثناء المعالجة.

غير أن المعالجة الهرمونية التعويضية ليست علاجاً شائعاً لهشاشة العظام ولا نستخدمها عادة لتلك الغاية. وهذا لأن هذه المعالجة تزيد خطر الإصابة ببعض الاضطرابات، مثل سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض والسكتة الدماغية والخثار الوعائي الوريدي – أكثر مما تبطئ تطور هشاشة العظام.

المعالجة بالتيستوستيرون

تفيد المعالجة بالتيستوستيرون عند الرجال لو حدثت هشاشة العظام عندهم لو حدث المرض عندهم بسبب نقص تصنيع الهرمونات الجنسية الذكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *