ما هو علاج طنين الأذن

كل شخص منا تقريباً سبق وأن اشتكى بين وقت وآخر من فترات قصيرة من سماع رنين بسيط أو أصوات أخرى في أذنه. نعرف هذه الحالة باسم الطنين، وهو سماع أصوات في الأذنين إما بشكل متواصل أو على نحو متقطع. قد يحدث الطنين في أذن واحدة أو في كلتا الأذنين.

يمكن لهذه الحالة أن تؤثر على نشاطاتك اليومية وتجعلك تعاني من صعوبات في السمع وأداء أعمالك وفي التركيز والنوم. ومع أن معرفة سبب الطنين قد لا يكون أمراً متيسراً في كل الحالات، غير أن هناك الكثير من العلاجات الدوائية والطبيعية التي تساعدك على التخلص من تلك الحالة.

أسباب طنين الأذن

قد يتطور طنين الأذن على نحو تدريجي بمرور الوقت، أو قد يحصل على حين غرة. أسباب طنين الأذن غير واضحة تماماً، بيد أنها تحدث غالباً بالتوازي مع درجة معينة من فقد السمع.
يترافق الطنين غالباً مع:
• فقد السمع المرتبط بالشيخوخة.
• تضرر الأذن الداخلية الحاصل بسبب التعرض الدائم للأصوات الصاخبة.
• تجمع شمع الأذن.
• التهاب الأذن الوسطى.
• داء منيير Ménière’s disease – وهو مرض يتسبب أيضاً بفقد السمع والدوار.
• تصلب الأذن otosclerosis – وهو مرض وراثي يحدث فيه نمو عظم غير طبيعي في الأذن الوسطى، الأمر الذي يتسبب بفقد السمع.
بيد أن ما يناهز واحد من كل ثلاثة مصابين بالطنين لا يوجد عندهم أي مشكلة ظاهرة في الأذنين أو في السمع.

هل طنين الأذن خطير؟

لا يشكل طنين الأذن علامة على وجود مرض كامن خطير إلا نادراً، وعند بعض المرضى يأتي الطنين بشكل متقطع ولا يتسبب عندهم إلا بالقليل من الإزعاج.
غير أن الطنين يكون متواصلاً أحياناً ويترك تأثيراته على حياة المريض اليومية. يمكن أن تكون الحالات الشديدة مزعجة للغاية ومصدر توتر للمريض وتأثر على تركيزه وتؤدي إلى مشاكل مثل مشاكل النوم (الأرق) والاكتئاب.
يتحسن الطنين في الكثير من الحالات بالتدريج مع مرور الوقت. لكن من المهم أن تراجع الطبيب لتعرف فيما إذا كان هناك سبب كامن يمكن إيجاده وعلاجه، وليساعدك على إيجاد طرق تفيدك في التعامل مع هذه الحالة.

علاج طنين الأذن

لا يوجد عادة علاج سريع يشفي طنين الأذن، غير أنه يتحسن غالباً على نحو تدريجي بمرور الوقت. ويوجد عدد من العلاجات التي تساعدك على التعامل مع تلك الحالة.
لو أصابك طنين الأذن بسبب وجود مرض كامن، فإن معالجة ذلك المرض سوف يفيد في إيقاف الأصوات التي تسمعها أو يخففها.
فلو حصل طنين الأذن على سبيل المثال بسبب تجمع شمع الأذن، سوف تفيدك القطرات الأذنية أو غسيل الأذن في علاج الحالة. يتألف غسيل الأذن من استخدام تيار مائي مضغوط من أجل سحب شمع الأذن.
بيد أننا لا نستطيع اكتشاف سبب طنين الأذن في الكثير من الحالات، لذلك نستخدم معالجات تهدف إلى تدبير المشكلة على أساس يومي.

اقرأ أيضا:  علاج البلغم بالأعشاب

تصحيح النقص السمعي

يجب تدبير أي درجة من نقص السمع يمكن أن تعاني منها لأن بذل الجهد من أجل الاستماع قد يجعل الطنين أسوأ.
إن تصحيح حتى نقص السمع من الدرجات الخفيفة يعني أن أقسام المخ المسؤولة عن السمع لن تضطر للعمل بجهد وبالتالي لن تلقي الكثير من الانتباه إلى الطنين.
سوف يقوم طبيب الأنف والأذن والحنجرة بفحص أذنك وسوف يوصي بالمعالجة المناسبة. وقد يتضمن ذلك استخدام أجهزة مساعدة على السمع، أو الجراحة أحياناً.
تحسن السمع عندك سوف يعني أنك أصبحت قادراً على سماع أصوات لم تكن تسمعها قبل ذلك، وهذه الأصوات سوف تتداخل مع أصوات الرنين التي تسمعها وتجعلها أقل وضوحاً.

المعالجة الصوتية Sound therapy

يمكن ملاحظة الطنين أكثر في غالب الأحيان في البيئة الهادئة. يتلخص هدف “المعالجة الصوتية” أو “الزخرفة الصوتية” في شغل الصمت بأصوات طبيعية لإلهائك عن أصوات الطنين.

يمكن أن تتألف المعالجة الصوتية من إجراءات بسيطة مثل فتح النافذة من أجل الاستماع إلى الضجيج القادم من الخارج، أو ترك الراديو أو التلفاز شغالاً، أو الاستماع إلى الأصوات عن طريق الجوال أو جهاز صوت محمول.
وقد يصف لك الطبيب مولد أصوات ذو تصميم خاص له شكل يشبه الراديو. يعطي هذا الجهاز أصوات طبيعية تماماً مثل أصوات حفيف الأوراق وهدير الأمواج على الشاطئ. مولد الضجيج الأبيض White noise generators عبارة عن أجهزة مماثلة تعطي أصوات “إسكات” متواصلة بسوية مريحة وناعمة.
كما يوجد هناك وسائد تحتوي على سماعات مدمجة كي تلهيك عن الطنين عندما تخلد إلى النوم، وأجهزة صغيرة مولدة للصوت تتلاءم مع الأذن وكأنها سماعات أذن.

الإرشاد Counselling

يشكل فهم الطنين جزءاً رئيسياً في تثقفك عن كيفية التأقلم مع الحالة وتدبيرها بشكل أكثر فعالية.
الإرشاد عن الطنين هو نوع من المعالجة التي تتعاون فيها مع محترف رعاية صحية يساعدك على التثقف أكثر عن طنين الأذن وفي إيجاد طرق للتأقلم معه.

اقرأ أيضا:  بعض المفاهيم الخاطئة حول تراكم الشمع داخل الأذن

العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioural therapy

نستخدم العلاج السلوكي المعرفي عادةً في علاج المشاكل النفسية، مثل القلق والاكتئاب. تستند هذه المعالجة على مبدأ أن الأفكار التي تراودك سوف تؤثر على طريقة تصرفك. تهدف المعالجة إلى إعادة تشكيل طريقة تفكيرك من اجل تغيير سلوكك.
يمكننا تطبيق هذه التقنية بفعالية عند الإصابة بطنين الأذن. فمثلاً لو كانت معرفتك عن الطنين محدودة قد يتشكل عندك أفكار معينة عنه تجعلك تشعر بالقلق والكآبة. وهذا سوف يجعل طنين الأذن عندك أسوأ.
يساعدك تغيير طريقة تفكيرك عن الطنين وما الذي يمكنك عمله عندها على تخفيف القلق ويجعلك تتقبل الضوضاء، والتي قد تصبح بمرور الوقت أقل وضوحاً.

علاج إعادة تشكيل الطنين Tinnitus retraining therapy

علاج إعادة تشكيل الطنين نوع خاص من المعالجة التي تهدف إلى المساعدة على إعادة تشكيل الطريقة التي يستجيب الدماغ بها على الطنين بحيث تبدأ بعدم الاكتراث بها ومن ثم عدم الانتباه لها. تتألف هذه المعالجة من توليفة من معالجة صوتية أكثر كثافة وإرشاد طويل الأجل.

مساعدة النفس لعلاج طنين الأذن

يلقى بعض الأشخاص وسائل مساعدة النفس مفيدة في ضبط طنين الأذن عندهم. وتتضمن تلك التقنيات:
• الاسترخاء. يجعل التوتر طنين الأذن أسوأ، لهذا يمكنك أن تستفيد على تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوغا.
• الاستماع إلى الموسيقى. تساعدك الموسيقى والأصوات الهادئة على الاسترخاء والشعور بالنعاس في وقت النوم.
• النوم الصحي. تساعدك إجراءات النوم الصحي لو أثر الطنين على نومك، وهي إجراءات من مثل الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب الكافئين والكحول قبل النوم.
• الهوايات والنشاطات. تساعد ممارسة الهوايات والمشاركة في نشاطات تلقاها ممتعة في إلهائك عن الطنين.
• مجموعات الدعم. يساعدك مشاركة الآخرين في حسن تأقلمك مع إصابتك بطنين الأذن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *