‫أسباب ألم الساق بعد الولادة القيصرية‬‎

الولادة القيصرية هي عملية جراحية يجريها طبيب التوليد حيث يقوم بشق فتحة في بطن الحامل ورحمها لإخراج الجنين. وتعتبر أكثر العمليات الجراحية الكبرى شيوعاً لدى السيدات، والتي تزيد من خطر حدوث مضاعفات سواء للأم أو الطفل مقارنة بالولادة المهبلية الطبيعية. ويمكن أن يحدث ألم في الساق بعد الولادة القيصرية لعدة أسباب مختلفة.

أشيع أسباب ألم الساق بعد الولادة القيصرية

تتنوع الأسباب في حدوث ألام الساقين بعد الجراحة، وتختلف فيما بينها بالأعراض المرافقة للألم وفي كيفية تدبيرها.

الجلطة أو الختار الوريدي العميق 

الخثار الوريدي العميق هو تجلط الدم في الطرف السفلي، وعادة ما يحدث في الساق، حيث أن الخمول بعد عملية جراحية كبرى يمكن أن يسبب تدفق الدم ببطء كبير في الساقين.

وهذا التدفق البطيء للدم يحدث أيضا في فترة الحمل بسبب ضغط الأوعية الدموية نتيجة توسع الرحم. حيث أن ركود الدم في كثير من الأحيان يتطور إلى جلطات، وتشمل أعراض الختار الوريدي العميق ما يلي:

  • الألم الشديد في الساق ويتركز غالباً في منطقة الربلة.
  • إحساس الدفء وارتفاع في حرارة الساق المصابة.
  • التشنج العضلي والتقرح واحمرار لون الجلد أحياناً في منطقة الإصابة.
  • التورم الواضح والانتفاخ في أحد الساقين أو كلاهما.
  • صعوبة في الوقوف والمشي على الساق المُصابة.

وقد تحدث الصمة الرئوية وهي من أخطر مضاعفات الخثار الوريدي العميق عندما تتنقل الجلطة عبر الأوعية الدموية وتصل إلى الرئة وبالتالي تمنع تدفق الدم وتقلل تدفق الأكسجين إلى القلب وأجزاء أخرى من الجسم.

وتشمل أعراض الانسداد الرئوي ضيق في التنفس، وانخفاض ضغط الدم والدوخة، وهي حالة طبية طارئة تستدعي اهتماماً عاجلاً، وفقا لمركز جامعة فرجينيا الطبية.

إصابة الأعصاب

قد تحدث أذية في الأعصاب المغذية للساق خلال إجراء عملية الولادة القيصرية خاصةً في حال كان هناك تجربة للولادة الطبيعية أولاً ثم تقرر إجراء الولادة القيصرية. بالإضافة إلى أن وضعية الاستلقاء نفسها أثناء الجراحة يمكن أن تسبب أذية في الأعصاب أيضاً.

تعتمد هذه الحالة على خبرة الجراح وانتباهه لإمكانية حدوث هذا الاختلاط. وهي تستمر لعدة أيام بعد الجراحة ثم تزول تلقائياً.

التخدير الموضعي

التخدير الموضعي، ويستخدم لغالبية العمليات القيصرية في الولايات المتحدة، ويشمل التخدير الشوكي والتخدير فوق الجافية ( مخدر موضعي في الحيز الجافي في المنطقة القطنية ). وذلك بإدخال إبرة في الفجوة بين شوكات الفقرات، والذي يسمح للأم بالبقاء مستيقظة أثناء الجراحة. ويمكن للتخدير الموضعي أن يحدث تلفا في العصب، وِفق طبيب التخدير غاريث كانتور من جامعة كيس ويسترن ريزيرف.

اقرأ أيضا:  مشاكل محرجة قد تمر بها أي حامل..

كما أن ليدوكائين، وهو مخدر يستخدم لتخدير الأعصاب، يمكن أيضا أن يسبب تهيجاً مؤقتاً يسمى متلازمة عصبية عابرة، والذي يمكن أن يسبب الألم لعدة أيام بعد الجراحة.

التعب والإرهاق العضلي

في بعض الحالات تكون الولادة القيصرية غير مخطط لها، ويضطر طبيب التوليد إل اللجوء لها بسبب حدوث بعض الاختلاطات أثناء أحد مراحل الولادة الطبيعية. في مثل هذه الظروف تكون المريضة قد بذلت جهداً كبيراً وجربت أغلب وضعيات الولادة مما يسبب التعب والإرهاق العضلي في الساقين وأسفل الظهر.

تجمع السوائل في الساقين

سبب آخر لألم الساق بعد الولادة القيصرية هو تجمع السوائل الوريدية، والتي تعطى للمريضة خلال العمل الجراحي. تظهر هذه الحالة عادةً على شكل تورم وانتفاخ في الساقين، بالإضافة إلى احساس الثقل في الساق الذي يسبب ألماً فيها. وقد تستمر هذه الحالة لعدة أيام بعد العملية قبل أن تهدأ تدريجياً. أما في حال بقاء المشكلة أكثر من ذلك فإن ذلك قد يكون لسبب آخر لذا يجب استشارة طبيبك لتشخيص السبب وإيجاد الحل المناسب.

وضعية الحامل أثناء القيصرية

النساء اللواتي يخضعن للجراحة القيصرية عادة ما يستلقين على طاولة العمليات في وضع مائل 30 درجة على الجانب، وذلك من خلال وضع بطانية أو شيء آخر تحت الورك الأيمن. حيث أن هذا الوضع يقلل من الضغط على الأوعية الدموية التي تزود الأكسجين إلى المشيمة ومن ثم إلى الجنين.

ومع ذلك، يمكن للبقاء في هذه الوضعية لفترات طويلة أن يسبب تلف العصب الوركي، مما يؤدي إلى ألم في الردف الأيسر والساق بعد الجراحة، وقد يستمر الألم عموما أكثر من ستة إلى سبعة أسابيع. ولمنع وقوع الضرر يُنصح بتعديل وضعية المرأة مباشرة بعد إخراج الجنين .

متلازمة الحيز أو الحجرات

وهي متلازمة ليست شائعة الحدوث بعد الولادة القيصرية لكنها اختلاط وارد الحدوث خلال أو بعد الولادة وقد يكون مهدداً لوظيفة الساق وذو خطورة عالية على حياة المريضة. وهي تحدث بسبب استخدام الطبيب لبعض الأدوية التي تسرع الولادة وتحرض المخاض عندما تفقد المريضة الكثير من الدماء خلال الولادة. أو إذا عانت من انخفاض في ضغط الدم.

تسبب هذه المتلازمة حدوث تعب وألم شديد وفي بعض الأحيان تورم في الساق. فينخفض الوارد الدموي لعضلات الساق مما يؤدي إلى الألم والصلابة والتشنج العضلي. وفي حال كانت الحالة شديدة وغير مسيطر عليها يمكن اللجوء لعمل جراحي إسعافي لتخفيف الضغط عن الساق والسماح بعودة جريان الدم الطبيعي.

اقرأ أيضا:  كيف تزيدي من شهيتك أثناء الحمل

تشخيص أسباب ألم الساق بعد الولادة القيصرية

تتنوع طرق التشخيص التي يلجأ لها الطبيب لكشف أسباب ألم الساق بعد القيصرية، قد تكون بعض الحالات واضحة من الأعراض المميزة لها. فيما تحتاج حالات أخرى إلى مزيد من الفحوص لتأكيد التشخيص. يبدأ الطبيب بالفحص الشامل للساق وتحديد مواضع الألم ثم يقرر إجراء بعض الفحوصات التالية:

  • الصور الشعاعية المتنوعة مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية، الطبقي المحوري، تصوير الأوعية الملون والرنين المغناطيسي وذلك لكشف وجود خثرة دموية مثلاً.
  • الفحوص الدموية الشاملة بما يتضمن قياس عوامل التخثر.
  • تخطيط الأعصاب والعضلات الكهربائي في الحالات المستعصية.

علاج ألم الساق بعد الولادة القيصرية

تختلف طرق علاج ألم الساقين الذي يحدث بعد الولادة القيصرية تبعاً لسبب حدوثه، وقد يكون العلاج إسعافياً في بعض الحالات المهددة للحياة. أما في حالات أخرى فإن ألم الساق يزول تلقائياً بدون أي علاج.

الخثار الوريدي العميق

تتعد الخيارات العلاجية للحد من أعراض ومخاطر الخثار الوريدي العميق في الساق. وتشمل هذه الخيارات ما يلي:

الأدوية مضادة التخثر مثل الهبارين والوارفارين، حيث يوصف الهبارين أولاً بسبب تأثيره السريع ثم يتبع بالوارفارين للوقاية من تشكل خثرة دموية أخرى.

أدوية الريفاروكسيبان والأبيكسان لمنع تكوين خثرات دموية والوقاية من حدوث الصمة الرئوية.

متلازمة الحجرات

تعالج الحالات الخطيرة من متلازمة الحجرات باللجوء إلى عمل جراحي لتخفيف الضغط ضمن اللفافة العضلية بإجراء شقوق فيها. أما في الحالات البسيطة فإن بعض العلاجات الطبيعية ومضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية قد تكون كافية للعلاج.

طرق طبيعية لتخفيف ألم الساق بعد الولادة القيصرية

الحصول على الراحة اللازمة بعد الولادة القيصرية تعد أهم طرق علاج ألم الساق والتشنجات فيها. بالإضافة إلى العديد من الطرق ذات الفعالية في تسريع فترة الشفاء وتجاوز أعراض التعب والإرهاق، ونذكر من هذا الطرق:

  • تجنبي الوقوف لفترات طويلة واحرصي على رفع الساق أعلى من مستوى الجسم أثناء الاستلقاء.
  • قد يفيد استخدام كمادات الماء الساخن أو المسابح الساخنة في علاج تشنج الساقين وتخفيف آلامهما.
  • عدم الجلوس في نفس الوضعية لفترة طويلة وتبديل الوضعية بشكل دائم.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تساعد على صحة العضلات لكن دون تعريضها للجهد والتعب.
  • قد تفيد جلسات المساج للتخفيف من الألم والتشنج في عضلات الساق.
  • الاستفادة من بعض المكملات الغذائية كالفيتامينات والعناصر الغذائية ذات الأهمية في ترميم الأعصاب والعضلات.
المصادر
1Causes of Leg Pain After a C-section Delivery9 ways to soothe painful leg cramps post delivery

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *