علاج النخالة الوردية وعلامات الشفاء منها

النخالة الوردية أو (pityriasis rosea) هو طفح جلدي يظهر عادةً على الجذع، أعلى الذراعين، الفخذين والرقبة على شكل لطخة أو حطاطة بيضوية الشكل. وتتنوع طرق علاج النخالة الوردية ليلاحظ المريض بعد مضي فترة من الزمن ظهور علامات الشفاء منه. ولأنها تشفى عادةً بشكل تلقائي دون الحاجة لأي علاج لذا فإنه ليس هنالك ما يدعو للقلق.

يصيب هذا الطفح جميع الأعمار لكنه أشيع بين سن العاشرة والخامسة والثلاثين. أما إذا كانت المريضة حاملاً فإن المتابعة والمراقبة الحثيثة لحالتها أمر لا يجب الاستهانة به.

ما هي أسباب وآلية حدوث الإصابة بالنخالة الوردية؟

الطفوح الجلدية شائعة الحدوث ولها العديد من الأسباب مثل الالتهابات الجلدية ورد الفعل التحسسي إلا أن السبب الفعلي للنخالة الوردية غير مثبت حتى الآن. وهذا يتطلب منا أن نستشير طبيب الأمراض الجلدية حيث يمكن أن يكون سبب الطفح الجلدي مختلفاً عن النخالة الوردية. ومع أن الأسباب الأكيدة للإصابة بالنخالة الوردية ما زالت مبهمة، إلا أن الأطباء يظنون أن السبب فيروسي ومرتبط بشكل خاص لأحد أنواع فيروس الهربس.

ما هي أعراض وعلامات النخالة الوردية؟

تتدرج علامات وأعراض النخالة الوردية على ثلاث مراحل عادةً لكن في بعض الحالات قد لا يمر المريض بأول أو ثاني مرحلة منها.

أولاً: الأعراض العامة

يمر بعض المرضى بأعراض عامة قبل أيام من ظهور الطفح الجلدي وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم 38 درجة أو أكثر.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • الصداع.
  • عسر الهضم أو ألم البطن.
  • الآلام المفصلية.
  • إحساس التعب وعدم الراحة.

وتزول هذه الأعراض عادة مع بداية المرحلة الثانية من أعراض النخالة الوردية.

ثانياً: ظهور لطخة أو حطاطة هيرالد

في المرحلة الثانية من أعراض النخالة الوردية تظهر لطخة أو حطاطة بيضوية الشكل ذات لون مائل إلى الأحمر على الجلد وتستمر في النمو على مدى عدة أيام ليبلغ حجمها من 2-10 سم.

هذه اللطخة تظهر عادةً على منطقة الجذع أي على الصدر أو البطن، أو قد تظهر على الرقبة. بينما في حالات نادرة يمكن أن تكون على الوجه أو الفروة أو بالقرب من المنطقة التناسلية.

علاج النخالة الوردية
لطخة هيرالد من الأعراض المميزة للنخالة الوردية

ثالثاً: الطفح الجلدي الثانوي المنتشر

وهي آخر مراحل الأعراض وتتضمن تطور طفح جلدي ثانوي بعد عدة أيام من ظهور لطخة هيرالد ويستمر بالانتشار على مدى أسبوعين إلى ست أسابيع.

تكون الحطاطات في هذا الطفح أصغر حجماً حيث لا تتجاوز 1.5 سم، وتكون بارزة ومرتفعة عن سطح الجلد. ومعظم المرضى يعانون من طفح منتشر على كامل الجذع وأعلى الذراعين والفخذين والعنق دون أن يصل إلى الوجه أبداً. ويكون الطفح بلون زهري عند أصحاب البشرة البيضاء بينما يكون رمادي أو بني داكن عند أصحاب البشرة الداكنة. ويأخذ شكل حرف V أعلى الصدر وشكل شجرة الميلاد أعلى الظهر.

اقرأ أيضا:  كيف تتعامل مع هجمات الصدفية

لا يكون الطفح الثانوي في النخالة الوردية مترافقاً بألم لكنه قد يكون حاكاً بشكل متوسط إلى شديد وقد يزداد سوءاً عند التعرق أو ارتداء الملابس الضيقة.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

يجب على مريض النخالة استشارة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية لكشف سبب الحكة والأعراض التي يعاني منها. أما في بعض الحالات فإن الأمر يتخطى المراحل البسيطة وتظهر أعراض أكثر خطورةً تستدعي زيارة عاجلة للطبيب مثل:

  • استمرار الأعراض لمدة طويلة تتجاوز الخمسة أشهر.
  • ظهور الطفح على كامل الذراعين والرجلين دون أن يصيب الجذع.
  • انتشار الطفح على كامل الجسم بسرعة كبيرة.
  • ملاحظة نزف من الحطاطات الجلدية أو امتلائها بالقيح والمفرزات.

وهنا قد تشير هذه الأعراض إلى مرض آخر مختلف عن النخالة الوردية كالأمراض المنتقلة بالجنس والإفرنجي والصداف.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالنخالة الوردية؟

يقوم الطبيب بتشخيص إصابتك بالنخالة الوردية بسؤالك عن الأعراض التي تعاني منها وإجراء فحص سريري دقيق للطفح الظاهر على الجلد.

أما في بعض الحالات فقد لا يكون التشخيص واضحاً مما  يستدعي إجراء بعض الفحوصات الإضافية للمريض. وذلك لنفي أي حالات مرضية أخرى قد تكون سبباً في هذه الأعراض مثل الأكزيما التحسسية، الصداف أو التهابات الجلد الفطرية.

فيما يتم إجراء التحاليل الدموية المناسبة، أخذ عينات من الحطاطات لفحص وجود فطور أو أخذ خزعة من الآفة وفحصها مجهرياً.

طرق علاج النخالة الوردية وما هي علامات الشفاء منه؟

تشفى النخالة الوردية عادةً تلقائياً بدون الحاجة إلى أي علاج في غضون أسبوعين إلى اثني عشر أسبوعاً. دون أن يترك أي ندبات أو علامات. وقد لا يكون العلاج ضرورياً إلا إذا عانيت من أعراض الحكة الشديدة المزعجة. وهنا يمكن اللجوء إلى أحد طرق العلاج التالية:

  • المرطبات.
  • الستيروئيدات القشرية الموضعية.
  • مضادات الهيستامين.

أما إذا لم تنجح هذه الطرق فإن طبيب الأمراض الجلدية قد يلجأ إلى علاج الحالة باستخدام طرق حديثة مثل الأشعة فوق البنفسجية.

المرطبات

وهي كريمات ومراهم تستخدم للمحافظة على رطوبة الجلد للتخفيف من الحكة، ويمكن استخدامها قدر الإمكان حيث تطبق بلطف باتجاه نمو الشعر. وحيث أن الصابون يعد مخرشاً للجلد فإنه تم صناعة بدائل له ذات خصائص مرطبة للجلد.

الستيروئيدات القشرية الموضعية

إذا لم تنفع المرطبات في التخفيف من شدة الحكة الجلدية فإنه يجب استشارة الطبيب للبدء باستخدام علاج إضافي هو الستيروئيدات القشرية الموضعية. وهي التي تضم مركبات وكريمات الهيدروكورتيزون والبيتاميتازون وتطبق مباشرة على مكان الإصابة.

اقرأ أيضا:  كيف تتخلص من مرض السيلان

الهدف الرئيسي من الستيروئيدات القشرية الموضعية هو تخفيف التهاب الجلد واحمراره وبالتالي الحد من أعراض الحكة. وهي تطبق لمرتين إلى ثلاث مرات يومياً على مكان الإصابة تبعاً لنصيحة الطبيب.

وليس صحيحاً كما يشاع أن استخدام كريمات الكورتيزون الموضعية له أعراض جانبية خطيرة. فإذا التزم المريض بتعليمات الطبيب في استخدام هذا العلاج فإن الأعراض الجانبية قد تقتصر على حس الحرق واللسع المؤقت فور تطبيق الكريمات على الجلد.  

مضادات الهيستامين

إذا عانيت من صعوبة في النوم بسبب الحكة الناجمة عن النخالة الوردية فإن الطبيب قد يصف لك بعض الأدوية مثل مضادة الهيستامين ذات الخصائص المسكنة مثل الهيدروكسيزين والكلورفينامين.

وهي تستخدم بشكل تقليدي في علاج الحالات التحسسية مثل حمى القش أو الكلأ. وهي تعرف غالباً بأعراضها الجانبية المسببة للنعس وهذا ما يفيد في حالة صعوبة النوم عند مرضى النخالة الوردية. فيتم تناول الدواء قبل النوم مباشرةً وتجنب قيادة السيارة بعد تناوله.

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية

إذا فشلت العلاجات السابقة في علاج النخالة الوردية فإن الحل النهائي هو تقنية العلاج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية. وهي عبارة عن تعريض الجلد لموجات منتظمة من الأشعة فوق البنفسجية لمدة ثواني إلى دقائق.

وقد اختلفت الدراسات في فوائد هذا العلاج على النخالة الوردية حيث ذكرت بعضها أنه يساعد في التخلص من الحكة المرافقة بينما ذكرت أخرى أنه يحسن شكل الآفة دون تأثير على أعراض الحكة.

وحيث أن سبب النخالة الوردية مجهول لحد ما فإن بعض الأطباء يصفون علاجات أخرى مختلفة مثل مضادات الفيروسات ومضادات الجراثيم والكورتيزونات الفموية.

ما هي علامات الشفاء من النخالة الوردية؟

بعد مضي ثمانية أسابيع تقريباً على الإصابة وقبل أسبوع واحد تقريباً من أن تبدأ الأعراض الجلدية بالزوال يعاني المريض من حكة شديدة وجفاف وتقشر في الآفة. ثم بعد عدة أيام تزول الحكة تدريجياً حتى تختفي بشكل تام. أما الطفح الجلدي واللطخات فإنها تكبر وتتسطح ثم تختفي بشكل تدريجي من مركزها نحو المحيط. وهذا يترافق مع قشور منتشرة في جلد المنطقة المحيطة وتبدل في لون اللطخات إلى اللون الأسمر.

هل يمكن أن يصاب المريض بالنخالة الوردية مرة ثانية؟

في الواقع الغالبية العظمى من مرضى النخالة الوردية لا يصابون فيها لمرة ثانية طوال حياتهم، إلا أنه عند أقل من 2% من المرضى ذكروا عودة ظهور الأعراض بعد مرور سنة إلى عدة سنوات من شفاء الإصابة الأولى.

المصادر
Pityriasis Rosea (Christmas Tree Rash)Pityriasis roseaPityriasis rosea