هل تحليل cbc يكشف الإيدز ؟

يستخدم الأطباء عدة طرق لمتابعة المرضى المصابين بالإيدز، منها تحليل cbc أو تعداد الدم الشامل Complete blood count. لكن هل تحليل cbc يكشف الإيدز ؟ وما أهمية إجراء هذا التحليل عند المرضى المصابين بالإيدز؟

الإيدز هو مرض ناجم عن عدوى بفيروس نقص المناعة البشرية HIV (human immunodeficiency virus). حيث يقوم هذا الفيروس بمهاجمة خلايا الجهاز المناعي وتدميرها، الأمر الذي يضعف مناعة الجسم على مقاومة الامراض والالتهابات ويصبح أكثر عرضة للإصابة بمختلف أنواع العدوى.

كيف تحدث العدوى بالإيدز، وما هي مراحل الإصابة؟

تحدث العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز من خلال التماس المباشر مع سوائل الجسم أو دم شخص مصاب بالفيروس. ينتقل عن طريق الجنس. من خلال مشاركة الإبر أو المحاقن أو غيرها من المعدات أو من خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض لمدة طويلة جداً قد تصل لعشر سنوات. فيما قد تظهر على بعض المصابين العدوى أعراض المرحلة الأولية بعد عدة أشهر.

وتتضمن هذه الأعراض: الحمى والتعب وتضخم الغدد الليمفاوية. قد يعاني بعض المصابين بالعدوى ايضاً من فقدان الوزن والتعرق الليلي خلال هذه المرحلة.

بعد المرحلة الأولية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، يبقى المريض دون أعراض أو تحدث أعراض خفيفة. وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الكمون السريري، ويكون المريض قادر على نقل العدوى للأخرين حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض.

عندما يتكاثر فيروس نقص المناعة البشرية ويدمر بعض خلايا الدم البيضاء – خلايا CD4 – قد تظهر على المصاب أعراض العدوى. وتشمل هذه الأعراض الحمى المتكررة، والتعرق الليلي الغزير، وتورم الغدد الليمفاوية لفترات طويلة في الإبط أو الفخذ أو الرقبة. قد تحدث أيضاً تقرحات في الفم أو الشرج أو الأعضاء التناسلية.

ما هي طرق تشخيص الإيدز ؟

بعد القيام بأخذ التاريخ المرضي والفحص البدني الدقيق للمريض، يتم تأكيد التشخيص باستخدام اختبارات معينة.

عند العديد من المصابين لا تستطيع الاختبارات المعروفة تشخيص الإصابة بالعدوى، يعود السبب في ذلك إلى كون الجسم يستغرق فترة لتشكيل الاجسام المضادة للفيروس أو لأسباب تتعلق بكمية فيروس نقص المناعة البشرية في الجسم.

وبشكل عام، تعتمد الاختبارات المستخدمة لتشخيص الإيدز على فحص الدم أو فحص سوائل الجسم الأخرى. وأهم الاختبارات المستخدمة في كشف مرض الإيدز ومتابعة العلاج نذكر:

  • اختبار كشف الأجسام المضادة للفيروس.
  • الحمل الفيروسي.
  • تعداد الخلايا التائية CD4.
  • اختبار كشف الحمض النووي للفيروس.
  • تعداد الدم الشامل cbc.
اقرأ أيضا:  الأعراض الجانبية لفقر الدم أو الأنيميا

هل تحليل cbc يكشف الإيدز؟

يساعد تحليل cbc في تقييم تعداد خلايا الدم بشكل عام، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية. قد لا يساهم تحليل تعداد الدم الشامل في التشخيص الأكيد لمرض الإيدز، لكنه من الفحوصات الضرورية الإجراء بشكل دوري لدى كل المصابين بهذا المرض.

حيث يمكن من خلال تحليل cbc مراقبة حدوث أي آثار جانبية للأدوية المستخدمة في علاج الإيدز. بالإضافة إلى ذلك فإن تحليل cbc قد يكشف بعض الاضطرابات التي قد تنجم عن الإيدز.

تحليل الدم cbc يكشف الإيدز

قد تشير نتيجة تحليل cbc إلى بعض الاضطرابات المحتملة الحدوث في سياق الإصابة بمرض ويستخدم الأطباء عدة طرق لمتابعة المرضى المصابين بالإيدز، منها تحليل cbc أو تعداد الدم الشامل Complete blood count.

لكن هل تحليل cbc يكشف الإيدز ؟ وما أهمية إجراء هذا التحليل عند المرضى المصابين بالإيدز؟ ويتضمن تعداد الدم الشامل الجوانب التالية:

تعداد خلايا الدم الحمراء

تقوم هذه الخلايا بنقل الأكسجين الضروري لخلايا الجسم من الرئتين. ويشير انخفاض تعداد هذه الخلايا إلى حدوث فقر دم لدى المريض.

ويمكن أن يحدث فقر الدم لدى مرضى الإيدز بسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة في العلاج مثل دواء Retrovir، الأمر الذي قد يتطلب استبدال الدواء بنوع آخر، أو بسبب الإصابة ببعض أنواع العدوى نتيجة ضعف المناعة الذي يسببه الإيدز.

وعادة ما يتم علاج فقر الدم عند مرضى الإيدز باستخدام الإريثروبويتين الذي يحفز تكون الكريات الحمراء وقد يحتاج بعض المرضى إلى نقل دم.

تعداد خلايا الدم البيضاء

خلايا الدم البيضاء تلعب دوراً رئيسياً في مقاومة مختلف أنواع العدوى التي يتعرض لها الجسم. وهناك عدة أنواع لخلايا الدم البيض مثل البلاعم، والخلايا التغصنية، والخلايا اللمفاوية. وعند إجراء تحليل cbc للمصابين بمرض الإيدز فإن تعداد الكريات البيض يساعد في تقييم تطور المرض.

على سبيل المثال، يشير ارتفاع خلايا الدم البيضاء في تحليل cbc عند مرضى الإيدز إلى الإصابة بعدوى ما، الأمر الذي يتطلب إجراء استقصاءات اكثر دقة لتحديد سبب العدوى.

فيما يشير انخفاض تعداد هذه الخلايا في تحليل cbc لدى مرضى الإيدز إلى نقص تصنيع هذه الخلايا في نقي العظم، وبالتالي يكون الجسم أقل قدرة على مكافحة العدوى.

الصفائح الدموية

أو الصفيحات الدموية، هي الخلايا التي تساعد في عملية تخثر الدم. نادراً ما يزداد عدد الصفائح الدموي لدرجة قد تسبب اضطرابات في الجسم.

اقرأ أيضا:  كيف يكون ألم الحلق عند مريض الإيدز؟

فيما تؤدي قلة الصفيحات إلى سهولة حدوث النزيف أو الكدمات لدى الشخص المصاب. وقد ينجم انخفاض تعداد الصفائح الدموية في تحليل cbc عند مرضى الإيدز عن الإصابة ببعض أنواع العدوى الانتهازية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية مثل الفيروس المضخم للخلايا (CMV).

وبشكل عام، ترتبط قلة الصفائح الدموية بالعدوى المزمنة بفيروس العوز المناعي البشري عند الأشخاص المصابين بمرض متقدم والذين لم يتلقوا العلاج بعد. تتحسن قيم الصفائح الدموية بعد البدء بتلقي العلاج المناسب.

متى يجب إجراء تحليل cbc عند مرضى الإيدز

بعد تشخيص الإصابة بالإيدز ينبغي إجراء تحليل cbc لدى المصابين كل 6 أشهر أو مرة واحدة كل عام، وذلك عند المرضى ذوي الحالة الصحية المستقرة بشكل عام. أما في حال كانت نتائج تحليل cbc متقلبة أو في حال وجود أعراض للإصابة بعدوى ما، عندها ينبغي إعادة إجراء تحليل cbc لدى هؤلاء المرضى كل 3 أشهر على الأقل.

التحاليل الأخرى المستخدمة في تشخيص الإيدز

عند الاشتباه بإصابة شخص ما بعدوى بفيروس نقص المناعة، هناك العديد من الاختبارات الاي تساعد في تأكيد الإصابة مثل:

  • كشف مستضدات الفيروس: حسب cdc يعد هذا الاختبار من أفضل الاختبارات في الكشف المبكر عن الإصابة بمرض الإيدز. ويتم من خلال تحري مستضدات الفيروس في عينة من دم الشخص المشتبه بإصابته. والمستضدات هي مواد غريبة عن الجسم تحرض جهاز المناعة. يمكن لهذا الاختبار أن يكتشف الإصابة بفيروس الإيدز بعد 18 إلى 45 يوم من التعرض.
  • اختبار الأجسام المضادة للفيروس: الذي يتحرى الأجسام المضادة في الدم أو اللعاب. يمكن أن يكشف هذا الاختبار الإصابة بعد 23 إلى 90 يوم من التعرض.
  • تعداد الخلايا التائية المساعدة CD4: وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تقاوم الإصابة بالعدوى. وعند الإصابة بالإيدز يغزو الفيروس هذه الخلايا ويقوم بتدميرها. ويتراوح عددها عند الشخص السليم من 500 إلى حوالي 1500 خلية لكل مليلتر مكعب من الدم. يشخص الأطباء الإيدز عندما ينخفض مستوى CD4 لدى الشخص عن 200 خلية، حتى في حال عدم وجود أي أعراض للإصابة.
  • اختبار الحمل الفيروسي: يساعد هذا الاختبار على تقييم كمية فيروس نقص المناعة البشرية في الدم. تساعد معرفة الحمل الفيروسي الطبيب على مراقبة فيروس نقص المناعة البشرية في الدم، وتحديد موعد بدء العلاج، وتقييم فعالية الأدوية المستخدمة في العلاج.
المصادر
HIV and Your Complete Blood CountDiagnosing HIV Infection & AIDSLab Tests and Results

مقالات ذات صلة