هل داء الفيل معدي ؟

هناك بعض الأمراض النادرة التي قد تصيب الإنسان، ومع ذلك فإن صعوبة أعراضها الظاهرة أو غير الظاهرة تجعل البعض يتخوف من الإصابة بها، ومن هذه الأمراض داء الفيل، ويتساءل الكثيرون هل داء الفيل معدي؟ 

ونحن في هذا المقال سنحاول الإجابة عن هذا السؤال وكذلك سنوضح العديد من المعلومات التي يهمك معرفتها عن هذا المرض.

هل داء الفيل معدي وماهو داء الفيل؟

قبل أن نجيب عن تساؤل البعض بشأن هل داء الفيل معدي أم لا، علينا أولا أن نعرف ما هو داء الفيل.

يعد داء الفيل elephantiasis أو داء  الفيلاريات اللمفاوي lymphatic filariasis أحد الأمراض النادرة التي يمكن أن تصيب الإنسان.

ويتواجد هذا المرض غالبا في المناطق الاستوائية أو تحت الاستوائية مثل

  • بعض مناطق أفريقيا.
  • أمريكا الجنوبية.
  • الهند.
  • بعض مناطق جنوب شرق آسيا.

وينتقل داء الفيل من خلال لدغات البعوض الذي يحتوي على يرقات الديدان المسببة لهذا المرض.

تنمو هذه الديدان في مجرى الدم لدى الإنسان ومن ثم تنتقل للجهاز الليمفاوي حيث يكتمل نموها و تتسبب في ضررا بالغا للجهاز المناعي ومن ثم تظهر الأعراض الواضحة لهذا المرض.

أعراض الإصابة بداء الفيل

إذا شاهدت يوما شخصا مصابا بداء الفيل في مرحلة متقدمة فمن السهل جدا معرفة أعراضه التي تظهر بصورة واضحة للعيان من خلال تورم الأطراف بشكل كبير وغالبا ما يصاحبه سماكة في الجلد وهذا سبب تسمية المرض بداء الفيل.

وكذلك قد يحدث تورم أيضا للثدي والأعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء.

كما قد يصاحب هذا المرض بعض الأعراض الأخرى مثل

  • حدوث حمى.
  • ارتجاف.
  • وجود قرح بالجلد.
  • تغير لون الجلد في بعض المناطق وتحوله للون الداكن. 

وبالطبع فإن تورم وانتفاخ الأطراف غالبا يكون مصحوبا ببعض الآلام وصعوبة شديدة في الحركة والتي تزداد مع تقدم المرض.

هل داء الفيل معدي؟

يتخوف الكثيرون من الإصابة بهذا المرض نظرا لصعوبة أعراضه خاصة المخالطين مع أحد المصابين بهذا الداء ويتساءلون حول إذا ما كان داء الفيل معدي ام لا؟

من المعروف أن داء الفيل لا ينتقل مباشرة من مريض إلى شخص سليم من خلال الاختلاط أو استخدام الأدوات الشخصية أو الرذاذ وما شابه.

وإنما ينتقل المرض من خلال البعوض الذي يحمل اليرقات الخاصة بالطفيل إلى دم الشخص السليم ومن هنا تبدأ هذه الطفيليات في النمو والتحول في دم الإنسان إلى أن تصل للجهاز الليمفاوي حيث يكتمل نموها وقد تعيش فيه لسنوات حيث يبدأ خطرها الحقيقي في محاربة مناعة الجسم وظهور الأعراض التي سبق وأشرنا لها.

اقرأ أيضا:  أعراض التهاب جدار المعدة

كما إنه يجب معرفة أن هذا المرض حتى مع حدوث عدوى عن طريق البعوض لا يصيب كل الأشخاص وإنما هناك بعض العوامل التي تؤثر على ظهوره مثل

  • مكوث الإنسان في منطقة استوائية أو تحت استوائية منتشر بها المرض.
  • التعرض لعدد كبير من اللدغات من البعوض المحمل بيرقات الديدان المسببة للمرض.
  • ضعف الجهاز المناعي للمصاب.

ومن المعروف أن سبب داء الفيل يتضمن ثلاثة أنواع من الديدان وهي

تشخيص الإصابة بداء الفيل

كما سبق ونوهنا فإن أعراض مرض الفيل غالبا لا يتم ملاحظتها في مراحل مبكرة وإنما تبدأ الأعراض في الظهور بصورة واضحة بعد إصابة الغدد الليمفاوية للمريض.

ويمكن تشخيص المرض أولا من خلال توجيه بعض الأسئلة الخاصة للمشتبه في إصابتهم حول ذهابهم لأحد الأماكن الاستوائية أو تحت الاستوائية الموجود بها هذا المرض مما سبق وأشرنا، وكذلك التعرض للإصابة المتكررة بلدغات البعوض هناك.

بالإضافة لظهور أعراض المرض الواضحة في المراحل المتقدمة من داء الفيل من خلال تورمات الأطراف والثدي والأعضاء التناسلية أحيانا كما سبق وأشرنا وكذلك سماكة الجلد وفقدانه لرطوبته المعتادة.

كما يلجأ الأطباء لإجراء بعض التحاليل المعملية في الدم للكشف عن وجود الدودة المسببة للمرض أساسا، ويفضل سحب العينة من المريض ليلا لأنها الفترة التي تنشط بها هذه الديدان.

هل داء الفيل معدي وما هي طرق علاج المرض؟

إن اكتشاف هذا المرض مبكرا يساهم بشكل كبير في علاجه وارتفاع نسبة التعافي منه.

ومع تقدم المرض وازدياد حالة الأعراض سوء قد يؤثر هذا على نجاح احتواء المرض وعلاجه بالأدوية وقد يضطر الطبيب لإجراء بعض العمليات الجراحية للمريض للتخفيف من شدة هذه الأعراض ومضاعفاتها.

ومن طرق علاج داء الفيل 

العلاج بالأدوية

وتتضمن إعطاء المريض بعض الأدوية حسب حالته ومنها

  • إعطاء المريض بعض الأدوية الخاصة بالطفيليات مثل داي إيثيل كاربامازين diethylcarbamazine  DEC و وألبيندازول albendazole وكذلك ميكتازين mectizan.
  • أحيانا قد يصف الطبيب للمريض الإيفرميكتين مع diethylcarbamazine.
  • قد يصف الطبيب أيضا بعض المسكنات ومضادات الإلتهاب عند الحاجة.
اقرأ أيضا:  علاج حصوات المرارة

العلاج بالجراحة

أحيانا يلجأ الأطباء لإجراء بعض العمليات الجراحية في الحالات الضرورية وعند الحاجة لمرضى داء  الفيلاريات اللمفاوي مثل

  • إزالة بعض الأنسجة الليمفاوية المصابة.
  • بعض الجراحات الترميمية لبعض أجزاء الجسم المتضررة.
  • إزالة الضغط الناتج من زيادة الورم كما في حالة إصابة كيس الصفن.

العلاج الطبيعي والتأهيلي 

وفيه يتم  تأهيل المريض باستخدام العلاج الطبيعي وممارسة بعض التمرينات الرياضية  للمساعدة في تأهيل المريض جسمانيا ومساعدته على الحركة والمشي للتغلب على مشكلة تورم الأطراف والتي تعيق حركته بشكل كبير.

الدعم النفسي

 للدعم والعلاج النفسي في حالة الإصابة بداء الفيل أهمية قصوى من أجل التغلب على المشاعر والحالة النفسية السيئة للمريض نتيجة لشعوره بالعجز من أداء أبسط الأنشطة اليومية أو شعوره بالخجل من مظهره أمام الآخرين.

ولا يقتصر الدعم النفسي على الأطباء النفسيين فقط، وإنما لدعم وتشجيع الأسرة والمقربين أكبر الأثر في محاولة التخفيف على المريض ومساعدته للتغلب على مشاعر الإحباط وكذلك مساعدته على الانخراط في المجتمع قدر الإمكان.

اتباع بعض الإرشادات المساعدة للعلاج

بالإضافة لما سبق، فهناك بعض الإرشادات والنصائح التي من شأنها أن تخفف من حدة هذه أعراض مرض الفيل، ومنها

  • محاولة ترطيب الجلد دائما باستخدام المياه ومستحضرات الترطيب الموضعية.
  • رفع الأجزاء المتورمة من الجسم قدر المستطاع للتخفيف من شدة الورم.
  • معالجة القرح والندبات التي قد تتواجد على الجلد.
  • المحافظة على النظافة العامة للمريض دائما.
  • مساعدة المريض على التحرك أو التقلب من فترة لأخرى لتجنب الإصابة بقرح الفراش.

نصائح لتجنب الإصابة بداء الفيل

هناك بعض النصائح التي ينبغي اتباعها للمساعدة في الحماية من الإصابة بهذا المرض، ومنها

  • تجنب الذهاب إلى الأماكن الموبوءة بالمرض قدر الإمكان.
  • محاولة تجنب لدغات البعوض قدر المستطاع باستخدام المبيدات الحشرية أو صواعق البعوض أو باستخدام بعض المعدات والأدوات الواقية.
  • الإسراع في علاج أماكن لدغات البعوض وتطهيرها.
  • استشارة الطبيب عند الشك في حدوث عدوى.
  • الالتزام بالإجراءات الوقائية المتبعة في المناطق الموبوءة.
  • محاولة تقوية الجهاز المناعي بالأطعمة الصحية المعززة للمناعة والفيتامينات والمكملات الغذائية إذا لزم الأمر.

وعلى الرغم من ندرة الإصابة بهذا المرض ، إلا إنه يجب الالتزام بالاحتياطات التي تحمي من الإصابة به وبأعراضه الخطيرة.

المصادر
webmd.comhealthline.commedicalnewstoday