كيف تمنع كارثة الانتحار قبل حدوثها؟

إعداد: د. يحيى الموسى

shjcide

ثلاث خطوات يمكن القيام بها للحد من الانتحار
1. السؤال
إذا كنت تعتقد أن أحداً ما مقدم على الانتحار، فبادر إلى سؤاله مباشرة: “هل تفكر بالانتحار؟”، ولا تخف من ذلك، لأن ذلك يظهر اهتمامك به، وسوف ينقص من خطر الانتحار المحدق بذلك الشخص، لأنه سيرى أن أحداً ما يهتم لأمره والحديث معه. ولكن كن متأكداَ من أنك تسأله مباشرة وبشكل واضح.

2. الاستماع والبقاء بجانب الشخص الذي يفكر بالانتحار
إذا كان الجواب على سؤالك السابق هو “نعم”، فإن هذا الشخص مقدم فعلاً على الانتحار، ويتوجب عليك الاستماع إليه، والسماح له بالتعبير عن شعوره في هذه اللحظات، ولا تتركه وحيداً أبداً، وابق بجانبه، أو اتصل بشخص آخر يثق به ليبقى بجانبه.

3. اطلب المساعدة
في حال توفر مركز لمكافحة الانتحار، فاتصل بالرقم الساخن المعلن عنه، أو اطلب مساعدة مباشرة من طبيب متخصص بالأمراض النفسية، حتى ولو كان الخطر غير موجه بشكل مباشر على حياته، فقد يحتاج هذا الشخص إلى دعم على المدى البعيد، ليتمكن بذلك من تجاوز المشكلة التي ولدت لديه هذه الرغبة بالانتحار.

معلومات يجب أن تعرفها عن الانتحار
إن الانتحار هو أحد أبرز الأسباب التي تؤدي للوفاة، حيث تنتشر هذه الظاهرة في أوساط الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 44 سنة.
كما أن الرجال معرضون لخطر الموت بالانتحار أكثر من النساء بنسبة 4 أضعاف، وذلك وفقاً لإحصائيات المراكز المتخصصة عام 2012. والتي تجاوزت بأضعاف نسبة الأشخاص الذين يموتون في حوادث الطرقات. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار لا يرغبون بالموت، ولكنهم فقط يرغبون بالتخلص من آلامهم وهمومهم.
وإن كل شخص منا يترتب عليه واجب التخلص من هذه الظاهرة، ومنع حدوثها، لأن الخيارات التي سنصنعها اليوم هي التي ستمنع وقوع حوادث الانتحار مستقبلاً.

هل تفكر بالانتحار؟
بمجرد قراءتك لهذه السطور، فإن جزءاً ما بداخلك يبحث عن طريقة للحياة، والحصول على المساعدة لتجاوز العقبات التي تصادفك في حياتك. كما أنه ليس من الغريب أن تحس بهذه الطريقة، لأن معظم الأشخاص يمتلكون أفكاراً انتحارية، وبإمكانهم التعامل معها، والبقاء بمأمن من الانتحار.
حيث أن هذه المشاعر والأفكار التي تدور حول إنهاء حياتك من الممكن أن تكون مخيفة ومسيطر عليها إلى حد ما.
وقد يكون من الصعب جداً أن تعرف ما يتوجب عليك فعله، وكيف يمكنك أن تتعامل معها، ولكن هناك من يود مساعدتك دائماً لذا:
• اتصل بشخص تثق به، ويجب ألا تواجه هذه الأفكار بمفردك، وأخبر هذا الشخص عن شعورك، وبأنك تفكر بالانتحار، واطلب منه المساعدة لتبقى بمأمن من الانتحار.
• اطلب المساعدة والدعم لتبقى على قيد الحياة، واتصل بخط المساعدة، أو بطبيبك النفسي، أو قسم الطوارئ في المستشفى، أو أي شخص تثق بأنه يبقيك بمأمن من الانتحار.

لماذا يفكر بعض الأشخاص بالانتحار؟87608_1_1411286592
قد تبدو الحياة مؤلمة لبعض الأشخاص، وأن الهموم والمشاكل تغمرها. لذا قد يفكر البعض بالانتحار، ولكنهم لا يقدمون عليه. وقد يبدو بالنسبة للبعض الآخر أن الانتحار هو السبيل الوحيد للتخلص من هذه الحالة، أو هذا الشعور الذي يعانون منه، وهو الشعور الخانق بالوحدة وخيبة الأمل. وهم يعتقدون أنه ليس بمقدور أحد أن يمد لهم يد العون، أو أن يفهم ما يمرون به.
كما أن هناك عدة أسباب أخرى قد تجعل الشخص يفكر بالانتحار ومنها:
• تفكك الروابط والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين
• المشاكل العائلية
• الإدمان الجسدي أو النفسي
• المشاكل المرتبطة بالكحول والمخدرات
• الاضطرابات النفسية التي تتضمن الفصام schizophrenia، والاضطراب ثنائي القطب schizophrenia، والاكتئاب depression.
• الخسارة الكبرى أو الإخفاق، مثل موت أحد الأصدقاء أو انتحاره، أو فقد أحد أفراد العائلة أو أي شخصية مشهورة.
• المشاكل الجامعية أو مشاكل العمل
• البطالة التي تمتد لفترات طويلة
• الشعور بأنك لا تنتمي لأي مكان (أو أنك مهمش)
• المشاكل المالية والقانونية
• أي مشاكل قد تواجهك، والتي تبدو بأنها غير قابلة للحل
ورغم أن كل شخص يجب أن يأخذ ما يمر به في حياته على محمل الجد، وألا يتجاهل مخاطر الانتحار، وأن يأخذ الأفكار والمشاعر الانتحارية التي تواجه الأشخاص الآخرين على محمل الجد، وأن يساعدهم في إيجاد طرق فعالة لمساعدتهم.

اقرأ أيضا:  الضرر الناتج عن سوء استعمال أو إدمان العقاقير المهدئة

العلامات التي من الممكن أن تقودك إلى أن الشخص يفكر بالانتحار
إن معظم الأفراد الانتحاريين يبدون علامات إنذار حول نيتهم وقصدهم. وإن أفضل طريقة للوقاية من الانتحار هي إدراك علامات الإنذار هذه، والاستجابة لها بشكل جدي.
ومن هذه الحالات والعلامات:محاولة-انتحار
• فقدان أحد المقربين مؤخراً (شخص ما يحبه، أو عمل، أو علاقة، أو حيوان مدلل)
• خيبة أمل كبرى (خسارة ترقية في الوظيفة، أو فشل في تجاوز الامتحان)
• تغيرات في الظروف الحياتية والمعيشية (كالطلاق، أو الانفصال، أو التفاعد، أو ترك الأطفال لمنازلهم)
• الاضطرابات والأمراض النفسية
• الإصابات والاعتلالات البدنية
• انتحار أحد الأشخاص الذي يعرفونه
• المشاكل المالية والقانونية
ومن المشاعر التي قد تؤدي للانتحار:
• الشعور بخيبة الأمل Hopelessness
• الشعور بقلة الحيلة أو الوقوع في الفخ Feeling trapped
• الاكتئاب Depression
• الشعور بالانزعاج، أو الغضب واضطراب المزاج
• الشعور بالاحتقار وقلة الأهمية
• الشعور بعدم وجود هدف محدد، أو سبب للبقاء على قيد الحياة
كما أن هناك بعض الحالات التي تزيد من خطورة تعرض الشخص للانتحار:
• المحاولات السابقة للانتحار
• التحدث أو كتابة أي شيء عن الموت أو الانتحار، حتى ولو كان ذلك على سبيل المزاح
• السعي للحصول على شيء بإمكانه أن يقتله وينهي حياته
• التصرف بمزاجية، والانسحاب المفاجئ، أو الانطواء والشعور الدائم بالحزن.
• قول كلمة وداعاً بشكل متكرر، أو توزيع الممتلكات، والمقتنيات الشخصية على الآخرين.
• ترك الاهتمام بأشياء كان يستمتع بها سابقاً
• ترك الاهتمام بالمظهر إلى حد كبير
• القلق أو الاهتياج Anxiety or agitation، والذي يتضمن صعوبة في التركيز أو النوم
• القيام بتصرفات مؤذية، أو سلوك يعرضه للخطر
• الاستعمال الزائد للكحول أو المخدرات
• الانسحاب من حياة الأشخاص الآخرين
• وفي بعض الأحيان، قد يحس بتحسن في المزاج بعد فترة من تعكره، والذي يشير إلى أن الشخص هيأ مزاجه وتفكيره ليلائم حياته الخاصة، وأنه يشعر بالراحة لأنه تمكن من اتخاذ هذا القرار.

ماذا بإمكانك أن تفعل لمواجهة الانتحار ومنع حدوثه؟
تواصل مع الشخص المعرض للانتحار، واسأله مباشرة إذا كان يفكر بذلك، وإذا احتاج الأمر أن توجه له سؤالاً مباشراً لا يمكنه أن يسيء فهمه، أو يتهرب من الإجابة عليه:
” هل تفكر بالانتحار؟”
إن معظم الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار يرغبون بالحديث حول ذلك، فهم يرغبون بالعيش، ولكنهم يحتاجون وبشكل يائس لشخص ما يسمع آلامهم، ويقدم لهم المساعدة ليبقوا بمأمن من القيام بتصرفات قد تهدد حياتهم.
لا تخف من سؤالهم فيما إذا كانوا يفكرون بالانتحار، فهذا يشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأن أحداً ما يهتم لأمرهم.
1. استمع إليهم، واسمح لهم أن يعبروا عن مشاعرهم، واتركهم يتحدثون غالبية الوقت، فهم حينها سيشعرون بإحساس مفعم بالراحة، لأن شخصاً ما يرغب بالحديث معهم حول الجانب المظلم في حياتهم وأفكارهم.
2. تحقق من سلامتهم، إذا كنت قلقاً عليهم، فلا تدعهم وحدهم، وأزل أي شيء قد يرتبط بالانتحار من حولهم، والذي من الممكن أن يهدد حياتهم، كالأسلحة، والأدوية، والمخدرات، والكحول، وحتى مفاتيح السيارة، واتصل بالطوارئ أو خذهم إلى قسم الإسعاف في المستشفى.
3. فكر بما يتوجب عليك أن تقوم به، وتحدث حول الخطوات التي بإمكانك أن تتخذها لإبقائهم بمأمن. ولا توافق على إبقاء ذلك سراً، إذ يجب عليك ألا تكون الشخص الوحيد الذي يقدم الدعم لهذا الشخص. فلربما تحتاج للمساعدة من شخص آخر لتقنعهم بالحصول على المساعدة. وبإمكانك أيضاً أن تقدم المساعدة من خلال إيجاد المعلومات والمصادر والخدمات التي تتوافر للأشخاص الذين يعتبرون معرضين لخطر الانتحار.
4. اطلب من الشخص أن يعدك، لأن الأفكار الانتحارية من الممكن أن تعاود هذا الشخص، لذا اطلب منه أن يعدك بأن يخبر أحداً ما، وأن يتواصل معه في حال ظهرت هذه الأفكار مجدداً. وأن يتعامل بجدية مع هذا الوعد
• اطلب المساعدة. فهناك العديد من الخدمات، والأشخاص الذين بإمكانهم أن يقدموا لك المساعدة ومنهم:
• الطبيب النفسي
• أخصائي العمل الاجتماعي، والاستشاري بالمشاكل الاجتماعية
• المرشد النفسي في المدرسة
• خدمات الطوارئ
• مراكز الصحة المجتمعية
• طلب المساعدة والدعم من الأهل والأصدقاء، والفريق، وأي مرجعية دينية، أو مجتمعية بإمكانها أن تقدم الدعم لك.
وفي بعض الحالات قد يرفض الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار المساعدة التي تقدمها لهم، وعندها لا يتوجب عليك أن ترغمهم على قبولها، ولكن كن متأكداً من أن الأشخاص المناسبين مدركون لحالتهم، ولا تحمل مسؤوليتهم على عاتقك لوحدك.
التدرب على مكافحة الانتحار
تهدف الأعمال الاجتماعية إلى خلق مجتمعات آمنة، وذلك من خلال تقديم التدريب المناسب لزيادة الوعي حول الانتحار، والوقاية من حدوثه
وهذا التدريب يجب أن يتوفر للأفراد، والمؤسسات، أو المجموعات الاجتماعية للأسباب التالية:
• لزيادة الوعي حول الانتحار، ورؤية الفرص التي من الممكن أن نفقدها في حال لم يتوفر هذا التدريب.
• لنكون أكثر وعياً للدلائل والاتصالات التي تخبرنا بأن شخصاً ما يفكر بالانتحار
• لنعرف أكثر عن الانتحار، وطرق الاستجابة المناسبة لهذه الحالات، والتي تظهر فهماً لعوامل خطورته.
• العمل مع الأشخاص المعرضين للخطر لزيادة الحماية المقدمة لهم.
• إنشاء الروابط للحصول على مساعدة إضافية من العائلة، والأصدقاء، للأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة.

اقرأ أيضا:  عادة العض على الأسنان أثناء النوم .. إلى أى مدى هي سيئة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *