الرؤية المستقبلية للأمانة العامة للتربية الخاصة في مجال الوقاية من الإعاقة

أولاً: ما المقصود بالإعاقة ؟
      تتفق كثير من المصادر العلمية على تعريف الإعاقة بأنها " حالة تشير إلى عدم قدرة الفرد المصاب بعجز ما ، على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة الاجتماعية أو الطبيعية المحيطة ، أسوة بأفراد المجتمع الآخرين المكافئين له في العمر و الجنس .
 
ثانياً: ما مفهوم التربية الخاصة ؟
      يقصد بالتربية الخاصة "مجموعة البرامج والخطط والاستراتيجيات المصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة بالأطفال غير العاديين ، وتشتمل على طرائق تدريس وأدوات وتجهيزات ومعدات خاصة ، بالإضافة إلى خدمات مساندة. " وعليه فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم ، كما أنها تخدم أيضا الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة . ويطلق اصطلاحاً على تلك الفئات مفهوم (ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ) وبالتالي تكون الفئات الأساسية للأطفال ذوي الاحتياجات التربوية ثلاث عشرة فئة من فئات الإعاقة تقدم لها الخدمات من خلال قانون التربية للافراد المعاقين 1997 م (IDEA)   وتشتمل هذه الفئات مايلي :
o       التوحد (أضيف في عام 1990).
o       الإعاقة الحسية المزدوجة (الإعاقة البصرية –السمعية).
o       الصمم .
o       ضعف السمع .
o       الإعاقة العقلية .
o       الإعاقات المتعددة .
o       الإعاقة البدنية .
o       الإعاقة الصحية .
o       الاضطرابات الانفعالية الشديدة .
o       صعوبات التعلم .
o       اضطرابات النطق واللغة .
o       الإصابة الدماغية (أضيف عام 1990).
o       الإعاقة البصرية (بما في ذلك كف البصر ).
 
ثالثاً: ما مفهوم الوقاية من الإعاقة ؟
        تبنت جهات عديدة ومنها منظمة الصحة العالمية(1976) تعريفا للوقاية بالإشارة إلى  مجموعة من الإجراءات والخدمات المقصودة والمنظمة ، التي تهدف إلى الحيلولة دون / أو الإقلال من حدوث الخلل أو القصور المؤدي إلى عجز في الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية ، والحد من الآثار السلبية المترتبة على حالات العجز ، بهدف إتاحة الفرصة للفرد كي يحقق أقصى درجة ممكنة  من التفاعل المستمر مع بيئته ، بأقل درجة ممكنة من المحددات ، وتوفير الفرصة لأن يحقق حياة أقرب إلى حياة العاديين . وقد تكون تلك الإجراءات والخدمات ذات طابع طبي أو اجتماعي أو تأهيلي أو تربوي .
 
رابعاً : ما هي مستويات الوقاية من الإعاقة ؟
       وفي تناول منظمة الصحة العالمية لموضوع الوقاية من الإعاقة أشارت إلى ثلاث مستويات من الإعاقة هي :
o       الوقاية في المستوى الأول:
         وتهدف إلى إزالة العوامل التي قد تسبب حدوث الإصابة بالخلل أو العيب عند الفرد. وتتضمن إجراءات صحية واجتماعية مختلفة .
o       الوقاية في المستوى الثاني :
          وتتضمن الإجراءات المتخذة للكشف عن الإصابة والتدخل المبكر لمنع المضاعفات الناتجة عن حدوث العوامل المؤدية إلى حالة الإصابة وضبطها . وتشتمل على العناية الصحية المبكرة للاضطرابات والعيوب الخلقية . والإجراءات التربوية اللازمة لاثراء البيئة المحيطة بالطفل .
o       الوقاية في المستوى الثالث :
          تهدف إلى التقليل من الآثار السلبية المترتبة على حالة القصور والعجز والتخفيف من حدتها ومنع مضاعفاتها . وتشتمل على الخدمات العلاجية المختلفة مثل البرامج التربوية الخاصة و التدريب والتأهيل أو من خلال تقديم الوسائل المساعدة والأجهزة التعويضية المختلفة .
 
خامساً : استراتيجيات التربية الخاصة في مجال وقاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
         إدراكاً من مؤسسات التربية الخاصة بأن ما لا يقل عن 20% من تلاميذ المدارس العادية في حاجة إلى خدمات التربية الخاصة, وأن مردود تقديم تلك الخدمات سيحدث نقلة نوعية في العملية التربوية فإن من الأهمية بما كان وضع إستراتيجية تربوية للوقاية من الإعاقة ترتكز على عدة محاور رئيسة يمكن تلخيصها في الآتي:
1.     تدعيم وتحسين نمو الطفل .
2.     تخفيف أثر الإعاقة الموجودة.
3.     الوقاية من تطوير إعاقة ثانوية .
4.     تقديم الدعم لأسر الأطفال ذوي الإعاقة.
5.     تقليل فرص إلحاق الطفل بمؤسسات داخلية خاصة بالمعاقين .
6.     تحسين وزيادة فرص التحاق الأطفال بمدارس التعليم العام.
7.     تقديم خدمات استشارية للأسرة والمؤسسات ذات العلاقة .
           وتهدف مؤسسات التربية الخاصة من تبني هذه الاستراتيجيات إلى إيجاد نظام وقائي متكامل يمكن من خلاله تقديم البرامج الوقائية والتربوية الخاصة لجميع الفئات المحتاجة إليه, وذلك انطلاقا من المفهوم الشامل الحديث للتربية الخاصة الذي يعنى بجميع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
 
سادساً: الرؤية المستقبلية للأمانة العامة للتربية الخاصة.
          شهدت التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية قفزات كبيرة, الأمر الذي جعلها تحتل مكانة مرموقة بين دول المنطقة في هذا المجال, إلا أن طموحات المسئولين والمعنيين لا تقف عند هذا الحد بل تتطلع للنهوض بهذه الخدمات كماً ونوعاً وعلى رأس أولوياتها برامج الوقاية من الإعاقة .  ومن أبرز تلك التطلعات المستقبلية ما يلي: 
1.     إنشاء مراكز التربية الخاصة للتشخيص والتقويم وتجهيزها بالأجهزة الحديثة .
وتهدف تلك المراكز إلى الاكتشاف والتشخيص والتقويم المبكر لحالة الطفل الذي يعاني من إعاقة أو أكثر سواء كانت أكاديمية أو عضوية أو نفسية أو اجتماعية . ويقوم مركز التشخيص بتحديد نوع ودرجة الإعاقة ، ثم التوجيه لأنسب البرامج العلاجية.
2.     إنشاء مراكز للوسائل التعليمية للتربية الخاصة وتجهيزها بأحدث التقنيات، ومن أهمها:
o       مركز إنتاج الوسائل التعليمية بالرياض وهو يهتم بتصميم وتصنيع الوسائل التعليمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة.
o       مطابع خادم الحرمين الشريفين بالأمانة العامة للتربية الخاصة لطباعة المصحف الشريف والكتب الدينية والثقافية ومجلتي "الفجر" الشهرية و"مشعل" الدورية بالخط البارز  ( برايل).
o       مطابع التربية الخاصة لطباعة المقررات الدراسية بطريقة برايل.
3.     التوسع في إنشاء مراكز السمع والكلام وتجهيزها بأحدث التقنيات .
يوجد عدد 14 مركزاً ويتم الإعداد لعمل 4 مراكز جديدة ليصبح مجموع المراكز 18 مركزاً وجاري العمل على توفير المراكز في كل منطقة ومحافظة تعليمية.وتهدف هذه المراكز إلى:
o       تقديم خدمات علاجية للطلاب (الذين يعانون من صعوبات في النطق أو الكلام) العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة على حد سواء.
o       تدريب المعلمين والفنيين على قياس السمع وعمل قوالب الأذن وتدريبات النطق.
4.     تقنين المقاييس النفسية لأغراض التشخيص بما في ذلك مقاييس الذكاء والسلوك التكيفي وصعوبات التعلم النمائية والأكاديمية .
وكذلك إقامة دورات تدريبية في عدد من مناطق المملكة لرفع كفاءة العاملين في الميدان من معلمي التدريبات السلوكية ( أخصائيين نفسانيين ) حيث تم تنفيذ 6 دورات حتى الآن ويتم الإعداد حالياً لإقامة 3 دورات .
5.     التوسع في إقامة غرف المصادر لذوي الاحتياجات التربوية الخاصة وتزويدها بالتقنيات الحديثة في مجال الوسائل التعليمية من خلال :
o       توسع كمي بالزيادة المضطردة في أعداد غرف المصادر في المدارس العادية .
o       توسع كيفي يخدم جميع ذوي الاحتياجات الخاصة بغض النظر عن نوع الإعاقة .
o       إنشاء مركز صعوبات التعلم المسائي بالرياض عام 1914 هـ ، ثم تزايدت الأعداد تدريجياً حتى وصلت 16 مركزا ً لهذا العام (1425-1426هـ ) . وتهدف هذه المراكز لتقديم خدمات تربوية مساندة للتلاميذ والمدارس التي لا تتوافر بها خدمات مساندة .
6.     السعي إلى تحقيق ملاءمة المباني المدرسية لاحتياجات المعوقين .
ويتم ذلك من خلال مراعاة شروط بناء المدارس التي أقرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والتي تشتمل على :
o       مراعاة أن تتضمن أنظمة البناء والتصاميم المعمارية على المعايير الكافية التي تيسر على المعاق الاستفادة من الخدمات المحيطة به .
o       إظهار البيئة المدرسية والبيئة العامة بمظهر حضاري يواكب النهضة الحضارية التي يعيشها العالم .
7.     السعي لتجهيز المعامل العلمية والحاسوبية المطورة بما يتواكب مع التقنية الحديثة لخدمة برامج ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ،وذلك عن طريق :
o       الاستفادة من معامل الحاسب الآلي في المدارس العادية .
o       تأمين أجهزة حاسب آلي بما يتناسب مع كل حالة على حدة .
8.     توفير الأجهزة ذات التقنيات الحديثة في مجال كشف وعلاج عيوب النطق والكلام وقياس السمع والمعينات السمعية .
مثل أجهزة قياس السمع ، قياس الأذن ، وقياس السمع عن طريق التخطيط الدماغي ، وغيرها من أجهزة تحليل الصوت ، جهاز الرنين الأنفي ، وجهاز تدريب سمعي …… الخ . 
9.     الاستفادة من برامج الحاسب الآلي وتعديلها لخدمة المعوقين وخاصة المكفوفين وذوي الإعاقة العقلية والمشلولين دماغياً وذوي العوق السمعي وذوي صعوبات التعلم وتدريب الطلاب على استخدامها .
10. الإفادة من الإنترنت للاطلاع على كل ما هو جديد في مجالات التربية الخاصة وخاصة في مجال الوقاية من الإعاقة إضافة إلى التواصل مع المؤسسات والمنظمات المتخصصة .
11. العمل على إعداد وتطوير اللوائح والأنظمة بمعاهد وبرامج التربية الخاصة.
ومن أهمها :
o       القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم عام 1422هـ .
o       كتاب مسيرة التربية الخاصة .
o       المنهج المرجعي للتلاميذ ذوي التوحد .
o       دليل العاملين في برامج التوحد.
o       البرنامج التربوي الفردي الفعال .
o       صعوبات التعلم – دليل أولياء الأمور .
o       صعوبات التعلم –دليل المدرسة .
12. العمل على تطوير الخطط والمناهج الدراسية بشكل مستمر .
حيث يتم التطوير على نطاقين :
o       مراجعة وتعديل الخطط والبرامج القائمة ومن ضمنها المنهج المرجعي لمرحلة التهيئة والمرحلة الابتدائية ، واستحداث برامج تربوية للمرحلتين المتوسطة والثانوية في معاهد وبرامج التربية الفكرية والتوحد والعوق المتعدد.
o       مشروع جديد شامل لبناء مناهج التربية الخاصة من برامج ما قبل المدرسة إلى إعداد مناهج جامعية للتلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة .
         
          ووزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ممثلة بالأمانة العامة للتربية الخاصة تعمل جادة لتحقيق التطلعات المستقبلية المرجوة وتفعيل أهدافها لخدمة برامج ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة تمشياً مع خططها الاستراتيجية وتطلعاتها المستقبلية.
 
توصيات:
إن تلك الرؤى والتطلعات لن تتحقق دون دعم وإرادة تربوية قوية وحازمة لإحداث التطوير المنشود, وهذا يتطلب تطويراً للبيئة التعليمية بجميع عناصرها ومكوناتها البشرية والتنظيمية والمادية. وفي هذا الشأن نرى ضرورة الاعتماد على المقومات الآتية في إحداث تغييرات إيجابية في النظام التعليمي للتربية الخاصة:
1.     العمل على تطوير خطة وطنية لتطوير برامج الوقاية من الإعاقة بجميع مجالاتها ضمن إطار التعليم العام بالمملكة العربية السعودية.
2.     التوسع في إشراك المجتمع (أفراداً ومؤسسات) في التخطيط والتنفيذ والتقويم لبرامج الوقاية من الإعاقة واستراتيجياتها.
3.     التقويم والتطوير الشامل المستمر للنظم واللوائح والقواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة.
4.     التركيز على تطوير العملية التربوية وتخفيض الهدر التربوي من خلال:
o       توعية المعلمين والطلاب وأولياء الأمور وأفراد المجتمع بمجالات الإعاقة وطرق الوقاية منها.
o       التطوير المستمر للمناهج التعليمية.
o       التوسع في برامج دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين في المدارس العادية ضمن نطاق "البيئة الأقل تقييداً".
o       التوسع في برامج التطوير المهني للعاملين من متخصصين وغير متخصصين بالميدان.
5.     توظيف التقنيات التربوية والمعلوماتية في تطوير نظم توعوية بالمدارس الملحق بها برامج التربية الخاصة.
 
المراجع:
o       الأمانة العامة للتربية الخاصة(1422هـ). القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة بوزارة المعارف ، وزارة التربية والتعليم. الرياض
o       الموسى, ناصر بن علي, (1419هـ- 1999م).  مسيرة التربية الخاصة بوزارة التربية الخاصة في ظلال الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية. مؤسسة الممتاز للطباعة والتجليد.
o       العثمان ، إبراهيم بن عبد الله . (1424هـ 2003م) التطلعات المستقبلية للأمانة العامة للتربية الخاصة في مجال رعاية ذوي الإعاقات النمائية . الامانة العامة للتربية الخاصة – وزارة التربية والتعليم . الرياض
 
إعداد
د / إبراهيم بن عبد الله العثمان
الأمانة العامة للتربية الخاصة
وزارة التربية والتعليم
1426هـ  2005م

اقرأ أيضا:  إعادة التأهيل المجتمعي و أهميته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *