خل التفاح العضوي وغير العضوي، ما الفرق بينهما؟

الجميع يعرف خل التفاح، أو سمع به، ولكن هل تعرف الفرق بين خل التفاح العضوي وغير العضوي؟ الجواب على هذا السؤال قد لا تجده على قارورة المنتج و لذلك سيكون من المفيد أن تتابع قراءة هذه السطور.

فوائد خل التفاح العضوي أكثر وفرة وتنوع من خل التفاح غير العضوي. حيث أن الخل العضوي مغذي أكثر، ويضم المزيد من الفوائد الصحية.

فوائد خل التفاح العضوي

يعتبر خل التفاح وبالأخص العضوي الطبيعي من أقدم العلاجات المنزلية المستخدمة لعلاج الكثير من الأمراض وتخفيف أعراضها.

ويفسر ذلك باحتوائه على كمية كبيرة من العناصر الغذائية مثل الحديد، المغنزيوم، الفسفور، مضادات الأكسدة، والأحماض الأمينية.

وفيما يلي أبرز الاستخدامات الصحية لخل التفاح:

يفيد في تنظيم سكر الدم

أظهرت الدراسات قدرة خل التفاح العضوي على السيطرة على نسبة السكر في الدم، وزيادة كفاءة الانسولين وحساسية الخلايا للأنسولين لدى مرضى السكري من النمط الثاني.

حيث وجد أن تناول ملعقتين كبيرتين من خل تفاح عضوي قبل النوم قلل من نسبة السكر في الدم على الريق بنسبة 4٪ في صباح اليوم التالي.

كذلك يفيد تناول خل التفاح العضوي في السيطرة على ارتفاع سكر الدم التالي لتناول الطعام، وخاصة عند تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات.

وإذا كنت تنوي تناول المعكرونة أو المعجنات أو أي نوع من النشويات، جرب تناول قليلاً من خل التفاح المخفف بالماء قبل الوجبة.

إذا كنت تتناول أي أدوية لخفض نسبة السكر في الدم، فاستشر طبيبك قبل زيادة تناولك لأي نوع من الخل.

يساعد على خفض ضغط الدم

يساعد خل التفاح في تنظيم إفراز هرمون الرينين من الكلية. وهو الهرمون المسؤول عن استرخاء وانقباض الأوعية الدموية. عندما تنقبض الأوعية الدموية يرتفع ضغط الدم. يحافظ خل التفاح على استرخاء الأوعية الدموية وبالتالي يعمل على تخفيض ضغط الدم.

إضافة إلى ذلك، يساعد شرب خل التفاح قبل الوجبة في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي يفيد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أظهرت الدراسات أن خل التفاح يقلل LDL (الكوليسترول الضار)، ويزيد HDL (الكوليسترول الجيد) لاحتوائه على العديد من المواد المضادة للأكسدة.

خل التفاح العضوي للمعدة

إذا كنت تعاني من حموضة المعدة أو ارتجاع المريء، جرب تناول القليل من خل التفاح العضوي بعد مزجه بكوب من الماء. ستشعر بالراحة بعد ذلك، حيث يساعد خل التفاح في تعديل الوسط الحمضي في المعدة.

سيساعدك أيضاً تناول الخل المخفف مع الماء بعد الوجبة، في تحسين عملية الهضم والتخلص من عسر الهضم وتقليل الشعور بالانتفاخ.

استخدامه في الحفاظ على صحة الجلد والشعر

يشكل الجلد الجدار الطبيعي الذي يحمي الجسم من دخول البكتيريا والعوامل الضارة. ويمكن أن يساعد وضع خل التفاح بشكل موضعي على إعادة توازن درجة الحموضة الطبيعية للبشرة، وبالتالي يحسن وظيفة الجلد كحاجز طبيعي.

يجب تخفيف خل التفاح باستخدام الماء النقي قبل وضعه على الجلد حتى لا يسبب تهيج البشرة والتهابها.

بسبب خواصه المضادة البكتيريا، يساعد الخل الطبيعي في علاج الأكزيما وتهيج الجلد الناجم عن استخدام بعض أنواع الصابون والمنظفات.

يستخدم البعض خل التفاح المخفف كغسول لتنظيف الوجه، لأنه يساعد في التخلص من البكتيريا ويمنع ظهور البقع.

أيضاً يمكن استعماله كغسول للشعر بعد استخدام الشامبو، حيث يفيد في الحفاظ على توازن درجة الحموضة للشعر وفروة الرأس. فيعطي الشعر مظهر لامعاً ويعالج الأطراف المتكسرة.

ونظراً لخصائصه المضادة للفطريات، يمكن أن يقلل خل التفاح بعض الأسباب الشائعة لقشرة الرأس، مثل تراكم الزيت أو بعض الفطريات المسببة للقشرة التي تسمى الملاسيزية.

اقرأ أيضا:  خل التفاح الرمحين Al-Romhain apple cider vinegar

فوائد خل التفاح العضوي للتخسيس

قد يستغرب البعض أن يكون للخل فائدة في إنقاص الوزن. تظهر العديد من الدراسات أن الخل يمكن أن يساعد على الشعور بامتلاء المعدة بسرعة. الأمر الذي يؤدي إلى تناول سعرات حرارية أقل وفقدان الوزن.

في دراسة أجريت على مجموعة من البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة، وجد أن الأشخاص الذين تناولوا حمض الخل لمدة 12 أسبوع قد تعرضوا لفقدان كبير في الوزن وانخفاض في الدهون في البطن ومحيط الخصر، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الشحوم الثلاثية في الدم لديهم.

يحتوي الخل على سعرات حرارية قليلة جداً لا تتجاوز 3 سعرات حرارية. بشكل عام، قد يساهم خل التفاح في إنقاص الوزن عن طريق زيادة الشعور بالشبع وتقليل نسبة السكر في الدم. لذلك نجد الكثير من أنظمة التخسيس الغذائية تشجع على تناول خل التفاح.

فوائد الخل في القضاء على البكتيريا

يمكن أن يساعد الخل العضوي للتفاح في القضاء على العوامل الممرضة للجسم، بما في ذلك البكتيريا. ويعود السبب في ذلك إلى المواد الموجودة في الخل وتحديداً – حمض الأسيتيك – التي يمكن أن تقتل البكتيريا الضارة أو تمنعها من التكاثر. وقد شاع استخدام الخل منذ القدم في تطهير الجروح وعلاج فطريات الأظافر والثآليل.

يمكن استخدام خل التفاح كمطهر فموي للتخلص من البكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة. وذلك بخلطه بالقليل من الماء والغرغرة بهذا المزيج.

خل التفاح هو أيضاً مادة حافظة للأغذية، حيث يمنع البكتيريا مثل الإشريكية القولونية من النمو في الطعام وإفساده.

فوائد أخرى للخل العضوي

تشجع عملية التخمير التي ينتج عنها خل التفاح على نمو وانتشار الميكروبات المفيدة لأمعائك. إنّ تناول هذه الأطعمة المخمرة الغنية بالبروبيوتيك بالإضافة إلى كونه يحسن الهضم، فهو يعزز جهاز المناعة، ويؤثر بشكل إيجابي على الوظائف العقلية.

بالإضافة إلى كونه غني بالبروبيوتيك، ثبت أيضاً أنّ لخل التفاح قدرة على مقاومة الفيروسات والفطريات، مما يجعله من أفضل الأغذية للحفاظ على صحة الجهاز المناعي في الجسم.

يمكن استخدام خل التفاح العضوي في تنظيف الأسطح والأطباق كونه يحوي مواد مضادة للميكروبات.

كما يمكن استعماله أيضاً في غسل الخضار والفاكهة، حيث أظهرت الأبحاث أن خل التفاح يقلل من بكتيريا السالمونيلا على الخضروات الطازجة.

ويفضل مزجه عند استعمله لهذا الغرض مع عصير الليمون، سيزيد المزيج من فعالية قوته المطهرة. أيضا يستخدم خل التفاح لعلاج التهابات المهبل.

الفرق بين خل التفاح العضوي والعادي غير العضوي

يتم تصنيع خل التفاح في البداية عن طريق إضافة الخميرة إلى التفاح المطحون، والتى تعمل على تحويل السكريات في التفاح إلى الكحول.

بعد ذلك يتم إضافة البكتريا النافعة لتخمير الكحول وتحويله إلى حمض الأسيتيك (حمض الخل). وهذا هو المكون الأساسي في خل التفاح.

حمض الخل يعطي خل التفاح الطعم والرائحة المميزة. كما أن العلماء يعتقدون أن هذا الحمض هو المسؤول عن فائدة خل التفاح الصحية . ويعتقد أن خل التفاح يحتوي على نسبة 5–6 % حمض الأسيتك أو الخليك.

وهنا اثنين من الاختلافات الرئيسية بين الخل العضوي وغير العضوي من خل التفاح :

البسترة

خلافا للخل العضوي يخضع خل التفاح غير العضوي لعملية البسترة والتي يتم خلالها تسخين الخل و تقطيره، وذلك من أجل الزيادة في العمر الإفتراضي للمنتج، وهذه العملية تجرده من المغذيات التي يحتويها.

بينما الخل العضوي لا يخضع لعملية البسترة وبالتالي فهو يحافظ على البكتيريا النافعة والمغذيات والإنزيمات على حالها.

اقرأ أيضا:  نظام التغذية فى شهر رمضان .. سؤال وجواب

يحتوي الخل العضوي على مادة تعرف باسم (أم الخل Mother of vinegar) والتى تحتوي على بعض البروتينات والانزيمات والبكتريا النافعة ونوع من السليلوز.

واحدة من الاختلافات الملحوظة بين خل التفاح العضوي وغير العضوي هو المظهر، حيث أن العضوي لديه مظهر غائم مع نظرة تشبه الرواسب في قاع القارورة، أما خل التفاح الغير العضوي فهو رائق أكثر، وبدون أي جزيئات مرئية.

استخدام المبيدات 

تتم زراعة التفاح الذي يستخرج منه الخل العضوي بدون استعمال المبيدات والأسمدة الكيماوية، حيث أن هذه المواد تستعمل عادة لردع الآفات وزيادة حجم الحصاد.

ولكن للأسف يتم امتصاص المواد الكيميائية من قبل التفاح، مما يجعله ملوثاً. وبالتالي فمن الواضح أن الخل العضوي هو الخيار الافضل لتجنب هذه السموم.

كيف تضيف خل التفاح إلى نظامك الغذائي؟

خل التفاح يمكن استهلاكه بطرق عدة، وأسهلها إضافته إلى شراب حلو، مثل عصير الليمون الطازج حيث أن طعم الخل قوي جداً، وعندما يُخلط مع حلاوة الليمون يصبح طعمه مستساغاً أكثر.

أفضل طريقة لإضافة خل التفاح إلى نظامك الغذائي هي استخدامه في الطهي. وإضافته لأطباقك اليومية مثل السلطة والمايونيز وغيرها.

يمكنك أيضاً شرب خل التفاح بعد تخفيفه بالماء، بإضافة ملعقة أو ملعقتين من الخل إلى كوب من الماء البارد.

وبشكل عام، ينصح بالبدء بجرعات صغيرة من الخل وعدم الإفراط في تناوله تجنباً لحدوث أي آثار غير مرغوبة، والاعتماد على خل التفاح العضوي الغني بالعناصر المغذية.

الآثار الجانبية المحتملة لزيادة جرعة خل التفاح

يعتبر خل التفاح آمن نسبياً، طالما يستخدم باعتدال. لكن في حال تناول كميات أكثر من الجرعة الموصى بها أو تناوله دون تخفيف بالماء، قد تحدث بعض الأعراض غير المرغوبة.

حموضة خل التفاح قد تضعف مينا الأسنان وتلحق الضرر بها، عند الاستخدام المتكرر للخل. يمكن أن يساعد الشرب من خلال قشة ماصة وغسل الفم بالماء بعدها في منع حدوث ذلك.

يستخدم بعض الناس صودا الخبز مع الخل بغرض تبييض الأسنان. قد يعطي ذلك نتائج رائعة، لكن استخدام هذه الطريقة لمدة طويلة يسبب تسوس الأسنان وضعفها.

وبالرغم من تعدد فوائده الصحية، فإن استخدام كميات كبيرة خل التفاح بشكل متكرر لمدة طويلة، يسبب انخفاض في مستويات البوتاسيوم في الدم.

الأمر الذي قد يسبب ضعفاً في العضلات. كما يمكن أن يؤهب للإصابة بهشاشة العظام.

في حال استخدامه على الجلد مباشرة دون تخفيفه، قد يتسبب خل التفاح بحدوث حروق في بشرة الجلد. احرص دوماً على تخفيفه بالماء قبل تطبيقه على جلدك، أو قم بإضافة القليل منه إلى ماء الاستحمام.

خل التفاح يساعدك على تحسين عملية الهضم، ولكن إذا أكثرت من إضافته لطعامك سيحدث تأثيراً عكسياً ويسبب مشاكل للجهاز الهضمي.

بمعنى آخر، إذا كنت تعاني من آثار جانبية غير مريحة بعد تناول خل التفاح، مثل الغثيان أو التجشؤ أو الارتجاع، فتوقف عن تناوله على الفور واطلب المساعدة من طبيبك.

الخلاصة

خل التفاح متعدد الاستخدامات وله العديد من الفوائد المختلفة. يمكن أن يكون وسيلة رخيصة وسهلة لمعالجة العديد من المشاكل في منزلك.

لكن كغيره من العلاجات التقليدية، قد لا يناسب استخدامه الجميع، وقد يحمل بعض المخاطر إذا أفرطت في استخدامه. احرص دوماً على استشارة الطبيب قبل أن تجرب أي علاج منزلي، خاصةً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة.

أما الكمية التي يمكنك استهلاكها من الخل العضوي فهي ملعقة إلى ملعقتين فقط في اليوم، ذلك للحصول على فوائد هذا الخل القوي.

المصادر
Health Benefits of Apple Cider VinegarOrganic & Non-organic Apple Cider Vinegar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *