ماذا تعرف عن متلازمة توريت Tourette syndrome ؟

تعتبر متلازمة توريت من الامراض العصبية التي تصيب الاطفال قبل سن البلوغ وهى أكثر شيوعا في الأولاد عنها في البنات. وتظهر اعراضه على شكل حركات جسدية لا ارادية وعرات صوتية لا إرادية و لا يمكن السيطرة عليها ولكن ليس كل من تظهر لديه مثل هذه العرات يكون مصابا، بالضرورة، بمتلازمة توريت، إذ أن هنالك أمراضا ومتلازمات أخرى قد تسبب ظهور مثل هذه العرات.

syndrome-tourette-410

ماهي العرات tics ؟

العرات او التشنجات الاإرادية هي الحركات السريعة والمتكررة التي يقوم شخص دون إرادته وهي تأتي وتذهب، أو تختفي وتحل محلها التشنجات اللاإرادية اخرى و يبدو أنها تبلغ ذروتها في سن 10 إلى 12 عاماو في نهاية مرحلة المراهقة تقل إلى حد كبير عند الكثير من الأطفال وتختفي في نصف الحالات.

التشنجات الاإرادية يمكن تشمل ما يلي:

-دفع الذراع
-القفز
-الرفس
-الاستنشاق المتكرر
-غمزات العين

وتنقسم هذه التشنجات أو العرات إلى نوعين:

  • العرات البسيطة وهي الأكثر شيوعا منها تشنج خفيف في العينين وتجعد الأنف، تدلي الرقبة.
  • العرات الحركية المعقدة. هذه العرات تشمل مجموعات عضلية متعددة من الجسم، تظهر كاندفاع فجائي للذراع مثلا.
  • العرات الصوتية. هذه التشنجات الاارادية تحدث أصواتا مثل أصوات الشخير، والسعال، والصراخ، و النباح أو تكرار ترديد الكلمات الأخيرة التي سمعها وقد يتلفظ بكلمات نابية او الفاظ بذيئة.

وإذا كان الطفل أو الشاب لديه اثنين على الأقل من العرات الحركية وواحدة صوتية واستمرت لمدة تفوق العام يمكننا أن نفترض أنه يعاني من متلازمة توريت.

هل يمكن للطفل أن يمنع العرات او يخفيها ؟

ليس من المفيد ان نطلب من الطفل ان يمنع هذه العرات او يقمعها لان ذلك بكل بساطة لن يجدي نفعا ذلك ان كثيرا من الناس لا يمكنهم التنبؤ ببداية التشنجات اللاإرادية وهناك شيء واحد مؤكد وهو ان بعض الأطفال قادرون على منع التشنجات اللاإرادية لا شعوريا لفترة من الوقت أثناء اللعب مع أقرانهم، على سبيل المثال اضافة الى ان هذه التشنجات اللاإرادية تقل أثناء النشاط او اثناءا لنوم وبعض الأطفال يتعلمون اخفائها مع مرور الوقتويمكن للطفل ان يخفي العرات الحركية بتحويلها الى حركات عادية ومقصودة ظاهريا ولنه لا يستطيع منع العرات التي تتعلق بالتنفس وبالتالي فإن الطفل يمكن أن يقمع هذه العرات إلى حد ما، ولكن في الغالب لا يمكنه ذلك.

اقرأ أيضا:  الاعاقة البصرية : المشكلات السلوكية والانفعالية للأفراد المعاقين بصرياً

وغالباً ما تترافق هذه المتلازمة مع أعراض أخرى مثل:

• اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

• الاضطراب الوسواسي القهري

• القلق

• الاكتئاب

أسباب متلازمة توريت:

تحدث متلازمة توريت،نتيجة لعامل وراثي جيني اي ان وجود جين أو مورثة معينة، أو تركيبة من عدد من الجينات، يزيد من خطر ظهور متلازمة توريت. إلا أنه لم يتم التعرف، بعد، على هذا الجين أو على هذه التركيبة من الجينات وقد تكون مرتبطة ومتلازمة لمشاكل في مناطق معينة من المخ ، وللمواد الكيميائية (الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين) التي تساعد الخلايا العصبية في الاتصال مع بعضها البعض.

من الاسباب الاخرى التي يمكن ان تزيد من خطر ظهور العرات، او ظهور اعراض اخرى لمتلازمة توريت:

  • تعرض الام خلال فترة الحمل لحالات الغثيان والقيء المتكررة والحادة خاصة خلال أول ثلاثة أشهر من فترة الحمل
  • تعرض الام للكثير من الضغط النفسي والتوتر خلال الحمل
  • اسراف الام وتناولها كميات كبيرة من القهوة او دخنت السجائر او تناولت مشروبات كحولية خلال فترة الحمل
  • اذا حصل نقص في تزويد الجنين بالاكسجين، او الدم، اثناء عملية الولادة.

تشخيص متلازمة توريت:

ليس هنالك فحوصات مخبرية لتشخيص متلازمة توريت. ولكن التشخيص يعتمد على عناصر اخرى منها ان يعاني الشخص منالعديد من التشنجات الاإرادية الحركية وواحد أو أكثر من العرات الصوتية، على الرغم من أن هذه التشنجات الاارادية لا تحدث في نفس الوقت.
حدوث التشنجات اللاإرادية عدة مرات في اليوم، تقريبا كل يوم أو بشكل متقطع، لمدة أكثر من سنة واحدة و خلال هذه الفترة، يجب أن لا يكون هناك فترة خالية من التشنج أكثر من 3 أشهر على التوالي.
-بداية التشنجات اللاإرادية قبل سن 18
-ليس هنالك اي مشاكل أخرى في الدماغ يمكن أن تكون السبب المحتمل للأعراض.

اقرأ أيضا:  الاعاقة السمعية : لغة الإشارة بين الواقع والتطبيق

كما يستطيع الطبيب تشخيص متلازمة توريت استنادا الى مراجعة التاريخ الطبي للطفل والعلامات التي يصفها الوالدان او احد المعالجين لهذا الطفل وقد يحتاج الطبيب الى اجراء فحص نفسي للطفل والى تشخيص الصعوبات التي يواجهها في التعلم او اجراء تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، او تصوير مقطعي محوسب وفحوصات دم لتشخيص امراض اخرى كما يمكن اجراء الاختبارات اللازمة لتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط او مرض الوسواس القهري حيث ان هذه المشكلات من الممكن ان تظهر بالتزامن مع ظهور وتطور متلازمة توريت. واضافة الى ذلك، يحتاج الطبيب احيانا الى معرفة ما اذا كانت هنالك علامات لمشاكل اخرى يعاني منها الطفل ويمكن ان تعرضه للاصابة بالخوف او الاكتئاب.

علاج متلازمة توريت

بشكل عام ، التشنجات اللاإرادية ليست مشكلة طالما لا أحد يضايق الطفل حول هذا الموضوع خاصة أفراد العائلة والأصدقاء و المعلمين حيث ينبغي الحرص على عدم إذلال الطفل وإغاظته و زيادة القدرة على “التاقلم” مع العرات سواء بالنسبة للطفل اوالمحيطين به.وفي الغالب فان معظم حالات متلازمة توريت تكون خفيفة ولا تتطلب معالجة دوائية.ويكفي تعليم وارشاد الاهل والطفل والمحيطين به مثل المعلمون في المدرسة، بشان متلازمة توريت لان ذلك يساعد الطفل كثيرا في التقدم, فضلا عن خلق بيئة داعمة، في البيت والمدرسة، تتقبل هذه العرات وتتفهمها ورغم ان متلازمة توريت ليس لها علاج ناجع الى اليوم ولكن قد يلجا الطبيب الى وصف أدوية تسمى مضادات الذهان حيث يمكن لهذه الأدوية أن تساعد على السيطرة أو الحد من التشنجات اللاإرادية خاصة إذا كانت تؤثر على الحياة الطبيعية للشخص المصاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *