مراحل شفاء الجلد المحروق

تعد الحروق من أشيع الإصابات التي تصيب الجلد وتسبب أذية لطبقاته المختلفة، وما يرافقها من أعراض وعلامات تظهر على المنطقة المصابة، ويعتمد مقدار أذية الجلد وعملية شفائه على سبب الحرق ودرجته وامتداده نحو طبقات الجلد العميقة، ولكن بشكل عام فإن مراحل شفاء الجلد المحروق متشابهة في جميع الحالات.

يساعد فهم آلية تأثير الحروق على الجلد والتقييم الجيد للحالة وحسن التدبير تبعاً لخصوصية كل إصابة على الوصول لنسب شفاء مرتفعة وآثار واختلاطات جانبية أقل. لذا نتحدث في هذا المقال عن أنواع الحروق، أسبابها، مراحل شفاء الجلد المحروق وأشيع الأسئلة المتداولة عن الحروق.

ما هي درجات الحروق وكيف يمكن التمييز بينها؟

يتم عادةً تصنيف حروق الجلد إلى أربع درجات أو أنواع مختلفة، ويعتمد هذا التصنيف بشكل رئيسي على شدة وعمق الأذية التي يسببها الحرق لطبقات الجلد المختلفة. وذلك يتأثر بدرجة الحرارة التي تعرض لها الجلد وطول فترة التعرض لمصدر هذه الحرارة.

حروق الجلد من الدرجة الأولى

حروق الدرجة الأولى أو ما يسمى بالحروق السطحية هي حالة غير خطيرة، وهي تسبب أذية جزئية للجلد لا تتجاوز طبقة البشرة السطحية منه. تكون منطقة الإصابة جافة نسبياً دون وجود افتراق في طبقات الجلد، مع إمكانية حدوث تورم وألم في منطقة الإصابة واحمرار في لون الجلد المحيط.

يشفى هذا النوع من حروق الجلد بشكل تلقائي خلال أسبوع إلى أسبوعين دون أي يترك أية آثار أو ندبات، ومعظم المصابين بهذه الحروق يتابعون ممارسة نشاطاتهم اليومية ولا يحتاجون للبقاء في المستشفى.

يمكن أن تحدث حروق الدرجة الأولى بسبب أشعة الشمس أو الأبخرة الساخنة مثلاً.

حروق الجلد من الدرجة الثانية

يسبب النوع السطحي من حروق الدرجة الثانية إصابة سطحية أيضاً لطبقات الجلد لكنها أعمق من حروق الدرجة الأولى حيث تسبب أذية لجزء من طبقة الأدمة، تتحول منطقة الحرق إلى اللون الأحمر أو الزهري الداكن وقد تتشكل بعض الفقاعات والتورم والألم.

يمكن لهذه الحروق أن تشفى خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهي تحدث بسبب التعرض للسوائل أو المعادن الساخنة.

أما في حروق الجلد من الدرجة الثانية العميقة تكون أذية طبقة الأدمة أكثر عمقاً لكن دون إصابة الغدد العرقية والمسام، تكون منطقة الحرق جافة شاحبة اللون مع وجود بضع فقاعات ونز سائل مصلي وألم شديد مرافق.

تحتاج هذه الحروق لفترة تتجاوز الثلاثة أسابيع للتحسن وتترافق بشكل دائم بتشكل ندبات وانكماش للأنسجة. ويمكن علاجها دوائياً أو باللجوء إلى زرع الطعوم الجلدية أو كلا الطريقتين معاً.

اقرأ أيضا:  الحكمة من استخدام المراهم والكريمات العلاجية

حروق الجلد من الدرجة الثالثة

في هذا النوع من الحروق الجلدية تشمل الأذية كامل طبقة الأدمة بما فيها من غدد عرقية ومسام، وقد يزداد عمق الأذية ليصيب الطبقة الشحمية اللفافة العضلية والعضلات والعظام. تكون منطقة الجلد المحترقة جافة بلون أصفر أو بني داكن، وقد تتشكل بعض القشور السميكة القاسية مكان الإصابة.

يكون الألم في هذا النوع من الحروق ضئيلاً جداً أو معدوماً، وذلك بسبب تلف النهايات العصبية المسؤولة عن حس الألم. وتحدث بسبب التعرض للحرارة الشديدة، الكهرباء عالية التوتر أو المواد الكيميائية المركزة. وهي حروق لا يمكن شفاؤها بشكل طبيعي لذا يتطلب علاجها حلاً جراحياً أو زراعة طعم جلدي وهي معرضة بشكل كبير للانكماش.

ما هي مراحل شفاء الجلد المحروق؟

عملية شفاء الجلد المحروق هي عملية طبيعية تسير على مراحل متتابعة لكل منها دور هام في إتمام العملية، فتشفى الحروق من الدرجة الأولى والثانية السطحية بما يسمى المقصد الأول، بينما تشفى حروق الدرجة الثانية العميقة والدرجة الثالثة بالمقصد الثاني والذي يتضمن حدوث الانكماش وتشكل الندبات.

المرحلة الالتهابية Inflammatory phase

يتم في هذه المرحلة تفعيل الخلايا الالتهابية في منطقة الحرق الجلدي مع إفراز مجموعة من الإنزيمات النوعية لتحريض إنتاج كل من البروستاغلاندينات والليوكوترينات، ثم يحدث توسع في الشعيرات الدموية المحيطة بفعل الهيستامين مما ينجم عنه زيادة في الجريان الدموي داخلها، وبالتالي تتشكل الوذمة في منطقة الإصابة.

 تعمل الخلايا الالتهابية على التخلص من جميع الخلايا الميتة باستخدام الانزيمات الحالة للبروتينات وتعمل على الحماية من البكتيريا، ثم تعمل عدة أنواع من عوامل النمو على بناء أوعية دموية جديدة وتشكل الخلايا المنتجة للألياف التي تتجه لمركز المنطقة المصابة في المرحلة التكاثرية.

المرحلة التكاثرية Proliferation phase

تحدث هذه المرحلة بعد ثلاثة أيام إلى شهر بعد الحرق وقد تختلط بنهاية المرحلة الالتهابية، وتعمل بها الخلايا المنتجة للألياف على إنتاج الأنسجة التي تملأ مناطق الجلد المتأذية من الحرق. ويعد كل من الفيتامين C، الأوكسجين والحديد في عنصراً أساسياً في إتمام هذه العملية.

عملية ترميم البشرة التي تحرض بفعل عوامل النمو تشمل تكاثر وهجرة الخلايا الكيراتينية لتغطية سطح الجلد المتأذي وملء الفراغات فيه بتشكل قشرة قاسية داكنة اللون.

مرحلة النضج أو إعادة التشكل Maturation or remodeling

تبدأ هذه المرحلة بعد تمام شفاء الجلد المحروق، في البداية يلاحظ علامات احمرار، تورم وحكة، مع انحلال في البروتينات غير المستخدمة وإعادة توزيع الكولاجين. وتستمر هذه المرحلة حوالي ستة أشهر وقد تستمر في بعض الحالات لمدة سنتين.

اقرأ أيضا:  العلاج المنزلي لفطريات الجلد

 هل يتجدد الجلد المحروق؟

يمكن للجلد المحروق أن يتجدد تلقائياً في الحروق من الدرجتين الأولى والثانية السطحية التي تسبب أذية جزئية للجلد، فيما يصعب تجدده في الحروق الأعمق من ذلك وتحتاج غالباً لإصلاح جراحي وطعوم جلدية لتغطيتها.

ويحتاج الجلد عادةً ما بين 5-7 أيام لتغطية المنطقة المتأذية.

هل يجب إزالة الجلد المحروق؟

في الواقع يجب إزالة كافة الجلد المحروق قبل تغطية منطقة الحرق للمساعدة في تمام عملية الشفاء ومنع الانتانات. ويتم ذلك بغسل المنطقة جيداً بقماشة مبللة بالماء والصابون.

هل يجب إزالة الفقاعات الناجمة عن حروق الجلد؟

لا يجب إزالة كافة الفقاعات المرافقة للحروق الجلدية، فالفقاعات الصغيرة التي لا يبدو عليها أنها ستنفتح تلقائياً يجب تركها للمساعدة في الشفاء الطبيعي للجلد المحروق.

بينما الفقاعات الكبيرة التي تكون ممتلئة بالسوائل فيجب إزالتها تماماً، والفقاعات التي تكون على أخمص القدم وظهر اليد ولا تؤثر على الحركة يجب أن تترك مكانها حتى سؤال الطبيب المختص.

مراحل شاء الجلد المحروق
المحافظة على رطوبة الجلد لشفاء الجلد المحروق

كيف يمكن التخفيف من الأعراض المرافقة لمراحل شفاء الجلد المحروق؟

مع تمام شفاء المنطقة المحروقة من الجلد فإنه يجب المحافظة على رطوبتها اليومية وكلما بدأت بالجفاف، فهذا يساعد على التخلص من الأعراض المرافقة لعملية الشفاء مثل الحكة، حيث يمكن استخدام المرطبات الخالية من الصباغ وعديمة الرائحة مثل زبدة الكاكاو.

تذكر أن الجلد الجديد المتشكل في منطقة الحرق يكون هشاً وسريع التأثر بالعوامل المحيطة، حيث يكون معرضاً للإصابة بحروق الشمس وعضات الصقيع ويجب الحرص على وقايته من ذلك.

ما هي الإسعافات الأولية لحروق الجلد؟

هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها عند التعرض للحروق الجلدية وذلك تبعاً لدرجة الحرق.

في حروق الدرجة الأولى يجب وضع المنطقة المصابة تحت الماء البارد لمدة 5 دقائق أو أكثر، تطبيق مراهم مضادة للالتهاب وجل الألوفيرا المسكن بالإضافة إلى مسكن للألم مثل البروفين.

وفي حروق الدرجة الثانية توضع المنطقة المصابة تحت الماء البارد لمدة 15 دقيقة على الأقل مع تطبيق كريم مضاد للالتهاب وتناول مسكن للألم. إلا في حروق الوجه، اليد، القدم والمنطقة التناسلية.

أما في الحروق من الدرجة الثالثة فإنه يجب الاتصال فوراً بالطوارئ وطلب المساعدة الطبية العاجلة، وبينما تنتظر وصولها ارفع المنطقة المصابة فوق مستوى القلب، لا تنزع ملابسك ولكن احرص على الا يكون هناك ملابس ملتصقة بمنطقة الحرق.

المصادر
Understanding a Burn InjuryBurns: Types, Treatments, and MoreBURN WOUND HEALING: PATHOPHYSIOLOGY AND CURRENT MANAGEMENT OF BURN INJURY

مقالات ذات صلة