أسباب ألم الثدي الأيسر والكتف

قد تشتكي النساء من جميع الأعمار من الشعور بألم في منطقة الثدي وامتداده في بعض الأحيان إلى مناطق أخرى محيطة مثل الكتف، منطقة تحت الإبط أو الذراع، وقد تلاحظ هذه الأعراض بشكل شائع في النساء بأعمار النشاط الجنسي لكثرة الأسباب المؤدية إلى ألم الثدي في هذا المرحلة، ولكن يمكن أن تصيب النساء في جميع الأعمار. ونتحدث في هذا المقال عن أسباب ألم الثدي الأيسر والكتف وهل يجب أن تقلق النساء من هذه الشكاية.

تختلف شدة وموقع ألم الثدي وتتنوع من حالة لأخرى، فتكون في بعض الحالات على شكل ألم ضاغط أو قد تصفه المرأة بأنه مثل طعنات السكين في نسيج الثدي، وعلى الرغم من بساطة بعض الأسباب المؤدية لألم الثدي الأيسر الممتد نحو الكتف فإنه من الواجب عدم إهمال مثل هذه الشكوى لوجود أسباب خطيرة محتملة.

ما هي أشيع أسباب ألم الثدي الأيسر والكتف؟

هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي يمكن أن تكون سبباً في ألم الثدي الأيسر والكتف، وقد تختلف الفحوص والتحاليل المشخصة لكل منها لكن الأعراض المرافقة والفحص السريري الشامل للمريضة يوجه بشكل كبير نحو السبب المحتمل لهذا الألم، وبالتالي يسهل إيجاد العلاج المناسب لذلك. وفي الفقرات التالية نذكر أهم الأسباب المحتملة لهذه الحالة وكيف يمكن تمييز كل منها.

أسباب مرتبطة بأمراض القلب

على الرغم من أن أسباب ألم الثدي والكتف الأيسر المتعلقة بأمراض القلب والشرايين أقل شيوعاً من باقي الأسباب، إلا أن أهمية هذه الأمراض والخطورة المرافقة لها يجعل ذكرها من الأمور الضرورية وذلك لعدم إهمال هذا الخيار كسبب لألم الثدي الأيسر والكتف. ومن الأمراض القلبية التي يمكن أن تكون السبب نذكر التالي:

الذبحة الصدرية

عندما لا تحصل العضلة القلبية على حاجتها من الأوكسجين من الدم الجاري في الشرايين الإكليلية المغذية للقلب، فإن ذلك يمكن أن يسبب ما يسمى الذبحة الصدرية والتي تترافق مع أعراض مميزة مثل الألم في منطقة الصدر والثدي الأيسر، ويرافقه ألم وحس انزعاج في كل من الكتف، الذراع، الرقبة، الظهر والفك السفلي، وقد تعاني المريضة من أعراض أخرى إضافية مثل التعرق البارد، الشعور بخفة الرأس، الدوار والقصور التنفسي.

تعد الذبحة الصدرية مؤشراً وعلامةً على مرض قلبي حاد مستبطن، لذا يلزم على المريضة طلب العناية الطبية العاجلة لإجراء التدابير اللازمة للحد من خطورة الذبحة الصدرية.

التهاب التامور

يحاط القلب بغشاء رقيق يمتلئ بسائل قليل ويطلق عليه غشاء التامور، يمكن لهذا الغشاء أن يصاب بعدوى التهابية ناجمة عن جرثومة ما أو عن أحد الأمراض المناعية الذاتية التي يهاجم بها الجسم خلاياه الطبيعية ويتسبب في أذيتها.

اقرأ أيضا:  سمنة الطفل الرضيع ليست مؤشراً على الصحة

ويعد التهاب التامور من الأسباب المحتملة لألم الثدي الأيسر والكتف بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض الأخرى مثل:

  • الألم الحاد الطاعن في الصدر.
  • يزداد هذا الألم مع أخذ نفس عميق أو عند الاستلقاء على الظهر.
  • التعرق و ارتفاع درجة الحرارة.
  • خفة الرأس وضيق النفس.

وتحتاج المريضة إلى علاج عاجل قد يتضمن العلاج الدوائي بمضادات الالتهاب الفموية والراحة في السرير حتى زوال العلامات الالتهابية، وقد يلجأ الطبيب إلى علاجات إضافية متى ما استعدت الحالة لذلك.

أسباب مرتبطة بأمراض الرئة

بسبب الموضع التشريحي المتجاور فإنه يمكن أن يكون السبب في ألم الثدي الأيسر والكتف هو وجود اضطراب في وظيفة الرئة اليسرى، مثل حدوث الصمة الرئوية في الرئة اليسرى، أو الريح الصدرية أو وجود التهاب في أغشية الجنب.

التهاب الجنب

يحدث بسبب عدوى جرثومية أو فيروسية تصيب الأغشية المحيطة بالرئتين مما يسبب أعراض ضيق النفس والألم في منطقة الثدي والكتف المجاور، ويحتاج بالطبع إلى علاج بالمضادات الحيوية المناسبة للجرثوم المسبب.

وقد يحدث التهاب الجنب بشكل ثانوي لأمراض أخرى أشد خطورة مثل التهاب المفاصل الرثوي أو سرطان الرئة، وهو يترافق عادةً بمجموعة من الأعراض المتنوعة مثل:

  • الألم الحاد في الصدر والثدي مع أخذ النفس أو التحدث.
  • الألم في الكتف المجاور.
  • السعال الجاف المتكرر.
  • ضيق النفس والقصور التنفسي.

أسباب نسائية

في الواقع هناك مجموعة من الأسباب والعوامل الخاصة بالمرأة والتي يمكن أن تكون السبب في ألم الثدي الأيسر والكتف، وربما من أهم هذه الأسباب وأكثر ما يثير القلق عند المريضة هو وجود كتلة في الثدي الأيسر واحتمال خباثة هذه الكتلة.

وجود كتلة في الثدي

قد يكون السبب في ألم الثدي الأيسر الممتد نحو الكتف هو وجود كتلة في الثدي، قد تكون هذه الكتلة أو الضخامة متعلقة بالدورة الشهرية والتبدلات الهرمونية في جسم المرأة، أو قد تكون غير مرتبطة بالدورة الشهرية وبالتالي تحمل احتمال السلامة أو الخباثة.

بعض الكتل تكون على إثر التهاب في الغدد اللبنية في الثدي، أو خراج التهابي في نسيج الثدي أو كتلة ليفية مثلاً وهي كتل سليمة نسبياً ويمكن علاجها دوائياً أو جراحياً تبعاً لكل حالة، أما الكتلة الخبيثة أو سرطانات الثدي فهي نادراً ما تسبب ألماً في الثدي لكن لا يجب إهمالها أبداً وإجراء ما يلزم من فحوص شعاعية وتحاليل لتأكيد التشخيص.

اقرأ أيضا:  الأسباب الأساسية التى تؤدى إلى الخوف عند الأطفال

التبدلات الهرمونية

يمكن للتبدلات الهرمونية المرافقة للدورة الشهرية أن تسبب ألماً في الثدي الأيسر ممتداً لمنطقة الكتف، وقد تكون هذه التبدلات بسبب العلاج الهرموني الذي تتابع عليه المريضة في سبيل الإنجاب أو منع الحمل، قد يكون الألم في كلا الثديين وقد يكون مركزاً في ثدي واحد أكثر من الآخر.

قد يكون قصور الغدة الدرقية سبباً أيضاً في ألم الثدي الأيسر والكتف بسبب النقص الهرموني المرافق لهذا المرض.

أسباب إضافية

بالإضافة إلى الأسباب سابقة الذكر فإنه هناك أسباب أخرى لألم الثدي والكتف مثل:

التهاب غضاريف الأضلاع

وهي متلازمة تصاب فيها الغضاريف التي تصل الأضلاع بعظم القص بالالتهاب، وقد تترافق بالتهاب في مفاصل العنق ويمكن أن تسبب ألماً في الصدر والثدي الأيسر وقد يمتد نحو الكتف في نفس الجانب.

جراحة سابقة على المنطقة

بعد أي جراحة يتم إجراؤها على منطقة الثدي الأيسر، تجميلية كانت أو علاجية فإنها يمكن أن تترافق بألم في منطقة الثدي ويمكن أن يمتد نحو الكتف في الجهة نفسها، خاصةً في الجراحات التي يتخللها تجريف عنيف للنسج أو استئصال جراحي واسع، ويستمر هذا الألم عادةً حتى يكتمل شفاء الجرح وترميم النسج المتأذية، وقد يستمر الشعور بالشد في المنطقة تبعاً لشكل الجرح وموقعه.

الأسباب الدوائية

هناك مجموعة من الأدوية يمكن أن تترافق بألم الثدي والكتف كتأثير جانبي للمادة الدوائية الفعالة فيها، ومع تناول المرأة لهذه الأدوية فإنها قد تعاني من ألم في منطقة الثدي وقد يمتد نحو الكتف في الجانب نفسه، ومن الأمثلة على هذه الأدوية نذكر التالي:

  • الأدوية التي تؤثر على الهرمونات التناسلية.
  • بعض الأدوية العصبية والنفسية مثل مضادات الاكتئاب.
  • أدوية القلب والأوعية مثل الديجوكسين.

أسباب متعلقة بأسلوب الحياة

هناك مجموعة من الأسباب المحتملة لألم الثدي الأيسر والكتف تتعلق بأسلوب الحياة المتبع ويمكن إيجاد الحلول السريعة والفعالة لها دون الحاجة لاستشارة الطبيب، وترتبط هذه الأسباب مثلاً بنوعية اللباس حيث ارتداء حمالات الصدر الضيقة التي تضغط على نسيج الثدي وتسبب الألم والانزعاج فيه وفي منطقة الكتف المجاورة، بالإضافة إلى الحركات العنيفة أثناء ممارسة الرياضة أو ضمن بعض المهن الشاقة، والنظام الغذائي بما فيه الإفراط في تناول الكافيين والتدخين.

المصادر
What causes pain under my left breast?What's Causing My Left Breast Pain?What Could Be Causing the Pain in Your Chest and Shoulder?