هل الغدة الدرقية تسبب ألم في الثدي

تعاني العديد من النساء من أعراض عامة متنوعة مرافقة لإصابتها باضطرابات في عمل الغدة الدرقية مثل ألم الثدي، زيادة حجمه أو زيادة ملحوظة في وزن الجسم، وعلى الرغم من وجود أسباب مختلفة لهذه الأعراض فإن ترافقها مع الاضطرابات الدرقية تزيد الشك لاحتمال كون الغدة الدرقية هي السبب الرئيسي لهذه الأعراض، فهل الغدة الدرقية فعلاً تسبب ألم في الثدي ؟

تتنوع أسباب ألم الثدي عند النساء بين الأسباب المتعلقة بالتبدلات الهرمونية والدورة الشهرية و أسباب أخرى عديدة مرتبطة بحالات مرضية مختلفة تؤثر على الثديين وتسبب أعراض ألم وانزعاج فيهما. وسوف نتحدث في هذا المقال عن أشيع أسباب ألم الثدي وكيف يمكن أن تكون الغدة الدرقية أحد هذه الأسباب.

ما هي الغدة الدرقية؟

تقع هذه الغدة الصغيرة في أسفل ومنتصف العنق مباشرةً على الوجه الأمامي للحنجرة، وهي جزء هام من الجهاز الغدي في الجسم المسؤول عن تنظيم وإدارة العديد من الوظائف الحيوية وذلك عبر إفراز الهرمونات المختلفة في الدم.

لذلك فإن الاضطراب في وظيفة الغدة الدرقية مثل الإفراز الزائد للهرمون الدرقي (فرط نشاط الغدة الدرقية)، أو الإفراز الناقص (قصور الغدة الدرقية) يمكن أن يترافق بالعديد من الأعراض المرضية في الجسم.

هل الغدة الدرقية تسبب ألم في الثدي؟

حيث أن هناك تأثير كبير لهرمونات الغدة الدرقية على وظائف الجسم المختلفة، وأي اضطراب في إفراز هذه الهرمونات ينعكس على مجموعة متنوعة من أعضاء الجسم، فإن بعض أمراض الغدة الدرقية قد تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر لألم الثديين عند النساء.

قصور الغدة الدرقية قد تسبب ألم في الثدي

قصور الدرق هو نقص في نشاطها وعدم قدرتها على إفراز المقدار الكافي من الهرمون الدرقي. وهي حالة تحدث عادةً بعد التهاب الدرق لهاشيموتو، استئصال الغدة الدرقية جراحياً أو أذية  الغدة بعد العلاج الشعاعي.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تربط بين قصور الغدة الدرقية وأعراض الألم في الثدي، مثل فرط إفراز هرمون البرولاكتين، تحريض تشكل كيسات المبيض أو الأدوية المستخدمة في علاج قصور الغدة.

فرط إفراز هرمون البرولاكتين

أول هذه العوامل هو أن قصور الغدة الدرقية يمكن أن يسبب فرط إفراز لهرمون الحليب أو البرولاكتين وارتفاع مستوياته في الدم عن الحدود العليا الطبيعية، وهذه الحالة بدورها تسبب مجموعة من الأعراض مثل الانزعاج أو الألم في الثدي الناجم عن حدوث احتقان في الغدد اللبنية فيه بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل جفاف المهبل، دورة شهرية غير منتظمة وسيلان الحليب من حلمة الثدي خارج أوقات الإرضاع بما يسمى ثر الحليب.

 كيسات المبيض

قصور الغدة الدرقية قد يكون مسؤولاً عن حدوث مجموعة من الاضطرابات الإنجابية مثل متلازمة زيادة تحريض المبيض التي تسبب تشكل كيسات المبيض.

تكون كيسات المبيض عادةً غير عرضية، لكنها في بعض الأحيان قد تحدث مجموعة من الأعراض مثل الألم في الثدي خاصةً عند الضغط عليه، ألم في منطقة أسفل البطن في جهة الكيسات، صعوبة في إفراغ كامل محتوى المثانة من البول وزيادة ملحوظة في الوزن.

أدوية قصور الغدة الدرقية

تشكو العديد من النساء من احتقان و ألم في الثدي كأثر جانبي للأدوية المستخدمة في علاج قصور الغدة الدرقية لديها مثل دواء الليفوتيروكسين Levothyoxine حتى بالجرعات المنخفضة منه، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الزيادة في وزن الجسم عموماً وفي حجم الثديين بشكل خاص والآلام المفصلية وتبدلات المزاج.

الأسباب غير الدرقية لألم الثدي

يمكن لألم الثدي أن يكون ناجماً عن مجموعة متنوعة من الأسباب، والتي يجب عدم إهمالها عند عدم وجود علاقة أكيدة للغدة الدرقية في هذا الألم، ومن أشيع هذه الأسباب نذكر:

• التبدلات الهرمونية المرافقة للدورة الشهرية أو عند دخول المرأة في سن اليأس.
• كيسات الثدي والتبدلات الليفية في نسيجه.
• الألم بعد إجراء جراحة على الثدي أو في منطقة قريبة منه.
• التهاب في نسيج الثدي.
• الحمل والإرضاع.
• بعض الأدوية مثل خافضات الضغط.
• التحسس على بعض المنتجات مثل الكريمات أو الزيوت الواقية من أشعة الشمس.
• الألم العضلي بعد حركة عنيفة أو تمارين مجهدة.

كيف يتم إثبات أن الغدة الدرقية هي سبب الألم في الثدي؟

للتأكد من أن الاضطراب في وظيفة الغدة الدرقية هو السبب في ألم الثدي يقوم الطبيب بمجموعة من الإجراءات قبل أن يبدأ بالعلاج.

يتم سؤال المريضة عن تاريخها المرضي، الدوائي والجراحي وفيما إذا كانت أو مازالت تعاني من أمراض في الغدة الدرقية. مع إجراء فحص سريري للثدي والغدة الدرقية.

يقوم الطبيب بدراسة الأعراض الأخرى التي تشكو منها المريضة وتوافقها مع أعراض قصور الغدة الدرقية مثل جفاف الجلد، زيادة الوزن، بط القلب، الإمساك واضطرابات الذاكرة وغيرها.

اختبارات خاصة بالغدة الدرقية

للبحث عن اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية يمكن إجراء ما يلي:

• إجراء التحاليل والفحوص الدموية الشاملة والنوعية لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية (التيروكسين و T4) والهرمون المحرض للغدة الدرقية (TSH) في الدم.
• فحص امتصاص الغدة الدرقية لليود المشع فيلاحظ نقص في الامتصاص لدى مرضى قصور الغدة.

اختبارات خاصة بالثدي

للتأكد من عدم وجود سبب مرضي آخر لألم الثدي يلجأ الطبيب للفحوصات التالية:

• تصوير الماموجرام لتحري أي اضطرابات في نسيج الثدي.
• التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتحري وجود كتل أو كيسات.
• المرنان المغناطيسي وأخذ خزعة من الثدي عند الشك بوجود آفة سرطانية.  

ما هي طرق علاج ألم الثدي الناتج عن أمراض الدرق؟

لعلاج الألم في الثدي المرافق لاضطرابات الغدة الدرقية وبشكل خاص قصور الغدة ونقص إفرازها فإنه يجب علاج الحالة المرضية المسببة لهذا الألم. ومتى ما تم السيطرة على قصور الغدة الدرقية فإن الأعراض مثل الألم في الثدي يجب أن تختفي تماماً. أما إذا لم يستجب الألم على ذلك فإنه يجب الاستمرار في البحث لإيجاد السبب الحقيقي.

يحتاج علاج قصور الغدة الدرقية إلى حوالي شهرين من تناول جرعات منخفضة من الأدوية، ثم تعاد الفحوص لتأكيد الشفاء مع تعديل جرعة الدواء وإعادة إعطائه حتى تعود مستويات الهرمونات إلى قيمها الطبيعية.

طرق طبيعية للحد من ألم الثدي

لعلاج ألم الثدي أو الحد من شدته هناك مجموعة من الطرق الطبيعية التي يمكن للمرأة اتباعها، ينصح دائماً باتباع الطرق الأكثر سلامةً مثل إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة وترك العلاج الدوائي بمسكنات الألم للحالات الأشد.

التغييرات في أسلوب الحياة

المرحلة الطبيعية الأولى للحد من ألم الثدي ليس بها أي خطر على المريضة وهي الالتزام ببعض التغييرات بأسلوب الحياة مثل:

تناول الغذاء المناسب

يساعد على تحقيق التوازن الهرموني في الجسم وبالتالي تخفيف ألم الثدي وباقي الأعراض المرافقة ويتضمن هذا الغذاء:

• النوع الصحي من الدهون والكربوهيدرات المعقدة.
• المصادر الطبيعية لهرمون الأستروجين مثل فول الصويا، الطماطم والتفاح.
• الفيتامينات E و B6 وهي ذات فائدة في الحد من ألم الثدي مثل الأفوكادو والسبانخ.

تغيير بعض العادات اليومية

تساعد التعديلات في بعض العادات اليومية على الحد من ألم الثدي مثل:

• تطبيق كمادات ساخنة على موضع الألم.
• الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر.
• الحد من تناول الكافيين.
• تجنب ارتداء حمالات الصدر الضيقة.

علاج ألم الثدي بالمسكنات الدوائية

قد تساعد بعض الأدوية المسكنة للألم على تخفيف ألم الثدي المرافق لاضطرابات الغدة الدرقية مثل:

• Acetaminophen .
•  Ibuprofen.
•  diclofenac.
• Danazol.
• Tamoxifen.