الاكتئاب النفسي

ـ من أخطر أنواع الاكتئاب النفسي عندما لا يشعر الإنسان أنه مريض ويحتاج إلى استشارة الطبيب. فغالباً ما يعاني الإنسان من الاكتئاب ولكنه يستمر في حياته يتصرف بطريقة سلبية، يفكر في أفكار سوداوية، ينعزل عن الناس أو حتى يفكر في إيذاء نفسه أو المحيطين به.

ما هو الاكتئاب النفسي؟
الاكتئاب النفسي مرض يصاب به الإنسان فيجعله يعاني من الأعراض التالية:
ـ شعور بالإحباط والزهق والملل.
ـ عدم الاستمتاع بمباهج الحياة.
ـ اضطرابات بالنوم وقد تكون في صورة صعوبة في النوم أو كثرته.
ـ فقدان الشهية للأكل أو الفرط في الأكل بشراهة.
ـ سرعة التعب من أي مجهود.
ـ صعوبة في التركيز والتذكر واتخاذ القرارات.
ـ نظرة تشاؤمية للماضي والحاضر والمستقبل.
ـ التفكير في إيذاء النفس أو المحيطين كالانتحار أو القتل.
ـ الشعور بالذنب الدائم أو العصبية الدائمة.

من الممكن أن يصاب الشخص ببعض هذه الأمراض في أي مرحلة سنية وإن كانت أكثر ما تكون في السن من 24 – 44 سنة.
النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال وقد فسر ذلك بأن النساء تتعرض لضغوط اجتماعية وبيولوجية بصورة دائمة.

ما هي أسباب الاكتئاب؟
هناك عدة أسباب تتداخل معاً لظهور أعراض الاكتئاب:
ـ أسباب عضوية:
أهمها تغيرات في بعض كيميائيات المخ ومن أهمها مادة السيروتونين ومادة النورادرينالين ومن المعتقد أن لهما دوراً هاماً في حدوث الاكتئاب النفسي عند نقصهما.

ـ الجينات:
وجد أنه هناك عوامل وراثية لظهور الاكتئاب في بعض العائلات حيث أن الدراسات التي أجريت على التوأم أحادي البويضة وجدت أن إصابة أحد التوائم بالاكتئاب يرفع نسبه حدوث الاكتئاب في التوأم الآخر إلى 70% ويكون عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياته الشخصية.
هناك بعض الأشخاص ممن لهم سمات تؤهلهم عن غيرهم للإصابة بالاكتئاب ومنها: الروح الانهزامية، الاعتمادية على الغير، المتأثرون بالمتغيرات الخارجية والشخصيات التي لها دائماً نظرة تشاؤمية للأمور.

اقرأ أيضا:  تحرر من مشاعرك السلبية بغسل اليدين والاستحمام

ـ عوامل بيئية:
مثل كثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسي أو الجسدي، كذلك كثرة الضغوط الخارجية على الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلى الشعور بعدم جدوى الحياة وهي أهم المؤديات للاكتئاب.
ولكن يجب مراعاة أن الاكتئاب النفسي (رغم كل المسببات السابق ذكرها من الممكن حدوثه لإنسان يعيش حياة عادية قد نعتبرها نحن مثالية وخالية من المشاكل ومن الضغوط). ولكن الأمور دائماً نسبية كما يجب ألا نغفل العامل العضوي الذي لا علاقة له بالمتأثرات الخارجية.

كيف يتم علاج الاكتئاب النفسي:
من المهم أن نلاحظ هنا أن الاكتئاب مرض نفسي، ويحتاج إلى علاج دوائي لتعويض الخلل الكيميائي الذي حدث بالمخ. وإن ممارسة الرياضة وتغيير العادات اليومية والذهاب إلى إجازة لن يعالج الحالة وإن كان له تأثير في سرعة الشفاء، (80 – 90 %) من مرض الاكتئاب النفسي يظهرون تحسن واضح وملموس باستخدام العلاج.

أساليب العلاج:
أ- علاج دوائي، أكثر الأدوية استخداماً هي:
ـ مضادات الاكتئاب، ومن أنواعها:
أ- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
ب- مضادات الاكتئاب المؤثرة على مادة السيروتوينن.
ج- مضادات الاكتئاب المضادة لإنزيم المونوامين.
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يجوز تناول العقار دون استشارة الطبيب. لما قد يؤديه ذلك من أعراض جانبية وتعارض مع احتياج المريض.
ولذا يجب استشارة طبيب نفسي في الحالة حتى يتسنى له الوقوف على الأعراض ومدى تأثيرها على حياة المريض. مع وصف العقار المناسب للفترة المناسبة بالجرعة المطلوبة.

ب- علاج نفسي:
إن جلسات العلاج النفسي تتيح فرصة للتعرف على كيفية التعامل مع الضغوط الخارجية والتحدث عنها. كذلك التعرف على أفضل السبل للتعامل مع الأعراض التي يعاني منها المريض أثناء المرض، وهذه الجلسات فيها أساليب مختلفة للعلاج : علاج سلوكي – علاج معرفي – علاج نفسي تحليلي – علاج أسري – علاج جماعي . يتم تحديد النوعية الأنسب للمريض بعد أخذ القصة المرضية.

اقرأ أيضا:  الصرع التوتري الارتعاشي الكامل (Generalized tonic–clonic seizures)

*الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحديث، ومن حسن الحظ أنه يمكن علاجه ولكن من سوء الحظ أن المريض لا يشعر به في بداياته وإنما يلجأ للطبيب بعد أن تكون الحالة قد استعصت وزادت شدتها. لذا ينصح دائماًً بعدم أخذ الأمور على أنها ضعف بالإرادة أو خذلان في النفس أو حتى قلة إيمان. وإنما يجب أن تشاور الطبيب عندما يشعر الإنسان بهذه الأعراض حتى تكون نسبته في الشفاء أعلى وأسرع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *