انسداد الأنف.. أعراضه وأسبابه

اما لدى التهاب الأوعية الدموية بالأنف لأسباب غير الحساسية، فهنا يحدث انسداد بالأنف كاستجابة لتمدد الأوعية الدموية بها ويتسبب فيها القيام بنشاط حيوي أو كنتيجة للاستجابة للمحفزات البيئية مثل دخان السجائر أو مكيفات الهواء، كما أن التعرض للضغوط يساعد على تمدد الأوعية في الأنف لدى بعض الأشخاص.

* الجيوب الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية يلعب دوره ايضا. وهذه الجيوب هي فراغات مملوءة بالهواء والتي تقع أعلى وخلف وأسفل العينين، وهي عادة ما تكون تجاويف معقمة مبطنة بغشاء رقيق يفرز المخاط، وتقوم خلايا شعرية بكسح المخاط لطرد الميكروبات البكتيرية والفيروسية وكذلك ذرات الغبار، وفي الأحوال الطبيعية يحدث تصريف المخاط خلال فتحات صغيرة بين الجيوب والأنف. ويبدأ التهاب الجيوب الأنفية، عندما يقع انسداد لهذا النظام الطبيعي في التخلص من الميكروبات، ويحدث الالتهاب كعدوي فيروسية يسبب انسداد الأنف، ورشح أنفي ارتجاعي (postnasal drip) ونوبات متكررة من الصداع وإحساس بالدوار، أما الالتهاب البكتيري فيسبب زيادة على تلك الأعراض، ارتفاع درجة الحرارة وخروج إفرازات خضراء اللون وألما واحمرارا فوق الجيب المصاب. في حال عدم استجابة المرض للعلاج الدوائي يكون التدخل الجراحي لتوسيع فتحة الجيب لتحسين عملية التصريف باستخدام مناظير دقيقة جدا. ويعد اعوجاج الحاجز الأنفي، أقل المسببات التي تؤدي الى الإصابة بالأنف المسدود، ويحدث ذلك بسبب نوع من التشوه في الحاجز الغضروفي الذي يفصل غرف الأنف (الحاجز الأنفي). يتشكل الأنف من تجويف أيمن وأيسر، ويقع الحاجز الأنفي في المنتصف بين التجويفين ويفصل بينهما، فيميل الحاجز الفاصل بين تجويفي الأنف نحو اليمين أو اليسار، مما يسبب انسدادا مزمنا في الطرف المائل نحوه، ونتيجة لذلك يحصل في الطرف الآخر ضخامة في القرنيات الأنفية، فيحدث انسداد في الطرفين معا.

ومن أسباب حدوث هذا الميلان تعرض الأنف للكسر من أعوام سابقة أو لنمو غير طبيعي في ممرات الأنف. ويسبب اعوجاج الحاجز الأنفي صداعا وانسدادا مزمنين في الأنف وقد يسبب التهابا مزمنا في الجيوب الأنفية وأحيانا التهابات متكررة في الأذن الوسطى والحلق، ويتم تعديل الحاجز الأنفي بعملية من داخل الأنف ويمكن أن تجرى تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام.

اقرأ أيضا:  العلماء يحذرون من السم الابيض ومقترحات للحد من تناوله

كما يقود تضخم القرنيات أو الزوائد الأنفية الى انسداد الأنف. وتوجد القرنيات الأنفية داخل طرفي الأنف، وقد تضخم هذه القرنيات حتى يصل حجمها الى حجم ثمرة البلح، وبالتالي تسبب انسدادا مزمنا في الجانب الأيمن أو الأيسر للأنف يصاحبه صداع مزمن، وتعالج باستئصالها عن طريق المنظار الذي يعد أفضل سبل العلاج، فلا تعود للتضخم مرة أخرى.

واللحميات الأنفية، وهي عبارة عن انسداد، يعرف بين الناس خطأ باللحمية. ولحمية الأنف هي زوائد بيضاوية أو كروية في لون وشكل حبات العنب الأبيض، وتكون مادة معلقة كالقناديل داخل الأنف، وتسبب انسداد الأنف وصداعا وضعفا أو فقدان حاسة الشم، وتؤدي الى زيادة إفرازات الأنف وإفرازات الحلق والتهابات صدرية متكررة. ومن أهم أسبابها الحساسية المزمنة والالتهابات المزمنة، ويتم علاجها أيضا بالاستئصال الجراحي. وهذه الحالة تختلف عن الزوائد الأنفية وكذلك تختلف عن لحمية الأطفال التي هي عبارة عن غدة مفردة توجد خلف الأنف فوق اللوزتين.

* أعراض مرضية ومن أهم الأعراض المرضية التي تدفع الكثيرين للذهاب الى الطبيب: الصداع المزمن في منطقة الجبهة وحول العين، التهاب الحلق المزمن، كما ويسبب انسداد الأنف التنفس عن طريق الفم، خاصة أثناء الليل مما ينجم عنه دخول الهواء إلى الفم بدون تصفية وترطيب بواسطة الأنف ويسبب التهابات مزمنة في الحلق والحنجرة والصدر ورائحة غير مستحبة من الفم. الشخير المزمن.

ويسبب انسداد الأنف والتنفس عن طريق الفم، التهابات الأذن الوسطى المتكررة وغالبا ما يحدث بسبب اعوجاج الحاجز الأنفي أو وجود اللحميات في الأنف والذي يؤدي الى الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى وبالتالي يسبب انسدادا في قناة الأذن الواصلة من الأنف إلى الأذن، ومن الاعراض الاخرى الشكوى من الشعور بالتعب والنعاس وقلة التركيز، وينتج ذلك بسبب قلة كمية الأوكسجين التي تدخل الى الجسم بصورة مستمرة لعدم قدرة الأنف المسدود على التنفس، مما ينتج عنه أيضا عمل إضافي للقلب لضخ كمية أكبر من الأوكسجين للجسم مما يسبب التعب والإرهاق المستمر، كما ويؤدي نقص الأوكسجين الى الإحساس بالنعاس وقلة التركيز.

اقرأ أيضا:  الخلايا اللمفاوية في الامعاء

كما يحدث بعض المضاعفات التي تدفع المصابين الى الاستنجاد بالطبيب طلبا للعلاج كضعف أو فقدان حاسة الشم، حدوث تشوه في ترتيب الأسنان وهيئة الفك بسبب التنفس عن طريق الفم خاصة لدى الأطفال. بحة الصوت والتهابات الصدر بصورة متكررة وذلك بسبب استنشاق الهواء من الفم مباشرة بدون ترطيبه وتنقيته.

* العلاج
* تتمثل سبل العلاج المنزلي والدوائي في:

ـ التخلص من الإفرازات أولاً بأول، استنشاق بخار ماء دافئ لمدة عشر دقائق لإذابة المخاط. تناول الكثير من السوائل بكثرة مثل الماء أو العصير أو الشاي.
ـ تجنب المشروبات المحتوية على مادة كافيين لما تسببه من جفاف وتفاقم من حدة الأعراض، استخدام محلول ملحي كقطرات للأنف وهو متوافر لدى الصيدليات لتخفيف سماكة الإفرازات.
ـ استخدام مضادات الهستامين ومزيلات الاحتقان التي تحتوي على مادة الكورتيزون سواء على صورة بخاخات أو أقراص تحت الإشراف الطبي، والحرص على عدم استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام لما قد تسببه من مفعول عكسي كانسداد الأنف الارتجاعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *