الشعرانية رؤية طبية

شعر الإنسان يمر باضطرابات عديدة مثل النمو الزائد (الكثيف) للشعر، الصلع، والنمو الداخلي لشعر اللحية، والشعر الزائد.. وغيرها من الاضطرابات لكن ظهور الشعر غير المرغوب فيه عند الفتيات مشكلة  تجهلعن اكثر توترا وحرجا

ويتزامن ظهوره عند المرأة عادة مع سن البلوغ، ويكون خفيفا في البداية لكنه يزداد كثافة بعد سن الخامسة والثلاثين، ويتركز في المنطقة التي تعلو الشفة العليا (الشارب) والذقن، كما ينتشر الشعر عند بعض النساء بكثافة في منطقة أسفل عظام الوجنتين ومنطقة الرقبة، وكلما تقدمت المرأة في السن كلما صار الشعر الزائد في الوجه أغمق لونا وأشد قسوة وأكثر وضوحا.

اضطراب الشعر الزائد .. المسببات والعلاج

ما هو إضطراب الشعر الزائد

إنه نمو غير طبيعي للشعر في مناطق لا يفترض نمو الشعر فيها في الوضع الطبيعي، وبمعنى أوضح فحصول هذا الاضطراب يعني وجود عدد كبير من الشعيرات السميكة والداكنة في أماكن لا ينبت بها هذا النوع من الشعيرات عادة مثل منطقة الشارب، الشفة العليا، الذقن، الخدين، الوجه، أسفل الظهر والساقين، الذراعين، الصدر، حول حلمة الثدي، وأحيانا البطن والفخذين.. ويكثر شعر الوجه خاصة في المنطقة ما بين الشفة العليا والأنف ومنطقة الذقن، فتبدو المراة كأن لها ذقناً وشارباً مثل الشباب المراهقين.

أسباب نمو الشعر الزائد عند السيدات

 أسباب وراثية: تلعب العوامل الوراثية والبنيوية بالإضافة الى العوامل الجغرافية الدور الأبرز في هذه المسألة، فيلاحظ  ظهور الشعر بكثرة عند إناث العائلة الواحدة وكأنها صفة موروثة لديهن، بالرغم من عدم وجود أي عارض مرضي أو اضطراب في الغدد او انحراف تكويني عندهن، فتجد أن أكثر سيدات منطقة البحر الأبيض المتوسط ربما لديهن شعر زائد، وذلك لزيادة حساسية بصيلات الشعر لهرمون الذكورة “التستوستيرون” عند هؤلاء السيدات..، لذلك على الفتاة الشرقية أن تفكر مليا قبل إصدارها الحكم على نفسها بأنها تعاني من مشكلة الشعر الزائد.

اختلال التوازن الهرموني: في جسم جميع الإناث، تفرز بعض الغدد- بالإضافة الى هرمونات الأنوثة- كمية ضئيلة جداً من هرمونات الذكورة، التي تسبب نمو الشعر على منطقة العانة وتحت الإبطين، دون أي تأثير يذكر على صفات الأنوثة، ولكن إذا حدث خلل ما في وظيفة هذه الغدد أدّى ذلك إلى عدم توازن وتكافؤ في إفراز هرمونات الأنوثة والذكورة معا، مع زيادة واضحة في إفراز هرمونات الذكورة مما يؤدي لنمو الشعر الزائد بغزارة على الوجه والجسم بشكل غير محبب. إن سبب هذه الظاهرة في الغالب، هو عدم انتظام وراثي لعمل الهرمونات، فبعد عدة دراسات وإحصاءات دقيقة توصل العلماء إلى أن ما بين 85-95% من النساء اللواتي لديهن شعر زائد يعانين من عدم التوازن الوراثي في إفراز الهرمونات التناسلية.

 المبيض عديد الكيسان (Ovarian Cyst): يصاب المبيض، في بعض الحالات المرضية، بالأكياس (أكياس) فتتكون في داخله حويصلات غير طبيعية، كذلك تتولد خلايا خاصة تفرز هرمون الذكورة أكثر من المطلوب، فيحصل اضطراب وخلل في التوازن الهرموني مما يؤدي الى زيادة نمو الشعر بغزارة على الوجه والساقين، مع ما يرافق ذلك من انقطاع الدورة الشهرية، وضمور الثدي، وإصابة المراة بالعقم.

اقرأ أيضا:  أول أعراض الحمل ظهورا

التوترات والانفعالات النفسية: التوترات والإنفعالات النفسية الدائمة والصدمات النفسية العنيفة، بإمكانها أن تلحق الضرر الشديد بالتوازن الهرموني، لتأثيرها غير المباشر على وظيفة الجهاز العصبي والغدة النخامية.

 تأثير الأدوية والهرمونات: هناك بعض الأدوية التي تسبب بعض النمو الزائد للشعر، من بينها:

  • مشتقات الكورتيزون التي تستخدم لعلاج آلام المفاصل والربو وأمراض الدم.
  • هرمون الذكورة (التستوستيرون) التي تستخدم في معالجة بعض الأمراض النسائية.
  • المستحضرات التي تساعد على نمو العضلات -كالمركبات التي تستعملها بعض الرياضيات لبناء أجسامهن- وتضخّم الجسم في حالات الهزال الشديد والنحافة.
  • بعض أنواع حبوب منع الحمل المركبة من مركبات مثل مركب ” البروجيستيرون”  لا تناسب جسم المرأة .
  • بعض أنواع المهدّئات والمسكنات، خاصة إذا استخدمت هذه الأدوية لفترات طويلة. واستخدام عقاقير (الكورتيكوستيرويد) وهو هرمون القشرة القطرية، أو عقاقير الاستيرويد.

أثر اليئة و الإصابة بالسرطان علي اضطربات الشعر..

الأسباب الجغرافية تؤثر علي نمو الشعر : فباختلاف البيئة والبلاد، يختلف نمو الشعر على الوجه والجسم عند الفتيات، ففي البلاد الشمالية الباردة، مثل أوروبا وأمريكا، تبدو بشرة الفتاة وجلدها أبيض اللون تكسوه طبقة خفيفة جداً من الشعر يشبه الوبر، بعكس البلاد الجنوبية الحارة مثل شرقنا العربي حيث غزارة الشعر عند فتياتنا إجمالاً هي أكثر في سائر أنحاء الجسم.
وهذا الاختلاف لا يعني أن هرمون الذكورة يُفرز بكميات كبيرة عند الشعوب الشرقية وبكميات أقل عند الشعوب الأوروبية؛ فمعدل إفراز الهرمون الذكري في الحالتين هي نفسها، لكن الفارق الوحيد يكمن في درجة تأثر مناطق الجسم موضعياً بهذا الهرمون، إضافة إلى العوامل الجغرافية الأخرى المساعدة على ذلك.

اضطرابات الغدد وأورام المبيض ونمو الشعر: في حالات نادرة جدا قد يكون ذلك نتيجة اضطرابات أو أورام في المبيض أو الغدة الكظرية أو الغدة النخامية، ويؤدي بدوره إلى زيادة إفراز هرمون الذكورة، ويكتشف هذا المرض بواسطة التصوير الصوتي وقياس لمستوى الهرمونات في الجسم .

كيفية علاج الشعر الزائد

إن معرفة الأسباب المؤدية إلى ظهور الشعر الزائد هي المرحلة الأولى من العلاج، لكن ينبغي الانتباه إلى ضرورة مراجعة الشخص المؤهل والمناسب، والطبيب المختص بأمراض الغدد ذات الإفراز الداخلي وطبيب الجلدية والنسائية هم أفضل من يسأل عن هذه الحالة .

ويلزم الطبيب المختص قبل البدء بالعلاج أن يجري العديد من الفحوصات لمعدل الهرمونات التي ينتجها الجسم، لأن معدل الهرمون الذكري يتبدل بشكل طبيعي، وبناء على هذه الفحوصات يظهر عادة عدم توازن في إفراز الهرمونات.
أما في حال ظهر الشعر بشكل مفاجىء، فيعمد الطبيب في هذه الحالة إلى إجراء فحوصات للمبيض أو غدة الكظر للتأكد من أن المرأة لا تعاني من تورم فيهما، إذ هما المسؤلان عن الإفراز المفرط للهرمون الذكري، وإن وجد الطبيب خللا في الغد الصم يجري الطبيب اختبارا للدم.

اقرأ أيضا:  كيف يمكن الحد من آلام المبيض

وإذا كان سبب ظهور الشعر الزائد خلل هرموني، كإفراط في إفراز الهرمون الذكري، فيمكن اللجوء إلى أدوية مثل الأقراص، التي ترفع من معدل الهرمون الأنثوي وتخفّض الهرمون الذكري.
ولا ننس هنا أهمية إنقاص الوزن إذا تبين أن السمنة المفرطة هي سبب الخلل الهرموني واضطراب الغدد.
بعد ذلك يصف الطبيب العلاج المناسب حسب كل حالة ويشمل العلاج ما يلي:

العلاج الدوائي: ويشمل:

‌أ. جرعات صغيرة من مركبات الكورتيزون لعلاج الحالات الناتجة عن زيادة إفراز الغدة الكظرية.
‌ب. مضادات التستوستيرون “هرمون الذكورة”: مثل حبوب منع الحمل، أو مادة السيبروتيرون، وكذلك الأدوية التي  تعمل على مقاومة الهرمونات الذكرية بشكل فعّال وتعطى تحت الإشراف الطبيبي.
ومن الضروري التنويه هنا إلى أن العلاج بالأدوية لن تظهر نتائجه سريعا، فالعلاج قد يستمر من ستة أشهر إلى سنة أو سنتين لأن الشعر مستمر في النمو، كذلك مهما كانت طريقة العلاج ففي المحصلة سيظهر شعر جديد أقل كثافة من القديم وأنعم، دون أن يؤدي ذلك لسقوط الشعر القديم.

2. العلاج غير الدوائي: ويشمل:

  •   الطرق التقليدية لإزالة الشعر الزائد أو تلوينة بماء الأوكسجين.
  •  الكي الكهربائي للشعر.
    ويجرى عادة تحت مخدر موضعي ويتم بإدخال إبرة دقيقة للمنطقة التى توجد بها جذور الشعر، ثم كيها بشكل دقيق، ولكن هذه الطريقة بطيئة جدا وتستغرق الكثير من الوقت كما أنه لا يمكن حماية المنطقة المحيطة بالشعرة مما قد يتسبب في حدوث ندبات بالجلد.
  • العلاج بالليزر: يعتبر أحدث وربما أفضل الطرق للعلاج للأسباب التالية:
  1.  لا يحتاج إلى حقن مخدر موضعي، ويجرى بدهن كريم مخدر قبل جلسة العلاج بساعتين، ولأن العلاج بالليزر لا يسبب ألما شديدا، كذلك يعتبر وسيلة سريعة للتخلص من الشعر الزائد حيث أنه يمكن التخلص من جميع الشعيرات الزائدة في منطقة ما في جلسة واحدة.
  2.  لا يسبب مضاعفات أو أضرارا جانبية في معظم الأحوال، حيث أن أشعة الليزر تدمر الخلايا الملونة في جذور الشعيرة فقط دون المساس بأي منطقة محيطة وهذا يعني عدم حدوث ندبات أو بقع جلدية
  3. نتيجة العلاج.يحقق فعالية تصل بين 50 إلى 80% بعد ثلاث جلسات أي أن نسبة الشعيرات التي يقضى عليها نهائيا قد تصل إلى 80 % بعد ثلاث جلسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *