ماذا يأكل مريض التهاب البنكرياس

ماذا يأكل مريض التهاب البنكرياس؟ ماهى الحمية الغذائية المناسبة لمرضى التهاب البنكرياس؟ ما هو الأكل الممنوع لهم؟

تعتبر الحمية الغذائية جزءاً مهماً من علاج التهاب البنكرياس، وذلك بهدف ضبط الأعراض، والوقاية من حدوث سوء تغذية، وتقليل حدوث النوب لدى مرضى التهاب البنكرياس.

وأيضاً لضبط الحالات المرضية المرتبطة بحدوث التهاب البنكرياس، مثل السكري وأمراض الكلية، فماذا يأكل مريض التهاب البنكرياس لتحقيق هذه الأهداف؟

قبل أن نتطرق إلى الحديث عن الطعام المناسب لمريض التهاب البنكرياس، لا بدّ من التذكير بكيفية حدوث التهاب البنكرياس وأهم أسبابه.

كيف يحدث التهاب البنكرياس؟

يقوم البنكرياس بإفراز الهرمونات التي تنظم سكر الدم (الأنسولين، والجلوكاغون)، وإنتاج الأنزيمات المسؤولة عن هضم الطعام ثم إطلاقها إلى الأمعاء عبر القناة البنكرياسية.

وجود أي عائق في هذه القناة سيؤدي إلى بقاء الأنزيمات الهاضمة ضمن البنكرياس. ويؤدي تراكم هذه الأنزيمات إلى هضم البنكرياس لنفسه وهذا ما يسمى بالتهاب البنكرياس. وقد يكون هذا الالتهاب حاداً أو مزمناً.

التهاب البنكرياس الحاد

يحدث هذا الالتهاب بشكل مفاجئ ويتراجع خلال بضعة أيام بتلقي العلاج المناسب، وغالباً ما يكون سبب حدوثه انضغاط قناة البنكرياس بسبب حصيات المرارة. ويتميز بوجود أعراض صارخة مثل:

  • ألم الشديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن. هذا الألم قد ينتشر إلى الظهر ويزداد سوءاً بعد تناول الطعام.
  • ترفع حروري.
  • تسرع النبض.
  • غثيان وإقياء.

يجب علاج التهاب البنكرياس الحاد في المستشفى، ويتكون العلاج عادةً من المضادات الحيوية، السوائل الوريدية، ومسكنات الألم.

تؤدي النوبات المتكررة من التهاب البنكرياس الحاد إلى تلف في نسيج البنكرياس وحدوث التهاب البنكرياس المزمن.

التهاب البنكرياس المزمن

قد لا تكون أعراضه شديدة مقارنةً بالالتهاب الحاد، لكن التهاب البنكرياس المزمن يستمر لفترة طويلة، ويزداد سوءاً بمرور الوقت وقد يسبب مضاعفات دائمة مهددة للحياة. وتشمل أعراضه: الألم البطني، فقدان الوزن بمرور الوقت، البراز الدهني.

يعتبر الإدمان على الكحول أكثر الأسباب شيوعاً لالتهاب البنكرياس المزمن. وتشمل الأسباب الأخرى: التليف الكيسي والاضطرابات الوراثية، وارتفاع مستويات الشحوم في الدم، وبعض الأدوية، وأمراض المناعة الذاتية.

يهدف علاج التهاب البنكرياس المزمن إلى تخفيف الأعراض، ومحاولة إيقاف حدوث تلف إضافي في نسيج البنكرياس. ويرتكز العلاج بشكل أساسي على تجنب العوامل المحرضة للالتهاب وعلى رأسها الكحول، وتعويض السوائل وتسكين الألم، وتناول المكملات الحاوية على الأنزيمات الهاضمة، والالتزام بنظام غذائي لمرضى التهاب البنكرياس.

ماذا يأكل مريض التهاب البنكرياس؟

يؤدي التهاب البنكرياس إلى نقص إنتاج أنزيمات الجهاز الهضمي، وبالتالي نقص امتصاص العناصر الغذائية من الطعام في الأمعاء، الأمر الذي قد يسبب في نهاية المطاف سوء تغذية ونقص وزن.

اقرأ أيضا:  الأطعمة الممنوعة على مرضى المرارة

ونظراً لكون التهاب البنكرياس يؤثر على هضم بعض الأطعمة، لابدّ من تغيير النظام الغذائي، واتباع حمية غذائية تقلل من تكرر هجمات التهاب البنكرياس وبالتالي تبطئ تطور المرض.

وبشكل عام، ينصح مريض التهاب البنكرياس اتباع نظام غذائي قليل الدسم، غني بالبروتينات والسعرات الحرارية. فيما يلي أهم ما يجب أن يتضمنه طعام مريض التهاب البنكرياس:

منتجات الألبان

ينصح مرضى التهاب البنكرياس بتناول الحليب والزبادي قليل الدسم أو الخالي من الدسم. يمكن أيضاً تناول حليب الصويا أو حليب اللوز كبديل عن تناول منتجات الألبان في حال تعذر الحصول على منتجات قليلة الدسم.

الأطعمة الغنية بالبروتين

يجب الاعتماد على الأطعمة البروتينية قليلة الدسم في النظام الغذائي لمريض التهاب البنكرياس، مثل الأسماك البيضاء، صدر الدجاج، وكذلك البروتينات النباتية مثل الفاصولياء، البقوليات، العدس. هذه الأطعمة اللذيذة تعطي المريض ما يحتاجه من السعرات الحرارية والبروتين وتجنبه تكرر نوب التهاب البنكرياس.

على سبيل المثال ، المكسرات وزبدة الفستق تعتبر مصادر غنية بالبروتين لكن محتواها العالي من الدسم قد يفاقم أعراض التهاب البنكرياس، لذلك يفضل الابتعاد عن تناولها.

البطاطا الحلوة، القرع، الجزر

تحتوي هذه الأطعمة على البيتا كاروتين (أحد أشكال الفيتامين A)، والذي قد يكون له تأثير إيجابي على صحة البنكرياس. بالإضافة إلى احتوائها على كميات وافرة من العناصر الغذائية الأخرى، مثل فيتامينات C، B، K، والمنغنيز والنحاس والكالسيوم.

الحبوب الكاملة

تعد الحبوب الكاملة ومنتجاتها مثل الأرز البني، والمعكرونة، وخبز القمح الكامل، من أفضل الأطعمة لمريض التهاب البنكرياس. ليس بسبب غناها بالبروتينات فحسب، بل لكونها أيضاً غنيّة بالألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات خاصة فيتامين B، ما يجعلها طعاماً مغذياً وسهل الهضم لا يرهق البنكرياس.

كذلك يجب التأكد من مكونات حبوب الإفطار وغيرها من منتجات الحبوب المصنّعة، فقد تحوي على شحوم ثلاثية تحرض هجمات من التهاب البنكرياس.

الخضار الورقية

يجب أن يتضمن النظام الغذائي لمريض التهاب البنكرياس كمية كافية من الخضروات الطازجة، وخاصةً الخضار الورقية الداكنة مثل السبانخ، والبروكلي الغنية بالألياف والمواد المضادة للأكسدة.

كما يحتوي البروكلي والخضروات الصليبية الأخرى، مثل القرنبيط واللفت والملفوف، على مركبات مضادة للسرطان مثل إندول -3 كاربينول، وفيتامين C وفيتامين E، مما يجعلها طعاماً رائعاً لمشاكل البنكرياس.

علاوة على احتوائها على كميات من المعادن مثل الحديد، المنغنيز، والنحاس. يمكن تناول الخضار الورقية مطبوخة أو بإضافتها إلى السلطات والأطباق الأخرى أو خلطها مع الحساء.

اقرأ أيضا:  هل يمكن لسوء التغدية أن يسبب تورم الركبتين ؟

الفواكه

أيضاً من الأطعمة الرائعة لمرضى التهاب البنكرياس وخاصة الفاكهة الغنية بالألياف سواء كانت طازجة أو مجمدة. الفواكه المعلبة أيضاً قد تكون خياراً جيداً لهؤلاء المرضى، لكن ينصح بغسلها جيداً وتجفيفها لتقليل محتواها من الملح أو السكر.

كما ينصح بتجنب تناول بعض أنواع الفواكه التي تحوي نسبة عالية من الشحوم مثل الأفوكادو، لأنها قد تحرض التهاب البنكرياس.

ما هي الفاكهة المتاحة مع التهاب البنكرياس:

يوجد العديد من انواع الفواكه المسموح بتناولها إذا كنت تعاني من التهاب البنكرياس مثل :

  • العنب الأحمر: يحتوي العنب الأحمر على مادة ريسفيراترول، وهي مادة فينولية من مضادات الأكسدة القوية. يساعد في تقليل التهاب البنكرياس، وتحمي خلاياه من التلف. العنب الأحمر مفيد أيضاً في الترطيب، نظراً ارتفاع نسبة الماء فيه.
  • التوت: أيضاً من المصادر الجيدة لمادة الريسفيراترول ومضادات الأكسدة والألياف.
  • الموز والتهاب البنكرياس : يعتبر الموز مصدر جيد للبوتاسيوم والألياف القابلة للذوبان، فهو يساعد في التخفيف من حدة الاضطرابات الهضمية المرافقة لالتهاب البنكرياس.
  • ثمار الحمضيات (البرتقال واليوسفي): مصدر جيد للألياف القابلة للذوبان وفيتامين C.
  • التفاح: غني بمضادات الأكسدة والألياف الغذائية والفيتامينات.

ما هي الأطعمة التي يجب التقليل منها مع التهاب البنكرياس

يجب تجنب الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تحرض تكرر نوبات التهاب البنكرياس، وأهم ما ينبغي تجنبه:

  • الكحول: يجب الامتناع عن تناول الكحول كونه عامل الخطر الرئيسي لحدوث التهاب البنكرياس. يسبب الاستمرار في تناول الكحول لدى مرضى التهاب البنكرياس المزمن في حدوث مضاعفات خطيرة تصل للموت.
  • الأطعمة عالية الدهون: هى من الأكل الممنوع ومن أسوء الأطعمة لالتهاب البنكرياس. كون البنكرياس يفرز الأنزيمات المسؤولة عن هضم الدهون، يتسبب تناول الوجبات عالية الدهون إلى إرهاق البنكرياس وتحريض الالتهاب. مثال الأكلات المقلية والوجبات السريعة، المايونيز، رقائق البطاطس، اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل النقانق والسجق، منتجات الألبان كاملة الدسم.
  • السكريات المصنّعة: يجب الحد من تناول الأكلات الحاوية على السكريات المضافة والمكررة، مثل الخبز الأبيض والأطعمة عالية السكر مثل الحلويات والآيس كريم وغيرها. هذه الأطعمة تسبب زيادة إفراز الأنسولين، الأمر الذي قد يرهق البنكرياس ويحرض الالتهاب. بالإضافة إلى أنّ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن ترفع الدهون الثلاثية.

في النهاية ينصح مرضى التهاب البنكرياس أيضاً بتقليل العبأ على البنكرياس، وذلك بتناول وجبات متكررة بكميات صغيرة (تقسيم الوجبات اليومية إلى ست أو ثماني وجبات صغيرة). وشرب كميات كافية من الماء والسوائل، وتناول المكملات الغذائية إلى جانب الالتزام بالحمية الغذائية الصحيّة.

المصادر
What to Eat If You Have PancreatitisDietary Guidelines for PancreatitisWhat foods should you eat if you have pancreatitis?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *