ما الذي يسبب مرض الزهايمر ؟

فقدان الذاكرة على المدى القصير هي واحدة من العلامات الأكثر وضوحا لمرض الزهايمر، ولكن عملية المرض تبدأ عادة قبل ملاحظة أي أعراض، وهناك أكثر من 5 ملايين من الاميركيين يعانون من مرض الزهايمر، ومن المفيد أن نفهم عوامل الخطر التي تزيد من احتمالات الاصابة بهذا المرض.

350x (1)

ما هو مرض الزهايمر؟

على الرغم من أن بعض التغييرات في نمط الحياة الأساسية يمكن أن تساعد في تأخير ظهور المرض لدى بعض الأشخاص إلا أن السبب الدقيق للمرض لازال مجهولن، و مرض الزهايمر هو اضطراب في المخ يسبب تدمير وظيفة خلايا الدماغ العادية تدريجيا، مما يؤدي إلى انخفاض لا رجعة فيه في الذاكرة، والإدراك والسلوك، ومن المحتمل أن تتراوح أسباب مرض الزهايمر بين التفاعل بين التركيب الجيني وعوامل خطر معينة.

عوامل خطر الإصابة بالزهايمر:

العمر

العمر هو عامل خطر مهملمرض الزهايمر، وَوفقا لأحدث بيانات المعاهد الوطنية للصحة فإن واحد في كل 7 أشخاص فوق سن 71 شكل من أشكال الخرف، و 2.4 مليون من هؤلاء لديهم مرض الزهايمر، و تبلغ النسبة المئوية للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الزهايمر 2.3 في المئة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 71-79 الى 18 في المئة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80-89 عاما ، و 29.7 في المئة من الأشخاص في سن 90 أو أكثر، وتقول بعض التقديرات أن ما يصل الى نصف الأشخاص فوق سن 85 لديهم مرض الزهايمر، كما أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض يتضاعف بمرور كل خمس سنوات بعد سن 65.

الجنس

لأن النساء يعشن أطول من الرجال، و خطر مرض الزهايمر يرتفع مع التقدم في السن، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال لتطويره، وبالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن نقص هرمون الاستروجين بعد انقطاع الطمث يمكن أن يسهم في ظهور الزهايمر ،وبشكل عام، تتأثر النساء اللواتي يتناولن العلاج الهرموني بشكل أقل بمرض الزهايمرن اما الخرف الوعائي فهو أكثر شيوعا عند الرجال أكثر من النساء، ربما لأن المزيد من الرجال يطورون العوامل المساهمة مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الأوعية الدموية.

التاريخ العائلي :

أكبر بكثير لدى الأشخاص الذين لديهم أب أو أم أو اخ أو أخت أو ابن أو ابنة مصابين بمرض ألزهايمر، ويزداد الخطر اذا كان هناك أكثر من شخص في نفس العائلة مصاب بالمرض.وقد تلعب العوامل الوراثية(الجينات) أو العوامل البيئية أو كليهما دورا اساسيا حين يميل المرض للإنتقال من جيل إلى آخر في العائلة الواحدة

الجينات والوراثة

يعرف العلماء ان للجينات دورا في الإصابة بمرض الزهايمر حيث وجد الأطباء أن هناك فئتان من الجينات بإمكانها ان تحدد إذا ما كان لدى الشخص استعدادا جينيا للإصابة بالمرض من عدمه.واستنتج العلماء أن الجينات المسئولة عن مرض ألزهايمر في كل من الفئتين.

جينات تزيد من مخاطر الإصابة بالمرض ولكنها لا تؤكد حدوثه.

وقد تمكن العلماء حتى الآن من تحديد جين واحد مسئول عن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر يدعى Apolipoprotien E-e4 يعتبر APOE-e4 أحد الثلاث أنواع المعروفة من الجين APOE وهي: APOE-e2 و APOE-e3. ويوفر الجين APOE مخططا ابتدائيا أساسيا لأحد البروتينات المسئولة عن نقل الكوليسترول في مجرى الدم. ويرث كل شخص نسخة من شكل ما من أشكال APOE من أحد الوالدين. ووجد أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر يزداد عند الأشخاص الذين ورثوا نسخة واحدة من الجين APOE-e4 وتزداد أكثر لدى الأشخاص الذين ورثوا نسختين من الجين بالإضافة إلى مسئولية الجين APOE-e4 في ظهور أعراض ألزهايمر في سن أصغر عن المعتاد . ولا يوجد لدى العلماء حتى الآن تفسيرا كيف يرفع الجين APOE-e4 raises من خطر الإصابة بالمرض ولا يعتبرون استنتاجاتهم حقائقا علمية ثابتة. كما يعتقد العلماء بوجود عوامل خطر أخرى عديدة مسببة لمرض ألزهايمر بالإضافة للجين APOE-e4

اقرأ أيضا:  البروتين النباتي أفضل من الحيواني

جينات ذات علاقة قطعية ومباشرة لحدوث المرض عند الأشخاص الوارثين لها.

وجد العلماء أن هناك جينات نادرة تتسبب مباشرة في حدوث المرض لدى حوالي المئات من العائلات الممتدة حول العالم. ويسمى مرض ألزهايمر ب”مرض ألزهايمر العائلي” حين تتسبب مثل تلك الجينات القطعية في حدوثه وحين يكون هناك العديد من أفراد تلك العائلة عبر أجيال متعددة مصابين بالمرض. ويشكل مرض ألزهايمر العائلي الحقيقي خمسة بالمائة فقط من مجموع حالات مرض ألزهايمر. وتتوفر الفحوصات الجينية لكل من جين APOE-e4 والجينات النادرة المسئولة عن حدوث مرض الزهايمر، وعلى الرغم من ذلك فإن خبراء الصحة لا يوصون في الوقت الحالي بالفحص الجيني كإجراء روتيني للكشف عن مرض ألزهايمر ولكنهم يوصون بادراجه كجزء من الدراسات البحثية.

التدخين

الأدلة تتزايد على أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 50 في المئة. في أواخر عام 2007، أفاد باحثون هولنديون الذي تابعوا 7،000 شخصا في سن 55 أو أكثر لمدة 7 سنوات أن المدخنين  كانوا أكثر عرضة للاصابة بالعته من الناس الذين لم يدخنوا أبدا أو أقلعوا عن التدخين ، كما أن التدخين يضر نظام القلب والأوعية الدموية ويسبب الإجهاد التأكسدي، و كلها عوامل ترتبط مع مرض الزهايمر.

 السكري:

الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 لديها على الأقل ضعف مخاطر الاصابة الزهايمر مقارنة مع الأشخاص غير المصابين بالسكري، حيث وجدت بعض الدراسات أن ارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع مخاطر الخرف ، وقد يسبب ارتفاع سكر الدم مشاكل الأوعية الدموية، والسكتات الدماغية، و من تم فإن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ قد يسبب الضرر الذي يمكن أن يؤدي إلى الخرف الوعائي، وهو نوع من الخرف الذي يمكن أن يظهر مع مرض الزهايمر.

كما أن مقاومة الانسولين يؤدي إلى الالتهاب الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ، وتحدث مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري عندما لا يتمكن الجسم من استخدام الانسولين بشكل صحيح لنقل الجلوكوز من الدم واستخدامه بشكل صحيح ،وبالتالي قد ينتج البنكرياس أنسولين إضافي للتعويض، والذي يتراكم في الدم ويخلق الالتهاب، التي تسبب الضرر لخلايا المخ، كما أن مقاومة الانسولين تعطل التشكيل السليم للخلايا العصبية في الدماغ .

زيادة الوزن أو السمنة في منتصف العمر

زيادة الوزن أو السمنة وفقا لمؤشر كتلة الجسم يرتبط بشكل جيد مع زيادة مخاطر الإصابة بالعته، و قد وجدت دراسة أن النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن في سن 70 أكثر عرضة لتطوير مرض الزهايمر في 10 إلى 18 سنة المقبلة، كما أن الناس الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة لمشاكل صحية ترتبط أيضا بمرض الزهايمر، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري.

اقرأ أيضا:  أدوية علاج إدمان الاستروكس

اصابات الرأس

تشير الدلائل إلى وجود علاقة قوية بين اصابات الراس الخطيرة واحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر في المستقبل، ولذلك حاول ان تحمي رأسك بالحرص على ربط حزام المقعد, ولبس خوذة الرأس عند ممارستك للإنشطة الرياضية التي تتطلب ذلك أو عند قيامك بالإصلاحات المنزلية.

مستوى التعليم

في كثير من الأحيان يتأثر الناس مع مستويات أقل من التعليم بمن مرض الزهايمر، و يشير الباحثون أن التعليم أطول يساعد الدماغ على أن يصبح أقوى و أكثر تطورا،وأكثر كثافة، و يخلق وصلات أكثر تعقيدا بين خلايا الدماغ، و كل هذا يساعد الدماغ على أن يكون أكثر قدرة على الصمود في وجه الضغوط الشاذة المرتبطة بمرض الزهايمر والتعويض عن التغيرات التي تحدث.

اتباع نظام غذائي صحي غني بالمواد المضادة للاكسدة

على الرغم من عدم وجود “نظام غذائي للوقاية من الزهايمر” إلا أن مجموعة متزايدة من البحوث تشير إلى أن الصحة والتغذية تؤثر علىخلايا المخ وربما تقي أو تؤجل التدهور المعرفي، و قد تنخفض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر على وجه التحديد لدى الأشخاص الذين يستهلكون:

فيتامين (ب): حيث أن الأشخاص الذين يعانون من نقص حمض الفوليك (B-9) معرضون بشكل أكبر لمخاطر الإصابة بالخرف، وأظهرت الأبحاث السابقة أن تناول فيتامين B-12 يقي من الإصابة .

فيتامين E: أولئك الذين يستهلكون كميات أكبر من الأغذية العنية بمضادات الأكسدة لديهم معدلات أقل من مرض الزهايمر، ولم يثبت أن مكملات فيتامين E لها تأثير الوقائي.

فيتامين C: مضادات الأكسدة الأخرى، وفيتامين C لها تأثير وقائي لدى بعض الناس،حيث أن المواد المضادة للاكسدة تقاوم آثار الإجهاد التأكسدي الذي يرتبط بتلف الخلايا العصبية والوفاة، ولن الافراط في تناول فيتامين C لم يقلل من مخاطر الزهايمر في دراسة حديثة شملت 2،969 شخص في سن 65 سنة.

اتباع نظام غذائي صحي للقلب: الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا متوازنا عموما هم أقل عرضة لتطوير مخاطر الزهايمر، بما في ذلك السمنة، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية والكربوهيدرات المعقدة.

ممارسة الرياضة 

خفضت ممارسة الرياضة بشكل منتظم من خطر الخرف بنسبة تصل إلى 40 في المئة في دراسة أجريت عام 2006 و شملت ما يقرب من 2،000 شخص من سن 65 سنة فما فوق، و أظهرت دراسات أخرى أن النشاط البدني لمدة 15 دقيقة على الأقل، ثلاث مرات في الأسبوع يقلل من خطر السمنة والقلب والأوعية الدموية و كلها شروط مرتبطة بمرض الزهايمر، ويقلل من خطر الإصابة بالخرف.

التحفيز الذهني

تشير العديد من الدراسات أن التدريبات العقلية تقلل من خطر الاصابة بالخرف، حيث أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين حضروا المتاحف وشاركوا في حل الألغاز، وقراءة الصحف كانوا 47 في المئة أقل عرضة لتطوير مرض الزهايمر بعد أربع سنوات من أولئك الذين لم يمارسوا مثل هذه الأنشطة ، ولا يمكن لأنشطة الدماغ أن تمنع مرض الزهايمر، ولكنها تساعد الدماغ على الصمود أمام التغيرات الجسدية المرتبطة به، و السر هو أن يكون التحفيز المستمر.

 المشاركة الاجتماعية
تعتبر العزلة أحد عوامل الخطر لتطوير الخرف، وربما يعود هذا الأمر إلى قلة فرص التحفيز الذهني، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2007 أيضا أن الأشخاص الذين كانوا محاطون بالآخرين ولكنهم يشعرون بالوحدة كانوا أيضا أكثر عرضة لمرض الزهايمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *