الشكل الجمالى للعنق بعد عمليات الغدة الدرقية

للحصول على نتائج أفضل من ناحية المظهر الجمالي للعنق، فإن على الجراحين العامين اتباع خطوات الجراحات التجملية أثناء إجرائهم عمليات الغدة الدرقية. ويرى الباحثون من كلية الطب التابعة لجامعة جورجيا بالولايات المتحدة، أن هاجس كثير من المرضى هو شكل أعناقهم بعد ندبة الجرح الذي يُخلفه استئصال إما أجزاء من الغدة الدرقية أو كامل الغدة تلك.

والمعلوم أن الغدة الدرقية هي عضو صغير على شكل جناحي الفراشة، ملتصق في المنطقة المتوسطة على مقدمة العنق. ويتم إجراء أنواع متعددة من العمليات الجراحية لمعالجة حالات شتى من الاضطرابات الوظيفية أو البنيوية لها. ولأنها تقع في منطقة حساسة من الجسم، من ناحية تأثيرها على الشكل الجمالي للعنق، وللوجه عموماً، فإن واحدة من الأسئلة المهمة التي يطرحها المرضى على الجراحين هي ضمانات عدم الإخلال بالجمال في تلك المنطقة من الجسم وكيفية تحقيق ذلك.

الشكل ما بعد العملية

وقام الدكتور ديفيد تيرس، رئيس قسم جراحات العنق والرأس والحلق والأذن بكلية طب جامعة جورجيا، بمتابعة عينة عشوائية من المرضى، بلغت حوالي 250 شخصا ممن تم لهم إجراء عمليات في الغدة الدرقية. وكانت أولى الملاحظات للباحثين هي ذلك القلق الذي أبداه المرضى حيال مظهرهم الجمالي بعد الخضوع لتلك العملية. وتحديداً شكل الجرح وندبته بعد التئامه في الرقبة.

وقال الدكتور تيرس، إن ما يهم المرضى هو كبر حجم ندبة الجرح، وهل يُمكن عدم ظهور ذلك بالأصل أو إخفاؤه في ضمن ثنيات جلد الرقبة العرضية، وما ضمانات أن تلتئم أطراف الجرح بطريقة سليمة تُعطي المظهر الطبيعي لجلد الرقبة. والقراءة المتأنية لمثل هذه التساؤلات من المرضى، إنما تعكس أن هناك ثقة من المرضى في نجاح المعالجات الجراحية للأطباء في تعاملهم مع مشاكل الغدة الدرقية، وأن المرجو هو مستوى أفضل في نتائج العمليات الجراحية تلك.

لأن الاهتمام حينما يكون منصباً بشكل أكبر نحو الشكل التجميلي الذي يُخلفه اجراء العملية، فإن الرسالة الموجهة للأطباء التي تقولها هذه الدراسة، المنشورة في عدد يوليو (تموز) من مجلة منظار الحنجرة، لهم هي أن المأمول منكم أداء مستوى عال من الخدمة الجراحية، وليس مجرد النجاح في الاستئصال الجراحي للغدة أو لبعض من أجزائها.

وهو الأمر الذي دفع الدكتور تيريس، الباحث الرئيس في الدراسة، إلى القول: في حين أن الأولوية هي لعلاج مشكلة الغدة، إلا أن من الممكن بالإضافة إلى ذلك القيام أيضاً بتحقيق مستوى عال من النتائج التجميلية، في مكان العملية. وأعطى مثالاً بسيطاً لذلك، وهو قيام الجراح بتحديد خط فتحة الجرح في الرقبة، الذي سيُعمل مشرطه فيه للوصول إلى الغدة الدرقية، حينما يكون المريض جالساً أو واقفاً.

لأن ثنيات جلد الرقبة في هذه الوضعية تُسهل على الجراح تحديد الخط الذي لو تم فيه فتح الجرح، لامكن بالتالي إخفاء الندب، التي تظهر عند التئام الجرح بعد العملية، داخل تلك الثنيات الجلدية. هذا بخلاف ما لو تم تحديد الخط حينما يكون المريض مستلقياً على ظهه، لان الخطوط الطبيعية لثنيات الجلد لن تكون واضحة تماماً حينذاك.

اقرأ أيضا:  اصنعي كريمات تفتيح وترطيب الجلد بنفسك

تقليل التشوهات: وقال الدكتور تيريس، حين تحديد مكان عمل مشرط الجراح على الجلد، فإن المراد هو اختيار مكان تختفي بموجبه ندبة جرح الرقبة أثناء الجلوس لتناول العشاء مثلاً، وليس بحسب ما يبدو عليه جلد الرقبة المشدودة حين الاستلقاء على طاولة العمليات.

وأضاف ان تقنيات أخرى يُمكن للجراح بمراعاتها تقليل التشوهات التي قد تبدو على ندبة جرح بذلك الحجم في منطقة حساسة، من الناحية التجملية، في الرقبة. ومنها:

ـ تشذيب الزوائد الجلدية على أطراف حدود الجرح قبل تلصيق كلا الطرفين على بعضهما بعضا.

ـ استخدام أنواع من الصمغ الجراحي بدلاً من تلحيم طرفي الجرح بالخياطة الجراحية.

ـ الاهتمام بتقليل حصول أي إصابات جراحية في منطقة الرقبة لا لزوم لها.

ـ تقليل استخدام أنابيب تُوضع في الجرح أثناء العملية، وتبقى في الأيام الأولى ما بعد العملية، لتسهيل إخراج ما يتجمع من سوائل أو دم تحت الجلد في منطقة العملية. ومن شأن الاهتمام بهذه العناصر الخمسة، تقليل فرص حصول أي احتمالات لنمو كتل من الأنسجة الليفية الضامة في منطقة جرح العملية الجراحية. التي يُؤدي ظهورها إلى حصول تشويه لشكل الجلد.

تشذيب الزوائد الجلدية واستخدام صمغ جراحي خاص يقللان من تشوهات الندبة المتخلفة

عملية الغدة الدرقية ويعني مصطلح عملية الاستئصال للغدة الدرقية thyroidectomy، الإزالة الجراحية إما لكامل أنسجة الدرقية، أو بعض منها. وتشمل دواعي إجراء العملية هذه إما ظهور أورام سرطانية فيها، أو حصول تضخم في الغدة الدرقية مصحوب باضطرابات وظيفية فيها ولا يُمكن السيطرة علي تداعيات ذلك بالوسائل العلاجية غير الجراحية، أي أن كليهما لدواع علاجية. أو لإزالة وجود تضخم في الغدة الدرقية يُشوه شكل منطقة الرقبة، أي لدواع تجميلية.

وبشكل عام، تتم العملية بأربع خطوات أساسية متسلسلة:

الأولى، كشف منطقة الغدة الدرقية، عبر عمل فتحة جراحية كافية في جلد الرقبة المغطي للغدة الدرقية.

والثانية، قطع تغذية وتوصيلات الأوعية الدموية المتصلة بالغدة الدرقية، وتحديداً ربط أو كي الشرايين الصغيرة المغذية لها.

والثالثة، القيام باستئصال أنسجة الغدة الدرقية عبر تحريرها من الالتصاق بالأنسجة والأعضاء المحيطة بها. والرابعة، إغلاق المنطقة وتخييط مكان فتحة جرح العملية.

والاهتمام بإجراء كل هذه الخطوات بطريقة سليمة وعالية من الناحية الحرفية في الأداء، يُحدد ليس فقط النجاح في إجراء العملية من دون أي مضاعفات خطيرة أو بالغة الضرر على المريض وسلامته، بل أيضاً في نجاح عدم حصول أي تشوهات تجملية في شكل الرقبة ومظهر الجلد فيها.

ويبدأ الاهتمام بالشكل النهائي لجلد الرقبة من خلال عدة عناصر. وهي ما تشمل:

اقرأ أيضا:  الغدة الدرقية Thyroid gland

ـ تحديد مدى الحاجة أصلاً للعملية الجراحية في الغدة الدرقية، وفي أي منطقة منها يُراد إجراء العملية.

ـ على يد مَنْ من الجراحين يتم إجراء العملية؟

ـ تحديد خط إجراء فتحة الجلد بما يُلائم الخطوط الطبيعية لثنيات جلد الرقبة.

ـ إجراء الشق الجراحي للجلد بمهارة عالية لا تُحدث أي تعرجات أو نتوءات في خط الجرح.

ـ التأكد من إجراء مراحل قطع توصيلات الأوعية الدموية ، بحيث لا يكون هناك مجال لحصول نزيف داخلي أثناء أو بعد العملية، ما قد يفرض على الجراح من باب الإحتياط أو الضرورة وضع أنابيب تصريف ما يتجمع من سوائل أو دم بعد تخييط الجرح. وهي أنابيب مفيدة إذا ما كانت ثمة ضرورة، وتُسحب بعد بضعة أيام عادة عند التأكد من عدم استمرارية وجودها.

ـ استئصال أنسجة الغدة من دون الإضرار بالأنسجة أو الأعضاء المحيطة، خاصة الأعصاب التي تمر في تلك المنطقة أو الاوعية الدموية. كذلك الغدد الجاردرقية المغروسة في أنسجة الغدة الدرقية كأربع عقد نسيجية، مختلفة الوظيفة تماماً عن الغدة الدرقية.

ـ الاهتمام بتطبيق تقنيات متقدمة في تلصيق طرفي الجرح. وهو ما يتوفر له العدد من الاختيارات للجراحين بغية تحقيق نقاء أعلى في مظهر الجلد الخارجي بعد تمام عملية التئام جرح العملية.

اضطرابات الغدة الدرقية.. ووسائل المعالجة الغدة الدرقية عضو بشكل جناحي الفراشة، يقع في مقدمة العنق، مباشرة تحت بروز الحنجرة أو ما يُسمى بتفاحة آدم، مغطية بذلك أجزاء العنق من القصبة الهوائية. ويبلغ وزنها ما بين 10 إلى 20 غراما. ومع ذلك تُعتبر من الناحية التشريحية واحدة من أكبر الغدد في الجسم.

وتشير المصادر الطبية إلى أن أول من اكتشفها هو توماس وارتون في عام 1656، وأن الهورمون الذي تُفرزه تم التعرف عليه في القرن التاسع عشر. ويتحكم هذا الهورمون في مستوى نشاط عمل خلايا الجسم كله من نواحي العمليات الكيميائية الحيوية. وتشمل مجموعات الأمراض التي قد تطال الغدة الدرقية العناوين التالية:

ـ زيادة، فرط، نشاط الغدة الدرقية، أو كسل، خمول، الغدة الدرقية. وهو ما يرتبط إما بتوفر إفراز كميات عالية من هورمون الغدة الدرقية أو تدني مستوى وجوده في الجسم. وثمة أسباب عدة لحصول أي من اضطرابات الزيادة أو النقص في مستوى الهورمون. وهما من الحالات الشائعة، إذْ تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 2% من الناس عموماً لديهم إما نقص أو زيادة في افراز الهورمون الدرقي.

ـ تضخم كامل الغدة الدرقية، أو أجزاء منها.

ـ وجود أحد أنواع الأورام في الغدة الدرقية، سواء كانت حميدة أو خبيثة.

وتتنوع وسائل معالجة اضطرابات الغدة الدرقية، ومنها ما هو علاج طبي غير جراحي، ومنها الجراحي، ومنها أيضاً الإشعاعي، وذلك بحسب الحالة ونوعية الخلل الوظيفي أو البنيوي في الغدة.

المصدر : masrawy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *