الناسور الشرجي Anal Fistula

الناسور الشرجي هو وجود اتصال غير طبيعي بين عضوين في الجسم أو بين سطحين نسيجيين. والناسور الشرجي عبارة عن قناة صغيرة غير طبيعية يمكن أن تنشأ بين نهاية الأمعاء والجلد المحيط بمنطقة الشرج (العجان).

عرف الإنسان الناسور الشرجي منذ العصور القديمة، فقد ورد ذكرها في برديات إيبرس في العام 1550 قبل الميلاد، كما ذكرها الإغريق، وأول حالة ذكرت باستفاضة كانت إصابة ملك فرنسا لويس الرابع عشر بها والمعالجة الناجحة التي تلقاها.

وكي نفهم أسباب الناسور الشرجي وأعراضه ومضاعفاته، لابد من معرفة تشريح القناة الشرجية.

تشريح القناة الشرجية

القناة الشرجية هي آخر أقسام الجهاز الهضمي، ويوجد فيها مصرتان عضليتان (المصرة الشرجية الداخلية والمصرة الشرجية الخارجية) تحيطان بها. تتألف المصرة الشرجية الداخلية من عضلات ملساء لا يتحكم بها الإنسان إرادياً، بينما تتألف المصرة العضلية الخارجية من عضلات هيكلية ويتحكم بها الإنسان إرادياً. وهاتان العضلتان معاً مهمتان جداً من أجل حصر البراز.

طبيب ع داخلية تشريح الشرج

تتبدل بطانة القناة الشرجية بعد حوالي سنتمتر أو اثنين داخل القناة الشرجية، ويوجد خط يعلم هذا التغير اسمه الخط المُسنن. تتوضع الغدد الشرجية بين الطبقات المتراكبة للمعصرتين الداخلية والخارجية، وتنفتح داخل القناة الشرجية عند مستوى الخط المُسنن.

قد يظهر نهاية الناسور على شكل فوهة على الجلد المحيط بالشرج. ونصنف النواسير عادةً على قسمين:

  • بسيطة أو مُعقدة: وذلك بحسب فيما إذا كان الطريق الناسوري مفرد أو كان هناك تداخلات متشابكة.
  • منخفضة أو عالية: وذلك بحسب موقعها ومدى قربها من عضلات المعصرة.

أسباب الناسور الشرجي

تنجم معظم النواسير الشرجية عن الخراجات الشرجية. وينشأ عدد قليل من النواسير بسبب حالات أخرى، كما في داء كرون أو الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس أو الرض أو السل أو السرطان أو التهاب الرتوج.

اقرأ أيضا:  مرض السكرى الشاى الأخضر مفيد لمرضى السكري

أعراض الناسور الشرجي

قد يشكل أي مما يلي عرض أو علامة على النواسير الشرجية:

  • خراجات شرجية متكررة.
  • ألم وتورم حول الشرج.
  • ألم عند التبرز.
  • نزيف.
  • نز أو قيح مُدمى أو ذو رائحة براز من فوهة حول الشرج. وقد يقل الألم بعد تفريغ الناسور.
  • تهيج الجلد حول الشرج بسبب النز المتواصل.
  • حمى وقشعريرة وإحساس عام بالتعب (غير أن هذه الأعراض قد تنجم عن أي اضطراب).

تشخيص الناسور الشرجي ؟

يمكن للطبيب عادة أن يشخص الناسور الشرجي عن طريق فحص المنطقة المحيطة بالشرج، وسيبحث عن فوهة خارجية على الجلد. سوف يجرب الطبيب فيما لو كانت النواسير مرئية تحديد عمق واتجاه طريق الناسور. ويمكن في الكثير من الأحيان مشاهدة نزيز خارج من الفوهة الخارجية.

لا يمكن مشاهدة بعض النواسير على سطح الجلد، وقد يلزم الطبيب في هذه الحالة إجراء فحوص إضافية، بدءاً بتنظير الشرج، والتي سوف يستخدم فيه معدات خاصة لرؤية داخل الشرج والمستقيم. كما قد يستخدم الطبيب الإيكو أو الرنين المغناطيسي لمنطقة الشرج ليكشف بشكل أفضل الطريق الناسوري.

كذلك قد يرغب الطبيب في حال اكتشاف الناسور القيام بفحوص إضافية لمعرفة فيما إذا كانت الحالة مرتبطة بداء كرون، وهو مرض التهابي يصيب الأمعاء.

 علاج الناسور الشرجي :

يتمثل الهدف من وراء علاج الناسور الشرجي في إزالة الطريق الناسوري، ومنع عودة الناسور، والمحافظة على قدرة التحكم بالتبرز. دائما ما يجتاز الناسور أو يعبر من خلال قسم من المعصرة الشرجية الداخلية، وعادة ما يجتاز بعض أو كل المعصرة الشرجية الخارجية.

anal-absess-fistula

تحتاج معالجة الناسور الشرجي الجراحة في غرفة العمليات تحت التخدير العام أو التخدير الناحي. يمكن تدبير غالبية النواسير الشرجية ببساطة عن طريق فتح الطريق الناسوري. ويتضمن هذا تقسيم النسيج المغطي، ويتضمن هذا قسم من المعصرتين. ويستأصل النسيج الالتهابي المزمن ونسمح للجرح بالالتئام ثانوياً ليتشكل نسيج ندبي.

اقرأ أيضا:  علاج الإمساك المزمن

بالنسبة للنواسير التي تمتد على المعصرة الشرجية الداخلية وقسم من المعصرة الشرجية الخارجية، يوجد خطورة بسيطة للإصابة بسلس البراز بعد العملية الجراحية. وكلما ازداد القسم الذي يجتازه الناسور من المعصرة الشرجية الخارجية، ازدادت خطورة الإصابة بسلس البراز التالي للجراحة بعد تقنية الفتح.

توجد معالجات بديلة للأشخاص الذين تكون خطورة إصابتهم بسلس البراز كبيرة للغاية عند استخدام هذه التقنية. والطريقة الأكثر شيوعاً هي استخدام الخِزامة seton. والخزامة هو خيط نمرره في الطريق الناسوري. وقد يصنع هذا الخيط من مواد متنوعة كثيرة، بما في ذلك خيوط الحرير أو النايلون أو البلاستيك.

طبيب ع داخلية نواسير خزامة

يمكن أن نستخدم الخزامة بطرق مختلفة، وهي قد تعمل على شكل منازح لتقي من نكس العدوى. ويمكنها أن تعلم موضع الطريق الناسوري لتسمح بتقسيمه إلى مراحل، وهو ما يقلل فرصة حدوث سلس البراز بعد الجراحة. وفي النهاية تشد الخزامة على فترات متقطعة لتقليل مرورها بعضلات المعصرات ببطء. والسبب هنا أن التندب والالتئام يحدثان بينما يتم تصغير الخزامة، ما يمنع تقسيم العضلات فجأة.

يوجد عدد من الإجراءات الجراحية المعقدة للمرضى الذين لا يستفيدون على تقنية الكشف أو الخزامة. والطريقة الأكثر شيوعاً هي تصنيع غطاء نسيجي في القناة الشرجية لتغطية الفوهة الداخلية بالإضافة إلى تفريغ الفوهة الخارجية للطريق الناسوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *