نسبة الكرياتينين التى تؤدى الى الفشل الكلوي وغسيل الكلى

تزيل الكليتان الفضلات المتراكمة في الجسم، علاوة على سحب الماء الفائض عن حاجته. ويمكننا الاستفادة من الفحوص المختبرية التي نجريها على البول وعلى الدم لمعرفة مدى كفاءة أداء الكليتين لوظيفتهما ومدى سرعة إزالة الفضلات من الدم. وهذا يساعدنا في معرفة نسبة الكرياتينين التي تؤدي الى الفشل الكلوي وغسيل الكلى.

كما تفيدنا الفحوص البولية في تحديد فيما إذا كانت الكليتان ترشحان كميات غير عادية من البروتينات، والذي يقدم إشارة على وجود أذية كلوية.

الكرياتينين هو مركب كيميائيّ يتبقى في الجسم بعد العمليّات التي تنتج الطاقة فيه، وتصفي الكليتان الكرياتينين من الدم، ليخرج بعدها من الجسم مع البول كواحدة من الفضلات الموجودة فيه.

ويساعد قياس الكرياتينين في الدم والبول الطبيب على تقييم مدى جودة قيام الكليتين بوظائفها.

ما هو الكرياتينين؟

يًعد الكرياتينين أساسًا على أنه ناتج استقلابي للكرياتين فوسفات (وهو مُركب يعمل كمصدر طاقَة للعضلات). وبذلك يكون الكرياتينين عبارة عن واحدة من الفضلات الناجمة عن بناء وهدم العضلات في الجسم.

ويتواجد الكرياتينين في الدم (الكرياتينين المصلي)، وتقوم الكليتان بتصفيته من الجسم بمعدل ثابت (في أجزاء مجهرية في الكلية اسمها الكبة والأنبوب القريب).

كم تبلغ نسبة الكرياتينين الطبيعية؟

يكون لدى معظم الرجال الذين لديهم وظيفة كلوية طبيعية نسبة كرياتينين تصل الى 0.6-1.2 ملي غرام/ديسي لتر.

بينما يكون لدى النساء اللائي لديهن وظيفة كلوية طبيعية نسبة كرياتينين تصل الى 0.5-1.1 ملي غرام/ديسي لتر، لكن يكون عند النساء نسبة كرياتينين أقل عادة من الرجال لأن الكتلة العضلية عندهن أقل منها عند الرجال.

وتتضمن العوامل الأخرى التي تؤثر على نسبة الكرياتينين في الدم كل من: وزن الجسم، ونشاط الشخص، والأدوية التي يتناولها.

حساب تصفية الكرياتينين

تصفية الكرياتينين عبارة عن قياس نجريه من أجل تقدير مدى حسن قيام الكلى بوظيفتها، والمتمثلة في إخراج مادة الكرياتينين من البول وطرحها إلى خارج الجسم.

و نحسب تصفية الكرياتينين من خلال الجمع بين قياس الكرياتينين في بول نجمعه من المريض خلال 24 ساعة، والكرياتينين المصلي الذي نقيسه في نفس الفترة الزمنية.

نحسب تصفية الكرياتينين على شكل ملي ليتر من الكرياتينين في الدقيقة لمساحة سطح الجسم الكلية (مل/دقيقة/مساحة سطح الجسم).

معدل تصفية الكرياتينين الطبيعي عند الرجال بأعمار تتراوح بين 19 و75 سنة هو 77-160 مل/دقيقة/مساحة سطح الجسم. أما لدى النساء فيمكن معرفة تصفية الكرياتينين لديهن بحسب العمل من الجدول التالي:

العمر (السنة)تصفية الكرياتينين (مل/دقيقة/سطح الجسم)
18-2978-161
30-3972-154
40-4967-146
50-5962-139
60-7256-131

ما هو الفرق بين تصفية الكرياتينين ومعدل الترشيح الكبيبي؟

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين تصفية الكرياتينين (والتي نرمز لها بـCRCL) وبين معدّل الترشيح الكبيبي (والذي نرمز له بـGFR)، في أن معدل الترشيح الكبيبي يقيس معدل جريان السوائل المصفاة عبر الكلى، بينما تصفية الكرياتينين هي حجم البلازما الدموية التي يتم تنظيفها من الكرياتينين خلال وحدة زمنية معينة.

اقرأ أيضا:  تكيس الكلية ، مرض الكلى متعدد التكيس

وبغض النظر عن ذلك، يمكننا اعتبار تصفية الكرياتينين على أنها طريقة مفيدة لحساب معدل الترشيح الكبيبي.

ماذا يفيد فحص الكرياتينين؟

يشير وجود مستويات مرتفعة من الكرياتينين في الدم ومستويات منخفضة له في البول عادة إلى وجود مرض في الكلى، أو لوجود اضطراب آخر يؤثّر على وظيفة الكلى، من مثل:

بيد أن النتائج غير الطبيعية لا تدل دومًا على وجود مرض كلوي. حيث يمكن للحالات التالية أن تسبب ارتفاعًا مؤقتًا في مستويات الكرياتينين:

  • الحمل.
  • التمارين الرياضية الشاقة.
  • النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء.
  • أدوية معينة: لدى بعض الأدوية تأثيرات جانبية تتمثل في رفع مستوى الكرياتينين.

نسبة الكرياتينين التي تؤدي إلى الفشل الكلوي وغسيل الكلى

نستخدم فحص نسبة الكرياتينين في الدم (الكرياتينين المصلي) عادة بهدف:

  • الكشف عن أمراض الكلى،.
  • للتحري عن الاضرابات الناجمة عن الحصوات الكلوية.
  • عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • أو لو كان لدى المريض أعراض غير محددة مثل التعب.

وكذلك نستخدمه في:

  • مراقبة وظائف الكلى بعد زراعة الكلى.
  • في الفشل الكلوي.
  • عند المصابين بمرض التهاب كبيبات الكلى الذين يتناولون دواء معدلًا للمرض.

كما يمكن الاستفادة من الكرياتينين المصلي لمراقبة تأثيرات الأدوية السامة للكلية مثل الجنتمايسين أو أدوية السرطان.

نتائج فحص الكرياتينين

تشير القراءات المنخفضة لفحوص معدل الترشيح الكبيبي وتصفية الكرياتينين لوجود مرض كلوي.

ويمكن لهذا الانخفاض في الوظيفة الكلوية إما أن يكون حادًا (مفاجئًا، وغالبًا ما يمكنه أن يتراجع)، أو مزمنًا (طويل الأجل ودائم).

غير أن الوظيفة الكلوية وتصفية الكرياتينين تنخفض مع تقدم العمر. لكن والحمد لله، تملك الكليتان قدرة احتياطية هائلة. وبهذا يمكن لمعظم الناس أن يفقدوا ما بين 30% و40% من وظيفتهم الكلوية دون أن يعانوا من مشاكل كبيرة.

ويقيّم الأطباء شدة الفشل الكلوي بالاعتماد على نظام تصنيف مراحل بحسب معدل الترشيح الكبيبي GFR كما يلي:

  • مرحلة 1: GFR يساوي 90 أو أكثر (وظيفة كلوية طبيعية).
  • مرحلة 2: GFR يساوي 60-89 (تتراجع خفيف للوظيفة الكلوية).
  • مرحلة 3a: يكون GFR يساوي 45-59 (تراجع من الخفيف إلى المتوسط للوظيفة الكلوية).
  • مرحلة 3b: يكون GFR يساوي 30-44 (تراجع من المتوسط إلى الشديد للوظيفة الكلوية).
  • مرحلة 4: GFR يساوي 15-29 (تراجع شديد للوظيفة الكلوية).
  • مرحلة 3: GFR يساوي أقل من 15 (فشل كلوي يحتاج لغسيل الكلى).
اقرأ أيضا:  التهاب المجاري البولية عند الحامل : الأعراض، والعلاج والوقاية

ما هي أعراض ارتفاع مُستويات الكرياتينين؟

ليست معرفة نسبة الكرياتينين التي تؤدي الى الفشل الكلوي و غسيل الكلى فقط هي التي تساعدنا على تقييم خطر الفشل الكلوي فقط، بل أن مراقبة الأعراض وتحديدها يساعد أيضًا.

فارتفاع مستوى الكرياتينين (مثله مثل ارتفاع البروتين في الدم) هو مؤشر على وجود مشكلة صحية، وليس مشكلة صحية قائمة بحد ذاتها.

ولو كان ارتفاع مستوى الكرياتينين ناجم عن مشكلة كلوية، فسوف يشكو المريض من أعراض مرتبطة بالمشكلة ذاتها. حيث تتسبب المشاكل الكلوية بمشاكل بولية وباضطرابات مرتبطة باحتباس السوائل.

ولو لم تعد الكليتان تعملان بفعالية كافية لإزالة السموم والفضلات من الجسم، فسوف يشكو المصاب من عدد كبير من الأعراض من مثل:

  • تعب.
  • ألم في الصدر.
  • تشنجات في العضلات.
  • تقيؤ.
  • تعب وإنهاك.
  • تغيرات في عدد مرات التبول وفي مظهره.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • انتفاخ أو احتباس سوائل.
  • حكة.

ماذا يجب أن تفعل في حال انخفاض تصفية الكرياتينين؟

من أجل تجنب الوصول إلى نسبة الكرياتينين التي تؤدي إلى الفشل الكلوي وغسيل الكلى، سوف يضع الطبيب خطة عمل مع المريض من أجل السيطرة على المشكلة.

الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي هي ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر.

ولهذا لو كان الشخص مُصابًا بأحد هذين المرضين، سوف تتمثل الخطوات الأولى للسيطرة عليهما بما يلي:

  • وضع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة.
  • تناول الأدوية.

علاوة على أن المريض قد يحتاج للقيام بالمزيد من الفحوص من أجل تحديد سبب الفشل الكلوي.

وسوف يسمح فحص معدل الترشيح الكبيبي وتصفية الكرياتينين بشكلٍ منتظم بمتابعة أي تراجع في الوظيفة الكلوية بمرور الوقت. حيث يمكن للطبيب بعد ذلك ان يجري تغييرات على أدوية المريض لتتلاءم مع التغيرات في الوظيفة الكلوية.

بما أن الأدوية التي تباع بدون وصفة طبية (مثل أدوية الصداع والمسكنات)، وكذلك المكملات الغذائية والأعشاب بمقدوها أن تؤثر على الكليتين، لذلك لا يمكنك تناول أي من المواد السابقة دون استشارة طبيب.

لا يحتاج معظم مرضى الفشل الكلوي للخضوع لغسيل الكلى إلا بعد أن تهبط قيم تصفية الكرياتينين ومعدل الترشيح الكبيبي إلى أرقام منخفضة جدًا.

لكن بما أن الوظيفة الكلوية تتراجع بشكلٍ طبيعي مع التقدم بالعمر، فلا بدل من أخذ إجراءات مبكرة على قدر الإمكان من أجل المحافظة عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *