الصرع عند الأطفال

الصرع عند الأطفال حالة طبية مزمنة تتميز بنوبات اختلاجية متكررة (هو حدث ناجم عن تغير وظيفة الدماغ بسبب تفريغ غير طبيعي أو مفرط للكهربائية من خلايا الدماغ).

pediatric-convulsion-77-638وبصفته أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً، يؤثر الصرع على ما يصل إلى واحد بالمئة من السكان في الولايات المتحدة. حيث تُشخّص إصابة أكثر من 45000 طفل في سن 18 أو أصغر بالصرع كل عام.

أسباب الصرع عند الأطفال

مع أن النوبات الاختلاجية لها العديد من الأسباب المعروفة، إلا أن السبب في معظم الأطفال يبقى مجهولاً. وفي العديد من هذه الحالات، يوجد هناك تاريخاً أسرياً لبعض نوبات الاختلاج. وتشمل الأسباب المتبقية العدوى مثل الالتهاب السحائي، ومشاكل نمائية مثل الشلل الدماغي، ورضوض الرأس، والعديد من الأسباب الأخرى الأقل شيوعاً.

وجد بعد التقييم الكامل أن حوالي ربع الأطفال الذين يعتقد أنهم مصابون بنوبات اختلاجية هم فعلياً يشكون من بعض الاضطرابات الأخرى. تشمل هذه الاضطرابات الأخرى الإغماء، وحبس النفس، وهلع الظلام، ومرض الشقيقة، والاضطرابات النفسية.

تعد نوبة الاختلاج الحموية febrile seizure النوع الأكثر شيوعاً من النوبات الاختلاجية عند الأطفال، وهي تحدث عندما تترافق العدوى مع ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).

وهذه هي الأسباب الأخرى لنوبة الاختلاج:

  • العدوى
  • الاضطرابات الأيضية
  • الأدوية
  • المخدرات
  • السموم
  • اضطراب الأوعية الدموية
  • النزيف داخل الدماغ
  • العديد من الأمراض التي لم يتم اكتشافها بعد.

أنواع الصرع عند الأطفال

يوجد العديد من الأنواع المختلفة من الصرع والتي يتم تمييزها عن طريق الأسباب، والامتداد، والتأثيرات. من بين هذه الأنواع، هناك نوعان رئيسيان من الصرع: الصرع المعمم، والذي تؤثر النوبات الاختلاجية فيه على الدماغ بالكامل، والصرع الجزئي (أو البؤري)، والذي تبدأ فيه نوبات الاختلاج في جزء معين من الدماغ.

لا يصيب الصرع المعمم منطقة معروفة في الدماغ تنشأ منها النوبة الاختلاجية. وهناك نوعان من الصرع المعمم:

  • الصرع المجهول السبب، والذي يتصرف فيه الدماغ على نحو طبيعي عادةً بين النوبات الاختلاجية ويكون سببها معروفاً،
  • الصرع المعمم الأعراضي، والتي يظهر فيه شذوذاً بنيوياً واضحاً يساهم في النوبات الاختلاجية.

تشمل النوبات الاختلاجية التي تنتج عن الصرع المعمم ما يلي:

الغياب Absence ، أو الصرع الصغير petit mal:

تمتاز هذه النوبات الاختلاجية بتوقف قصير للوعي والذي يستمر لمدة ثواني قليلة ويتسبب بحدوث تحديق أو ارتعاش في جفون المريض أو عضلات الوجه. تبدأ هذه النوبات الاختلاجية، والتي قد تحدث مئات المرات في اليوم، قبل سن الثانية وتنتهي بعد مرحلة الطفولة.

اقرأ أيضا:  كيف يساهم شرب الماء في علاج الأمراض؟

نوبات الاختلاج التوترية – الرمعية Tonic-clonic، أو الصرع الكبير grand mal:

تمتاز هذه النوبات الاختلاجية بفقدان كامل ومفاجئ للوعي وبتصلب الذراعين والرجلين، والتي تؤدي إلى سقوط الشخص (تسمى بالمرحلة التوترية) قبل أن تبدأ مرحلة التشنج الإيقاعي (المرحلة الرمعية). وعندما لا يتوقف الاختلاج، فربما يصبح اختلاجاً صرعياً ويتطلب هذا الاختلاج الخارج عن السيطرة الانتباه الطبي الفوري لمنع تلف الدماغ أو الوفاة.

نوبات الاختلاج التوترية

تشبه هذه النوبات الاختلاجية نوبات الاختلاج التوترية – الرمعية، لكنها لا تتبع التشنج الإيقاعي للمرحلة الرمعية.

نوبات الرمع العضلي Myoclonic seizures

تتضمن هذه الاختلاجات المعممة ارتجاجاً مختصر جداً مثل البرق، لأي جزء من الجسم دون فقدان للوعي.

نوبات الوانية Atonic seizures

يواجه الأشخاص المصابون بهذه النوبات الاختلاجية فقداناً مفاجئاً لحركة العضلات مما ينتج عنه انهياراً للشخص إلى الأرض، وقد تبدأ بالرأس أولاً في بعض الأحيان.

يتضمن الصرع الجزئي (البؤري) نوبات اختلاجيةً تبدأ من الجزء الأكثر تطوراً في نصف كرة المخ. ومع أن النوبة الاختلاجية تكون موضعيةً في بعض الأحيان، لكن بإمكانها أن تنتشر لتصبح اختلاجات معممة. تشمل نوبات الاختلاج الناتجة عن هذا الصرع، والتي ربما تنتشر وتصبح معممةً:

النوبات الجزئية المركبة (الهجمات النفسية الحركية psychomotor attacks)

غالباً ما تبدأ هذه النوبات بأورة aura، أو بتحذير عصبي، مثل الشعور بالخوف، أو برائحة كريهة، أو بتغير في الإدراك. وبعد الأورة، ربما يتغير الوعي، وقد يتوقف الكلام وربما يؤدي الشخص حركات تلقائية متكررة مثل المضغ، أو البلع، أو تململ اليد أو حركة بلا هدف من مكان لأخر.

النوبات الجزئية البسيطة

تؤثر هذه النوبات عادةً على المناطق الحركية أو الحسية من الدماغ، مؤديةً إلى حركات ارتجاجية في عضلات الوجه أو اليد، أو إلى أعراض حسية مثل رؤية وميض أضواء، أو سماع صوت هدير، لكن دون تغير في الوعي.

أعراض الصرع عند الأطفال :

تمتلك نوبات الاختلاج عند الأطفال أنواعاً عديدةً مختلفةً من الأعراض. قد يساعد الوصف الدقيق لنوع الحركة شاهداً، بالإضافة إلى مستوى الوعي عند الطفل، الطبيب في تحديد نوع نوبة الاختلاج التي كانت ولا تزال عند الطفل. الصرع عند الأطفال

· يعد التشنج المعمم العرض الأكثر درامية. ربما يخضع الطفل لارتجاج إيقاعي ولتشنج العضلات، وفي بعض الأحيان مع صعوبةً في التنفس، ودوران العيون. يصبح الطفل عادةَ نعساناً ومخلطاً بعد النوبة ولا يتذكر النوبة بعد ذلك .تعد هذه المجموعة من الأعراض شائعةَ في نوبات الصرع الكبير (المعمم) والصرع الحمي.

اقرأ أيضا:  الصرع أثناء النوم (الصرع النومي)

· يحدث عند الأطفال المصابين بنوبات الغياب (الصرع الصغير) فقدان للإدراك مع التحديق أو رفيف العينين، والذي يبدأ ويتوقف بسرعة. لا توجد هناك حركات تشنجية. ويرجع هؤلاء الأطفال إلى الحالة الطبيعية حالما تتوقف النوبة.

· تعتبر الحركات المتكررة مثل المضغ، أو لعق الأصابع، أو التصفيق، والتي تليها التشنجات شائعةً عند الأطفال الذين يعانون من نوع من نوبات الاختلاج تسمى بالنوبات الجزئية المركبة.

· عادةً ما تؤثر نوبات الاختلاج الجزئية على مجموعة واحدة فقط من العضلات، والتي تتشنج وتتحرك بشكل متشنج. وربما ينتقل التشنج من مجموعة من العضلات إلى أخرى. وتسمى هذه النوبات بنوبات مارس march seizures. وربما يتصرف الأطفال المصابون بهذا النوع من النوبات بغرابة أيضاً أثناء الحادثة. وربما يتذكرون أو ربما لا يتذكرون نوبات الاختلاج نفسها بعد أن تنتهي.

تشخيص الصرع عند الأطفال :

يتم استخدام التقنيات التشخيصية مثل ، الرسم الكهربائي للدماغ (EEGs)، و الفيديو البعادي للرسم الكهربائي للدماغ (vEEG)، والتصوير المقطعي المحوسب CT))، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (PET) ، والتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون وحيد، لتقييم وتصوير الشذوذات والمشاكل البنيوية المرتبطة بالصرع والتي قد يتم استهدافها لإجراء الجراحة. ربما نستخدم الاختبارات الفنية، والتي تشمل اختبارات الفسيولوجيا العصبية والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، واختبار وادا WADA، قبل الجراحة للتعرف على المناطق الحيوية من المخ وتحديد المخاطر المرتبطة باستئصال منطقة نوبات الصرع.

 

علاج الصرع عند الأطفال : 

تتم السيطرة بشكل جيد على معظم الأطفال المصابين بالصرع باستخدام الأدوية وينشأون بصورة طبيعية مع بعض القيود. ومع ذلك، يواجه بعض الأطفال نوبات اختلاجية خارجة عن السيطرة أو صرعاً عنيداً بصرف رغم العلاج المكثف بالمعالجة المضادة للصرع.

غالباً ما يؤخذ بعين الاعتبار جراحة الصرع أو الاستئصال الجراحي لمنطقة نوبات الصرع من أنسجة الدماغ. على الرغم من أنه في الماضي، كانت المعالجة الجراحية للصرع تؤخذ بعين الاعتبار فقط بعد مضي فترة طويلة من نوبات الاختلاج والمحاولات المتعددة للعلاج بالأدوية، يمكن الآن تحديد الأفراد الذين سيطورون صرعاً عنيداً بصورة مبكرة. وغالباً ما سيتم الأخذ بعين الاعتبار التقييم الجراحي عندما لا يستجيب الطفل لإثنين أو ثلاثة من الأدوية المضادة للصرع. وهناك تراكماً للأدلةً على أن الصرع الذي يتم علاجه جراحياً في سن مبكر قد يمنح نوعيةً أفضل للحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *