أعراض التهاب الأذن عند الرضع

سبق لكل الأمهات تقريباً وأن مررن بأوقات تألمن فيه عندما اختبرن معاناة طفلهن لأول مرة من التهاب الأذن. التهاب الأذن ثاني أكثر الأمراض شيوعاً عند الرضع بعد الزكام الشائع. لقد وجدت دراسة أمريكية كبيرة أن 23% من الأطفال يُصابون بالتهاب الأذن مع بلوغهم عامهم الأول، وأن أكثر من نصف الرضع يُصابون بالتهاب الأذن مع بلوغهم عامهم الثالث.

ما هو سبب التهاب الأذن عند الرضع؟

ترجع العدوى الأذنية إما لإصابة الأذن بجرثومة أو بفيروس. يحصل التهاب الأذن بعد تجمع السوائل في الأذن الوسطى خلف غشاء الطبل لتصبح بعدها ملتهبة.

يتم تفريغ أية سوائل تدخل إلى الأذن بسرعة في الأحوال الطبيعية عن طريق أنبوبي أوستاش، اللذان يصلان بين الأذن الوسطى ومؤخرة الأنف والحلق. لكن في حال انسداد أنبوبي أوستاش – وهذا يحصل غالباً عند الإصابة بالزكام أو التهاب الجيوب أو التحسسات – تُحتجَز السوائل في الأذن الوسطى.

تحب الجراثيم أن تنمو في الأوساط المعتمة والدافئة والرطبة. لهذا تشكل الأذن الوسطى الممتلئة بالسوائل بيئة مثالية لنمو الجراثيم. يسوء الالتهاب في غشاء الطبل وخلفه مع استفحال حالة العدوى، ما يجعل الإصابة مؤلمة أكثر. نطلق على الالتهاب المؤلم الذي يصيب الأذن عندها اسم التهاب الأذن الوسطى الحاد، ويتميز بحدوث تجمع للسوائل في الأذن واحمرار غشاء الطبل، وارتفاع بدرجة حرارة الرضيع.

يزيد استخدام المصاصة خطورة إصابة الرضيع بالتهاب الأذن، فقد وجدت إحدى الدراسات أن فرصة إصابة الرضع الذين لا يستخدمون المصاصة بالتهاب الأذن أقل بـ33% من الرضع الذين يستخدمونها.

فرصة إصابة الرضع بالتهاب الأذن أعلى لأن أنبوب أوستاش يكون عندهم قصيراً وأفقياً. ومع تقدم الأطفال بالعمر وصولاً إلى البلوغ، يتضاعف طول قناة أوستاش ثلاث مرات وتصبح عمودية بدل أفقية، وهذا يسمح بتفريغ السوائل بسهولة.

اقرأ أيضا:  علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار

أعراض التهاب الأذن عند الرضع

تتمثل أسهل طريقة كي تعرفي أن طفلك مصاب بالتهاب الأذن في ملاحظتك للتغييرات التي تطرأ على مزاجه.
فلو صار صغيرك سريع الاهتياج أو بدأ بالبكاء أكثر من المعتاد، عليك أن تراقبي وجود مشكلة ما عنده. وسيعطيك إصابة الطفل بارتفاع في درجة الحرارة (سواء أكانت طفيفة أو مرتفعة) دليلاً مهماً ثانياً على وجود مشكلة. تميل التهابات الأذن لأن تحدث عند الرضيع بعد إصابته بزكام أو التهاب الجيوب الأنفية ، لذلك يجب أن تبقي ذلك في بالك.
قد تلاحظين عنده الأعراض التالية أيضاً:

يسحب الرضيع أذنه أو يمسكها أو يجرها بقوة. قد يشير هذا إلى وجود ألم في أذنه. (يسحب الرضع آذانهم لأسباب أخرى كثيرة، فلو لم يكن يعاني من أي شيء آخر، فلا تقلقي فهو بخير).

الإسهال أو التقيؤ. يمكن للعامل الممرض الذي يتسبب بالتهاب الأذن أن يصيب جهازه الهضمي أيضاً ليصاب بالإسهال أو التقيؤ.

انخفاض الشهية. قد يتسبب التهاب الأذن بظهور تلبك معوي عند الرضيع. كما قد يتسبب بتألم الرضيع عندما يبلع طعامه أو يمضغه. يمكن أن يقوم الرضيع في حال إصابته بالتهاب الأذن بدفع صدرك أو القنينة بعيداً عنه بعد أن يأخذ رشفات قليلة فقط.

إفرازات صفراء أو بيضاء من الأذن. لا يحدث هذا عند معظم الأطفال المصابين بالتهاب الأذن، لكن وجودها يعطيك دليلاً أكيداً على إصابته بالتهاب الأذن. كما تعطي هذه الحادثة علامة على ظهور ثقب في غشاء الطبل (لا تقلقي لهذا الشيء، فالثقب سوف يلتئم بعد شفاء العدوى).

وجود رائحة كريهة. يمكن أن تشتمين رائحة كريهة تأتي من أذن طفلك.

صعوبة في النوم. يمكن أن يتألم الطفل أكثر عند استلقائه ما يجعل نومه صعباً.

اقرأ أيضا:  تناول زيت السمك أثناء حملك يعزز من صحة طفلك

ما هو علاج التهاب الأذن عند الرضيع؟

تشفى غالبية حالات التهاب الأذن من تلقاء نفسها. لكن يجب علاج الحالات الشديدة بالمضادات الحيوية. تنبه الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يتناقش الطبيب مع الأم حول ما هو أفضل للطفل، أهو المراقبة فقط في البداية، أو البدء بإعطاء المضادات الحيوية عندما تكون الأعراض ما زالت خفيفة.

كانت المضادات الحيوية تشكل خط العلاج الأول عند إصابة الطفل بالتهاب الأذن، إلا أن الأطباء صاروا حالياً يستخدموها بحذر أكبر. فقد يثير إعطاء المضادات الحيوية بعض المخاوف لأنها تجعل الرضيع معرضاً أكثر للإصابة بجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية.

قد يصف الطبيب لو كان عمر رضيعك ستة أشهر أو أكثر الباراسيتامول أو الإيبوبروفين من أجل تسكين الألم الحاصل بسبب التهاب الأذن عنده. (لا تعط طفلك الأسبرين أبداً، لأن هذا يعرضه للإصابة بمرض اسمه متلازمة راي، وهو اضطراب نادر لكنه قاتل).

لا تترددي بمراجعة الطبيب لو لاحظت أن حالة طفلك بدأت بالتدهور، أو إذا لم يبدأ بالتحسن بشكل ملحوظ بعد أيام قليلة. قد يبدأ الطبيب بإعطاء الرضيع المضادات الحيوية لو لم يبدأ بالتحسن بعد 48 أو 72 ساعة وسوف يطلب منك العودة للمتابعة بعد بضعة أيام. إذا لم يتحسن طفلك بعد بضعة أيام رغم أخذه للمضادات الحيوية، فقد يغير الطبيب المضاد الحيوي، أو قد يفحصه من جديد.

لو أعطى الطبيب كورساً من المضادات الحيوية لطفلك، فاحرصي على أن يأخذه كاملاً. وقد يتوجب عليك إجراء زيارة متابعة بعد بضعة أسابيع كي يقرر الطبيب مدى فعالية أدوية الطفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *