التهاب الأذن الوسطى المصلي ( وجود السائل في الأذن الوسطى )

التهاب الأذن الوسطى المصلي والذي يعرف أكثر باسم السائل في الأذن الوسطى، هو الحالة الأكثر شيوعاً التي تسبب فقدان السمع عند الأطفال. يحتوي الفراغ خلف طبلة الأذن على عظيمات السمع، ويملأه الهواءُ في الحالة الطبيعية مما يسمح بانتقال الصوت.

طبيب ع اذن التهاب مصليقد يصبح هذا الفراغ ممتلئاً بالسائل خلال الزكام أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي. وعند الشفاء من هذا الزكام، يفترض أن يُصَرَف السائل خارج الأذن من خلال القناة التي تصل الأذن الوسطى بالأنف: قناة يوستاكيوس.

لكن قناة يوستاكيوس لا تصرف جيداً لدى الأطفال، فيبقى السائل الذي تجمع في الأذن الوسطى محصوراً فيها. فيتباطآ انتقال الصوت عبر السائل ويتضاءل السمع. وربما يلاحظ الوالدان أن الطفل يُشغل التلفاز على الصوت العالي جداً، وربما يلاحظون أن طفلهم غالباً ما يرد على الأسئلة بـ (ماذا؟).

يبدأ الأطفال بالتحدث عادة ببعض الكلمات في سن الثامنة عشر شهراً. وبما أن الطفل يحتاج إلى السمع ليتعلم الكلام، فيمكن أن يؤدي فقدان السمع الناجم عن وجود السائل في الأذن الوسطى إلى تأخر الكلام، حيث يمكن أن يعاني الأطفال اللذين لديهم سائل في كلتا الأذنين من تأخر كبير في استخدام اللغة. كما يتعلم الأطفال الصغار أيضاً نطق الكلمات بسماعها عندما يتكلمها الآخرون.

وعندما يعاني الطفل من فقدان السمع، حتى لو كان خفيفاً، تُحرف الكلمات المنطوقة من قبل الأهل والإخوة لدى الطفل الذي لديه سائل في أذنيه، ويؤدي هذا الأمر لمشاكل في نطق الكلمات.

قد لا تكون هناك شكاوى تذكر لدى العديد من الأطفال، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الأقل من سنتين. ويمكن أن يظل السائل لفترة أشهر لدى الطفل، ولا يُكشف إلا في الزيارة الروتينية لعيادة أخصائي الأطفال. فغالباً ما ينتج السائل أعراضاً قليلة، إلا أنه قد يؤدي إلى عواقب كبيرة إذا لم تتم ملاحظته.

أسباب التهاب الأذن الوسطى المصلي

تصل قناة يوستاكيوس الجزء الداخلي من الأذن بالحلق، وتساعد هذه القناة على تصريف السائل لمنعه من التراكم في الأذن، حيث يخرج السائل من القناة ويتم ابتلاعه في الحلق. غالباً ما يكون السائل في التهاب الأذن الوسطى المصلي رقيقاً ومائياً.

كان يُعتقد في الماضي أن السائل يصبح أسمك كلما طال وجوده في الأذن. (“الأذن الصمغية” هو الاسم الشائع الذي أعطي لالتهاب الأذن الوسطى مع انصباب ذو السائل السميك). لكن يُعتقد الآن أن سماكة السائل تتعلق بالأذن نفسها، وليس بالفترة التي يبقى السائل فيها.

اقرأ أيضا:  نقل الدم لحديثي الولادة

أولاً – عدوى الأذن والتهاب الأذن الوسطى المصلي:

طبيب ع اذن التهاب مصلي 1

يرتبط التهاب الأذن الوسطى المصلي وعدوى الأذن بطريقتين:

  • بعد معالجة معظم إصابات عدوى الأذن، يبقى السائل (الانصباب) في الأذن الوسطى لأيام أو أسابيع قليلة.
  • عندما تنسد قناة يوستاكيوس جزئياً، يتراكم السائل في الأذن الوسطى، وتحتجز الجراثيم داخل الأذن وتبدأ بالنمو، وقد يؤدي هذا الأمر إلى عدوى الأذن.

ثانياً – زيادة السائل:

من الممكن أن تسبب الأمور التالية تورم بطانة قناة يوستاكيوس مما يؤدي إلى زيادة السائل:

  • الحساسية
  • المهيجات (خصوصاً دخان السجائر)
  • عدوى الجهاز التنفسي

ثالثاً – انغلاق أو انسداد قناة يوستاكيوس:

يمكن أن يُسبب ما يلي انغلاق أو انسداد قناة يوستاكيوس:

  • الشرب أثناء الاستلقاء على الظهر
  • الزيادة المفاجئة في ضغط الأذن ( كالهبوط في الطائرة أو على طريق جبلي)

لن يؤدي دخول الماء إلى أذن الرضيع إلى انسداد القناة.

التهاب الأذن الوسطى المصلي أكثر شيوعاً في فصل الشتاء أو في بداية الربيع، بيد أنه قد يحدث في أي وقت من السنة. قد يُصيب التهاب الأذن الوسطى المصلي الأشخاص في أي سن، وهو يحدث كثيراً لدى الأطفال تحت عمر السنتين، إلا أنه نادر الحدوث لدى حديثي الولادة.

يُصاب الأطفال الصغار بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الأطفال الكبار أو البالغين لعدة أسباب:

· تكون القناة أقصر، وأفقيةً أكثر، وأكثر استقامةً، ما يجعل دخول الجراثيم أمراً أسهل.

· تكون القناة أكثر مرونة، مع فتحات بالغة الصغر سهلة الانسداد.

· يُصاب الأطفال الصغار بالزكام أكثر لأن جهاز المناعة يستغرق وقتاً ليصبح قادراً على التعرف على فيروسات الزكام وصدها.

أعراض التهاب الأذن الوسطى المصلي

لا يشكو جميع الأطفال المصابين بالتهاب الأذن الوسطى المصلي من أعراض، ولا ينجم التهاب الأذن الوسطى المصلي عن عدوى ميكروبية. لذلك لا يشعر العديد من الأطفال المصابين به بالمرض ولا يبدو عليهم المرض.

غالباً ما تكون الأعراض خفيفةً أو في حدها الأدنى، وتختلف حسب سن الطفل.

تُعتبر مشاكل السمع إحدى الأعراض الشائعة في التهاب الأذن الوسطى المصلي. ويمكن اكتشافها من خلال تغيرات السلوك. على سبيل المثال، قد يقوم الطفل بتشغيل التلفاز بصوت أعلى من المعتاد، وربما يقوم أيضاً بشد أو سحب أذنيه.

غالباً ما يتم وصف الصوت بأنه مكتوم بالنسبة للأطفال الكبار أو البالغين. وقد يكون هناك شعوراً بامتلاء الأذن بالسائل.

اقرأ أيضا:  بعض المفاهيم الخاطئة حول تراكم الشمع داخل الأذن

تشخيص التهاب الأذن الوسطى المصلي

سيقوم الطبيب بفحص الأذن باستخدام منظار الأذن. تحتوي هذه العدسة المكبرة على نهاية مضاءة يتم النظر من خلالها إلى داخل الأذن.main.php

سيبحث الطبيب عن:

  • فقاعات هوائية على سطح طبلة الأذن
  • طبلة الأذن تظهر باهتة بدلاً من المظهر الناعم واللامع.
  • السائل المرئي خلف طبلة الأذن
  • طبلة الأذن التي لا تتحرك عندما ينفخ كمية صغيرة من الهواء داخلها.

هناك المزيد من الاختبارات المتطورة متوفرةٌ حالياً. يُعتبر قياس طبلة الأذن مثالاً على إحدى هذه الاختبارات. حيث يتم ادخال مسبار إلى داخل الأذن في هذا الاختبار. وهو يحدد كمية السائل الموجود خلف طبلة الأذن ومدى سماكته.

يمكن لمنظار الأذن السمعي أيضاً أن يُستخدم لكشف السائل في الأذن الوسطى.

علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي

غالباً ما يشفى التهاب الأذن الوسطى المصلي من تلقاء نفسه. لكن قد يزيد التهاب الأذن الوسطى المصلي المزمن من خطر الإصابة بعدوى الأذن. لذلك ربما يُوصي طبيبك بتناول جرعةً منخفضةً من المضادات الحيوية إذا كان المريض ميال للإصابة بعدوى أذن متكررة.

إذا كان المريض يشعر كما لو أن السائل لا يزال خلف أذنه بعد ستة أسابيع، فربما يحتاج لزيارة الطبيب مرةً أخرى. وقد يحتاج المريض لمعالجة مباشرة لتصريف السائل من أذنيه.

أنابيب الأذن إحدى أشكال المعالجة المباشرة. وهي تساعد على تصريف السائل من خلف الأذن.

قد يُساعد استئصال الغدانيات (اللوزة البلعومية) أيضاً في علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي أو الوقاية منها. حيث يمكن أن تسد الغدانيات تصريف الأذن عندما تتضخم.

المضاعفات والتأثيرات طويلة المدى لالتهاب الأذن الوسطى المصلي

لا يترافق التهاب الأذن الوسطى المصلي بضرر دائم للسمع، حتى عندما يتراكم السائل لفترة من الزمن. لكن إذا ترافق التهاب الأذن الوسطى المصلي مع عدوى متكررة للأذن، فقد تحصل المزيد من المضاعفات. وتشمل ما يلي:

  • عدوى أذن حادة.
  • تكوُن الكيسات في الأذن الوسطى
  • تندب طبلة الأذن
  • تلف في الأذن يسبب فقدان السمع
  • تأثر الكلام أو تأخر تعلم اللغة

يساعد العمل المستمر مع الطبيب على تقليص الأعراض طويلة المدى لحدها الأدنى وتقليل مدة علاج التهاب الأذن الوسطى.

من الضروري خصوصاً الانتباه لمشاكل السمع لدى الأطفال الصغار. فقد تسبب هذه المشاكل تأخراً طويل المدى في تعلم اللغة.

المصادر
medlineplus.govhealthline.comearsurgery.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *