الذئبة الحمراء ومرض الكلية (التهاب الكلية الذئبِي)

“الذئبة” اختصار لمرض يسمى الذئبة الحمراء “الحمامية” (lupus erythematosus) كلمة lupus  تعني الذئب (wolf) في اللاتينية ولذلك ترجمت: الذِّئبَة، وجاء هذا الاسم من كون المريض يُصاب بطفح جلدي يمتد فوق جسر الأنف فيأخذ شكل الفراشة عند بعض المرضى، ويعطي مظهراً يشبه عضة الذئب. وتُعرف الذئبة أيضاً بأنها مرض مناعي ذاتي (autoimmune)، ذلك لأن الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم من الأمراض عادة ، ينقلب على الجسم فيهاجمه ويلحق بأنسجته وأعضائه الضرر والأذى.

3d4medical_rm_illustration_of_kidneysيوجد نوعان للذئبة :

1- الذئبة الحمراء الجهازية (Systemic lupus erythematosus) التي قد تسبب الأذية للجلد والمفاصل والكلى والدماغ وتكون الإصابة في بعض الحالات قاتلة!
2- الذئبة الحمراء القرصية (discoid lupus erythematosus) وهذه تؤثر فقط على الجلد.

ما الذي يسبب الإصابة بالذئبة ؟

لا أحد يعرف حتى الآن ما الذي يسبب مرض الذئبة الحمراء تماماً،  قد تلعب مجموعة من العوامل دوراً في إحداثها، منها: القصة العائلية، وعوامل بيئية، كالفيروسات والجراثيم والمواد الكيميائية السامة والملوِّثات (كدخان المصانع، ودخان السيارات). ومع أنه يصيب النساء والرجال من كل الأعمار والأعراق بهذا المرض، غبر أن 90% من المرضى من النساء. وتقول الإحصائيات أن عدد الأمريكان المصابين بالذئبة هو 1.5 مليون.

ما هي أعراض الذئبة الحمراء ؟

تتفاوت الأعراض بتفاوت الأفراد، وقد تتضمن: طفح جلدي، وألم مفصلي، وتساقط الأشعار، والحساسية الضوئية، والتعب، وخسارة وزن، والحمى، وتضخم الغدد اللمفاوية، وألم صدري وإصابة عصبية.

للمزيد اقرأ : الذئبة الحمراء و أعراض الذئبة الحمراء

طبيب ع كليةكيف يمكن للذئبة الحمراء أن تؤذي الكلى ؟

قد تكون الأذية الكلوية الناجمة عن الإصابة بالذئبة خفيفة أو شديدة. فهي تسبب التلف لوحدات التصفية في الكلية (اسمها الكبيبات الكلوية  glomeruli)، وبما أن وحدات التصفية تقوم بتنظيف دمك من الفضلات، فإن تلفها يسبب سوء وظيفة الكلى أو انعدامها تماماً.

ستحدث أذية كلوية عند 90% تقريباً من المرضى المصابين بالذئبة الحمراء، بيد أن 2 إلى 3% من المرضى ستتطور لديهم إصابة كلوية شديدة لدرجة الحاجة إلى زرع كلية بديلة.

اقرأ أيضا:  الأطعمة التي يجب تجنبها لمرضى الكلى

قد تكون الإصابة الكلوية صامتة ولا تُظهر أية أعراض، ولكن قد يصبح لون بولك داكناً أو قد يحدث ألم في الخاصرة، أو ارتفاع ضغط الدم الشرياني، أو زيادة  في الوزن بسبب تراكم السوائل في الجسم، أو انتفاخ وتورم حول العينين، واليدين والقدمين.

كيف يمكنني أن أعرف إن كنت مصاباً بالذئبة أم لا ؟

سيقوم الطبيب بفحص جسدك، وأخذ القصة المرضية، وإجراء بعض الاختبارات الخاصة، كالأشعة السينية( x-rays)، والتحاليل الدموية لأضداد النوى (ANA).

كيف تُعالج الذئبة ؟

تُعالج الذئبة بالأدوية التي تكبت الجهازي المناعي للجسم، منها: البريدنيزون (prednisone)، أو الآزاتيوبرين (azathioprine)، أو السيكلوفوسفاميد (cyclophosphamide)، أو السيكلوسبورين (cyclosporine). وتتوفر أيضاً معالجة أحدث: البيليميوماب (belimumab) وهي أضداد وحيدة النسيلة (monloclonal antibody).
يمكن أيضاً استخدام الأدوية المضادة للملاريا للمساعدة في التحكم بسير المرض، ومنها الهيدروكسي كلوروكوين (hydroxychloroquine)، والكلوروكوين (chloroquine).

هل توجد تأثيرات جانبية لهذه الأدوية ؟

كلٌ من هذه الأدوية له تأثيراته الجانبية الخاصة به، والحمد لله أنّ هذه التأثيرات يمكن تدبيرها عادةً لدى معظم المرضى، ناقش هذه التأثيرات الجانبية لدوائك مع طبيبك.

هل هناك حمية معينة عليّ اتباعها ؟

أحياناً يلزمك اتباع الحمية.. إلّا أنه على جميع المرضى أن يتبعوا نظاماً غذائياً متوازناً، وعندما يكون المرض فعّالاً قد يتوجب عليك الخضوع لبعض القيود، وتحتاج لاستشارة طبيبك أو اختصاصي التغذية حول الحمية الأفضل بالنسبة لك.
إذا تطورت لديك أذية كلوية، فقد يتوجب عليك أن تأكل مقداراً أقل من البروتين والصوديوم (الملح)، وإن كان لديك ضغط دم مرتفع، عليك أن تتأكد من أخذك للدواء الموصوف لك وانتظامك عليه من أجل ضبط الضغط لديك.

كيف يمكنني معرفة فيما إذا كان المرض قد أضرَّ بكليتي ؟

يستطيع الطبيب أن يجري لك تحليل دم وبول لمعرفة فيما إذا كان لديك إصابة كلوية، يمكن لتحليل البول أن يكشف وجود بروتين، أو دم أو أشياء أخرى فيه تشير إلى وجود أذية كلوية، يمكن استعمال قيمة كرياتينين المصل (serum creatinine) المُقاسة في تحليل الدم لحساب معدل الرشح الكُبي للكلى (GFR)، والتي تشير إلى مدى كفاءة كليتيك في تنقية دمك من الفضلات والمواد السامة.

اقرأ أيضا:  الذئبة الحمراء Systemic lupus

ماذا يحدث في حالة الفشل الكلوي ؟

إذا حدث لديك فشل كلوي ، يمكنك تدبيره بإجراء غسيل الكلى (dialysis) أو بزرع كلية.
نتائج هذه المعالجات لدى مريض الذئبة، مشابهة لنتائجها عند مرضى الفشل الكلوي الناجم عن غيرها من الأسباب.
غالبية المرضى المصابين بالفشل الكلوي الذئبيّ أجروا زرع كلية. الأدوية المستخدمة في منع جسمك من رفض الكلية الجديدة المزروعة له، هي نفسها الأدوية المستخدمة في علاج الذئبة، وليس من المعتاد أن يعاود مرض الذئبة إصابته للكلية الجديدة، ففي معظم الوقت تبقى الذئبة غير فعّالة (في حالة همود). تعمل الكلية الجديدة عند مريض الذئبة بنفس الكفاءة التي تعمل بها عند غيره من المرضى.

كيف ستكون نتائج المرض على المدى الطويل ؟

معظم المرضى يتحسنون لفترة طويلة، وقد تحتاج إلى أخذ الأدوية لعدة سنوات، وحتى المرضى الأقل إصابة يجب أن يفحصوا أنفسهم طبياً بشكل دوري.

ماذا يتوجب عليّ أن أفعل لأساعد نفسي ؟

عليك أن تتعلم المزيد عن هذا المرض وعن العوامل التي تسبب هيجانه وإثارته، أحد هذه العوامل “التعرض لأشعة الشمس”، لذا عليك أن تتجنب العمل خارجاً بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة ظهراً، وإن كان الأمر حتمياً فعليك أن تضع واقياً شمسياً قوياً، وأن ترتدي قميصاً بأكمام طويلة، وقبعة ذات حواف واسعة. عليك اتباع إرشادات طبيبك بعناية، وأن تأخذ أدويتك وفقاً لتوجيهاته.
قد يسبب “التعب” أيضاً إثارة المرض لديك، لذا عليك أن تخطط لأنشطتك البدنية وفترات الراحة وفق جدول زمني. التمارين المخطط لها مفيدة لك.

يتطلب أيضاً المرض المزمن تفهماً ودعماً من أفراد الأسرة. عندما يكون المرض فعّالاً لدى مريض الذئبة فقد تتراجع قدرته على التعامل مع المهام المتعلقة بعمله خارجاً أو في المنزل. قدرتك على التعامل بمرونة مع الأمور تجعلك تقطع شوطاً طويلاً في تعلم كيفية التعايش مع مرض الذئبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *