الموز لمرضى السكري

يعد الموز من أشيع الفواكه الصحية واللذيذة للغاية. فهو من الفواكه الغنية بالألياف، ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تساعد على علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وتنظيم ضغط الدم. لكن ما مدى أمان الموز لمرضى السكري ، وهل تناول الموز يرفع سكر الدم أم هو آمن وصحي؟

ينصح إخصائيو التغذية بأن يحوي غذاؤنا اليومي الكثير من الفاكهة والخضار. لكن إذا كنت من مرضى الداء السكري فإن هذه النصائح قد تجعلك محتاراً خاصةً بالنسبة للفاكهة. من المهم لمرضى السكري أن يحافظوا على استقرار مستوى سكر الدم قدر المستطاع. فإن التنظيم الجيد لسكر الدم يساعد على منع أو على الأقل إبطاء حدوث بعض أهم الاختلاطات الخطيرة للداء السكري.

لهذا السبب فإن تجنب أو الحد من الأطعمة التي تسبب ارتفاع حاد في سكر الدم هو شيء أساسي لهؤلاء المرضى. لذا نجد أن معظم السكريين يؤمنون أنه يجب عليهم عدم تناول الفاكهة بسبب محتواها من السكريات.


هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، معظم أنواع الفاكهة تحتوي نسبة منخفضة من السكر لا تؤثر على مستوى سكر الدم للمريض، فعند تناولها بشكل مناسب ومنتظم يكون لها فوائد متعددة لأجسامنا حتى لو كنا من مرضى الداء السكري.

الفوائد الغذائية للموز

يتفق الجميع على مذاق الموز الشهي، لكن هل له فوائد غذائية لصحتنا؟
يحتوي الموز بشكل عام على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والصوديوم، ونسبة عالية من الألياف.
موزة واحدة متوسطة الحجم تحتوي على:
• 105 سعرات حرارية.
• 27 غراماً كربوهيدرات.
• 422 ملليغراماً من البوتاسيوم.
• 10 غراماً فيتامين C.
• 1.3 غراماً من البروتين.
• 1 غراماً من الصوديوم.
• 3 غراماً من الألياف.
• 14 غراماً من السكر
• 6 غرامات من النشاء
• بالإضافة إلى المغنيزيوم، المنغنيز والفيتامين B6.

أهمية الموز لمرضى السكري: هل الموز صحي لهم؟

للموز سمعة سيئة لدى مرضى السكري بسبب مذاقه الحلو. وحقيقة أن موزة متوسطة الحجم تحوي تقريباً 30 غراماً من الكربوهيدرات (بما يعادل قطعتين من الخبز)، ولكن هل يجب عليهم الامتناع عن تناول هذه الفاكهة المحببة؟ لا، ليس بالضرورة، ويعود ذلك لعدة أسباب، أهمها:

  1. المشعر السكري (GI):
    هو مقياس لارتفاع سكر الدم بعد ساعتين من تناول أحد الأطعمة الحاوية على الكربوهيدرات، وكلما ارتفع هذا المشعر كان هذا الطعام أكثر خطورة في رفع نسبة سكر الدم للمريض. الكربوهيدرات في الموز تكون على شكل سكر، ألياف ونشاء، والمشعر السكري GI للموزة الناضجة يبلغ 51 والذي يعد قياساً منخفضاً (المشعر أقل من 55 يعني أن الطعام لن يرفع سكر الدم)، أما الموزة الناضجة جزئياً فإن المشعر السكري لها كان 42 وهذا أفضل من سابقه، أما في الموز مفرط النضج فإن المشعر بلغ 62 لذا يجب عليك الحد من تناوله.
    إذاً كلما زاد نضج الموز ارتفعت نسبة السكر فيه وتسبب في ارتفاع سكر الدم.
  2. الموز الأخضر والنشاء المقاوم:
    النشاء المقاوم وهو سكريات طويلة السلسلة حيث تقاوم عملية الهضم وتعمل بشكل مشابه للألياف، فلا تسبب ارتفاعاً في سكر الدم، بل تعمل على السيطرة عليه عبر تحسين عمليات الاستقلاب وتغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء.
    الموز أخضر اللون أو الغير ناضج تماماً، يحتوي على نسبة أقل من السكر ونسبة عالية من النشاء المقاوم، وقد تعددت الدراسات التي تؤكد فائدة هذا النوع من الموز لمرضى السكري من النمط 2 خاصةً، ودوره في زيادة حساسية للأنسولين والحد من الالتهابات لديهم.
  3. الألياف في الموز:
    أحد الأسباب التي تجعل الموز ذي فائدة هامة لمرضى السكري هو احتوائه على الألياف، لما لها من دور أساسي في إبطاء عملية الهضم وامتصاص الكربوهيدرات، بالإضافة إلى توليد الإحساس بالشبع وتنظيم إفراز هرمونات وحموض المعدة.
  4. الفيتامين B6 :
    الموز غني أيضاً بالفيتامين B6 والذي له أهمية كبيرة خاصةً عند مرضى الداء السكري، فقد ثبت ارتباط الاعتلال العصبي السكري بعوز هذا الفيتامين لديهم، وهذا ما يلزم مرضى السكري بالحرص على توفر هذا الفيتامين ضمن وجباتهم اليومية.
اقرأ أيضا:  دهون الارداف تؤثر سلبا علي صحة النساء

ما هي أنواع الموز؟

هناك أكثر من 1000 نوع مختلف من الموز، ويمكن أن تكون قد شاهدت بعض هذه الأنواع في بلدك، فبماذا يتميز كل نوع منها؟


موز كافنديش: وهو أكثر أنواع الموز شيوعاً، فهو الموز الذي يبدأ باللون الأخضر ثم يتحول إلى الأصفر، وكلما نضج هذا النوع أكثر زادت حلاوة مذاقه أكثر وأكثر. ثم يتحول قشره إلى اللون البني وهنا يصبح طري جداً ومناسباً لصنع الحلويات.


موز أصابع السيدة : وهو يختلف بأنه أرفع وأقصر من سابقه، وله قشر أصفر فاتح ويظهر عليه بقع سوداء عندما يكتمل نضجه، هذا النوع من الموز يتميز بطراوته وحلاوته، وحجمه المناسب كوجبة للأطفال.


الموز الأحمر: وهو أقصر وأسمن الأنواع، وعند نضجه تصبح قشرته باللون الأحمر القرميدي ومذاقة حلو جداً.


موز الجنة أو الموز الأخضر: هذا النوع أكبر من باقي الأنواع ويحوي مستويات عالية من النشاء وقليلة من السكر، مما يجعله مشابه للبطاطا، يتم قطف هذا النوع قبل نضجه عندما تتلون قشرته باللون الأخضر. ويستخدم بكثرة في الطبخ خاصة عند سكان المناطق الاستوائية، أما إذا ترك لينضج فإنه يتحول للون الأصفر ويصبح حلو المذاق.

كيف نضيف الموز إلى الوجبات اليومية؟

إذا كنت تحب تناول الموز وتعاني من الداء السكري، إليك بعض الطرق التي تدخل الموز إلى برنامجك الغذائي دون أن ترفع سكر الدم:


احسب الكربوهيدرات في وجبتك:
يجب أن تحتوي وجبة مريض السكري على 30-60 غراماً من الكربوهيدرات، وإضافة 15-30 غراماً آخرين ضمن وجبة خفيفة. لذا تبعاً لهذا الهدف، يمكنك بسهولة إضافة موزة واحدة إلى خطتك الغذائية، بتحقيق توازن بين الموز ومصادر الكربوهيدرات الأخرى.


اختر حجم الموزة المناسب:
يتوفر الموز بأطوال وأحجام مختلفة، ومن البديهي أن الموز الطويل يحوي كمية أكبر من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، لذا وتبعاً لكمية الكربوهيدرات التي نهدف إليها يومياً، عليك تناول نصف موزة فقط، أو اختر موز أصابع السيدة الذي يكون أقصر ويحتوي فقط 20 غرام من الكربوهيدرات.

اقرأ أيضا:  العلاقة بين مرض الزهايمر والسكري


اختر اللون الأخضر:
إذا وجدت أن الموزة الناضجة عالية الكربوهيدرات بالنسبة لبرنامجك اليومي، يمكنك اختيار الموز الأخضر الأقل نضجاً ، والذي يحوي نفس الكمية من الكربوهيدرات، لكنه يكون على شكل نشاء مقاوم للهضم الذي لا يرفع سكر الدم كباقي الأنواع.


أضف القليل من الدسم أو البروتينات:
يمكنك إبطاء الارتفاع في سكر الدم بفعل الكربوهيدرات بإضافة مصدر لأي من البروتين أو الدسم، كأن تشارك موزة مع زبدة الفستق، الشوفان، بيضة أو وجبة من اللبن.


شاركه مع القرفة:
تساعد القرفة على تنظيم إفراز الأنسولين بعد الوجبات، وهي غنية بمضادات الأكسدة. فتحافظ على استقرار مستوى سكر الدم. لذا إذا أردت اختيار وجبة للتحلية يمكنك رش القليل من القرفة على شرائح الموز.


• أخيراً لا تنسى أهمية النشاط الفيزيائي. كالمشي، ركوب الدراجة أو التمارين الرياضية لحرق السعرات الحرارية وخفض سكر الدم بعد تناول وجبتك الغذائية.

هل هناك مخاطر في تناول الموز لمرضى السكري؟

إذا كنت ملتزماً بحمية قليلة الكربوهيدرات، فإنه من الأفضل تجنب تناول الموز تماماً. أما في حال الحمية الطبيعية لمرضى السكري، سيكون الموز إضافة صحية هامة لوجبتك اليومية.
إذاً الموز لمرضى السكري غير مؤذي أبداً، بل قد يكون له دوراً فاعلاً العلاج. لذا لا تتردد في إضافة الموز إلى وجباتك اليومية باعتدال، واحرص دائماً على استشارة طبيبك لوضع أفضل برنامج غذائي لك.

المصادر
How Bananas Affect Diabetes and Blood Sugar LevelsFruitCan people with diabetes eat bananas?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *