طريقتان تحافظ بهما على رهافة فكركَ

د. فادي رضوان

يساعدُ النّشاطُ الجسديّ المنتظم في الحفاظ على سلامة القلب والكليتين والعضلات، ويمكنه أن يتصدّى لزحف الشّيخوخة. وبطريقةٍ مشابهةٍ جدّاً، يساعدكُ تمرين دماغكَ في الحفاظ على رشاقتكَ الذّهنيّة وعلى سلامة ذاكرتكَ. وهنا نوردُ طريقتين يمكنكَ بهما أن تنشّطَ دماغكَ.

اشغل نفسكَ وشارك من حولك

وجدت دراسة لمؤسّسةُ ماك آرثر حول الشّيخوخة الفعّالة (وهي دراسة طويلة الأجل عن الشّيخوخَة في أميركا) أن مُستوى التّعليم كان أقوى المنبئات عن مستوى القدرة العقليّة مع تقدُّم الشّخص بالعمر. فكلّما ارتفع مستوى التّحصيل العلميّ للفرد، ارتفع احتمال أن يُحافظ على ذاكرته ومهاراته الفكريّة. كما بيّنَ بحثٌ آخر أنّ الأشخاص الّذين يشغلون مهن تتألّفُ من عمل مركّب، مثل التحدّث معَ الآخرين أو توجيههم أو مفاوضتهم، كان خطر إصابتهم بفقد الذّاكرة (الخرَف) أقل من الأشخاص الّذين تتطلّب مهنهم ذكاء أقلّ.

يبدو أنّ ليس عدد سنوات التّعليم النّظامي أو نوع الوظيفة ما يفيد الذّاكرة بحدّ ذاته، بل أنّ تلك الأمور تمثّل عادات تمتدّ مع الشّخص طوال عمره من التعلّم والانخراط في نشاطات ذكيّة محفّزة للعقل.

ينبّه خصب الفكر والتّعلّم الدّماغ على تشكيل روابط أكثر، وستزداد مُرونة الدّماغ أكثر كلّما زادت تلك الرّوابط. وهذه هي الطّريقةُ الّتي تساعد بها عادة التعلّم طوال العمر والمشاركة في نشاطاتٍ مثيرة للعقل “مثل تعلّم لغة أو مَهارَة جديدة” في المحافظة على رَهافة العقل.

صل علاقاتك

تشكيل صلات وثيقة مع الآخرين والمحافظة عليها طريقةٌ أخرى تمكّنكَ من الحفاظ على مَهاراتك العقليّة وذاكرتك. هناك العديد من الطّرق الّتي تمكّنُ المُشاركة الاجتماعيّة من القيام بذلك. فغالباً ما يسيرُ التفاعلُ الاجتماعيّ والنّشاطات الّتي تزجّ بالعقل جنباً إلى جنب (كما في النّشاطات التّطوعيّة وتعليم أطفال المدرسة). وتعطي العلاقات الاجتماعيّة كذلك دعماً في أوقات الشّدّة، ما يخفّفُ من التّأثيرات المُدمّرة التي قد تخلّفها الشّدّة على الدّماغ.

اقرأ أيضا:  الخلايا الجزعية قد تساعد في علاج السكري

قد يأتي الدّعم الاجتماعيّ من العلاقات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الأقارب أو مقدّمي الرّعاية، بالإضافة لدعم المجتمع الدّينيّ أو من باقي المجموعات المنظّمة.

من المعروف أنّ نشاطات المُشاركة الاجتماعيّة تُقدّمُ فائدةً مميّزة. فقد قامت دراسة أجرتها هيئة خبرة بالتيمور بتصنيف المتطوّعين إمّا في قائمة انتظار (مجموعة شاهدة) وإمّا في مجموعة تساعدُ أطفال مدرسة ابتدائية في الصفّ أو في المكتبة. أشارت النّتائجُ المبكّرة إلى أنّ المشاركين الذين شاركوا في البرنامِج لعديد من الأشهر تحسّنت عندهم الوظيفة الجسميّة التّنفيذيّة والذّاكرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *