هل كثرة تناول السكريات يسبب مرض السكر؟

يعتبر مرض السكر من النوع الثاني أحد أشيع الأمراض المزمنة المنتشرة في العالم وخاصةً بين الشعوب الغنية. قد يؤدي الاستهلاك المفرط للسكريات إلى أمراض عديدة مثل السمنة، الأمراض القلبية الوعائية ومشاكل صحية أخرى. ولكن هل كثرة تناول السكريات يسبب مرض السكر من النوع الثاني؟

وبينما يعد أمراً واقعاً أن تناول مقادير عالية من السكريات قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكر فإنه لا يتعدى جزءاً من مجموعة من العوامل. فالعديد من العوامل تدخل في أسباب الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني مثل أسلوب الحياة، العوامل الوراثية والنظام الغذائي بشكل عام.

ما هي عوامل الخطر في الإصابة بمرض السكر؟

هناك مجموعة من العوامل التي ثبت ارتباطها بخطر أكبر للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني خاصةً ومن هذه العوامل:

وزن الجسم

أظهرت الدراسات أن السمنة أو وزن الجسم الزائد هو أحد أهم العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر حدوث مرض السكر من النوع الثاني. وإذا فقد مريض السمنة ما يقارب 5-10% من وزن جسمه فإن هذا الخطر ينخفض بدرجة كبيرة.

النشاط اليومي

وجد أن الأشخاص الذين يعيشون نظام حياة خامل يملكون خطراً مضاعفاً تقريباً للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني مقارنةً بمن يعيشون حياةً نشيطةً. فممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من الرياضة متوسطة الشدة فإن هذا الخطر يزول تقريباً.

التدخين

يسبب التدخين خطراً مضاعفاً للإصابة بمرض السكر إذا ما تم تدخين أكثر من 20 سيجارة يومياً. والامتناع عن التدخين يقلل من هذا الخطر.

العوامل الوراثية

للعامل الوراثي أثر كبير على خطر الإصابة بمرض السكر فإصابة أحد الوالدين يترافق بنسبة 40% من خطر الإصابة. بينما إصابة كلا الوالدين يزيد من خطر حدوث مرض السكر بنسبة 70% لدى الأبناء.

هل كثرة تناول السكريات يسبب مرض السكر؟

مجموعة كبيرة من الدراسات وجدت أن الأفراد الذين يتناولون المشروبات الغنية بالسكريات بشكل اعتيادي يملكون خطراً يصل إلى 25% أكثر من غيرهم في الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. بل أن شرب كوب واحد يومياً من المشروبات السكرية يزيد من خطر الإصابة بالسكر بنسبة 13% بغض النظر عن أي زيادة مرافقة في الوزن.

بالإضافة إلى ذلك فإن الدول التي يكون استهلاك السكريات فيها كبيراً تملك أكبر المعدلات في انتشار مرض السكر. بينما الدول الفقيرة يلاحظ فيها معدلات أقل للإصابة بالسكري.

كيف تؤثر كثرة تناول السكريات على الجسم؟

مازالت العلاقة بين كثرة تناول السكريات ومرض السكر غير واضحة تماماً حتى مع التحكم بتأثير كل من الوارد من السعرات الحرارية، وزن الجسم، الاستهلاك الكحولي و التمارين الرياضية. فعلى الرغم من أن هذه الدراسات لم تثبت العلاقة بينهما فإنه هناك ارتباط قوي محتمل. فكثر من الباحثون يعتقدون بتأثير مباشر وغير مباشر لتناول السكريات على خطورة الإصابة بالسكر.

اقرأ أيضا:  السكر في البول ( البول السكري )

فهي تزيد الخطر بشكل مباشر بسبب تأثير سكر الفركتوز على الكبد مثل التسبب بتشحم الكبد، التهابه وزيادة المقاومة على الأنسولين. مما قد يحرض انتاج غير طبيعي للأنسولين من البنكرياس وزيادة خطر الإصابة بالسكر من النوع الثاني.

ثم أن تناول مقادير عالية من السكريات قد يزيد خطر مرض السكر بشكل غير مباشر بالتسبب بزيادة الوزن وارتفاع نسبة الشحوم في الجسم. وكلهما يعدان عاملان منفصلان يزيدان من خطر الإصابة بالسكر من النوع الثاني.

هل للسكريات الطبيعية نفس التأثير؟

بينما ترتبط كثرة تناول السكريات المضافة بخطر أعلى للإصابة بمرض السكر فإن السكريات الطبيعية ليس لها نفس التأثير. هذه السكريات هي التي تجدها في الفاكهة والخضراوات ولا تضاف للمنتجات أثناء التصنيع. توجد السكريات الطبيعية عادةً برفقة مجموعة من المركبات والعناصر الغذائية مثل الألياف، الماء، مضادات الأكسدة وغيرها. وبالتالي يكون هضمها وامتصاصها بطيئاً ولا تسبب ارتفاعاً كبيراً في سكر الدم.

بالإضافة إلى ذلك فإن الفاكهة والخضراوات تحمل نسبة قليلة من السكر بالنسبة إلى وزنها مقارنةً بالأطعمة الحاوية على السكريات المضافة. بل أن هناك مجموعة من الدراسات وجدت أن تناول وجبة واحدة على الأقل يومياً من الفاكهة قد يقلل خطر الإصابة بالسكر بنسبة 7-13% مقارنةً بعدم تناول أي فاكهة.

كثرة تناول السكريات يسبب مرض السكر
كثرة تناول السكريات لها العديد من الأضرار

ما الأضرار الأخرى التي تسببها كثرة تناول السكريات؟

علاقة كثرة تناول السكريات بمرض السكر من النوع الثاني ليست واضحة تماماً ولكن علاقتها ببعض الأمراض الأخرى أكثر وضوحاً. فقد ربطت الدراسات بين التناول المفرط للسكريات مع خطر مرتفع للوفاة بسبب الأمراض القلبية الوعائية. حيث وجدت أن الأشخاص الذين يحصلون على 25% من السعرات الحرارية اليومية من السكر يملكون خطراً مضاعفاً للموت بأمراض قلبية.

أما الأمراض الأخرى التي ترافق كثرة تناول السكريات فهي كالتالي:

  • أمراض الكبد مثل تشحم الكبد غير الكحولي.
  • السرطانات.
  • التبدلات الهرمونية.
  • ارتفاع نسبة الشحوم والكوليسترول في الدم.
  • السمنة واكتساب الوزن.
  • الأمراض المزمنة مثل متلازمة المبيض عديد الكيسات.
  • الالتهابات المزمنة وضعف المناعة.

ما مقدار السكر الذي ينصح بتناوله يومياً؟

يحتاج الجسم إلى الجلوكوز لأداء وظائفه على أكمل وجه. وفي الواقع يوجد الجلوكوز في مجموعة واسعة من الأطعمة ومن الصعب جداً تجنبه. لكن لا داعي لإضافة سكر زائد إلى الوجبات والمشروبات ويمكن اللجوء لاستبدال العصائر مثلا بالفواكه الطازجة.

 وقد تم وضع الحدود القصوى للسكر المضاف يومياً على الشكل التالي:

  • للرجل معتدل الطول والوزن: بما لا يتجاوز 9 ملاعق شاي، 36 جرام أو 150 سعرة حرارية من السكر يومياً.
  • للنساء معتدلات الطول والوزن: بما لا يتجاوز 6 ملاعق شاي، 25 جرام أو 100 سعرة حرارية من السكر.
اقرأ أيضا:  أعراض السكر المنخفض

ويعد تخفيض نسبة السكر لأقل من 10% من مجموع الوارد من السعرات الحرارية اليومية طريقة أخرى للتحكم بالاستهلاك اليومي للسكر.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني؟

هناك مجموعة من الخطوات والطرق بالإضافة إلى تجنب كثرة السكر ضمن النظام الغذائي اليومي للوقاية من مرض السكر من النوع الثاني.

الألياف تساعد على الوقاية من السكر

الفاكهة والخضراوات، الحبوب الكاملة والأرز البني تعد مصادر غنية بالألياف المغذية والتي تعتبر وسيلة فعالة للوقاية من الإصابة بالداء السكري. الأطعمة الغنية بالألياف يتم هضمها ببطء فتساعد على منع ارتفاع معدل السكر في الدم فوق القيم الطبيعية. بالإضافة إلى أنها تسبب الشعور بالشبع مما يمنع الشخص من تناول سعرات حرارية إضافية.

وقد وجدت الدراسات أن تناول مقدار كافي من الألياف يومياً يحمي من العديد من الأمراض مثل السكتات القلبية وسرطان القولون. لذا ينصح بوارد يومي من 38 جراماً من الألياف للرجال و25 جراماً منها للنساء.

إضافة المزيد من النباتات قد يساعد

بينت العديد من الدراسات أن الالتزام بنظام غذائي معتمد على النباتات يترافق بخطر أقل للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. خاصةً إذا ما تم الامتناع عن الأطعمة الضارة مثل الطحين الأبيض والسكر. فهي تماثل العلاج الدوائي في الفعالية العلاجية في المرحلة ما قبل السكر وتساعد في الوقاية من الإصابة بمرض السكر.

الرياضة للوقاية من مرض السكر

بعض التغييرات في أسلوب الحياة قد تحدث فرقاً كبيراً في إنقاص خطر الإصابة بمرض السكر. فإذا كنت تملك سوابق عائلية للإصابة بالسكر فإنك قادر على السيطرة على هذا المرض قبل حدوثه والحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم.

التمارين الرياضية لها دور هام في الوقاية من السكر لذلك يجب محاولة الوصول إلى 30 دقيقة يومياً من الرياضة متوسطة الشدة ولخمسة أيام في الأسبوع. وهي تعد بقوة بعض أدوية السكر في خفض مستويات السكر في الدم. ثم أنها تحفز الخلايا على الحساسية لهرمون الأنسولين وامتصاص السكر من الدم.

إذا هل كثرة تناول السكريات يسبب مرض السكر؟ لا فلم يتم إثبات ذلك في الدراسات السابقة. ولكن السكريات تعد من العوامل التي تزيد الوضع سوءاً وتهيء الظروف الملائمة لتطور مرض السكر. لذا تجنباً لهذا الخطر قلل من استهلاكك للسكريات المضافة والأطعمة الحاوية على نسبة عالية من السكريات. واستبدلها بالالتزام بأسلوب حياة صحي معتمد على النباتات والألياف ومتصف بالنشاط البدني اليومي.

المصادر
Does Sugar Cause Diabetes? Fact vs FictionCan you get diabetes from eating too much sugar?Does Sugar Cause Diabetes? An Expert Debunks the Myth Once and for All

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *