مرض السكر النوع الثاني و صحة الجلد

اعتلال الجلد السكري

إلى جانب اهتمام مريض السكر بضبط سكر الدم، سوف يولي الكثير من الاهتمام بتفاصيل صحة أعضاء معينة في جسمه، مثل العينين والجهاز الدوراني والكليتين والجلد. وتقول الجمعية الأمريكية لمرض السكر أن المشاكل الجلدية تعطي أول إشارة مرئية على الإصابة بمرض السكر، علاوة على أن المرض يجعل المشاكل الجلدية الموجودة سابقاً أسوأ، وقد يتسبب بمشاكل جلدية جديدة أيضاً.

مرض السكر من النوع الثاني عبارة عن اضطراب استقلابي مزمن يؤثر على طريقة تعامل جسمك مع السكر (الغلوكوز). ويحدث هذا إما عندما يرفض الجسم الأنسولين، أو عندما لا يصنع كميات كافية منه للحفاظ على مستويات سكر الدم الطبيعية.

صحيح أن مرض السكر من النوع الثاني أكثر شيوعاً بكثير بين كبار السن، لكنه يصيب الأطفال والمراهقين أحياناً. وتتضمن عوامل خطورة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني البدانة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكر وقلة الحركة.

كيف يؤثر مرض السكر من النوع الثاني على الجلد ؟

عندما ترتفع مستويات سكر الدم لمقادير عالية ولفترة طويلة، تحدث عدة تغييرات في الجسم والتي تؤثر على صحة الجلد. يُزال السكر من الجسم عن طريق البول. عندما يرتفع السكر في الدم، يزداد معدل التبول، وهذا يؤدي إلى التجفاف وجفاف الجلد.
كما يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى حدوث حكة السكر و الإصابة بالالتهاب، والذي يؤدي بمرور الوقت إلى حجب الاستجابة المناعية أو الإفراط في تنشيطها.
وقد يتسبب ارتفاع مستوى السكر كذلك بحدوث تلف في الأعصاب أو الأوعية الدموية، ما يقلل جريان الدم. يمكن أن يغير انخفاض جريان الدم بنية الجلد، لاسيما الكولاجين فيه، ويصبح الجلد دون وجود شبكة كولاجين معافاة قاسياً وضعيفاً في بعض الحالات. والكولاجين ضروري أيضاً في عملية شفاء الجروح.

الأمراض الجلدية الحاصلة بسبب مرض السكر

تترافق العديد من الاضطرابات الجلدية مع ارتفاع السكر في الدم أو عدم ضبطه. ومع أن معظم الأمراض الجلدية الحاصلة بسبب السكري غير مؤذية، غير أن أعراض بعضها قد يكون مؤلماً ومتواصلاً وقد يحتاج لعناية طبية.

ضبط سكر الدم هو الخيار العلاجي الأفضل لمعظم الأمراض الجلدية الحاصلة بسبب مرض السكر. وقد نستخدم أدوية كورتيزونية أو كريمات موضعية أو أدوية أخرى لعلاجها. وتتضمن الأمراض الجلدية المرافقة لمرض السكر ما يلي:

الشواك الأسود Acanthosis nigricans


يتميز هذا المرض بظهور أشرطة داكنة اللون على مناطق الجلد الناعمة، لاسيما في الطيات القريبة من جذر الفخذ أو في مؤخرة الرقبة أو في الإبطين. وقد يكون هذا المرض علامة على الإصابة بالسكر.

اقرأ أيضا:  مرض السكري من النوع الثاني

يصيب الشواك الأسود نحو 75% من البدينين المصابين بمرض السكر، وتخسيس الوزن أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالشواك الأسود.

الصدفية

مرضى السكر معرضون للإصابة بالصدفية أكثر بمرتين من غيرهم.
تظهر لدى مرضى السكر بقع متقشرة وحاكة على جلدهم. ويمكن أن يعاني بعض مرضى الصدفية من تغيرات على أظافرهم. كما يصاب بعض مرضى الصدفية بالتهاب المفاصل الصدفي، والذي قد يسبب ألماً شديداً في المفاصل.
تتضمن الخيارات العلاجية للصدفية تغييرات نمط الحياة وكريمات ومراهم الكورتيزون وضبط سكر الدم بشكل جيد وتحديد وزن الجسم وأدوية بيولوجية فموية أو عن طريق الحقن.

تصلب الجلد السكري Sclerederma diabeticorum

تتميز هذه الحالة بتثخن الجلد الذي يظهر عادة في أعلى الظهر ومؤخرة الرقبة. تصلب الجلد السكري حالة نادرة تصيب البدينين غالباً. تتضمن العلاجات أدوية فموية مثل السيكلوسبورين. ويمكن أن نستخدم في بعض الأحيان معالجة ضوئية خاصة.

تحدد حركة المفاصل والجلد الشمعي

يصبح الجلد عند المصابين بهذه الحالة مشدوداً وله شكل يشبه الشمع، لاسيما في اليدين والأصابع، وهذا يسبب تحدد حركة المفاصل وانكماشات في الأوتار أحياناً.
تتمثل أفضل طريقة للوقاية من هذه الحالة في ضبط سكر الدم بشكل جيد.

الفقاعات السكرية

تشير هذه الحالة رغم ندرتها إلى الإصابة بمرض السكر دائماً. يظهر عند من يصابون بهذه الحالة قرحات فقاعية غير منتظمة الشكل تتوزع عشوائياً على القدمين والرجلين.
يتراوح قطر الفقاعات من 0.5 إلى 17 سنتمتر، وهي غير مؤلمة وقد تكون مفردة أو تتجمع في رقع.

الخيار العلاجي الفعلي الوحيد هو ضبط سكر الدم جيداً. ويتعين على من تظهر تلك الفقاعات عندهم تجنب ثقبها كي لا تصاب بالعدوى. وهي تشفى عادة دون أن تخلف ندبة.

اعتلال الجلد السكري أو البقع الظنبوبية

تتميز هذه الحالة بظهور بقع دائرية حمراء أو بلون بني فاتح فوق عظم الظنبوب عادة أو على أجزاء عظمية أخرى من الجسم. وتكون هذه البقع خشنة وعليها قشور عادة.
يصاب 39% من مرضى السكر باعتلال الجلد السكري. وتحدث الحالة بسبب تلف الأعصاب والأوعية الدموية.
اعتلال الجلد السكري حالة غير ضارة ولا تستلزم معالجة عادةً.

القرحات السكرية

قد تتحول الجروح الكبيرة في بعض الأحيان إلى قرحات مفتوحة اسمها القرحات السكرية.
يمكن أن تحدث القرحات السكرية في أي مكان من الجسم، غير أنها تظهر على القدمين عادة. يصاب 15% من مرضى السكر بقرحات السكري.

اقرأ أيضا:  اكتشاف مرض السكر بدون تحليل

اللويحة الصفراء Xanthelasma

يتميز هذا المرض بظهور أفات صفراء متقشرة على الجفنين أو قربهما. وترتبط هذه الحالة بارتفاع سكر الدم ومستويات الدهون. ولو أنها يمكن أن تظهر عند أشخاص ليس عندهم أي مشكلة في سكر وشحوم الدم.
تتضمن معالجة اللويحة الصفراء إجراء تعديلات على النظام الغذائي وأدوية تخفيض الشحوم.

البلى الحيوي الشحماني السكري Necrobiosis lipoidica diabeticorum

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

تبدأ الآفات عادة على شكل اندفاعات صلبة صغيرة تتطور إلى لويحات أكبر من جلد شمعي قاسي أصفر أو بني اللون.
تكون اللويحات غير مؤلمة عادة ويكون الجلد المحيط بها شاحباً جداً. تصبح الآقات شمعية بشكل تدريجي ويصبح لها حواف أرجوانية. الآفات غير مؤلمة لكنها قد تخلف ندوباً.
تكون الآفات نشطة أحيانا وهامدة أحيانا بحسب ضبط سكر الدم.
يصف الطبيب أدوية فموية وموضعية لعلاج هذه الحالة.

الورم الحبيبي الحلقي Granuloma annulare

تتميز الحالة بظهور اندفاعات محمرة أو بلون الجلد تنتشر إلى الخارج بشكل حلقات وتحصل أساساً على اليدين والأصابع والساعدين. وقد تكون مفردة أو متعددة.
الحالة غير مؤذية ولها أدوية لمعالجتها لو كانت مزعجة أو لو كانت حالات مستمرة.

علاج الاضطرابات الجلدية الناجمة عن مرض السكر

مع أن مرض السكر ليس له علاج شاف حتى الآن، لكن هناك الكثير من الإجراءات التي تساعد على ضبط مستويات الغلوكوز مثل تغييرات نمط الحياة والأدوية الموصوفة أو التي تباع دون وصفة والعلاجات البديلة.

العلاجات المتاحة دون وصفة

يوجد بعض العلاجات التي تباع دون وصفة طبية من أجل معالجة الاضطرابات الجلدية الناجمة عن مرض السكر من النوع 2 مثل:

  • الهيدروكورتيزون.
  • المضادات الفطرية مثل clotrimazole.
  • الأدوية الكورتيزونية الموضعية.

الأدوية الموصوفة

تكون بعض الأمراض الجلدية من الشدة بحيث تستلزم أن يصف الطبيب لها أدوية معينة، من مثل:

  • المضادات الحيوية (الموضعية والفموية) لعلاج حالات العدوى الجلدية.
  • أدوية مضادة للفطريات أقوى.
  • المعالجة بالأنسولين من أجل تنظيم أصل الاضطراب الجلدي.

العلاجات البديلة

يتوافر علاجات بديلة لمن لا يرغبون بالعلاجات الموصوفة أو لا يحتاجونها من أجل علاج الاضطرابات الجلدية المرتبطة بمرض السكر من النوع الثاني. وتتضمن العلاجات البديلة:

  • بودرة التالك عندما يحتك الجلد بأجزاء أخرى من الجسم (الإبطين، خلف الركبتين).
  • لوشن من أجل تنعيم البشرة الجافة فهذا يخفف الحكة.
  • استخدام الألوي فيرا موضعياً.

يجب أن تستشير الطبيب قبل استخدام أي علاج بديل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *